الكتاب : تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب

المؤلف : الشيخ داود بن عمر الأنطاكي

المتوفى سنة 1008 هـ .

 

* (حرف التاء) *

[  تانبول ]  هندي ويقال تنبل ورق نبات يقطيني ينبسط على الأرض ورقه كورق الأترج سبط معرق فيه زغب ما ورائحته قرنفلية وفيه حرارة وحرافة وأجوده الرقيق السبط الطيب الرائحة الشديد إذا قطع ويغش بورق القرفة أو السادج والفرق إسكاره وتفريحه قيل وبورق يجلب من الصين قد ربي بماء البحر والفرق حرافته وهو حار في الثانية أو الأولى يابس في أول الثالثة يقوم مقام الخمر في كل مالها من الأفعال النفسية والبدنية والهند تعتاض به عنها وهو يشد الحواس ويقوي اللثة والمعدة والكبد ويفتت الحصى ويدر الفضلات ويفتح السدد ويجود الحفظ والفهم ويذهب النسيان ويحمر الشفة ويشد الأسنان جدا إذا أطيل مضغه والناس يستعملونه بالجرجير والفوفل إلى سبع ورقات كل مرة معها ربع درهم من كل من المذكورين وقد يربى فيعظم نفعه جدا ويزيد في العقل وينشط ويذهب الكسل والإكثار منه يثقل الرأس ويصدع المحرورين ، ويصلحه السكنجبين ، وشربته إلى مثقال وبدله في المنافع البدنية القرنفل والسادج والنفسية الخمر .

[  تبن ]  هو فضل الحبوب إذا درست يدخر لعلف الدواب وأجوده مالم يجاوز الحول والعتيق فاسد وكله بارد في الأولى يابس في الثانية إذا طبخ وغسل البدن بمائه أذهب نكاية البرد وحلل الأورام والترهل ولكنه يجعل السحن كالمرضى وكثيرا ما يستعمل للحيل في ذلك والعتيق يهزل أكلا واغتسالا بمائه والنوم عليه ضار جدا وعلى الجلبان يحدث الفالج لكن ربما نفع المحرور تبن الشعير ، ورماد تبن الحنطة بالملح يبرئ القروح طلاء وتبن الباقلاء يحفظ زهر الأشجار من السقوط بخورا خصوصا التبن ويصبغ الخوص والريش أسود .

[  تدرج ]  هو السمان عندنا وبمصر وهذا الاسم بلغة العراق وهو طائر فوق العصفور وتحت الحمام يكثر عندنا بتشرين وكثيرا ما يمشى على الأرض كالحجل وإذا سمع صوت بعضه تراكم ، ويبيض بالعراق ويهوى البلاد الباردة وأجوده السمين الملون وهو حار في الثانية يابس في الأولى يغذي جيدا ويولد الدم الصحيح ودمه إذا قطر في العين حارا جلا بياضها وأكله يصلح الدماغ البارد ويذهب النسيان وكذا مرارته سعوطا ويجلو البياض والماء كحلا وإذا سحق عظمه كالكحل ونثر على القروح أبرأها ورماد ريشه يطول الشعر ولكنه يسرع الشيب وروثه يجلو البهق والبرص وكلف الحوامل والإكثار منه يولد الصداع والمرار الصفراوية في المحرورين ، ويصلحه السكنجبين .

[  ترمس ]  الباقلاء المصري وهو نوعان بستاني وبري وكله مفرطح منقور الوسط بين بياض وصفرة شديد المرارة والحرافة يدرك بحزيران ورائحته ثقيلة وهو حار في الثانية أو البستاني في الأولى يابس في أول الثالثة جلاء مفتح يخرج الأخلاط اللزجة ويجلو القروح

 

