حرف التاء

*  تانْبُول: « ع » هو المعروف بالتنبل، وهو من اليقطين، ينبت نبات اللُّوبِياء، ويرتقي في الشجرة، يزدرع ازدراعًا بأطراف بلاد العَرب، من نواحي عُمَان، وطعم ورقه طعم القَرَنْفُل، وريحه طيبة. وقال: ورق التانبول كصغار ورق الأُترجّ، عِطْرِيّ، إذا مضغ طيب النَّكْهة، وأزال الرطوبة المؤذية منها، وشهَّى الطعام، وبعث على الباه، وحَمَّر الأسنان، وأحدث في النفس طربًا وأريحية، وقوى البدن. وقال: له قوة قابضة مجففة، ولذلك يمنع من النزّف، وورم اللهاة، ويَلصَق الجراحات، ويقطع الدم السائل منها. ومن خاصيته تقوية الفم، ومضغه يقوي اللثة والأسنان والمعدة. وقال: حار في الأولى، يابس في الثانية، يجفف بَلَّة المعدة، ويقوي الكبد الضعيفة، ويقوي العمود، وإذا أكل ورقُه وشُرب بعده الـمَاء طيب النفس، وأذهب الوحشة، ومازج البقل قليلاً وأهل الهند يستعملونه بدلاً من الخمر، ويأخذونه بعد أطعمتهم، فيفرح نفوسهم، ويذهب بأحزانهم وقال: وبدله وزنه قرنفلاً يابسًا.

*  تاسممت: هو الـحُمَّاض. وسيأتي ذكر الحماض في حرف الحاء، إن شاء الله تعالى.

*  تاغندست: هو اسم للعاقر قَرْحًا. وسيأتي ذكره في العين.

*  تاكوت: اسم للفريبون. وسيأتي ذكره في حرف الفاء إن شاء الله تعالى. وأهل المغرب الأوسط يوقعون هذا الاسم على حب الأثل، المعروف بالفارسية كوزمازك، وقد تقدم ذكره في الألف مع الأثل.

*  تِبْن: « ع » يكون التبن من الحنطة والشعير والفول والـجُلْبَّان، وهو بارد يابس. وتبن الـجُلْبَّان النوم عليه يُفلج، ويفسد نشبة الأعضاء الطبيعية. وقال: له خاصية، يضر بالعصب إضرارًا شديدًا؛ وأما تِبْن الحنطة فإنه إذا أحرق وصُير رمادًا، وخلط بنصف مثله ملحًا، وعجن بخل، وطلي به على القروح التي تكون في الساقين، أبرأ من ذلك؛ وإذا طبخ بالـمَاء، وطُلي به على القدمين، نفع من المشي في الثلج، وخوض الصقيع، وكذلك يَفعل إن غمست فيه الأطراف. وأما تبن الشعير فإنه إذا نِيم عليه، حفظ الأجسام وأنعشها، وينفع ذلك أكثر المحرورين. وأما رماد تبن الباقلاَّ فإنه إذا غسل به آثار الجرب، نقاها. وقال: إذا بخرت شجرة التين في أول ظهور ثمرها بتبن الفول، لم يسقط ثمرها.

*  تبن مكة: هو الإذخر. وقد ذكرناه في حرف الألف.

*  تَدْرُج: « ع » هو طائر مليح، يكون بأرض خُراسان وغيرها من بلاد فارس، إن أخذت مرارته وسُعِط بها من به خَبَل أو وَسواس نفعه، وإن شُوي لحمه، وأطعم منه ثلاثة أيام وهو حار أبرأه. « ج » هو حيوان كالدراج في أفعاله، وهو من أفضل لحوم الطير. وهو حار يزيد في الدماغ والفهم.

*  تراب صيدا: هو تراب جبل يحفر عليه من مفازة في بعض ضياع جبل صَيدا، من أرض الشام، مجرب عندهم في النفع من كسر العظام، ويجبرها في أسرع وقت إذا شرب منه وزن مثقال واحد مسحوقًا في بيض « نَيْمرشت » .

