الكتاب : تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب

المؤلف : الشيخ داود بن عمر الأنطاكي

المتوفى سنة 1008 هـ .

 

* (حرف الطاء المهملة) *

[  ط ليسفر ]  نبت بأرض الدكن ، يكون غب الأمطار قريب المنافع ، بأوراق دقيقة صلبة إلى صفرة ، وحدة ومرارة ، في وسطها خطوط ، وإذا جفت التفت على بعضها كأنها قشور ، ومن ثم ظن أنها البسباسة ، وقيل ورق الزيتون الهندي ، وليس في الهند زيتون ،  وأغرب من قال إنه عروق التوت ، وهو حار يابس في الثانية ، يحبس الدم حيث كان ، ويجفف الرطوبات والبواسير شربا وطلاء ، وينفع غالب أوجاع الفم والأسنان والقلاع إذا طبخ في الخل وتمضمض به ، وهو يضر العظم ، ويصلحه السبستان ، وشربته درهم ، وبدله ثلثاه كمون ، ونصفه أبهل .

[  طاوس ]  طائر هندي حسن اللون مبهج لكثرة ألوانه ،وهو شديد العجب خصوصا الذكر ، وقيل إنه يغم عند رؤية ذنبه ؛ لأنه لا يشبه باقي جسمه ، وذنب الذكر يطول أذرعا وهو أكبر جثة، والطاوس يعمر نحو عشرين سنة ، وينتج بيضه بالحضن بعد أربعين يوما ، ولكن لا تستكمل قوى أفراخه في أقل من ثلاث سنين ، وهو حار يابس في آخر الثانية ، لحمه يقطع القولنج والرياح الغليظة ، ويسكن المفاصل ولو نطولا ، ومرارته مع الأنزروت تقلع البياض ، ومفردة تزيل الدوسنطاريا المزمن من البطنة شربا ، وكذا القراع والآثار طلاء ، وزبله قوى الجلاء يقلع الآثار كلها ، وإن حرق ريشه ألحم الجراح وقوى الأسنان وجلاها ، وهو رديء المزاج عسر الهضم شديد الحرارة ، ويصلحه الطبخ في الخل ، ويولد السدد ، وقد يوجب الحكة ، وتصلحه الأبازير وأن يترك بعد ذبحه مثقلا. ومن خواصه: تهييج الباه ، وأن عظمه يبريء الكلف ، ودمه بالخل والأنزروت يبرئ القروح.

[  طاليقون ]  في النحاس كالفولاذ في الحديد ، يتخذ بالعلاج وهو أن يذاب ويطفأ في بول البقر ، وقد طبخ فيه الأشنان الأخضر مرارا ، وقد يجعل معه قليل رصاص ويسمى نحاسا صينيا ، وهو شديد الحرارة واليبس يبلغ الثالثة ، إذا عمل منه ملقاط وقلع به الشعر مرارا امتنع ، أو سنارة جلبت السمك وهو مسموم إذا جرح به قتل.

[  طباشير ]  منه ما يوجد في أنابيب القنا ، وهو الصفائح الشفافة الشديدة البياض الحريفة التي تذوب إذا استحلبت ، ومنه ما يحرق إما من احتكاكه في بعضه أو بالصناعة،  ويعرف بملوحة فيه ، وعدم حرافة ورمادية ، وقد يغش بعظام الموتى أو الفيل إذا أحرقا، ويعرف هذا بغبرة وسواد وكدرة أرضية ، وعدم حدة ، وهو بارد في الثانية ، يابس في الثالثة ، يقمع العطش والحرارة والخلفة ، ويحبس الإسهال والدم ، ويقوي القلب والمعدة والكبد الحارة حتى بالطلاء، ويسعط بدهن البنفسج فيحد البصر من مجربات الكندي ، ويحل الأورام والقلاع طلاء ، وهو يضر الرئة ، ويصلحه الصمغ أو العسل أو العناب ، وشربته نصف درهم ، وبدله مثله بزر رجلة محمص ، ونصفه سماق .