ج 1 ص 091

والآثار ويقتل الديدان والقمل باطنا وظاهرا كيف استعمل وماؤه مع الحنظل يقتل البراغيث والبق مجرب وغسل الوجه بطبيخه يحمر اللون وينقي الأوساخ ويصلح الشعر ومن تناول منه صباحا ومساء أحد البصر وجلا البخار وقطع الصداع العتيق وأمن من نزول الماء ومع العسل يذهب ضيق النفس والسعال العتيق وسدد الطحال والمثانة والحصى وينفع من الاستسقاء ولو ضمادا ومع الخل والعسل يسكن عرق النساء والمفاصل والنقرس ضمادا ومع بزر الكتان والقلفونيا البواسير وشقاق المقعدة وبروزها وقد شاع كثيرا أنه إذا طبخ باللبن الحليب حتى ينشف اللبن ثم يلقى عليه مثله ويطبخ حتى ينعقد ثم يمرهم بالسمن وطلى على الأرنبة أسهل الصفراء وعلى البطن السوداء والوركين البلغم وأنه يفعل لمن عاف الدواء وإذا عجن مع دقيق الشعير حلل الأورام حيث كانت وأذهب السعفة خصوصا بالخل والجرب مع المازريون والأكلة والنار الفارسية ويسقط الأجنة بالمر حمولا وكثيرا ما جربناه للنهوش طلاء فيجذب السم والمغسول منه حتى تذهب مرارته ضعيف الفعل رديء الغذاء عسر الهضم وقيل إن الإكثار منه يصفر اللون ، ويصلحه أكل الحلو عليه ، وشربته إلى اثنى عشر وفي التراكيب إلى ثلاثة وبدله في التنقية ظاهرا الفول وبزر البطيخ وباطنا الأفسنتين والصبر.

[  تربد ]  نبت فارسي يكون بجبال خراسان وما يليها يقوم على ساق ورقه دقيق وزهره أسمانجوني يخلف ثمرا كألسنة العصافير ويدرك بتموز وأجوده الأبيض الخفيف المجوف المصمغ الطرفين وما عداه رديء وهو حار في وسط الثانية يابس في آخرها يقطع البلغم اللزج من أعماق العروق ويخرج الخلط الغليظ وبالزنجبيل يذهب عرق النساء ووجع الورك والظهر وبالكابلي يشفي من الصرع وغالب أنواع الجنون ومع البزور ودهن اللوز يخلص من السعال المزمن وأوجاع الصدر والسدد وخام المعدة خصوصا إذا مزج بماله حدة كالعاقر قرحا وينبغي أن لا ينعم إلا في التراكيب وهو يغثي ويكرب حتى إن الرديء منه ربما قتل ، ويصلحه حك ظاهره ومزجه بالأدهان أو الكثيراء وغالب المستعمل منه الآن بمصر عروق تجلب من أطراف الشام وديار بكر ليست هو بل هي رديئة مفسدة ينبغي اجتنابها ، وشربته من ثلاثة إلى خمسة ومطبوخا إلى عشرة وبدله قشر أصل التوت .

[  ترنجبين ]  فارسي معناه عسل رطب لأطل الندى كما زعم وهو طل يسقط على العاقول بفارس ويجمع كالمن وأجوده الأبيض النقي الحلو وهو حار في الأولى رطب في الثانية أو معتدل ألطف من الشيرخشك يسهل الصفراء بلطف وينفع من السعال وأوجاع الصدر والغثيان وأوقية منه في نصف رطل لبن يسمن ويحرك الشهوة بالملازمة ويخرج الأخلاط المحترقة إذا شرب بماء الجبن ومع سمن البقر يحل عسر البول وهو يضر الطحال ، ويصلحه ماء العناب والإجاص ، وشربته من اثنى عشر إلى ست وثلاثين وبدله السكر الأحمر ويجلب من التكرور شيء يسمى بلسانهم تنبيط أشبه الأشياء به في الصورة والفعل لكنه أغلظ يولد ريحا غليظا ، ويصلحه الأنيسون وقد جربناه للسعال .

[  تراب ]  يقال على ما نعم بالدوس والتحلل من الأرض وقد أكثر الأطباء من وصف تراب الطرق المربعة لكثرة دوس الناس لها. وحاصل ما قيل فيه إنه ينفع من الاستسقاء والترهل ضمادا وعندي أن الرمال وما ضربته الشمس أجود التراب في ذلك، وأما تراب المربعات فقد نقل في الخواص أنه إذا أخذ قبل طلوع الشمس من يوم السبت باليد اليسرى وربط في خرقة زرقاء وعلق أبطل السحر ومنع شره وإذا غسلت به المرأة رأسها في الحمام منع النظرة وإن أخذ في الثالثة من يوم الأربعاء صلح للعداوة والتفريق وتراب صيدا يقال إنه في مغارة في بعض ضياعها يجبر الكسر شربا وضمادا ولم نره وتراب شاردة جزيرة بالروم يسقط العلق حتى أكل الشعير والزروع فيه

 

ج 1 ص 092

ويقال إنه لم تخلق فيه الهوام وتراب القيء صمغ الحرشف وتراب الفأر هو الرهج.