*  تراب الشاردة: جزيرة في الأندلس، تراب هذه الجزيرة جميعه له خاصية عجيبة في قتل العَلَق المتعلق بالحلق، إذا أخذ منه يسير، وحُلّ في ماء، وقطر في أنف المعلوق، أسقط العلق للوقت من حلقه.

*  تُرْبُد: « ع » يجلب من وادي خراسان، ورقه على هيئة ورق اللَّبلاب الكبير، إلا أنه محدد الأطراف، وله سوق قائمة. وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، مسهل للبلغم والرطوبة، منقٍّ للبدن، وأكثر ما يصلح به أن يُلَتَّ بعد دقه ونخله بدهن اللوز الحلو، وإن استعمل لمن به بلغم لزج في معدته أنعم دقه ونخله، ليلزق بالبلغم فيقلعه. ومقدار الشربة منه: من درهم إلى درهمين، وإن طبخ مع الأدوية فوزن أربعة دراهم. وقال: يورث استعماله يبسًا وجفافًا في البدن، لأنه يخرج الرطوبات الرقيقة، ولذلك يستعمل مع دهن اللوز، وينفع من أمراض العصب، ويسهل بلغمًا كثيرًا، وشيئًا من الأخلاط المحترقة قليلاً، هذا إذا أخذ مسحوقًا، وأما مطبوخًا فبالعكس. وقال: لا يجب أن يستعمل منه إلا الأبيض المصمغ الطرفين، السليم من السُّوس، المتوسط بين الغلظ والرقة، وشره المستاس، فإنه مؤذ لفم المعدة، مُكْرِب، مولد للعطش، غير مسهل. وأما المختار منه فإنه مخرج للبلغم اللزج، وينقي المعدة وطبقاتها منه، وينفع من أوجاع المفاصل والعضل المتولد من البلغم، ويخرج الـخِلط الفاعل لها، وينقي الأرحام تنقية بالغة، مشروبًا ومحتقنًا به، ويفتح سُدَدها، وينفع من أوجاعها عند إقبال الحيض، وينفع من أوجاع المعدة والظهر، وبتنقيته الدماغ من البلغم اللزج ينفع من الفالِج والصَّرع، وبذلك ينفع من النَزَلات والسعال المتولد عن انصباب خلط، وينفع من السعال المتولد عن الرطوبات في فم المعدة، وإذا خلط بالكابلي كان دواء نافعًا جدًّا للمصروعين، « ج » هو خشب أجوده الصيني الأبيض المكسر، كأنابيب القصَب الدقيق الأُنبوب، الأملس السريع التَّفتُت، ليس بغليظ، في طعمه بعض الحدة، وهو حار يابس في الدرجة الثالثة، ينفع من أمراض العَصَب، ويسهل بلغمًا كثيرًا، وشيئًا من الأخلاط المحرقة قليلاً، وشربته: من نصف درهم إلى درهم، وما كان منه أسود أو أصفر فلا يستعمل. « ف » دواء خشبيُّ الشكل، يسهل الأخلاط الرديئة اللزِجة والبلغمية، ويولد ضعف الأمعاء، ويصلحه الكثيرا والصمغ العربي. الشربة منه: إلى درهم ونصف. « ع » بدله: وزنه من قشور أصل التوت. «  ز » بدله: قشور التوت.

