حرف الياء
*
ياسَمِين: « ع » هو صنفان: أبيض وأصفر. والأبيض أطيبهما رائحة، وأقواهما حرارة
ويبوسة. وقوّته من الحرارة واليبوسة في آخر الدرجة الثانية، أو في أول الدرجة
الثالثة. وهو نافع للمشايخ ومن كان مزاجه باردًا، صالح لوجع الرأس الحادث من
البلغم والـمِرّة السوداء الحادثة من عُفُونة ولوجع الرأس الحادث من بَرْد ورياح
غليظة، مقوّ للدماغ، محلِّل للرطوبات البلغمية. وينفع من اللَّقوة، ومن الشقيقة.
وإذا دقّ رطبًا كان أو يابسًا ووضع على الكَلَف أذهبه. والأصفر منه محلِّل مسخِّن
لكل عضو بارد، ونافع للمزكومين، مصدِّع للمحرورين، ويصلح استعمال دهنه في الشتاء.
وإذا أخذ زهره وسُحِق وشرب من مائه ثلاثة أيام، في كلّ يوم مقدار أوقية، قطع نزف
الأرحام. مجرَّب. وإذا استعمل يابسًا وذُرّ على الشعر الأسود بيضه. « ج » ويقال:
ياسَمُون. ويسمى سِجِلاَّط. وهو أبيض، وأصفر، وأُرجوانيّ؛ والأبيض أسخنه، وبعده
الأصفر. وهو حارّ يابس في الثالثة. وهو يلطف الرطوبات، ويذهب الكلَف، ويحلل
الصُّداع البلغميّ إذا شُمّ، وينفع أصحاب اللَّقوة والفالج، ويفتح السدَد، وينفع
عِرْق النَّسا، وكثرة شمه تورث الصُّفار، ورائحته مُصَدِّعة. ويصلحه الكافور. « ف
» مثله. وهو يلطِّف الرطوبات، وينفع المشايخ دهنه، وينفع الأورام الباردة إذا طلي
عليها مرارًا. والشربة من جِرْمه: أربعة دراهم. ولم يذكره ديسقورِيدوس ولا
جالينوس.
*
ياقُوت:
« ع » هو ثلاثة أصناف: أصفر، وأحمر، وكحْلِيّ. فالأحمر أشرفها وأنفسها. وهو حجر
إذا نفخ عليه بالنار ازداد حسنًا وحمْرة، فإن كان فيه نقطة سوداء نقص سوادها.
والأصفر منه أقل صبرًا على النار. وأما الكُحْلىّ فلا صبر له على النار البتة.
وجميع أنواع اليواقيت لا تعمل فيها الـمَبارد. ويقال إن الياقوت يمنع جُمود الدم
إذا علق. وأما طبعه فيشبه أن يكون معتدلاً. وأما خاصيته في تفريح القلب وتقويته
ومقاومة السموم فأمر عظيم. وهو يفرّح القلب إمساكًا، وإذا جُعل على الفم، لخاصية
فيه. « ج » أجوده الأحمر الرمَّانيّ. وهو ينفع من الوَسْواس والـخَفَقان وضعف
القلب. وقيل إنه يمنع جمود الدم إذا عُلِّق على الإنسان. « ف » أصنافه كثيرة
مختلفة الألوان. وأجودها الأحمر الرَمَّانيّ. وهو معتدل مائل إلى الحرارة، ينفع من
الوَسْواس السَّوْداويّ، وضعف القلب. والشربة منه: دانق.