[  ترنجان ]  نوع من الريحان .

[  ترياق ]  بالتاء وبالدال يطلق على ماله بادزهرية ونفع عظيم سريع وهو الآن يطلق على الهادي يعنى الأكبر الذي ركبه اندروماخس القديم وكمله الثاني بعد ألف ومائة وخمسين سنة ، قيل بدأه أولا بحب الغار عرفه من غلام جلس ليبول فلدغته حية فمضى إلى الغار فأكل من حبه فسأله أندروماخس فقال إنهم يستعملون هذا الحب لذلك فرجع فأضاف له الجنطيانا لنفعها من السموم والمر والقسط وبقى برهة يسميه ترياق الأربع ثم أخذ يضيفه ما يفرق السموم عن القلب ويحميه ويفتح السدد ويدر الفضلات ويصلح الصدر ويقوي ما يخلط به ويقابل اختلاف أنواع السموم حارة كالأفعى أو باردة كالعقرب حافظة للأعضاء على اختلافها كالأنيسون والفطرساليون في آلات البول ، ويفتح السدد ويحفظ الكبد كالراوند ، والصدر والرئة والرحم كالايرسا ، وما يدفع العفونة كالاشقرديون ، فإنه حفظ ميتا وجد مطروحا عليه من العفن ولحية التيس والفلفل كذلك وأن يكون في جوهر الدواء ما يقابل جوهر السم كالقردمانا والسليخة والدارصيني وأن يصلح بعض الدواء بعضا كالاسطوخودس الضار بالصدر بالغاريقون والبطئ كالطين بالمنفذ كالسليخة والأكال الحار كالقلقطار بالبارد كالأفيون ، ولما عدلت الأربعة الأوائل بما يمنع ضررها كالزراوند للقسط بقيت مدة حتى زاد أقليدس الفلفل الأبيض والدارصيني والسليخة والزعفران لدفعها السموم وتفريقها العفونات وتفريح الزعفران وتنويمه المانع من الإحساس ، وسمى إقليدس هذه الجملة الترياق الصغير ، واستمر حتى جاء فيلاغورس فزاد العنصل والكرسنة ، وبدل العسل بالشراب ، واحتج بأنها غذائية ، والبدن يحتاج إلى ذلك زمان السم أما العنصل فلأنه يمنع الهوام بمجرد وضعه في البيوت والشراب بالغذائية والكرسنة تفتح واستمر كذلك حتى جاء افرافيلس فرد العسل لغوصه وجذبه وحفظه وتنقيته ودفعه السم البارد وخطأ من حذفه ؛ لأن الشراب وحده يفسد خصوصا إذا لم يمض عليه أكثر من ثلاث سنين كما قال جالينوس ثم جعل العنصل والكرسنة أقراصا واستمر ذلك حتى جاء فيثاغورس فاختار الأوائل فقط إلا أنه بدل القسط بالزرنب حتى جاء مارينوس فزاد هذه الجملة سنبل مشكطرا نانخواه فراسيون فلفل أسود دار فلفل فقاح الإذخر مقل أزرق خردل أسطوخودس فصار ثمانية عشر واحتج بأن الأول مفتح والثاني قوي الإدرار حتى إنه يخرج الأجنة ، وعلى الإذخر بأنه مع نفعه من السموم يقوي المعدة والأسطوخودس العصب ، واستمر إلى أن جاء مغنيس الحمصي فزاد أقراص الأندريون وبزر الكرفس وكمافيطوس وميعة ومر وحماما وناردين وقلقطار وايرسا وبزر السلجم وبناشت وفطراساليون وزنجبيل وجعدة وأشق وسورنجان وقردمانا وجاوشير ودوقو ، فصار من ثمان وثلاثين وقرصين إلا أنه كان ينقص من الترياق بمقدار ما في عقاقير الأقراص المذكورة ، واستمر كل شيء بحاله حتى جاء أندروماخس الثاني فزاد فيه قنة وج عود شقر ديون طين مختوم رب سوس رازيانج نانخواه اسادج صمغ عربي حب بلسان وعوده وأصل الكبر هيوفاريقون مصطكي ساليوس كما ذريوس حرف فوتنج جبلي فنجنكشت هيوفسطيداس راوند غاريقون شيح جبلي قنطريون دقيق أفيون كندر أفتيمون أقاقيا سكبينج جند بيد ستر قفر اليهود فكمل سبعين دون الأقراص ، واستمر تتناقله الناس من غير تغيير إلى أن جاء جالينوس فغير فيه أوزانا وخالف فيه أوضاعا مدة ، ثم ظهر له أنه مخطئ فرده إلى ما كان ، والشيخ يقول إن جالينوس أفسده وإن هذا التركيب من غير طريقه وسأصف لك النسخة التي قال الشيخ وغيره إنها في مقابلة الدرج وتحرير الوزن والحفظ والإصلاح ومقاومة الأمراض والجذب والتلطيف والتقطيع ورد القوى