*  تُرْمُس: « ج » هو الباقلاء المصريّ، وهو حب مفرطح الشكل، مر الطعم، منقور الوسط. والبريّ منه أصفر، وهو أقوى. والترمس إلى الدواء أقرب منه إلى الغذاء، وأجوده الحديث الأبيض الكبار الرَّزين. « ع » يؤكل بعد أن يصلق وينقع بالماء أيامًا كثيرة، حتى تخرج مرارته، وغذاؤه يولد خِلْطًا غليظًا. وأما على سبيل الدواء فالمر يجلو ويحلِّل، وأيضًا يقتل الديدان إذا وضع من خارج، وكذلك إذا لُعق مع العسل، أو شرب مع الخل الممزوج؛ والـمَاء الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان، وإذا صب من خارج نفع البهَق والسَّعْفة، أعني بالسعفة بثورًا صغارًا تكون في الرأس، وتكون رطبة مثل الغراء، وينفع من الجرب والقروح الخبيثة، ويدر الطمث، ويخرج الأجنة إذا احتمل من أسفل مع العسل والمر. ودقيق الترمس ينقي البشرة، وآثار الضرب، وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص. وهو حار في الأولى، يابس في الثانية. « ج » مثله: الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويزيل الكَلَف والبَهَق والبَرَص، والقروح، والبُثور في الوجه، وينفع من الجرب. ودقيقه مع دقيق الشعير ينفع أوجاع الـخُراجات ومن النار الفارسيّ، ويَُضمد به لعِرق النَّسا، ويفتح سُدَد الطِّحال والكبد وخصوصًا إذا طبخ بخل وعسل وسذاب. وقدر ما يؤخذ منه: ثلاثة دراهم. والـمُر منه يخرج الديدان طبيخًا وطلاء على السُّرة، ولَعوقًا بالعسل، ويُدر الحيض، ويخرج الأجنة شربًا، وحمولاً مع المر والعسل، ويدر البول « ف » يفتح سُدَد الكبد، ويقتل الديدان، وحب القَرَع. والشربة منه: ثلاثة دراهم.

*  تَرَنْجَبين: « ع » هو طَلّ يقع من السماء، وهو ندًى شبيه بالعسل، جامد متحبب. وتأويله عسل الندى، وأكثر ما يقع بخراسان على شجر الحاج. وهو ملين للطبيعة، نافع من الحميات الحادة، ويرطب الصدر، وينفع المحرورين إذا مُرس في ماء الإجاص والعُناب، وهو أكثر جِلاء من السكر، ويسكن لهيب الحميات الحارة، ويقطع العطش، ويسهل الطبيعة في رفق، وينفع السُّعال، ويسهل الصفراء لخاصية فيه. وهو حار رطب في الأولى، صالح للحفظ، والشربة منه ما بين عشرة مثاقيل إلى عشرين مثقالاً. « ج » يسقط بخراسان على شجر القتاد، وهو الحاج، والشربة منه: من عشرة دراهم إلى عشرين مثقالاً، وهو يضر بالطحال، ويصلحه التمر هندي. « ف » أجوده الطريّ الأبيض، القليل الشوك، وهو معتدل إلى الحرارة، ينفع من السعال، ويلين الصدر، ويسهل الصفراء. الشربة منه: عشرون درهمًا.

*  تَشْمِيزج: « ع » هو الـجَمْشَك، وهو الحبة السوداء، والبَشْمة عند أهل الحجاز. وقد ذكر في حرف الباء، والمعروف في لغة اليمن « تشمة »  بالتاء منقوطة باثنتين من فوق، والشين المعجمة، « ج » وهو حار يابس قابض، ينفع أوجاع العين والرمد.

*  تفاح: « ع » التفاح الحلو منه حار رطب في الدرجة الأولى. والحامض بارد يابس في الثالثة، والمر معتدل في الرطوبة والبرودة، قاطع للعطش الكائن من الصفراء، ويسكن القيء، ويشد الطبيعة؛ وشراب التفاح للغثي والقيء الكائنين من المرة الصفراء، ويعقل الطبيعة، ويقمع الحرارة، وعتيقه خير من حديثه لتحليل البخارات الرديئة، وهو مقوٍّ لفم المعدة، موافق للمحرورين، إلا أنه بطيء الانهضام، وينفخ لا سيما الفِجّ الحامض، وهو محمود في القيء المتولد من الـمِرة الصفراء، لا سيما ما كان منه مُرًّا أو عَفِصًا. قال: والحلو والحامض منه إذا صادفا في المعدة خلطًا غليظًا، ربما أحدراه في البِراز، وإن كانت خالية حبساه، وهو من الأدوية القلبية، له خاصية عظيمة في تفريح القلب وتقويته، ينفع الروح بما يغذوه وبما يعدله، وورقه الغض إذا شرب منه أوقية ينفع من السموم الحارة، ومن نهش الهوام. والتفاح من أنفع الأشياء للـمُوَسْوَسين والمذبولين شمًا. « ج » يمنع الفضول، وخصوصًا ورقه، ولحاؤه يدمل. والتفاح المشوي في العجين نافع لقلة الشهوة، وينفع من الدود، ومن الدُّوسنطاريا، ويقوي المعدة، ويمنع القيء. « ف » معتدل الحر، رطب، يقوي القلب والمعدة. والحامض ينفع من الغثي. والشربة منه مقدار الكفاية.