[  طباق ]  يسمى شجر البراغيث ، يطول نحو قامة مزغب يدبق باليد ، وله زهر إلى الصفرة ، ويدرك بالجوزاء ، وتبقى قوته زمانا ، وهو حار يابس في آخر الثانية ، إذا افترش أو رض طرد الهوام كلها خصوصا البراغيث ، وطبيخه يحلل الأورام نطولا ويجلو ، وشربا يفتح السدد ويزيل اليرقان وأوجاع القلب والمعدة ، قيل : ويفتت الحصى ويدر الطمث ، وهو يصدع المحرور ويثقل الرأس ، وتصلحه الكزبرة ، وشربته ثلاثة.

[  طبرزد ]  من السكر والعسل ما طبخ بعشره من اللبن الحليب حتى ينعقد ، وفيه لطف وتبريد وإصلاح للحلق وكسر لسورة الأدوية ، وكثيرا ما يشار إليه لذلك.

[  طبيخ ]  هذا من المركبات يطلب استعماله غالبا لمن عنده احتراق لأجل ما فيه من الفعل المطلوب لأجل الرطوبة البالة ، ويعبر عن المطبوخات عند قوم بالمياه فيقال ماء الزوفا أي طبيخها ، وربما ترجمت بالأشربة وهو خطأ لما سبق في القوانين ، وللأول وجه واضح ، وتطلب لذوي التحليل والحرارة والضعف فإنها

 

ج 1ص 230

ألطف لهم من أجرام الأدوية ، وقد تستعمل كالنقوع بعد ابتلاع نحو الحبوب للتحليل ، فإن وقع فيها ما يسقط قواه بالطبخ كالخيار شنبر والترنجبين والأفتيمون كفى مرسه بالماء .

[  طبيخ الأفتيمون ]  ينفع من الأمراض السوداوية والجذام والماليخوليا والبهق ويحفظ صحة الدماغ وقوته كسائر المطابيخ لا تزيد على شهر ، هذا إن لم يكن فيه حلو كالزبيب ؛ فإن كان فلا تزيد قوته على أسبوع، وحد الاستعمال منه ومن سائر المطابيخ خمسون درهما. وصنعته: أنواع الإهليلجات من كل عشرة ، أفتيمون سنامكى بسفايج باذاورد باذر نبويه وبزره من كل سبعة ، بليلج أملج فرنجمشك شكاعى من كل أربعة،  سادج هندي قرفة حب بلسان أسطوخودس ورد أحمر أنيسون مصطكى من كل درهمان ، وفي نسخة لسان ثور عشرة ، أسطوخودس مثله ، يرض الكل ويطبخ بستة أرطال ماء حتى يبقى الثلث فيصفى ، ويلقى عليه لا زورد للسوداء ، وشحم حنظل للبلغم ، وسقمونيا للصفراء ، من كل درهم ونصف .

[  طبيخ الأصول ]  وهو إن عقد بحلو فشراب الأصول ، وإلا فطبيخ ، وهو ينفع من الحميات الباردة وإن طالت ، والسدد مطلقا ، وضعف الكبد والمعدة ، ويفتت الحصى ، ويجود الهضم. وصنعته: قشر أصل الرازيانج والهندباء والكرفس والكبر والإذخر أنيسون سنبل بزر كشوت من كل ثلاثة ، فوة مصطكى من كل درهم ونصف ، نانخواه كذلك ، فإن كان الضعف قد زاد على المعدة والكبد فراوند ، أو بالدماغ فكابلي ، أو بالظهر فأفسنتين ، إن كان عن بلغم غافت ورد باذاورد من كل ثلاثة ، زبيب منزوع قدر نصف الكل، يطبخ بعشرة أمثاله ماء حتى يبقى الثلث. واعلم أنه على هذه الطريقة يفتح السدد في أسرع وقت ، ويزيل اليرقان وما احترق من الأخلاط مجرب .