 

ج 1 ص 093

وغير ذلك كما سلف في القوانين كأعضاء الإنسان وأرواحه وجملة بنيته إذا أخطأ منه واحد أو أخطأ وزن عد كالإنسان الناقص وأذكر قانون تركيبه وعمره وأذكر عقاقيره على وجه يؤمن معه تبديلها. وإذا تقرر هذا فاعلم أن أجزاءه محصورة في ثلاث بالنسبة إلى تحليلها وتصغير أجزائها بالمزج المحكم أما أصول خشب فأوراق وبزور وزهر والطريق في هذه دقها في هاون قد ستر فمه بنحو الجلد لا يدخل منه إلا الدستج ولا يرفع المدقوق حتى يسكن غباره ثم ينخل من منخل جعل شعره وسط علبة بتحريك لطيف على نطع ولا تعتبر الأوزان إلا بعد السحق وقد تدعو الحاجة إلى وضعها بعد الدق في الشمس أياما ثم طحنها كل ذلك محافظة على تنعيمها ما أمكن ، وأما عصارات وربوب وصموغ وطريق هذه أن ترض وتسقى من الشراب أو العسل ما يحلها قبل التركيب بنحو ثلاثة أيام، وأما مائعات وهي الشراب والعسل ودهن البلسان وطريق هذه أن تخلط في مغرفة على نار هادئة يوم التركيب، وربما وجب تدقيق النظر في التفريق بين ما يحمل الدق الكثير كالزنجبيل وما لا يحمل كالكندر فيسحق على حدة ، وكذلك رأى جالينوس سحق الحرف والساليوس والسلجم كل على حدة دون البزور للطفها ، وكل من الصمغ والكندر كذلك ، وإلقاء الرطب من العصارات كالأقاقيا يوم التركيب ، واليابس قبله ، والأقراص مع الخشب لكن تسحق وحدها ، والقلقديس يسحق بالشراب ويلقى يوم التركيب ، والأسود بالغا ، ويجب على من أراد تركيب هذا الدواء وجوبا عينيا ممارسة كل مفرد من مفرداته في سائر البلاد من أول ما ينبت إلى بلوغه فإن العقاقير تتغير أطوارها وكثيرا ما رأينا من يعرف الشيء بزهره فإذا زال جهله وأن يختار العقاقير الحديثة الرزينة غير البالغة في الجفاف المفسد والتكرج والعقادة وتقشر القشر فإذا أحكمه فليسقه العسل وليضربه بالحديد المجلى في الشمس وهو يطرح من المسحوق شيئا فشيئا والمحلول آخر والعسل مثله ويدهن المضروب بدهن البلسان حتى إذا استحكم غير محبب غطى بصوف رقيق أو منديل وضرب كل يوم وسط النهار نحو مائتي ضربة وقيل كل أربعة أيام وجالينوس كل أسبوع إلى أربعين أو شهرين ثم يرفع في إناء لا يسقط قواه ولا يجففه كالخزف ، ولا يفسده بالحر كالزجاج. وأجود ما وضع فيه الذهب فالفضة فالقلعي فالصيني مطليا بدهن البلسان غير مملوء ليتنفس ويسد بالخوص ويروح كل شهر يوما وقد جعلوا سدة كالماسكة وتركه لتتداخل أجزاؤه كالمغيرة والمازجة وهي تفعل في أجزائه التشاكل والمزج كالنامية في الغذاء ونهوا أن تمسه حائض أو جنب وأمروا أن يكون تسعة وعشرين رطلا بالبابلي وثلث رطل وهي ألفان وستمائة وأربعون مثقالا ولعله لخاصية في ذلك كالطلسمات، وأما عدد مفرداته فنهايتها تسعون وأقلها أربع وستون ويضمحل الخلاف بعد مفردات الأقراص وعدمه، وقيل النهاية ست وتسعون وقد جعلوا الأقل من المطبوخ أعني الشراب ضعف الأدوية وكذلك العسل. واعلم أن ملاك الأمر وحسن ظهور الفائدة وكثرة المنافع الصبر على المركب حتى يمتزج وتفعل قوى أدويته بعضها في بعض بالتداخل وإعطاء كل ما في الآخر وأشد المعاجين احتياجا إلى ذلك ما كثرت عقاقيره، ولا شبهة أن الترياق الكبير أكثر التراكيب أجزاء فلذلك كان أندروماخس ينهى عن استعماله قبل عشر سنين ونصف، وقيل يجوز استعماله في السنة السابعة وقيل الخامسة. أما من لدن جالينوس إلى يومنا هذا فقد استقر الرأي على استعماله بعد ستة أشهر لكونهم يشمسونه خصوصا للسموم والأمراض الباردة وهو شديد الحرارة إلى ثلاثين كالشاب ثم هو كالكهل إلى ستين ثم ينحط شيئا فشيئا كالشيخوخة

