حرف الغين

 *  غافِت: « ع » هو من النبات المستأنَف كونُه في كلّ سنة، ويستعمل في وَقود النار، ويخرج قضيبًا واحدًا قائمًا دقيقًا أسود صُلبًا حَشنًِا، عليه زَغَب، طوله ذراع وأكثر، عليه ورق متفرق بعضه من بعض، مُشَرَّف خمس تشريفات أو أكثر، مثل تشريف الـمِنشار، شبيه بورق الشَّهدانَج، لون الورق إلى السواد، وعلى الساق من نصفه بِزر، عليه ورق مستدير مائل إلى أسفل، إذا جَفّ يتعلق بالثياب وقوّة هذا الدواء قوّة لطيفة قطاعة، تجلو من غير أن تحدث حرارة معلومة، ولذلك صار يفتح سُدَد الكبد، وفيه قبض يسير، بسببه صار يقوّي الكبد، وهذا النبات أو بزره إذا شرب بالشراب نفع من قرحة الأمعاء ونهش الهوامّ. وقال: قد كثر الخلاف بين الأطباء في هذا النبات شرقًا وغربًا، حتى أنه لم تثبت له حقيقة عند أحد منهم. وبدل الغافت: نصف وزنه: أسارون، ووزنه ونصف وزنه أفسنتين. « ج » غافت له ورق كورق الشهدانَج، وفيه قبض يسير وعفوصة، ومرارته شديدة كالصبر، وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية. وقيل إنه معتدل بين الحرّ والبرد. وقيل إنه بارد لطيف جَلاَّء، ينفع من ابتداء داء الثعلب، وينفع مع الشحم العتيق للقروح العسِرة الاندمال، وينفع من أوجاع الكبد وسُدَدها، وصلابة الطحال، وقروح الأمعاء، والحميات المزمنة. ويُخرج الصُّفْرة المحترقة. وقدر شربته: نصف مثقال، وقد يدر الحيض. وبدله: وزنه أسارون، ونصف وزنه أَفسنَتين. « ف » حشيشة ورقها كورق الشهدانَج حارّ في الأولى، يابس في الثانية، ينفع من أوجاع الكبد وسُدَدها، وصلابة الطحال. الشربة منه: مثقال. «  ز » بدله: وزنه أسارون، ونصف وزنه أفسنتين.

*  غار: « ع » هو شجر عظام، له ورق طِوال أطول من ورق الـخِلاف وخَمْل أصفر من البندق أسود القشر، له لبّ يقع في الدواء، وورقه طيب الريح، يقع في العِطْرية. ويقال لثمره الدَّهْمَسْت. وأهل الشام يسمونه الرَّند، وهو مسخِّن ملْين. وإذا جلس في مائه وافق أمراض المثانة والرحم. والطريّ منه ومن ورقه يقبض قبضًا يسيرًا، وإذا تُضُمد به مسحوقًا نفع من لسع الزنابير والنحل، وإذا تضمد به مع خبز أو سويق سكَّن ضربان الأورام الحارّة، وإذا شرب أرخى المعدة، وحرّك القيء. وأما حبه فأشدّ إسخانًا من الورق، وإذا استعمل منه لَعوق بالعسل أو بالطِّلاء، كان صالحًا لقُرحة الأمعاء والرئة وعسر النفَس الذي يُحتاج معه إلى الانتصاب، وللصدر الذي تسيل إليه الفضول. وقال: ورق هذه الشجرة وثمرها، وهو حبّ الغار، ويسخنان ويجففان إسخانًا وتجفيفًا قويًا، وخاصة الحبّ، ولحاء أصوله أقلّ حدّة وحَرافة وأشدّ مرارة، وفيه قبض، فهو يفتت الحصاة، وينفع من علل الكبد، ويُشرب منه وزن أربعة دوانق ونصف بشراب ريَحانيّ. وحبّ الغار نافع من وجع الطِّحال الكائن من الرطوبة إذا شُرب مع الشراب، وينفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والرياح الغليظة، ويستعط بهِ للَّقوة، وإن شرب من حبّ الغار مقدار ملعقتين يابسًا مسحوقًا سكن المغص من ساعته، وإن رشّ نقيعه في البيت طرد الذباب. وورقه إذا طبخ بالخلّ نفع من وجع الأسنان.