[  طبيخ الفواكه ]  نسب إلى الرازي ، يسهل الأخلاط المحترقة ، وينفع من الجذام والجرب والحكة وغالب أمراض العين عن حرارة ، وعسر النفس والحميات الحارة والغثيان والخفقان وضعف الكلى وحبس البول والدم ، وهو معتدل إلا أن فيه اختلافا كثيرا ، ويحتاج إلى تحرير ووضع كل شيء في محله بشروطه ، فيغنى حينئذ عن المطابيخ والأشربة ، وها أنا أذكر سائر ماله من الشروط ، فمن أراده لحفظ الصحة وتلطيف الخلط وتعديل الأمزجة حيث لا مرض. فصنعته: زبيب تفاح سفرجل كمثري عناب إجاص من كل ثلاث أواق ، تين نصف رطل ، ماء الرمانين وعصارة الخوخ من كل رطل ، سماق شامي قراصيا خوخ جبلي إن وجد ، وإلا دبس عصارة العنب إن كان ، وإلا جعل مكانها أضعافها ثلاثا من ماء الخوخ ، فوق ما ذكر عصارة بقل وشمر أخضر من كل ثلاث أواق ، أنيسون نصف أوقية ، مصطكى ثلاث دراهم ، هال درهم ، يعصر ما يعصر ،  ويدق ما يدق ، ويطبخ الكل حتى يذهب نصفه ، ثم يصفى ثانيا ، ويلقى عليه مثل ربعه ماء ورد وقد نقع فيه عود هندي ما تيسر ، ثم يعاد وقد حل فيه مثلاه من السكر ، ويحرك برفق حتى يقرب من الانعقاد ، فيؤخذ سفرجل ونعنع فيهرسان بالدق ، ويصفيان ، ويطيب ماؤهما بما شئت من المسك والعنبر،  ويلقى ما في الشراب ، وتبرد النار يسيرا حتى ينعقد فيرفع ، الشربة منه إلى أوقية ، بماء بارد صيفا ، حار شتاء، فإن كان هناك وجع في الصدر كالربو والسعال ونفث الدم فكسفرة بئر زوفا حلبة بزركتان من كل سبعة دراهم ، حب رشاد ثلاثة ، أو كان هناك صداع عتيق وألم في الدماغ ونوازل فأنواع الإهليلجات كلها منزوعة مع ما ذكر دون الزوفا والكزبرة من كل أربعة دراهم ، أو قوى الخفقان فلسان ثور شاهترج أمير باريس إن كان عن سوداء ، أصل السوسن إن كان عن بلغم ، أربعة دراهم إذخر بزر كرفس من كل ثلاثة دراهم ، وإلا ورد يابس مع اللسان فقط ، طين أرمني كزبرة يابسة أسارون من كل اثنان ، فإن كان مع ذلك سوء الهضم لفساد في المعدة فجوز خردل من كل ثلاثة ، أو في الكبد فراوند عوض الخردل ، خطمي اثنان ، وفي الرياح الغليظة نانخواه عوض الإهليلج الأصفر ، قرطم عوض

 