 

ج 1 ص 094

أو هو الآن كالمعاجين الكبار. ، وأما امتحان الصحيح منه فهو أن يؤخذ منه قدر الباقلاء فيقطع فعل الدواء الذي بدأ فعله إسهالا أو قيئا قيل وإنزال المني وقد يعطى منه ثلث مثقال لحيوان وتمكن منه الأفعى وكذا قطعه الأفيون ونحوه من السموم وأن يذيب الدم الجامد ومما يعلم به حديثه من منقطعه وكامل التركيب من غيره أن ينفخ منه في فم الحية فإن ماتت فكامل جديد وإلا فلا فإذا استكمل ما ذكر فهو النافع حينئذ من الأمراض كلها غير أن استعماله قد يكون بلا شرط وهو ما يكون لمطلق التداوي وحفظ الصحة وسنذكر سائر منافعه المطلقة وقد يكون بشرط كشرب شيء خاص ومقدار منه معين ففي الجذام والبرص واختلاط العقل والفالج والاسترخاء والتشنج والاختلاج والصرع والهم لا ينتفع به إلا إذا أخذ بعد التنقية بنحو التيادريطوس واللوغازيا ثم يستعملونه فيأخذه المجذوم طرفي النهار أربعين يوما على الجوع بماء حار ويطلى مدة شربه في الليل ويسعط في البكور ومتى استحكم هذا المرض سلك هذا القانون سنة إلا السعوط ففي كل خمسة عشر يوما مرة وقيل يشربه بمرق الحية أو طبيخ لسان الثور فإن ذلك أدعى لحسن اللون ونبات الشعر وصاحب البرص يشربه كما مر ويحك البياض ويطليه منه والفالج يكاثره سعوطا بدهن السوسن وكذا اللقوة والتشنج ويدهن به في الاسترخاء بالنفط الأبيض وصاحب البخر يستعمله مدة الزيادة في القمر شربا وطلاء ويقدم عليه في زلق المعي الحقن وفي الاختناق يمزج بمثليه من كل من السقمونيا والصمغ قيل أو الشبرم ويقدم عليه في الارتعاش نطول الأطراف بالماء الحار وفي داء الفيل بالبارد بعد فصد عرق الكعب والذرور برماد القصب والزيت وفي السموم بمطبوخ العسل ويكتحل به لوجع العين محلولا بالعسل وفي الضرس يمسك في الفم وفي الأذن يقطر بدهن اللوز المر وقال بعضهم بماء فاتر وهو خطأ وفي الرحم بخورا مع الفوتنج وكذا المثانة مع زيادة المقل وللقولنج يشرب بطبيخ الرازيانج والكرفس والبسفايج ودهن الخروع وكذا السكتة وللفالج بطبيخ السداب والكمون وكذا الحميات مطلقا إذا أزمنت ، وأما المقادير التي تؤخذ منه فللسموم بندقة وقيل إلى أربعة مثاقيل والسعال وأمراض الصدر باقلاة بطبيخ السبستان والعناب وعود السوسن وكذا في نحو القولنج وهذا القدر جار في أصحاب ضعف المعدة والاستسقاء ونحوه من أمراض الكبد إلى أوقية ونصف وأهل الحميات في المقادير كالسعال لكن بطبيخ الحلبة والزنبق وقت استعماله لهم بعد النضج وللإدرار وسقوط الأجنة بماء المشكطر أو لنفث الدم إلى أربعة دراهم بسمن البقر والماء وتطلى به صدورهم مع طبيخ الجعدة وفي الكلى بماء العسل أو الزبيب إلى ثلاثة دراهم وفي قروح المعي والإسهال إلى نصف مثقال بماء السماق وفي الحصى وحرقان البول كالسعال قدرا لكن بطبيخ الكرفس وفي الأورام كلها ولو باطنة وعسر النفس إلى نصف مثقال بالسكنجبين والعنصل، وفي تحصيل اللون بطبيخ الأفسنتين باقلاة وكذا الطحال بالسكنجبين والدود بالعسل إلى ثلاث مثاقيل ، وكذا في كل مرض بارد وبالجملة فهو حار يابس فعلى هذا ينفع كل مرض لم يتمحض عن الحرارة ، لكنه يؤخذ فيما اشتد برده بالمطابيخ الحارة كماء العسل وفي غيره بمجرد الماء ويساعد في كل مرض ، بالعقاقير المخصوصة بذلك المرض مطبوخة وغير مطبوخة ولا يتعدى منه حافظ الصحة مثقالين إذا كان شيخا. وصنعته التي صححت بعد نزاع طويل : قرص أشقيل ثمانية وأربعون مثقالا ، قرص أفعى قرص أندروخورون فلفل أسود أفيون من كل أربعة عشرون مثقالا دارصيني ورد أحمر بزر سلجم شقرديون أصل سوسن غاريقون رب سوس دهن بلسان من كل اثنى عشر مثقالا

