الكتاب : تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب

المؤلف : الشيخ داود بن عمر الأنطاكي

المتوفى سنة 1008 هـ .

 

* (حرف الياء) *

[  ياقوت ]  هو أشرف أنواع الجامدات وكلها تطلبه في التكوين كالذهب في المنطرقات فيمنع العارض

وأصله كما سبق في المعدن الزئبق ويسمى الماء والكبريت ويسمى الشعاع وقد سبق تعليل التفاوت

والتكوين ويختلف الياقوت كغيره باختلاف البقعة والأوقات والكواكب ونحوها من الطوارئ

ويزدوج التأليف من شرف الأعظم فيجتذب التسخين والرطوبة إلى رائحة الشعاع حتى يأتلف

فيطبخ حتى ينضج في الدور ويتولد بجبل الراهون في جزيرة طولها ستون فرسخا في مثلها وراء

سرنديب وتحدره السيول وقد يحتال عليه بلحوم تطرح فترفعها النسور إلى الجبل فتتعلق الأحجار

بها ثم تقبل النسور عليها فترفعها فتسقط كل ذلك لعدم القدرة على الوصول إليه لما قيل إن في

طريقه حياة تبلع الإنسان صحيحا وأعظم منه ثم تلتف على الشجر فتقصمه وقيل تدخل الرجال

 

ج 1 ص 341

في جلود الغنم ومعهم جلود أخر فتحملها النسور إلى فوق وتشق الجلود فإذا رأتها نفرت فتأخذ ما تحتاج

إليه وتدخل في الجلود فتحملها النسور إلى تحت ؛ لأن لهم رفاقا قد جعلوا لحما على رماح يلوحون

به لهم وينزلون به وهم يتبعونه وأجوده الأحمر وأعلاه البهرمانى فالعصفري فالخمري فالوردي ثم

الأصفر وأجوده الجلناري فالخلوقي فالرقيق الصفرة ثم الاسمانجوني وأجوده الكحلي فاللازوردي

فالنيلي فالزيتي ثم الأبيض وأجوده الساطع وأجود الكل ما سلم من الشقوق والتضاريس يعنى السوس

وصبر على النار وسطعت حمرته بها وذهب سواده وبرد سريعا وكان شفافا رزينا يجرح ويثقب ما عدا

الماس ولا يحك إلا على النحاس بمحروق الجزع المسحوق بالماء حتى يعود كالغراء ولا يصبر منه على النار

غير الأحمر وكله يابس في الثالثة والأصفر حار في الثانية والأسمانجوني في أولها والأبيض في الأولى والأحمر

معتدل ينفع من الطاعون وتغير الهواء والوسواس والصرع والخفقان وجمود الدم والنزف تعليقا وأكلا

والبخر وضعا في الفم والعرق والفقر والصاعقة والعطش والهيبة وقضاء الحوائج حملا وتضره الرائحة

الكريمة والعرق والدخان ، ويصلحه الجلاء بالسنبادج والجزع [  ياسمين ]  ويقال بالواو وهو السجلاط

والأصفر منه الزئبق لا الأبيض وشجره كشجر الآس ورقا لكنه أرق وأسبط وزهره كالنرجس

والأبيض مشرب بالحمرة والأصفر أعرض ومنه نوع يسمى الفل ينبت باليمن وقد جلب إلى مصر

وفي الفلاحة أو الفل إذا شق صليبا عند غرسه هو الياسمين فإن ورقه يتضاعف ويقطف في شمس

السنبلة وفي البلاد الحارة من الأسد إلى رأس العقرب ويدوم في بعض البلاد وهو حار في الثانية

يابس في آخرها أو الثالثة يسهل البلغم قيل والسوداء والصفراء ويخرج المائية والسدد والرياح

الغليظة وغالب أمراض الأرحام خصوصا النزف ويجلو الكلف ويقاوم السموم وفيه تفريح وتخليص

من الصداع وإن جعل في الخمر أسكر القليل منه بإفراط ويهيج الباه مطلقا ويعظم الآلة طلاء وينفع

من الفالج واللقوة والخدر والمفاصل كيف استعمل. ومن خواصه: تبييض الشعر إذا غلف به

وهو يصدع المحرورين ويصفر الألوان ، ويصلحه الآس وقيل الكافور ، وشربته ثلاثة وماؤه عشرة