ج 1ص 231

الكابلي ، أو ضعف الكلى فسبستان كأحد الأصول ، وقد يطبخ معه البسفايج إن غلبت السوداء ، أو السنا كذلك عوضا عن الزوفا ، والكزبرة والتربد إن غلب البلغم ، أو كان الوجع في الظهر أو الورك ، وقد يبدل التربد بالبنفسج حيث تغلب الصفراء ، وقد يضاف هذا بالورد الطري بمصر ، وهو غير جيد ؛ إلا أن يكون هناك حكة فقط ، وحذاق الأطباء تقدم استعمال هذا أمام المسهلات الكبار ، وذلك جيد فيما عدا مصر ونحوها لفرط الرطوبة فيها ، صالح في نحو الروم وطرف الصين ، وبعض الأطباء يعبر عنه بالمنضج، وبالجملة فمن ساقه هذا المساق استغنى به عن سائر الأدوية الكبار ، والواجب في كل تركيب مراعاة هذا النمط، ومن المجرب في الجذام ولو تآكلت الأطراف أن يطبخ مع هذا من الحنا الجيد عشرة دراهم مدة عشرين يوما ، وما يعمل من عجين الحنا أو شرب الماء عنه ففاسد لا أصل له ، وقد يزاد حيث لا سعال عند فرط الصفراء أو بعد الفصد التمر هندي،  وفي الرياح الغليظة الجلنجبين ، وللتفريح الريباس ، ولحرقان البول اللبوب ، وربما صفي هذا على البكتر إن قوي البلغم ، وقد رأيت أن يزاد القنطريون في سائر أفعاله فقد كمل اندماج المطابيخ فيه فليستخرج كما يليق له .

[  طبيخ الصبر ]  لأمراض الرأس والمعدة عن بلغم. وصنعته: أنواع الإهليلجات من كل عشرة ، أصل رازيانج وآس وسوسن من كل ثمانية ، سنبل قصب ذريرة من كل أربعة ، شكاعى باذاورد من كل خمسة ، شحم حنظل درهمان ، يطبخ الكل بخمسة أرطال ماء حتى يبقى رطل ونصف ، فيصفى ويلقى عليه أوقية صبر مسحوق في قارورة ، ويوضع في الشمس ثلاثة أيام ، ويستعمل إلى أوقيتين ، وإن غلبت الحرارة أضيف ماء الهندباء المحلول فيه الكثيراء فإنه جيد .

[  طبيخ الزوف ]  لأمراض الصدر والجنب والحجاب والسعال المزمن عن حرارة. وصنعته: زبيب منزوع خمسة عشر ، تين عشرة ، شعير كذلك ، خشخاش أربعة ، لينوفر بنفسج بزر خيار ورجلة وكزبرة بئر عود سوسن فراسيون زوفا من كل ثلاثة ، يطبخ بعشرة أمثاله ماء حتى يبقى الربع .

[  طبيخ من الشفاء ]  يدر الحيض ، ويفتح السدد ، ويشفي من الاحتراق. وصنعته: عصارة عصا الراعي قنطريون من كل ثلاثة ، أنيسون سذاب فوتنج قشر أصل التوت من كل اثنان ، وينبغي أن يزاد بزر كرفس أسارون من كل مثقال .

[  طبيخ ]  منه أيضا ، قال إنه يمنع نزول الماء ، وهو محمول على المبادى ، ميويزج عشرون ، بسفايج سبعة ، قنطريون تربد من كل ثلاثة ، يطبخ بمائة وخمسين درهما حتى يبقى الثلث .

[  طحلب ]  يتولد من تراكم الرطوبات المائية وينعقد بالبرد ، وهو إما حب متفاصل الاجزاء ويسمى خرء المائي ، أو خيوط متصلة ويسمى غزل الماء، أو لابد بالأحجار ويسمى خرء الضفادع ، وهو أجودها مطلقا ، بارد رطب في الثانية ، محلل للأورام كلها والحميات الحارة وما في الأنثيين ، ومن أكله وشرب عليه الماء الحار فورا وأخرجه بالقيء أخرج العلق الناشب في الحلق مجرب ، والملبد بالأحجار يزيل الحرارة وأمراضها ضمادا.

[  طحال ]  بارد يابس في الثالثة ، يكون عن الخلط السوداوي ، رديء الغذاء ، فاسد الكيموس ، لا يتناول منه إلا ماله فائدة مخصوصة ، وهو مذكور عند أصوله .