 

ج 1 ص 095

زعفران زنجبيل راوند فيطافلن فوتنج فراسيون اسطوخودس قسط فلفل أبيض دار فلفل مشكطرا كندر فقاح الإذخر ضمغ البطم سليخة سوداء سنبل طيب جعده من كل ستة لبنى بزر كرفس ساليوس حرف نانخواه كما ذريوس كما فيطوس عصارة هيوفيطيداس سنبل رومي سادج هندي مر جنطيانا رازيانج طين مختوم قلقديس محرق حماما وج حب بلسان هيوفاريقون صمغ عربي قردمانا أنيسون موفوأقاقيا سكبينج من كل أربعة دوقواقنه قفر اليهود جاوشير قنطريون زراوند طويل جندبيدستر من كل مثقالان وقد سبق تقدير الشراب والعسل. ، وأما جالينوس فقد صحح هذا الجسد وحذف حب الغار والحرمل والمصطكى والمقل والأشق والسورنجان وأصل الكبر والشيح والصحيح أنه لا يجوز حذف سوى السورنجان وإدخال ما عداه ضروري خصوصا حب الغار لما سبق أنه أصل الكل و؛ لأن الجميع في النظم الذي وضعه اندروماخس الثاني خوف التحريف، وأما الأوزان كنقض الأشقيل مثقالين مما ذكر وجعل الدارصيني أربعة وعشرين مثقالا والدار فلفل ستة فسهل وعلى ما اخترناه يكون من حب الغار ستة ومن كل من المصطكى والشيح والفلفل والمقل أربعة ومن كل من الأشق وبزر الحرمل وأصل الكبر اثنان فإن أدخل السورنجان فليكن واحدا هذا جماع القول في أحواله ملخصا من نحو خمسين مؤلفا.

[  ترياق الأربع ]  : من التراكيب القديمة قبل اندروماخس بل هو على ما نقل أول التراكيب البادزهرية وأجوده المحكم التركيب الماضي عليه المدة الأصلية للمعاجين الكبار، وهو حار في الثالثة يابس في الثانية يحلل الرياح الغليظة ويصلح الكبد والطحال إصلاحا عظيما ويفتح السدد وينفع من سم الحية والعقرب ويدر من الفضلات ما انحبس عن برد وهو يصدع ويورث الدمعة ، ويصلحه ماء البقل ، وشربته إلى مثقال وقوته إلى سنتين وبدله المثروديطوس مثل نصف وزنه. وصنعته: جنطيانا حب غار مرصاف زراوند طويل سواء يعجن بثلاثة أمثاله عسلا منزوع الرغوة .