*  غارِيقُون: « ع » هو صنفان ذكر وأنثى، وأجودهما الأنثى. فأما الأنثى فإن في داخلها طبقات مستقيمة. والذكر مستدير ليس بذي طبقات، بل هو شيء واحد، وكلاهما مشابهان في الطعم، وأول ما يذاقان يوجد في طعمهما حلاوة، ثم يتبعها شيء من مرارة. وهو أصل نبات شبيه بأصل الأَنُجدان، ظاهره متخلخِل. ومنهم من قال: إنه يتكوّن من العفونة من أشجار تتسوّس كما يتكوّن الفطر. وهو دواء مركَّب من جوهر هوائي وجوهر أرضيّ قد أطفأته الحرارة، وإنه ليس فيه شيء من المائية، ومن أجل ذلك قوته محللة مقطَّعة للأشياء الغليظة، فتَّاح للسُّدَد الحادثة في الكبد والكليتين. وينقِّي اليرقان الحادث عن سُدَد الكبد، وينفع أصحاب النافض الذي يكون بأدوار عن الأخلاط الغليظة اللزجة. وهو حارّ في الأولى، يابس في الثانية، له خاصية التِّرْياقية من السموم. وهو مفتِّح مُسْهِل للـخِلط الكدر، وجميع ذلك يفيده بخاصية تقوية القلب وتفريحه. وهو ينقي الدماغ والعصب، ويسهل الأخلاط الغليظة المختلفة من السوداء والبلغم. وقد يعين الأدوية المسهلة، ويبلغها إلى أقاصي البدن إذا خلط بها، ويدرّ البول، وينفع من الحميات العتيقة والصرع وفساد اللون، ويضمد به للسع الهوامّ. وقيل إنه يسهل الصفراء والبلغم، فمتى أخذ مفردًا نفع من أوجاع المعدة كلها، ونقاها من كلّ خلط ينصبّ إليها. وينفع من طفو الطعام، ومن حمضيته في المعدة، ومتى أخذ الأنيسون نفع من الأوجاع الباطنة كلها، من حيث كانت، وإذا أخذ مع الرّوانَد الجيد نفع من حصى الكلية منفعة قوية جدًّا، ونفع من أوجاع العَضَل والعصب. وإذا سُقِي مع الأنيسون نفع من الربو ومن نفَس الانتصاب منفعة بالغة. وإذا شرب مع مثله من رُبّ السوس نفع السُّعال البلغميّ المزمن، وإذا أخذت شربته المعلومة مع يسير من جندبادَستر، أبرأ القُولَنج السُّفْلِيّ والبلغميّ. وجميع أنواع الإيلاوس. وإذا شرب مع مثله من الأسارون وتُمودي عليه نفع من الاستسقاء اللحميّ والزِّقيّ معجونًا بعسل. ويحلل أورام النغانغ والحلق غرغرة بالـمَيْبَخْتَج، أو أخذ مضغًا، وهو أنجع، وجرب منها فيما كان من مادة رطبة وباردة، وأجوده ما كان خفيف الوزن، أبيض اللون، وسريع التفرك. وصورة استعماله أن يُحك على مُنْخُل شعر، ويؤخذ منه قدر الحاجة. وزعم بعض من تقدم أنه يُسْحَق ويجاد سحقه وحكه على الـمُنْخُل. وهو يسهل بلا أذى ولا غائلة، ولا يحتاج إلى إصلاح. ويقال إنه إن علق على أحد لم يلسعه عقرب. والأسود والصُّلْب منه رديئان. « ج » مثله. والشربة منه: من دانق ونصف إلى نصف درهم. وهو حار في الأولى، يابس في الثانية. والأسود منه قاتل، فليجتنب بالمرة. « ف » من الأصول. وهو أصل يشبه الأنُجدان. أجوده الأبيض السريع التفرّك، حارّ في الأولى، يابس في الثانية، يفتح سُدَد الكبد والطحال، ويسهل الأخلاط. الشربة منه: إلى مثقال، وإنه يسهل البلغم والسوداء، وينقِّي من الأخلاط الباردة الرديئة.

*  غالِيون: « ع » إنما اشتقّ له هذا الاسم من اللبن. لأنه يجمد اللبن مثل ما تجمده الإنفحة، وله قوّة مجففة، وفيها من الحدة والحرافة شيء يسير، وزهرته تصلح لانفجار الدم، وأصل هذا النبات يحرّك شهوة الجماع، وينبت في الآجام. « ج » هو دواء طيب الرائحة، وفيه يسير حدّة، يجمد اللَّبن، وينفع حَرْق النار. « ف » صنف من النبات طيب الرائحة، أجوده الذكي الرائحة، مجفف قليل الحدّة، يمنع انفجار الدم، وينفع حرق النار. الشربة منه: درهمان. وأكثر استعماله ضمادًا للأورام الحارة.