[  طرف ]  نبت كثير الوجود خصوصا بالجبال المائية ،أحمر القشر ، دقيق الورق سبط،  بريه لا ثمر له ، ويثمر بستانيه كالعفص ، ويُعتاض به عنه ، وهو حار في الثانية ، يابس فيها أو في الثالثة ، طبيخه يجفف الرطوبات مطلقا ، ويسكن وجع الأسنان مضمضة ، وأمراض الصدر والرئة شربا بالعسل ، ورماده يحبس الدم حيث كان ، ويجفف القروح ، وينقي الأرحام ،ومع السندروس بخورا يذهب البواسير ويسقط الجدري وما في البدن من قروح سائلة ، وإن طبخ وغسل به البدن قتل القمل ، وطبيخ أصوله بالخمر يذهب الطحال واليرقان والسدد والجذام مجرب ، وهو يضر الكلى ، ويصلحه الصمغ ، وشربته من مائه ثلاثون ، وورقه أربعة ، وثمره اثنان ، وبدله الأثل .

 

ج 1ص 232

[  طرخون ]  من البقول التي تمكث في الماء والملح واللبن ، وأصله العاقر قرحا ، ومن قال غير ذلك رد عليه الحس ، وهو حار يابس في الثانية ، وغير البستاني في الثالثة ، يجشي ويحلل الرياح والأخلاط الغليظة اللزجة ، ويفتح السدد ، ويصلح هواء الطاعون والوباء ، وهو يفسد الذوق ويخدر ويخشن الصدر ، ويصلحه العسل ، ويبطئ الهضم ، ويصلحه الكرفس ، والرازيانج يقوي فعله .

[  طراثيث  ]  يسمى زب الأرض وزب رياح ، وهو نبت يرتفع كالورقة الملفوفة،  وأصله قطع حمر خشبية كالفطر إلى قبض وغضاضة ، بارد يابس في الثانية ، يحبس ويقطع الإسهال المزمن شربا ، والعرق ضمادا ، ويحلل الصلابات طلاء ، ويمنع الإعياء ، وهو يضر الرئة ، ويصلحه السكر ، ويخشن الجلد ، ويصلحه البزرقطونا .

[  طريفلن ]  اسم مشترك لكن إذا أطلق أريد به جرمانه ، وهي كالحندقوقا في تثليث الورق ، حارة يابسة في الثالثة ، تشفى وجع الأضلاع والسدد ، وتدر وتنفع من الإعياء وعسر البول ومن الطحال ، وثلاث ورقات منها مع ثلاث حبات تشفى المثلث ، وأربعة للربع ، وهي تقرح ، وتصلحها الألعبة .

[  طريقوليون ]  نبت نحو شبر كورق السنبل ، يزهر بتغير إلى البياض بكرة ، وإلى الفرفيرية وسط النهار ، وإلى الحمرة آخره ، طيب الرائحة ، طعم أصله كالزنجبيل ، كثيرا ما ينبت في مجاري المياه ، وهو كالمربافلن عند الهند ، حار في الثانية ، يابس في الثالثة ، يقطع الأخلاط وبرد المعدة والكبد ، وضعف الشاهية ، والخفقان الحار ، وسائر أنواع السموم ، وهو يضر الكلى ، وتصلحه الكثيراء ، ويضر السفل لحدة ما يسهله ، ويصلحه العناب ، وشربته درهمان.

[  طريخ ]  البطارخ ، وقد مر في السمك.

[  طرحشقوق ]  الهندباء .

[  طريفون ]  الشفنين .

[  طفل ]  يسمى طين قيموليان والطليطلي والبكيوث.