[  ترياق افريدوس ]  هو تركيب عمل للإسكندر وكان يترجم عندهم بالمنقذ ؛ لأنه عجيب الفعل في التخليص من السموم بالقيء والإسهال ويقوي المعدة والكبد والطحال وينفع من السدر والدور والشقيقة العتيقة وأوجاع الظهر وهو دواء جيد لكنه يفسد بسرعة فلا يقيم أكثر من سنة ، وشربته مثقالان. وصنعته: بصل عنصل مشوي تربد كابلي سنبل طيب من كل عشرة مثاقيل جنطيانا سبعة أسارون مقل حب غار إذخر من كل خمسة بازاورد بزر حندقوقى لؤلؤ من كل ثلاثة كهربا صندل أبيض وأحمر من كل اثنان تدق وتعجن بمثليها من كل من السمن والعسل وترفع .

[  ترياق ]  ألفناه سنة أربع وستين وتسعمائة من الهجرة وأودعناه كتابنا المعروف بــ : " كشف الهموم عن أصحاب السموم " .. وقد اختبرناه فجاء بحمد الله عظيم الفعل جزيل النفع في الفصول الأربعة والأمزجة التسع وقوته تبقى إلى عشرين سنة ، وشربته من مثقال إلى ثلاثة وهو معتدل في الكيفيات مع ميل إلى الحرارة. وصنعته: قشر أترج وحبه وورقه من كل عشرة مثاقيل ، حب غار جنطيانا سنبل هندي مريافلون من كل سبعة مثاقيل ، زرنب درونج اطريلال بهمن أحمر وأبيض أنيسون من كل ثلاثة مثاقيل ، حكاكة الزمرد كهربا من كل مثقالان تنخل ويؤخذ عود هندي سبعة مثاقيل تنقع في ستة وعشرين مثقالا ماء ورد بعد أن يحك فيها من جيد البادزهر ثلاثة عشر قيراطا ويترك منقوعا سبعة أيام ثم تأخذ لؤلؤا أربعة مثاقيل تجعله في قارورة وتملؤها حماض الأترج وتحكم سدها وتدعها في الحمام إلى أن تنحل تجعل المحلول على ماء الورد البادزهرى ثم تأخذ من العسل المنزوع مثل الحوائج ثلاث مرات فتؤانسه بنار لينة وأنت تسقيه الماء المذكور فإذا شربه نزله واجعل فيه الحوائج وأحكمها ضراب وارفعه في الصيني

 

ج 1 ص 096

إلى ستة أشهر فهو دواء لا منتهى لمنافعه ينقي الدماغ من سائر العلل ويبرئ من الجنون والصرع والماليخوليا بماء المرزنجوش والفالج واللقوة وثقل اللسان والتشنج والكزاز والخدر وعسر البول والحصى بماء الكرفس أو الفجل ومن ضيق النفس والسعال ونفث الدم والرئة وذات الجنب والخفقان وضعف المعدة عن حرارة بماء الهندباء وعن برودة بماء ورد حل فيه المسك والعنبر ومن الاستسقاء والطحال واليرقان والقولنج بماء الأنيسون ومن البواسير وسائر أمراض المقعدة بماء العناب ومن أوجاع المفاصل والنقرس والدوالي بماء أصل الكبر والرازيانج ومن السموم والجذام باللبن الحليب ومن البرص والبهق بماء العسل ويطلى به أيضا على العلل المذكورة والأورام فليحتفظ به والترياقات كثيرة أضربنا عن ذكرها إما لقلة نفعها أو لفقدان بعض عقاقيرها أو للاستغناء عنها بما ذكر .