*  غالِية: « ع » الغالية تلين الأورام الصُّلْبة، وتداف في دهن البان والـخِيرِيّ، وتقطر في الأذن الوجعة. وشمّها ينفع المصروع وينعشه والمسكوت، وتسكن الصداع البارد. وإذا جعل منه في الشراب أسكر، وشَمّ الغالية يُفْرح القلب، وهي نافعة من أوجاع الرحم الباردة حمولاً، ومن أورامها الصلبة والبلغمية، وتدرّ الطمث، وتستنزل الرحم المختنقة والمائلة، وتنقيها وتهيئها للحبَل. « ج » مثله. وصنعتها: أن يسحق السُّك والمسك، ويحلّ العنبر، ويجعل ذلك فيه، ويسحق الكافور، ويخلط الجميع بدهن البان أو دهن النَّيْلُوفَر، ويرفع. « ف » معروفة. وهي مركبة من الأشياء العطرة، أجودها الحديث الذكيّ الرائحة، وهي معتدلة وفيها حرارة تنفع من الصَّرْع والصداع البارد، وتفرح القلب. الشربة منها: نصف درهم.

*  غاسول روميّ: « ع » هو أبوقابِس. وقد ذكر في حرف الألف. والغاسول أيضًا: هو الأشنان. وقد ذكر أيضًا في حرف الألف.

*  غُبَيراء: « ع » شجرة معروفة. وثمرتها على قدر الزيتونة المتوسطة، ونواها صغير إلى الطول ما هو، مهزول محدّد الطرفين. ولونها أحمر ناصع الحمرة، وطعمها حلو بعفوصة مستعذبة. ومنها شجر غير مثمر، وما جُني من ثمرها وهو بعدُ غضّ أصفر وجفف في الشمس وأكل، كان ممسكًا للبطن. وطحين الغبيراء إذا استعمل بدل السَّويق فعل ذلك، وكذلك يفعل طبيخها. وحبسه للبطن أقلّ من حبس الزُّعرور، وهو أقلّ قبضًا منه في طعمه. والغبيراء باردة في وسط الدرجة الأولى، يابسة في آخر الدرجة الثانية، تغذو غذاء يسيرًا، دابغة للمعدة، مسكنة للقيء، تعقل الطبيعة. وإذا لم يكن في سويقها سكر فعل ذلك. ونُوَّار الغُبَيراء يَهِيج شهوة النساء، حتى يكدن أن يفتضحن. « ج » أجودها الكثير اللحم. وهي باردة في الأولى، يابسة في آخر الثانية. وتقمع الصفراء المنصبة إلى الأحشاء، وتبطئ بالسُّكر. « ف » مثله. والشربة: بقدر الكفاية. وتنفع من السعال الحارّ، والسحْج الصّفراويّ.

*  غُرَيْرَاء: « ع » نباتها مثل نبات الـجَزَر، ولها أيضًا حبّ كحبه، وبِزرة بيضاء ناصعة، وهي سُهْلية، ورائحتها طيبة، ومنها صنف بالشام، بزره شبيه ببزر الكرفس، طويل أسود يُحذِي اللسان، ويشرب لوجع الطحال وعسر البول واحتباس الطمث، ويفتح السدد الكائنة في الأعضاء الباطنة.

*  غِرَاء: « ع » الغراء الذي تُدَبَّق به الكتب: هو المتخذ من غبار الرحَى، ومن السَّمِيذ، قوّته تغرَّي وتنضج إذا وضع على أيّ عضو كان كما يوضع الضِّماد. وأما غراء جلود البقر فله قوّة إذا أديف بالخلّ، أن يجلو القوباء، وأن يقشر الجرب المتقرّح الذي ليس بغائر. وإذا لطخ على حرق النار بعد أن يذاب بالماء لم يدعه أن يَتَنَفَّط، وإذا أديف بالعسل وأكل كان صالحًا للجراحات. وأما غراء السَّمك فإنه يعمل من نُفَّاخة سمكة عظيمة، وهو أبيض وفيه خشونة يسيرة، سريع الذَّوَبان، وقد يصلح أن يقع في مرهم الرأس، وأدوية الجرب المتقرّح، وغُمرة الوجه. وإن ألقي في الأحساء نفع من نفث الدم، وإذا حُلّ بالخلّ في قَوام اللصاق منه، وجمعت به أدوية الفتق نفع منه، وأطال لبثها، وإذا طُلِي به على ظفر مبيضّ نفعه. مجرَّب وقد يَبسُط تشنج الوجه، وقد يحرق غراء جلود البقر ويغسل، ويستعمل بدل التوتياء، وغراء السمك موافق في أدوية البَرَص، وفي شُقاق الوجه وتمديده. وغراء الجلود جيد للسَّعْفة العتيقة. « ج » في كلّ غراء قوّة معروفة مجففة. وهو حار يابس في الدرجة الأولى.