[  طلق ]  يسمى كوكب الأرض وعروق العروس ، وهو زئبق خالطه أجزاء أرضية ، وتغلب عليه اليبس فتلبد طبقات انعقدت بالبرد ، وهو نوعان : أبيض يحكى الفضة ، وأصفر كالذهب ، وأجوده القبرصي فالمغربي ، وأردؤه اليمنى ، ويكون بجبال مصر ، لم تسقط له قوة البتة ، وهو بارد في الثانية ، يابس في الأولى ، أو في الثانية ، أو برده في الثالثة،  يفتت الحصى ، ويقطع الحميات الحارة ، ويحلل الأورام خصوصا من المذاكير ، ويجفف القروح ، ويذهب الحكة والجرب والجذام والآثار السود ، ويحبس الدم والإسهال والدوسنطاريا الكبدية وغيرها ، وبالعسل يحل السعال الحار ،والمستعمل منه الصفائح الرقاق النقية بعد أن يسحق حتى يتشظى ، ويربط في صوف مع حصيات ، ويغط في ماء حار أو طبيخ الفول ، ويضرب حتى ينحل ويروق ، ويضاف إليه الصمغ. ومن خواصه: أنه لم يحترق إلا بنحو البورق والنوشادر وقشر البيض ، وأنه يحل في الفجل إذا وضع فيه ، ومع الشب والخطمي والنورة ، إذا عجن بالخل وبياض البيض يمنع حرق النار ، وكذا بالزرنيخ الأحمر ، وحى العالم ومرارة الثور ، ومن ادهن بهذا منع عنه ألم النار ، وإن سحق بالملح حتى يتهرى وغسل وأضيف إليه الصمغ كان ليقة فضية ، أو سحق بالزعفران فذهبية ، أو الزنجار فزمردية ، أو ماء العصفر فشقيقية ، وهو يضر الطحال ، وتصلحه الكثيراء ، وشربته نصف مثقال ، وأما أهل الصناعة فهو عندهم ركن عظيم ، ومن أصح تصاريفه أن يسحق بمائه الكبريت الطاهر حتى ينقطع دخانه ، ثم يدمس النوشادر مع كلس البيض سبعا فيؤخذ ماؤه فيسحق به ذلك الكبريت أيضا فيعقد الفرار من وقته بالمسك الذي ذكرناه سابقا ، وماء الطلق يطهر المشترى بنفسه إذا سبك فيه وقد رجم بالشعر عن تجربة .

[  طلع ]  هو لقاح النخل يتكون في ظروف كالسمك تسمى كيزانه وكفراه ، فيصير داخلها كصغار اللؤلؤ منضود متراكم ، فإذا تفتحت عنه خرج كالدقيق الأبيض دسما كرائحة المني ، تلقح به إناث النخل فتصح ، وهو بارد في الثانية أو الأولى ، يابس في الثانية ، ينفع إذا صفي وخلا عن المرارة من الالتهاب والعطش والحميات والإسهال والنزيف ونفث الدم ، ويدبغ المعدة خصوصا بالسكر ، وأهل مصر يسمونه غبار

ج 1ص 233

الطلع ، وهو بطئ الهضم ، مولد لأوجاع الصدور وبرد المعدة والكلى وعسر البول ، وتصلحه الحلاوات ونحو الكرفس والصعتر ، وأما الناعم منه البالغ فلا نظير له في تهييج الباه ، ولا لرائحته في تهييج شهوة النساء.

[  طلاء ]  يطلق على ما غلظ من الخمر ضاربا إلى السواد ، وعلى ما يطلى به لتنقية وتحليل وتنضيج وقلع الآثار ، مفردا كان أو مركبا ، وقد تقدم في الضمادات ؛ لأنهما واحد وبعضهم فرق بينهما بأن الطلاء ما كان مائعا أو معجونا برطب ، والضماد قد يكون يابسا فإن عجن فلابد وأن يكون غليظا.

[  طلياط ]  الترنجبين بلغة السودان.

[  طليقون ]  يوناني نبت كالرجلة له زهر أبيض وأوراق ، يتفرع من بينها قضبان لا تجاوز ستة حريفة ، إذا فركت تلزكت ، حارة في الثانية ، يابسة في الثالثة ، تجلو البهق والبرص والآثار طلاء ، وتسقط إذا احتملت ، ولا تستعمل داخلا لتقريحها ، ولا تترك فوق نصف نهار معتدل ، ويضمد بعدها بدقيق الشعير.