*  تَمْر: « ع » التمر عسر الانهضام، يحدث صداعًا عندما يكثر الأكل منه، وإن كان في الكبد ورم أو صلابة أضر بها غاية الضرر والتعب، دابغ للمعدة، يعقِل الطبيعة، وخاصة الرطب. وللتمور إفساد اللثة والأسنان، وهو يسخن البدن ويخصبه، ويولد دمًا غليظًا، وهو صالح للصدر والرئة والمعى، يهيج الصداع والرمد، وينبغي أن يجتنب إدمانه. والتمر إذا نقع في اللبن الحليب أنعظ إنعاظًا قويًا، لا سيما إذا طرح في ذلك اللبن دارصينيّ. وقال في موضع آخر: قَرنفل. وأجود استعماله في الزمان البارد، فإنه يستخصب عليه البدن، ويحسن اللون، ويزيد في الباء زيادة كثيرة، ويستأصل أمراضًا وأوجاعًا باردة، إن كانت به. « ج » حار رطب في الدرجة الأولى، وحرارته أكثر من رطوبته، وهو يزيد في المنيّ ويُصَدِّع، ويصلحه اللوز والـخَشْخاش، وبعده سكنجبين ساذج. « ف » من الثمار المشهورة، وأجوده البرني الكبار، حار رطب في الأولى، ويقوي الكبد، ويلين الطبع، ويزيد في المنيّ. الشربة بقدر المزاج.

*  تمر هنديّ: « ع » الحامض يتداوى به، وبعض الأعراب يقول: الـحَومَر. وشجره عظام كشجر الجوز، وورقه نحو ورق الـخِلاف البلخيّ، وثمره قرون مثل قرون ثمر القَرَظ، ويطبخه الناس، وأجوده الحديث الطريّ، الذي لم يذبل ولم يتحشَّف، وحموضته صادقة، وهو بارد يابس في الثالثة، مسهل، ألطف من الإجاص، وأقل رطوبة؛ ينفع من القيء والعَطَش والحميات، ويقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء، ويسهل الصفراء، وينفع من الحميات ذوات الغَشْي والكَرْب، وخصوصًا مع الحاجة إلى لين الطبيعة. والشربة من طبيخه قريب من نصف رطل. وقد يظن أنه يقوي القلب، ويشبه أن يكون خاصًا بمن ساء مزاجه، ومال إلى الصفراء. وهو مصلح مسهل للأخلاط المحرقة، ويذهب بالـحِكة شربًا، وينفع من القُلاع تمضمضًا، وحبه يستعمل في أدوية الجبر. « ج » بارد في الثالثة، وقيل في الثانية، يضر بالسعال والصدر. « ف » بارد، وفيه رطوبة، يسهل الصفراء من جميع البدن، ويقوي المعدة. الشربة منه: عشرون درهمًا. «  ز » بدله في إحدار الصفراء وحدة الدم: الإجاص الذي فيه حموضة.

*  تِنْكار: « ع » التنكار من أجناس الملح، موجود فيه طعم البُورَق، ويشوبه شيء من مرارة، وهو حار يابس لطيف، ينفع من تآكل الأسنان والأضراس، ويقتل دودها، ويجلوها. «  ز » هو البُورق الهندي. حار يابس في الثانية، ينفع من وجع الأسنان وتآكلها، رديء بالمعدة والأحشاء، ويُشرب مع التين والترمس للديدان وحَبِّ القَرَع. وإذا ألقي مع شيء من كمون وعسل وشرب، حَلَّل الرياح الباردة، وربما يلين الطبيعة. الشربة منه درهم ونصف.