*
يَبْرُوح: « ع » هو صنفان: أحدهما يعرف بالأنثى، ولونه إلى السواد، وورقه مشاكل لورق
الخسّ، إلا أنه أدقّ منه وأصغر. وهو زَهِم رائحة، ينبسط على وجه الأرض، وعند الورق
ثمره شبيه بالغُبَيراء، وهو اللُّفَّاح، أصفر طيب الرّائحة، وفيه حبّ شبيه بحبّ
الكُمثرى، وليس له ساق. والصنف الآخر يعرف بالذكَر، وهو أبيض، وله ورق يشبه ورق
السِّلْق، ولونه ولُفَّاحه ضِعف لُفَّاح الصنف الأول، وأشدّ بياضًا من لونه، يشبه
الزَّعفران، طيب الرائحة مع ثقل. وقوّة اليبروح: بارد في الدرجة الثالثة، وفيه مع
هذا حرارة يسيرة، فأمَّا لُفَّاحه ففيه أيضًا رطوبة، فهو لذلك يحدث السُّبات. وأما
قِشْر أصل اليبروح فقويّ، مبرّد. وأما نفس الأصل الذي تحت القِشْر فضعيف. ومن
الناس من يأخذ الأُصول ويطبخها بشراب، إلى أن يذهب الثُلُث، ويصفيه ويرفعه، ويأخذ
منه مقدار قوانوس، ويستعمله للسهر وتسكين الأوجاع، ولمن أراد أن يبطل حِسّ عُضو إن
احتاج إلى قطعه أو احتاج إلى الكَيّ. وإن شُرب من هذا الدواء مقدار أُويولوسَيْن
بالشراب الذي يقال له ماء القَراطن قَيَّأ بلغمًا ومرّة، كما يفعل الـخَرْبَق. وإن
أخذ منه مقدار كثير قَتَل. وإن أخذ منه مقدار نصف أُويُولُوس واحتمل، أدرّ الطمث،
وأخرج الجنين. وإذا صُيِّر في الـمَقعدة في شكل الفَتيلة أنام. واللُّفَّاح بارد،
وفيه رطوبة فَضْلية، نافع من السَّهر، صالح لأصحاب الـمِرّة الصَّفْراء، محمود في
شَمِّه لا في أكله. وهو يُخْدِر وينوّم، وإن أُكْثِر من أكله عرض منه الاختناق
وحمرة الوجْه وذهاب العقل. وينفع منه أن يُسْقَى آكله سَمْنًا وعَسَلاً ودُهْنًا،
ويتقيأ. واللُّفَّاح هو الشاهْترَج. وهو يَهيج النعاس، وإذا أكثر من أكله قتل.
وبدل الشاهْترَج إذا عدم وزنه من بزر البَنْج. « ج » يسمى سابِيزج. وهو أصْل
اللُّفَّاح البريّ. وهو اسم لأصل غيره من اللُّفَّاح. وهو شبيه بصورة إنسان. فلذلك
سُمِّي يَبْرُوحًا، فإنه اسم صنم، وهي لفظة سُرْيانية، معناها أنه يعوده الروح.
وهو خشب كالقُسْط الكبير. وأجوده الرَّزِين. وهو بارد في الثالثة، يابس في أولها،
مخدّر، وله دَمْعة وله عُصارة، وعصارته أقوى. ومن أراد قطع عُضو منه لفساد لحقه
سقي منه في شراب، فإنه يُسْبِت. وهذا الأصل قيل من خواصه أنه إن طبخ به العاج ست
ساعات ليَّنه وسهَّل قياده، وإن دُلك بورقه البَرَش أسبوعًا ذهب به، من غير أن
يقرِّح الموضع. ويجعل على الأورام الصُّلْبة والدُّبيلات والخنازير، ويجعل ضِمادًا
لوجع المفاصل. ودَمْعته تسكن وجع العين المفرِط، ويعرض عن شربه ما يعرض عن
الأفيون. وشر ما في اللُّفَّاح قُشوره. وشمّ الأبيض الورق منه يُسْبِت وينوّم. « ف
» اليبروح هو أصل اللفَّاح البريّ، شبيه بصورة إنسان، أجوده الحديث الصَّنَمّي
الشكل. وهو بارد يابس في الثالثة، لبنه0 يسهل المرار والبلغم، وكذلك دمعته. وهذا
الدواء أحد السموم القاتلة، وينبغي أن يُحذر منه، ولا يسقى إلا على حَذَر وتوقّ.
*
يَبْروح صَنَميّ: « ع » مذكور في رسم سِراج القُطْرب.
*
يَتُوع:
« ع » اليَتُوع: كلّ ما كان له لبن حارّ يقرّح البدن، كالسَّقمونيا والشُّبْرُم
واللاعية. ويقال إنها سبعة أصناف: صنف معروف بالذكر، وهو أقواها، ويسمى باليونانية
قُوسليطس. وهو اليَتُوع الذكَر، ومنه صنف يسمى الأنثى، وهو باليونانية قُوسِيطس.