وكل من نوعيه بدل من الآخر

[  يبروج ]  سريانية معناها عاوز روح ، وهو نبت ورقه كورق التين ؛ لكنه أدق ، وله زهر أبيض يخلف كالزيتونة ، ويطول نحو ذراع ، فإذا قلع عن أصله وجدت إنسانين معتنقين قد غطى الأنثى منهما شعر إلى الحمرة ، لا ينقصان جزءا من عضو بخلاف اللفاح كما مر ، ويعلقان آخر العقرب ، والطرقية يربطون فيه كلبا ويضرب حتى يقلعه ، ويزعمون أن من قلعه مات لوقته ، وليس كذلك وهذا النبات عجيب غريب تبقى قوته ستين سنة ، ما لم تقطع رأسه أولا فيفسد سريعا ، وبهذا السر فات الناس منه نفع كثير، وهو بارد في أول الثالثة يابس في آخرها، وجملة ما يقال فيه أن كل عضو منه ينفع من أمراض كل عضو يقابله في الإنسان ؛ لكن الذكر في الأنثى ، وبالعكس ، وهو سر خفي ، ويدخل في النيرجات والسحر والمحبة والأعمال الخارقة ، إذا روعيت فيه النسب الفلكية، وينوم ، وينفع من المفاصل والنقرس والنسا مع الزعفران ، ومن البواسير بالمقل ، والخفقان بالسكنجبين ، وحرقة البول بماء الهندباء ، وهو يحرق الدم ويبلد ، ويصلحه الأدهان ، وشربته أربعة قراريط ، وغلط من جعله اللفاح ، غير أن هذا الاسم يطلق على كل نبت ذي صورة إنسانية وإن لم تكتمل.

[  يتوع ]  كل نبت

له لبن يسيل إذا قطع كالمحمودة واللالا وكان مسهلا فخرج نحو التين وقد يطلق هذا الاسم على

اللاعبة قيل وهي أجود أنواعه ثم اليتوع إما مخصوص باسم كالمذكورات أولا ولا ينحصر بل هو

عرض الأوراق ودقتها وغلظها وسباطتها، واختلاف الثمرة أنواع كثيرة قد ضبط منه صنف ثمرته

 

ج 1 ص 342

كالجوزة وآخر كحب الكتان وآخر كالكرسنة وهذه مشهورة موجودة تستعمل من خارج في

قطع اللحم الزائد والبواسير والآثار ومن داخل بالسويق والكثيراء والأدهان أو يقطر في نحو

التين أو يجفف فيقطع البلغم والماء الأصفر واللزوجات. وبالجملة ينبغي الاحتراز في استعماله من

داخل فإنه من ضروب السموم وأهل مصر يجازفون في استعمال نوع منه يسمى الملكة وهو خطر

عظيم وما غلي منه في الزيت حتى يتهرى فهو جيد للحكة والجرب [  يربوع ]  حيوان طويل الذنب

قصير اليدين يشبه الفأر حار يابس في الثالثة ينفع من الأمراض الباردة كالمفاصل والفالج ووجع

الظهر ويفتت الحصى ويدر كيف استعمل [  يربوزة ]  الرجلة [  يرن ]  الحناء [  يسر ]  قضبان تتولد

ببحر عمان عقد وسبط منه غليظ جدا يمتد في الأرض ويقلع في ثاني تشرين الأول فما بعده وهو

شديد السواد طيب الرائحة كلما استعمل اشتد بريقه وهو حار في الثانية يابس في الثالثة نشارته

تقطع الدم وحيا وتحل الأورام والقروح شربا وطلاء وإدامة النظر إليه تحد البصر مجرب، وحمله

يسهل الولادة، وجعله في اليد اليسرى يورث القبول وقضاء الحوائج خصوصا في طالع الزهرة، وإذا

ضربت الدابة بقضيب منه ذي ثلاث شعب أذهب المغلة سريعا. ومن خواصه: أنه يتشقق سريعا

إذا اغتاظ حامله .

[  يشم ]   ويقال بالباء الموحدة والفاء معدن قريب من الزبرجد لكنه أكثر شفافية

وصفاء وأجوده الزيتي فالأخضر فالأبيض وهو بارد يابس في آخر الثانية يقطع نزف الدم والقروح

والزحير وحرقة البول شربا والخفقان وضعف المعدة والخناق تعليقا في العنق وعسر الولادة على

الفخذ والعين والنظرة والسحر والساعقة في اليد وقيل إن فعله مشروط بنقش صورة إنسان عليه

والقمر في برج أنثى .

[   يعضيد ]   الهندباء .

[  يعميضه  ]   الريباس بالسريانية .

[  يعقوب ]  ذكر الحجل ،كذا قاله بعضهم ، وعندنا يطلق على طير صغير كثير الألوان يتعلق بالشجر ليلا ويصيح يعقوب بحروف مفسرة ، ولا أعلم له نفعا .

[  يقطين ]  عربي لكل ذي ساق امتدت فروعه على الأرض كالبطيخ والكبوة ، وقد يخص به الدباء.

 [  يلنجوج ]  العود .

[  يمام ]  الشفنين ، أو كل مطوق .

[  ينبوت ]  بموحدة فمثناة بعد الواو ، من الخرنوب ، وبمثناة فنون بعد الواو النفسيا.

[  ينمويه ]  من الهندباء ، أو نبات مغربي أصفر الزهر ، يلصق الجراحات.