*  تُوت: الحلو هو الفِرصاد، ويجري مجرى التين في الإنضاج، إلا أنه أردأ غذاء، وأقل وأفسد دمًا، وأردأ للمعدة، وأجوده الكِبار الحلو، وهو حار في الأولى، رطب في الثانية. وقيل إنه بارد في الدرجة الأولى. والحامض هو المعروف بالشامي، وأجوده الكبار الأسود، بارد يابس في الدرجة الثانية، وقيل رطب، وفيه يُبْسِية في الأولى، وفيه قبْض، يحبس أورام الفم والحلق، وورقه يمنع الذبحة والخوانيق. « ع » وإذا كان  نضيجًا فهو يطلق البطن، وما لم ينضج إذا جفف كان دواء لحبس البطن، وهو رديء للمعدة، وعصارته إن خلط بها شيء من عسل كان صالحًا، يمنع الموادّ من التحلل إلى الأعضاء، والقروح الخبيثة، والورم الحار العارض في العَضَل، الذي في جانبي الـحَنَك وجنبي اللسان، وإذا أضيف إليه شَبٌّ يماني وعفص وسُكٌّ ومُر وزعفران وثمرة الطَّرْفاء والصنف من السوسن الذي يقال له إيرِساوكندر، اشتدت قوته، وقد يُجَفَّف التوت الرطب، ويستعمل بدل السُّمَّاق، والتوت الوحشي: هو ثمر العُلَّيق.

*  تُودَرِي: « ع » يزرع في المدن، وينبت في البساتين والخَرابات، وله أوراق شبيه بورق الجرجير البريّ، وأغصان دقاق، وزهر أصفر، وعلى طرف الأغصان غُلُف شبيهة بالقرون دقيقة، مثل غلف الـحُلبة، فيها بزر صغار شبيه ببزر الحرف، يلذع اللسان بقوة، وقوته شبيهة بقوة الـحُرف، إذا خلط في اللَّعوق نفع من نفث الأخلاط الغليظة اللزجة، التي تصعد من الصدر والرئة، وينفع الأورام الصلبة، التي تحدث في أصول الأذنين، والصلابة المزمنة التي تكون في الثديين والأذنين، وإذا خلط بالعسل ولعق، كان صالحًا للصدر الذي يسيل إليه المواد والقيح إذا كان فيه السُّعال. وبالجملة فهو مسخن ملطف. « ف » هو بُزْر نبات مستطيل أسود. والبريّ منه مدحَرج، حار في الثانية، رطب في الأولى، يزيد في المنيِّ، ويرطب الأبدان، وينفع النِّقرِس. الشربة منه: درهمان.

*  تُوتِياء: « ع » التوتياء: منها ما يكون في المعادن، ومنها ما يكون في الأتاتين التي يُسْبَك فيها النحاس، كما يكون الإقليميا. والمعدنية ثلاثة أجناس: منها البيضاء، ومنها ما يكون إلى الخضرة، ومنها إلى الصفرة، مشرب بحمرة، وأجودها البيضاء التي تُرى كأن عليها مِلحًا، وإذا غسل التوتيا صار منه دواء أشد تجفيفًا من كل شيء مجفف، من غير أن يلذع، نافع للقروح السَّرَطانية، ولغيرها من القروح الخبيثة. ويخلط في الشِّيافات التي تعالج بها العين، إذا انحدر إليها شيء من المواد، وفي قروح المذاكير والعانة، وهي تجفف الرطوبات السيّالة إلى العين، وتمنعها من النفوذ في طبقاتها. وهي قاطعة للصُّنان. « ج » بارد في الدرجة الأولي، يابس في الثانية، يحفظ صحة العين إذا كان مغسولاً، ويمنع من قروح السُّفْل والمذاكير وأورامها. « ف » حجر رقيق أبيض، وأصفر، وأخضر، وأحمر. وأجوده الخفيف الأبيض، وهو بارد يابس في الثانية، ينفع من وجع العين والانتشار إذا خلط مع الإقليميا والمسك، ويقوي البصر، وإذا شرب وزن درهم مع الكَثيرا أنْقى الرأس من الرطوبات. الشربة: درهم. « ع » بدل التوتيا: وزنه من الشاذنة، ونصف وزنه من التوبال.

