حرف الضاد

*  ضَأن: « ع » لحوم الضأن أكثر غذاء من المعْز، وأكثر إسخانًا وترطيبًا، وأكثر فضولاً. والدم المتولد منه أمتن وألزج وأسخن من الدم المتولد من لحوم المعز. ولحوم الضأن أوفق لأصحاب الأمزاج المائلة عن الاعتدال إلى البرودة، ومن يعتريهم الرياح، وفي الأزمان والبُلْدان الباردة، ولمن يكدّ ويرتاض كدًّا معتدلاً، ويحتاج إلى قوّة وجَلَد. ولحوم الـحُمْلان أرطب من لحوم الضأن، بحسَب قرب عهدها بالولادة. ولحوم الـحُملان المحرَق نافع للسّع الحيات والعقارب والـجَرّارات، ومع الشراب للكلْب الكلِب. ورماده ينفع بياض العين، وهو جيد للبهَق طلاء. ومرارة الضأن تصلح لما تصلح له مرارة الثور، غير أنها أضعف. وبعر الضأن إذا تُضُمد به مع الخلّ أبرأ من الشَّرَى والثآليل واللحم الزائد المسمى بالتوت. وإذا خلط بموم مذاب بدهن ورد أبرأ من حرق النار. « ف » معروف. ولحم الـحَواليّ الطريّ أجوده. وهو حارّ رطب في الأولى. ينفع من المعدة المعتدلة، ويزيد في شهوة الجماع. ولحم الـحَواليّ أغذى من لحم الصغار. ويعمل من يحتاج إلى تبريد بالخلّ. ولحم الخرفان يولد غذاء كثيرًا. وهو حارّ رطب، إلا أنه يولد البلغم. ويستعمل منه بقدر الحاجة.

*  ضَبُع عَرْجاء: « ع » هذا حيوان يشبه الذئب، إلا أنه إذا جرى كأنه أعرج، ولذلك سمي العَرْجاء. ولحمه حار يابس في الثانية، مثل لحم الكلاب. وإذا أمسك إنسان في يده حنظلة فرت الضِّبعان عنه. وإذا أخذ أحد أسنانها وأمسكها معه، ومرّ بالكلاب لم تنبحه، وإذا طعم الموسْوَسون دمها نفعهم، وإذا دِيفت مرارتها مع مثلها دهن أقحوان، ووضعا في إناء نحاس، وترك ثلاثة أيام، ثم طلى به العين المشتكية في كلّ شهر مرتين، أزال بياضها بتاتًا، وكلما عَتُق هذا الدُّهن كان أجود. وإذا طلي الوجه بمرارتها مع شحم أسد صفي اللون، وأزال كلفه وصقله. وإذا اكتحل بمرارتها وحدها أحدّ البصر. وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها إذا أحرق وسحق بزيت، ودهن به دبر المأبون أذهب الأُبنة عنه. وإذا أخذت الضبع وألقيت في دهن وقتلت فيه غرقًا، ثم طبخت في الدهن أو تطبخ في الماء والشَّبْث والحمَّص، نفع من وجع المفاصل وتعقدها، فإن جلس العليل المزمن في الزيت نفعه من جميع علل المفاصل، وأزال النقرس، وأذهب الرياح الغليظة، ومخ ساقه إذا ديف بزيت إنفاق، وطلي به على النقرس، نفع منفعة عظيمة. وجلد الضبع إذا شدّ على بطن امرأة حامل لم تسقط وإن كانت تسقط، وإن جلِّد به مكيال وكِيل به البِزْر أمن ذلك الزرع من سائر الآفات، وإن جُلِّد به قدح وجعل فيه ماء وقرب ممن نَهَشه كلْب كلِب، شربه ولم يفزع منه. « ج » حارّة يابسة في الدرجة الثانية. وطبيخها بالماء والشِّبْث والحمص ينفع من وجع المفاصل وتعقدها إذا جلس فيه منفعة بينة. « ف » مثله. لحمه ينفع من برد المعدة ومن الحميات البلغمية والسوداوية، يذهب بالصفار والأوجاع الباردة.