وصنعة غراء جلود البقر والجاموس: أن تطبخ جلودها غير مدبوغة، ويؤخذ ما أنضج منها ويجمد. وغراء السمك: هو شحم من جوف السمك يلف ويجفف، وهو يابس، وفيه حرارة يسيرة. وغراء شجر التفاح والكمثرى يخرج الـمِدّة من الجراحات الرديئة. وقال في منافعها ما قال عبد الله . « ف » وغراء السمك قليل الحرارة يابس، يسقى بخلّ خمر لنفث الدم من الأحشاء، وهو أقلّ حرارة من غراء الجلود. الشربة منه: درهمان.

*  غَرَب: « ع » هو شجرة معروفة. وقوّة ثمرها وورقها وقشرها وعُصارتها قابضة. وورقها إذا شرب مسحوقًا مع قليل فلفل وشراب قليل، وافق القولَنج المسمى إيلاوس. وإذا أخذ وحده بالماء منع الحبل. وثمرتها إذا شربت نفعت من نفث الدم. والقشر أيضًا يفعل ذلك الفعل. وإذا أحرق القشر وعجن بخلّ وتضمد به، قلع الثآليل التي في اليدين والرجلين. وقد يستخرج منه رطوبة إذا قشر قشرها في أول ظهور الزهر فيها، فإنها توجد داخل القشرة مجتمعة، قوّتها جالية لظلمة العين، وورقها يستعمل في إدمال الجراحات الطريّة. وزهره يستعمل في أخلاط المراهم المجففة، وقد يتخذ من ورقه عصارة تكون دواء مجففًا، ولا يلذع، وقد تشرط الشجرة وقت ما تورق، وتجمع الصَّمغة التي تخرج منها، وتستعمل في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة، فيصلح البصر، لأن هذه الصمغة دواء يجلو ويجفف. وفي الغَرَب خاصية في إخراج العلَق وإلحام الجراحات، وشرب ماء ورقه يورث العُقْم. « ج » صمغة تخرج بالشرط، فيتولد عليه بُورق جيد من أجود أصناف البورق للأكل، وهو من كبار الشجر، حُوَّار أبيض، بارد يابس، وزهره وورقه وعصارته تجفف من غير لذع، وينفع ظلمة البصر. « ف » شجر يخرج صمغه بالشرط، فيتولد عليه بُورق، أجود ما فيه لحاؤه وورقه، وهو بارد يابس، وقيل حار يابس، ينفع الجراحات الطرية، وإذا صبّ ماؤه على النَّقِرس نفع. الشربة من مائه: درهم ونصف.

*  غَزَال: « ع » لحوم الغِزْلان أصلح لحوم الصيد، وأقربها إلى الطبيعة، وألذها، وهو مجفف للبدن، بالقياس إلى لحم المعز الأهليّ، خلفًا عن لحوم الضأن، وهو يصلح للأبدان الكثيرة الفضول من الرطوبات، ولا يصلح أن يغذَّى به من يحتاج إلى إخصاب بدنه، وهو خفيف سريع الهضم، ليس بكثير الغذاء. وبعر الغِزلان يُضمِر الأورام البلغمية إذا طبخ بالخلّ ووضع عليها.

*  غِسل: « ع » هو الـخِطْميّ. وقد ذكر في حرف الخاء.

*  غَلِيجُن: هو الفوذَنْج البريّ. وغَليجُن أغريا: هو المشكطرامشيع أيضًا، وسنذكرهما في فوذَنْج، في حرف الفاء إن شاء الله تعالى.

*  غَيْم وَغمام: « ع » هو إسْفَنْج البحر. وقد مضى ذكره. والله سبحانه أعلم.