*  تُوْبال: « ع » ما كان من النحاس الأحمر من المعادن القُبْرسية فهو جيد، وهو ثخين، وتوبال النحاس الأبيض ضعيف القوة رقيق، ويختار ما كان لونه براقًا وفيه حمرة، وهو ثخين، وإذا رش عليه الخلُّ تزنجر. وقوته قوة لطيفة، ألطف من قوة النحاس المحرَق، وألطف من قشور النُّحاس، فلذلك يجعل مع الشِّياف الذي يقع فيه التوتيا، وهو يجلو ويقلع ويحلِّل من الأجفان الخشونة، والشايرقان يشبهه في أفعاله، إلا أنه في إسهال البطن أضعف منه. « ج » توبال النحاس ألطف من النحاس المحرَق، وهو ما تساقط من الطَّرْق عن النحاس. وينبغي أن يغسل بالماء دفعات قبل سحقه، إذا أريد به مداواة العين، وهو حار يابس، في الدرجة الثانية، قابض يقطع اللحم الزائد، ويذيبه ويحلل خشونة الأجفان، ويجلو ظلمة العين، غير أنه يؤثر في طبقاتها. وخاصيته إسهال البلغم والـمَاء الأصفر. وشربته إلى نصف مثقال، مع علك البُطْم. وتوبال الحديد هو أقوى التوبال، وهو يتساقط من الطرق عن الحديد، وتوبال الشايرقان أقوى من توبال النُّحاس، وهو مجفف مقبض، ينفع من القروح الرديئة.

*  تِين: « ع » التين الرطب أقل حرارة ويبسًا من اليابس، وهو أحمد الفواكه، وإن كانت كلها تولد أخلاطًا غليظة لرطوبتها. وهو ملين للطبيعة، يغذو غذاء معتدلاً، ويجلو المثانة والكلى، ويخرج ما فيها من الفضول. وليس في الفواكه شيء أغذى منه، وهو أقل الفواكه نفخًا، وينبغي أن يجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فِجًّا إلا بعد نُضجها، وهو جَلاَّء للكبد والطِّحال، والرطب أحمد من اليابس، والأبيض أصلح للأكل من الأسود، والأسود للأدوية أحمد، واليابس جيد للمبرودين، ولوجع الظهر، وتقطير البول، ويسخن الكُلَى ويُنْعِظ، ويخرج ما في الصدر والرئة، ويلين البطن. وهو يولد القَمْل، وإذا أكل مع الجوز المقشر كان غذاء حميدًا، يطلق البطن، كاسرًا للرياح، وهو يخصب البدن، ويزيد في اللحم، ويسكن الغضب من القلب بخاصية فيه. وهو حار في الدرجة الأولى عند ابتداء الثانية، بتنضيج الأورام الصُّلْبة وتحليلها. والتين البريُّ قوته حارة محللة، ولبن التين البريُّ يجمد اللبن، ويذيب الجامد منه مثل الخل، ويفتح أفواه العروق، وإذا احتمل بصفرة بيض، نقى الرحم، وأدر الطمث، وقد تفعل عُصارة الأغصان كذلك. « ج » التين: الرطب له في نفسه طبع، ولأوراقه ولبه طبع، وأجوده الذي إلى البياض، ثم الأحمر، ثم الأسود، وأجود أصنافه الوَزِيريّ إذا قشر، وهو حار في ابتداء الدرجة الثانية، رطب في الثانية، وفيه جِلاء، يُضمد به الثآليل والـخِيلان والبهق، ويُحتَمل لبنه، فيدر الحيض، وينفع من لسعة العقرب والرُّتيلاء مَرُوخًا، والفِجّ منه يوضع على عضة الكَلْب الكَلِب، وورقه مع الكِرْسِنَّة على عضة ابن عِرس. وأكل التين يُؤْمن من السموم، وقضبانه تُهَرِّيء اللحم إذا طبخه معها، وعصارتها (قبل أن تورق تنفع إذا جعل في السن المتآكل). والتين اليابس حار في آخر الدرجة الأولى، معتدل في اليبس والرطوبة، لطيف قوي الـجِلاء، منضج محلل، ينفع من خشونة الحلق، ويوافق قصبة الرئة. « ف » رَطْبه يفتتح سُدَد الكبد، وينفع الكلى والمثانة. الشربة منه: بقدر الحاجة. بدله: الصنوبر، عن بعضهم.