[  طيرانه ]  ويقال طبشير وطشور ، وهو نبت كالفطر ، إلا أنه أعظم ويرى ليلا كالسراج يضيء ، وهو أبيض وأصفر طري ، ينقطع عن ظروف كالإسفنج ، محشوة قطعا حمرا ورطوبة ، نتن الرائحة ، يوجد كثيرا عند أصول البلوط والزيتون ، ويكثر في السنة الماطرة ، وهو حار يابس في الرابعة ، لا نعلم له نفعا ، ولكنه سم قتال لوقته حتى شما ، وقال الشريف وبالغ : ولو لمسا ؛ وهذا منه على سبيل التحذير . وليس في النبات شيء أخبث منه فليتق الله من يظفر به .

[  طيهوج ]  كالحجل طبعا ونفعا ، لكنه أصفر ، وتحت أجنحته سواد .

[  طين ]  اسم لما تخلخل من الأجزاء الترابية وتنضج بالطبع حتى فنيت أجزاؤه ، ويختلف باختلاف طبقات الأرض وخلوصها من نحو الكبريت والمعادن الفاسدة وتجفيف الحرارة والتدخين ، وأجوده الحر النقي الحاصل بعد المياه بالرسوب ، وأجود ذلك طين مصر ، وكلما ادخر أو زاد تجفيفه كان أبلغ في منع الترهل والاستسقاء والأورام والحصف وخشونة البدن والحمى ونزف الدم شربا وطلاء ، ولطين مصر مزيد خصوصية فيما ذكر ، وفي دفع الطاعون والوباء وفساد المياه إذا ألقى فيها ، والمأخوذ من مقياس النيل السعيد كما جرت به عوائدهم مجرب في ذلك ، فليحتفظ به ، ثم من الطين ماله اسم مخصوص ، وأشرف ذلك الطين المختوم المعروف بطين الكاهن وشاموس والبحيراء ، وهو طين يؤخذ من تل أحمر بأطراف الروم عند هيكل أوطميس ، وهي امرأة كانت ترهبت أو هو راهب يقال إن عرف بأن رجلا كسرت رجله فجلس يفركها بهذا الطين فجبرت وحيا ، فبنى هناك صومعة ، فكانت الناس تقصده فيداويهم بهذا الطين من أمراض كثيرة ، وهم يظنون ذلك سر الراهب ، فلما مات استولت على ذلك امرأة فكانت تأخذه فتغسله وتقرصه أقراصا لطيفة إلى مثقال ، وتختمه بخاتم عليه صورة الراهب ، وتدفعه لملوك اليونان والروم ، وحين شاهده جاليوس ادعى أنه تراب يعجن بدم التيوس ، والذي أراه من أمر هذا الطين أنه كالمعادن اللطيفة ، وأجوده شديد الحمرة والدهانة والدسومة ، والذي يليه ضارب إلى الصفرة ، وفيه حرافة ، ودونهما شيء أبيض فيه ملوحة ما هو باق إلى الآن لم يعدم وإنما استولت عليه الملوك ، والنوعان الأخيران كثيرا ما يجلبان إلينا ، وهو بارد يابس في الثانية،  ينفع من الوباء والطاعون وفساد الدم والحميات وتغير الهواء والماء ، ويقطع الدم حيث كان ، والإسهال والسموم القتالة كيف استعمل، ويحل كل صلابة ويجبر الكسر والرض والوثى ويبرد اللهيب، وبالجملة فنفعه كثير ، وقيل يضر الرئة ، ويصلحه العسل ، والطحال ، وتصلحه الكثيراء ، وشربته إلى مثقال .