*  ضبّ: « ج » يقارب الوَرَل في أفعاله، ويقارب الـحِرْدَون. وبعره يُطلى به الكلَف والنَمش، ويقلع بياض العين. « ف » حيوان قريب الشكل من الوَرَل. وهو في بادية العرب، أجوده ما كان متوسطًا إلى الصغر. ولحمه أحرّ وأيبس من لحم الورل، ولحمه يقوّي شهوة الجماع، وزِبله لابتداء نزول الماء في العين. الشربة: خمسة دراهم.

*  ضدخ: « ع » هو اليَرْبُوز. وهي البقلة اليمانية. وقد ذكرت في حرف الباء.

*  ضِرْو: « ع » الضِّرو: من شجر الجبال، وهي مثل شجر البلوط، إلا أنها أنعم، وتثمر عناقيد مثل عناقيد البُطْم، ويطبخ ورقه حتى ينضج، ثم يصفى عنه الماء، ويردّ إلى النار، ويطبخ حتى يعقد، فيصير كأنه القُسْط، ويرفع، فيعالج به لخشونة الصدر والسعال. وفيه عفوصة، ويظهر عَلَكه صغيرًا، ثم لا يزال يربو حتى يصير مثل البطيخة. وقال: ويسيل أيضًا من الضِّرو حليب أسود لزج مثل القار. ومساويك الضرو طيبة نافعة، وكذلك العَلَك يقع في العِطر، ويشبهها شجرة البُطْم. وقال قوم: الضِّرو الحبة الخضراء. وقد زعموا أن الكَمكام ورق شجر الضِّرو، وقيل لحاؤُها، وهو من أفواه الطيب، وكذلك عَلَك الضرو. وقال: صمغ الضرو يعرف بالكَمكام. وهو حارّ في الدرجة الثانية، يابس في الأولى، جلاّء محلِّل جذّاب طيب الرائحة. وقال: صمغ ضِرو اليمن يضرب إلى السواد، يشبه الصمغ، متراكب بعضه على بعض، ينحو إلى ريح اللُّبان والـمُصْطَكا، ويقع منه كثير في الندّ والبرمكية والمثلثة، وخاصة دهن حبه: طرد الرياح البلغمية. وقال: الضرو نافع من استطلاق البطن والقُلاع غاية النفع. وقال: شجرة الضرو يستخرج من ثمره دُهن كثير. ومنفعته طرد الرياح، وشفاء الأمغاص إذا شرب، ويدهن به. وهو مجفف محلل، وإذا طبخ ورقه بالدهن وقطر في الأذن نفع من وجعها، وإذا طبخ بماء وتمضمض بماء طبيخه شدّ اللثة، وأزال بلغمها، وإن طبخ من أطرافه الغضة بالماء إلى أن تخرج قوّته في الماء، ثم يصفى ويشرب من صفو الماء مقدار أوقيتين أو ثلاث، على قدر قوّة العليل، قيأ قيئًا عظيمًا، وأخرج البلغم عن المعدة بقهر، من غير أن ينال من ذلك كثرة مضرة. وإذا أحرق من غضّ ورقه قبضة حتى يكون رمادًا، أو خلط بماء وطبخ أيضًا جيدًا، ثم صفي وشرب منه صاحب وجع الخاصرة مقدار ثلاث أواق، أبرأه. وفحم خشبه إذا حشي به الجراحات شدّها، وقطع دمها، ونفع منها، وخاصة في جِراح الختان. وبدل ضِرو اليمن: ضرو الأندلس. « ج » هو نبات يشبه نبت الجبال، ويجلب من اليمن. وشجره عظيم، وصمغه يجلب من مكة، وهو كاللاذَن في قوّة الطيب، يدخل في طيب النساء، وهو حارّ في الثالثة، وقيل في الثانية. وهو رطب في الأولى، وقيل يابس في الثانية. وهو محلل جذّاب من عمق البدن، وينفع من سيلان البلغم، وهو صمغ الكمكام. الشربة منه: درهم.

*  ضَرِيع: « ع » هو نبات يقذف به البحر المالِح من جوفه، يوجد على ساحل البحر. وهو حارّ يابس، إذا طبخ بماء وجلس فيه صاحب وجع المفاصل نفعه نفعًا بينًا، وإذا بخر به المزكوم وهو جافّ أذهب زكامه، وإذا جُفِّف وغسل بماء في الحمام نفع من الحكة والجرب الرطب.