وله ورق شبيه بورق الآس، ومن أنواعه العُشَر، والـمَاهُودَانهْ، والـحِلْتِيتا،
والدُّلْب والشُّبْرُم، وغيرها، ومنها نوع يسمى بالكَبْوة، لا تخلو منه الـمَزارع،
أحمر الساق، مستدير الورق، ويخرج منه لبن كثير، ويقرب فعله من فعل السَّقَمُونيا.
وله أوراق مُتكاثِفة على قُضْبان حُمْر مدوّرة، خارجة من أصل واحد. ونباته بقرب
الأنهار، وجميع اليَتوع قوّتها الكبيرة قوّة حادّة، وفيها مع هذا مَرارة؛ وأقوى
شيء منها لبنها، وبعده بِزرها، وورقها. وفي أصولها أيضًا شيء من هذه القوّة، وليس
ذلك في الجميع بمتساو، وأصول اليتوع إذا طبخت بالخلّ أذهبت وجعَ الأسنان، ولا سيما
المتآكلة، ولبنها أشدّ فعلاً في ذلك إلا أنه إن نال الفم قَرّحه، وأحرق المكان،
لأن لبن اليتوع في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن، وهذه درجات الأشياء
التي تحرق، فلذلك صار لبن اليتوع إذا طلي به على موضع الشعر من البدن، حلق الشعر،
ولكن لشدّة قوّته يحتاج إلى أن يخلط معه زيت، فإن فعل ذلك مرارًا كثيرة بطلت أصول
الشعر، ولم تنبت، ولهذه القوّة صار يقلع الثآليل المتعلقة والمنكوسة، والـخِيلان،
واللحم الزائد والنابت إلى جانب الأظافير، والتُّوت، ويجلو القوابيَ والجرَب،
وينقي القروح المتآكلة والمتعفنة متى استعمل في الوقت الذي ينتفع به فيه،
وبالمقادير النافعة منه. وهو يقلع الصَّلابة التي تكون حول النواصير. وورقه وبزره
يفعل ما يفعله لبنه، إلا أنهما أضعف من فعل اللبن، وهذا اللبن والبزر إذا طرحا في
ماء قائم وفيه سمك أسكره وأطفاه، إذا كانا مدقوقين. ولبن اليتوع يخلِّف الـمِرّة
قريبًا مما تخلفها قِثاء الحمار والسَّقمونيا، والذي يعطي من لبنه فوق أربع
قَطَرات أو خمس، فينبغي أن يعجن ذلك بالسويق، ويبلغ سريعًا، فإنه إن طال إمساكه في
الفم قرّح الفم واللسان وما حوله. ولبن اليتوع حارّ حِرّيف، قريب الشَّبَه من
السَّقمونيا. ومقدار الشربة منه إذا أصلح: من دانق إلى أربعة دوانيق، وإن طال مكثه
نقص فعله. وقوم يأخذونه من شجره، ويخلطونه بدقيق الشعير، فإن أصبته على هذه الصفة
وأردت إصلاحه، فامزجه بشيء من النَّشاسْتَج، ولُتَّه بدُهن اللوز الحلو أو دهن
البنفسج، وإن أصبته على وجهه فاخلطه بالنَّشاسْتَج، ولُتَّه بدُهن الورد، وأصلح ما
يمزج به من الأدوية: الورد المطحون، ورُبّ السَّوْسَن والصَّبِر والتُّرْبُد
والهَليلج والأفْسنَتين والغافِت أو عُصارتهما، والملح الهنديّ، والزعفران،
والنَّشاستج وإذا مزج ببعض هذه الأدوية أصلح المزاج، ونفع من حُمَّيات الرِّبْع،
وأسهل الماء الأصفر إسهالاً نافعًا، وإذا سقي على وجهه من غير إصلاح أفسد المزاج،
وهيج الوجه، وأعقب وجع الكبد وفساد المعدة، وقلَّة الاستمراء للطعام. « ج »
اليتوع: هو كلّ نبات له لبن دارّ مسهل محرِق مقطِّع. والمشهور منه هو العُشَر
والشُّبْرمْ واللاعية والعَرْطَنِيثا والمازَرْيُون ونِيطافَلُون، وهو ذو الخمسة
الأوراق، والماهودانهْ. وأكثر الغرض في لبنها، وقد يوجد من أصناف اليَتُوع ما هو
خارج عن هذه المشهورة، مثل آذان الفأر، وضرب من اللَّبلاب والعَرْفج البريّ. وإذا
أطلق الأطباء قولهم: اليتوع، فإنما يريدون به لبن اللاعية، لأنه أسلم اليَتُوعات.