[  طين شاموس ]  وتحذف الواو ويقال كوكب الأرض ، صفائح تحكى المسن ، ومنه دقيق أبيض ، وكله سريع الانحلال في الماء ، وهذا الطين يجلب من أواخر قبرص ، ويقال إنه يوجد بصقلية ، وهو بارد يابس في الثانية ، يقاوم السموم

 

ج 1ص 234

كلها ، وينفع من الاستطلاق والزحير وقروح المعي وحرارة الكبد والدم حيث كان شربا ، والأورام والترهل ضمادا ، وكذا النقرس الحار. واعلم أن الأطيان كلها تفعل في قطع الدم وتسكين الحرارة والحبس والإدمال والتحليل أفعالا جليلة ، وليس التفاوت إلا في القوة والضعف ، فلا نذكر في كل طين إلا ما زاد على ذلك بخصوصية ، وأرفعها الطين المختوم فهذا وكذلك إذا حرقت كلها وغسلت فإنها تدوم على فعلها بل تكون أبرد ، ويزيد طين المصطكى صقل البدن وتحسين اللون لجذبه الدم ؛ لأنه حار في الثانية دون الأطيان كلها ، وأجوده الرمادي الثقيل السريع التفتت والانحلال ، ويزيد الطين الدقوقي وهو طين أزرق إلى بياض يجلب من أعمال حلب ، وطين قيموليا وهو الطليطلي المعروف في مصر بالطفل ، على ما ذكر من قلع وسخ البدن والشعر ، ولكنهما رديئان يحدثان السدد ، وأما الأرمني المجلوب من أرمينية فهو أقرب الأطيان إلى المختوم، والجل على أنه أفضل من طين شاموس ، وأجوده الذهبي الحلو الدسم ، يزيد بالخاصية النفع من الطاعون كثيرا ، وإصلاح ضيق النفس شربا بالخل ، ويضر الطحال ، ويصلحه المصطكى ، وأما الخراساني المعروف بالأصبهاني والنيسابوري فهو طين أبيض رزين طيب الرائحة لولا ملوحته ، ويكتب به في الألواح السود ، وهو غاية على ما ذكر في شد الأعضاء ومنع النزلات ، وأما طين الكرم فقد ذكره قوم ووصفه في " ما لا يسع "  بأنه يصلح الكروم ويمنعها الدود ، وهذا وصف الفقراء ، أما هذا الطين فلا نعرفه، انتهت الأطيان المفردة. وأما الأطيان المركبة: فقد كانت في الكتب القديمة ، ولهم بها اعتناء عظيم ، ويسمى علمها علم تركيب الأحجار ، فمنها ما يؤخذ من الرخام والمعادن المطبوعة على نسب معلومة ، وتعمل منها العواميد والأحجار العظيمة على وفق المراد ، وذكرها هنا خروج عن الفن ، إذ لا دخل لها فيه ، وأما طين الحكمة منها فطين يحتاج إليه في الطب لتوثيق آلات التقطير والطبخ به ، ومع ذلك فهو يجبر الكسر ، ويشد العصب والعظام ، يلصق بشدة وقوة. وصنعته: طين خالص جزء ، فحم مسحوق شعر مقصوص ملح مكلس خطمي خبث الحديد كلس قشر البيض من كل نصف جزء ، ينخل ويعجن بالألعبة أو الخل أو اللبن عجنا محكما ، وكلما تخمرت كانت غاية فيما يراد منها ، وقد تنقص هذه الأجزاء وقد تغير أوزانها ولا مزيد على ما ذكرنا ، فليحتفظ به، ثم من الناس من يمتحن بأكلها خصوصا الحبالى والأطفال ، ولها علاج يأتي في الباب الرابع.

[  طيب ]  يطلق على كل ذي رائحة طيبة كالمسك والعنبر والغوالي ، وكل يأتي .

[  طيور ]  مختلفة بحسب بريها ومائيها ، وكل في محله.