*  ضَرْع: « ع » إذا كان مملوءًا لبنًا فغذاؤه إذا استمرئ استمراء جيدًا قريب من اللحم، وإذا لم يستحكم هضمه تولد منه خلِط بلغميّ، وهو بارد يابس، وينبغي أن يؤكل بالأفاويه، ليسرع انحداره عن المعدة، وإذا أكلته المرأة القليلة اللبن أدرّ لبنها: « ج » أحمده ما كان من حيوان جيد اللحم، ويكون فيه لبن، وهو بارد يابس. وينبغي أكله بالأفاويه لينحدر سريعًا. « ف » أكله بالأفاويه يزيد في اللبن، ويكثر المنيّ، ويستعمل بقدر المزاج.

 *  ضَغابِيس: « ع » نبات مثل الهِليون، له ساق، ويقال للقثاء الصغار ضغابيس. وقد ذكر القثاء والخيار. « ج » صغار القثاء. « ف » هو صغار القثاء. رطب يلين الطبع، وينفع المعدة الحارّة ويلينها، وهو غير موافق للمبرودين، ويستعمل منه: بقدر الكفاية.

*  ضفَادع: « ع » النهرية منها إذا طبخت بملح وزيت كانت بادزهرا للهوامّ، ومرقها أيضًا إذا عمل على هذه الصفة، وخلط معَ موم ودهن ورد، كان موافقًا للأمراض المزمنة العارضة للأوتار، والقروح ذوات الـمِدَّة، وإذا أحرق الضفادع وذُرّ رمادها على الموضع الذي يسيل منه دم، قطع سيلان الدم والرُّعاف. وإذا خلط بزفت رطب، ولطخ على داء الثعلب، أبرأ منه. ودم الضفادع الـخُضْر إذا قطر على موضع الشعر النابت في العين وقد نُتِف، منع أن ينبت. وإذا طبخت بماء وخلّ وتمضمض بطبيخها نفع من وجع الأسنان. وإذا سلخ الضفدع ورمي بجلده وأطرافه ووضع على الزُّجّ من السهم الناشب في الوجه، أخرجه في يوم وليلة، وأبرزه من ذاته، وهذا لقوّة جذبه، ولذلك أنه يقلع الأسنان. والضفدع البريّ قتال. وإذا تناولته الدوابّ في المرعى سقطت أسنانها. « ج » يقال إن لحمه ينفع من لسع الهوامّ. وإذا طبخ بملح وزيت كان فيما يقال بادزهر الجذام والهوامّ مأكولاً، وحُراقة لحمه تنفع من داء الثعلب طلاء، ورماده يحبس الدم إذا جعل على موضعه، وإذا رضّ وجعل على لسع العقرب والحية نفع، وأكل لحمه يورم البدن، ويُكْمِدُ لونه، ويحدث نزف المنيّ إن استعمل لحمه أو دمه حتى يموت. وأردأ الضفادع في ذلك الآجامية الـخُضْر، والبَحْرية الـحُمْر. « ف » حيوان مائيّ معروف، أجوده ما يكون في الأنهار العذبة الماء. وهو بارد رطب، ينفع طبيخه بالزيت الـجُذام، ورماده يحبس الدم. الشربة منه: درهم ونصف.

*  ضَوْمران: « ع » هو لغة في الضَّيمرَان. وهو ضرب من حَبَق الماء، وهو الفُودَنْج النَّهريّ، يشبه في نباته النُّعنُع البريّ. وقد ذكر مع أصناف الفوذَنجان. « ج » ضَيمران هو شاهِسْفَرَم الـحَماحم. وفيه حرارة. وهو يابس في الدرجة الثانية، وقيل إنه بارد ينفع المحرورين، وخصوصًا إذا رشّ عليه ماء الورد، ويُضمَد به الاحتراقات، وينفع من القُلاع. « ف » مثله. شاهِسْفَرَم الحمام. وأجوده الحديث الطريّ. وفيه حرارة ويبس، وهو مفتِّح لسُدَد الدماغ، وبزره للإسهال المزمن. الشربة منه: درهم.