على أنه خَطر أيضًا. ومن اليَتُوع ذكر وأنثى، وأقواهما الذكَر، وتشبه قضبانه قضبان
الزيتون، وينبت في وُعور الجبال. والأنثى أكبر من الحشيشة المعروفة بآذان الفأر،
ويثمر سنة ولا يثمر في الأخرى، وثمرته لذاعة اللسان، تشبه الجوز. وأصنافه كثيرة،
كلها رديئة. وأقوى ما في اليَتُوع لبنه، ثم بزره، ثم أصله، ثم ورقه. وهو حارّ يابس
في الرابعة. ومنه ما يكون في الثانية إلى الثالثة. ولبنها يَحلق الشعر إذا لطخ
عليه، وخاصة في الشمس، وما ينبت بعد ذلك يكون ضعيفًا، وإذا كرّر على الموضع لم
ينبت البتة، ويجعل مع الزيت ليكسر عادِيَته. وإذا نُقط على السنّ المتآكلة فتتها
وأسقطها، ويقلع البواسير، ويسهل البلغم والأخلاط الغليظة. وإذا قطر منه على التين
قطرتان أسهل إسهالاً كافيًا، وكذلك في الـخُبز وفي السويق. وإن نقع في شراب عتيق
يومًا وليلة وصُفِّي وشرب، أسهل بغير أذى. وقيل إن بدله في إسهال البلغم والمائية:
مثل نصفه: سَكْيبنَج. وكلّ اليَتُوعات إذا استعملت على غير الوجه الصحيح، والتدبير
المستقيم، والحذر الشديد، كانت قتالة. « ف » كلّ نبات حادّ فيه سَمِّية هو
اليَتُوع. وأجودها الشُّبْرُم والمازَرْيُون. وهو حارّ يابس في الرابعة، يسهل
البلغم والـمِرّة، وكذلك ورقه. والشربة منه إلى دانِق. واليَتُوع سبعة، وهي:
العُشَر، والشُّبْرُم، واللاعية، والعَرْطَنِيثا، والـمَاهودَانَهْ
والـمَازَرْيُون ونِيطافلُون وكلها قتالة، وأكثر الغرض منها في لبنها. وأصولها
بالخلّ تحلّ الصلابة التي تكون حول النواصير، وتجلو القُوَباء، وتصلح القُروح
المتعفنة، والسنّ المتآكلة، إذا وقع في القيروطيّ، وقد تقدم شرح لبنها وورقها
وأصولها، وما قاله عبد الله وسواه فيها.
*
يَرَاع:
« ع » هو القَصَب الفارسيّ. وقد تقدم ذكره.
*
يُرَامِع: « ع » هو الهِلْيَوْن. وقد تقدم ذكره.
*
يَرْنأ:
« ع » هو الـحِنَّاء. وقد ذكر.
*
يَرْبوع: « ع » لحم اليربوع يغذو غذاء كثيرًا، ويلين البطن.
*
يَشْف:
« ع » ويقال: يَشْب. زعم قوم أنه جنس من الزَّبَرْجد. منه ما لونه شبيه بلون
الزبرجد، ومنه ما لونه شبيه بلون الدُّخان، كأنه شيء مدخِّن. ومنه ما لونه فيه
عروق بيض صقيلة. ويقال له الكوكبيّ. ومنه ما لونه شبيه بلون الحبة الخضراء، وقد
يظن أن هذه الأصناف كلها تصلح أن تعلَّق على الرقبة أو على العَضُد للتعويذ، وفي
الفخذ لعُسْر الولادة. وقد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيتين مثل هذه الخاصية التي
في حجر اليَشْب الأخضر: أنه ينفع الـمَرِيء وفم المعدة إذا علق في الرقبة، ولا
يكاد أن يبلغ فم المعدة، وزعم قوم أن اليَشْب هو حجر الدَّهْنَج. وزعم قوم أنه
ياقوت حَبَشِيّ ملوّن، ويسمونه بالمشرق أبو قَلَمُون، وقوم يُصَحِّفونه ويقولون:
حجر البُسَّذ، وهو خطأ.
*
يَعْضِيد: « ع » قيل إنه النبات المسمي باليونانية: خُنْدَرِيليّ. وهو نوع من
الهِندَبا، وقد ذكره في حرف الخاء المعجمة. وقال: اليَعْضيد: بقلة ورقها ما بين
ورق الخسّ البريّ وورق النِّسْرين البريّ. وسوقه قصار، وارتفاعها على الأرض نحو
الشبر. ومنه ورق يشبه الهِندَبا البُسْتانيّ إلا أنه أصغر وأصلب، وحروف الورق
مُشَرَّفَة مشوِّكة لينة، والزهر شديد الصفرة، وطعمه مرّ بيسير قَبض. وقد تقدم ذكر
أصناف الهِندبَا البريّ والبستانيّ.
*
يَقْطِين: « ع، ج » هو القَرْع عند عامة
الناس. واليقطين: يقع على كلّ شجرة لا تقوم على ساق، مثل اللَّبلاب وما أشبه.
*
يَلَنْجُوج: « ع، ج » هو العود الهنديّ الذي
يُتَبخر به. وقد مضى ذكره في حرف العين.
*
يَمام:
طائر معروف. وهو الشُّفْنين. قد ذكر في الشين المعجمة.
*
يَنْبُوت: « ع، ج » هو خَرْنوب الـمِعزَى.
وقيل إنه الـخُرْنوب النَّبَطيّ. ومن الينبوت نوع شجرته عظيمة، كشجرة التفاح
الكبير، وورقها أصغر من ورق التفاح، ولها ثمرة أصغر من الزُّعرور، سوداء شديدة
الحلاوة والسواد، ولها عَجَمة. وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة، وقيل إن يبسه في
الثانية، وقيل إنه حارّ، وفيه قوّة مقيئة بغير لذع. وهو يمنع الـخِلْفة، وطبيخه
يقتل البراغيث إذا رُشّ في البيوت. وقد اختلف فيه، والصحيح أنه الـخُرنوب
النَّبَطيّ، وهو يمنع الـخِلْفة إذا شرب ماؤه، ويمنع إفراط نفث الدم إذا أكثر من
أكله. وقشر أصل الينبوت يفتت الأسنان العفِنة، ويمنع من وجعها، ويقلعها بلا حديد.
« ف » هو الـخُرْنوب النبطيّ، ويبسه أشدّ من الثاني. وأجوده الحديث الطريّ. وهو
معتدل في الحر والبرد، ويمنع الـخِلْفة، وينفع من تقرّح الأمعاء والسَّحْج. والشربة
منه: درهم. وإذا طلي به على الـمَقعدة بالعسل نفع من النواصير والبواسير، وإذا نتف
الشعر وطلي به على أثره ودلك به، لم ينبت فيه شعر. وهو يزيد في شهوة الباءة
والإنعاظ. « ز » واليَنْبوت يبدل بعفص غير
مثقوب، وقيل بالخرنوب عن بعضهم.
*
يَنْتُون: « ع » هو الثافِسْيا. وقد ذكر الثافسيا في حرف الثاء، وغلط من قال إن
الثافسيا هو صمغ السَّذاب الـجَبَليّ والبريّ. « ج » هو الثافسيا. وهو صمغ
السَّذاب الجبليّ. وهو حارّ يابس، يسهل البلغم. وقد تقدم ذكر الثافسيا في موضعه من
هذا الكتاب، والله سبحانه أعلم بالصواب.
وهنا انتهى الغرض المقصود من كتاب « المعتمد » المختصر من كتاب « الجامع لقوى الأغذية
والأدوية » وبالله التوفيق، وهو حسبنا
ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد
وآله وصحبه وسلم.