[  تفاح ]  فاكهة معروفة يطول شجره فوق ثلاثة أذرع وورقه سبط إلى الاستدارة وعوده عقد. ومن خواصه: أنه لا يوجد بالإقليم الأول ولا الثاني ويدرك بحزيران وتموز ويدوم إلى أواخر تشرين وإن رفع محفوظا بقى سنة وأجوده الكبار العطر الصلب المائي الرقيق القشر وأردوة التفه، وهو بالنسبة إلى طعمه ثلاثة: حلو ومر وحامض، فالحلو حار في الأولى رطب في الثانية، والمر معتدل في الحرارة والبرد يابس في الأولى، والحامض بارد يابس في الثانية وكله يقوي الدماغ والقلب ويذهب عسر النفس والخفقان المزمن ويقوي الكبد والحلو يصلح الدم وهو والحامض ينقيان السموم ويحميان عن القلب وكذا عصارة ورقه والحامض خاصة يولد القولنج ويسدد لكنه بالغ النفع في منع الغثيان والقيء واللهيب الصفراوي ويجتنب التفه والعفص إلا عند ضعف المعدة فإنه يقويها والتفاح بأسره يولد النسيان ، ويصلحه الدارصيني والرياح الغليظة ، ويصلحه جوارش الفلفل والكمون والشراب المعمول منه من أجود الأشربة للسموم والوباء والرائحة التي تضر الأطفال بمصر وهو خير من الزعرور وقدر ما يؤكل منه ثلاثون درهما وحبه يقتل الدود والمشوي منه مع إصلاحه المعدة يدفع ضرر الأدوية السمية وفيه تفريح عظيم وماؤه إذا دخل في المعاجين المقرحة قوى فعلها ويقال إن التفاح إذا صادف خلطا خارجا دفعه وبدله في غالب أفعاله الزعرور والمربى منه أجود من كل ما ذكر. وصنعته: أن يقشر وينزع ما في داخله ويطبخ بالعسل أو السكر حتى ينعقد فإن أرخى ماء أعيد طبخه .

[  تفاح بري ]  الزعرور .

[  تفاح الأرض ]  البابونج .

[  تفاح الجن ]  ثمر اليبروح .

[  تفاح أرمني ]  المشمش .

[  تفاح فارسي ]  الخوخ .

[  تفاح ماهي ]  الأترج .

[  تقابى ]  بالقاف البقلة اليهودية .

[  تقره ]  الكراويا بالبربرية .

[  تقده ]  الكزبرة .

[  تمر ]  هو المرتبة السابعة من ثمر النخل وهو مختلف كثير الأنواع كالعنب حتى سمعت أنه يزيد على خمسين صنفا وأجوده الأبيض العراقي الرقيق القشر الكثير الشحم الحلو النضيج الذي إذا مضغ كان كالعلك وأكثر ما ينشأ بالبلاد الحارة اليابسة التي يغلب عليها الرمل كالمدينة الشريفة والعراق وأطراف مصر وهو حار في آخر الثانية يابس في أولها وقيل في الأولى يقطع السعال المزمن وأوجاع الصدر ويستأصل شأفة البلغم خصوصا إذا أكل على الريق فينفع من الفالج واللقوة والمفاصل عن برد ويغذي كثيرا ويولد الدم القوى ويصلح أوجاع الظهر ويقوي الكلى المهزولة وإذا طبخ بالحبة وشرب قطع الورد والحمى البلغمية عن تجربة وفيه حديث صحيح وبالأرز يصلح المهزولين بالغا وبالحليب يقوي الباه والتمر لا يجوز تعاطيه لمن لم يولد في بلاده إلا بقسطاس مستقيم ولا لمحرور ولا زمن الصيف وينفع لمن عدا ذلك مما ذكر ودمه غليظ يسرع الميل إلى السوداء ويولد الجرب والحكة وفساد اللثة والغذاء خصوصا إذا أكل عند النوم ويصدع ، ويصلحه السكنجبين وشراب الخشخاش ونواه إذا أحرق أنبت هدب العين وأحد البصر وسود العين ومنع السبل والجرب

 

ج 1 ص 097

[  تمر هندي ]  هو الصبار والحمر والحومر وهو شجر كالرمان وورقه كورق الصنوبر لا كورق الخرنوب الشامي وللتمر المذكور غلف نحو شبر داخلها حب كالباقلاء شكلا ودونها حجما يكون بالهند وغالب الإقليم الثاني ويدرك أواخر الربيع وأجوده الأحمر اللين الخالي عن العفوصة الصادق الحمض للنقى من الليف وهو بارد في الثانية أو الثالثة يابس في أول الثانية يسكن اللهيب والمرارة الصفراوية وهيجان الدم والقيء والغثيان والصداع الحار وليس لنا حامض يسهل غيره وهو عظيم النفع في الأمراض الحارة وحبه إذا طبخ سكن الأورام طلاء والأوجاع الحارة وهو يحدث السعال ويضر الطحال ويولد السدد ، ويصلحه الخشخاش أو السكنجبين وأن يمرس مع نحو الأجاص والعناب ، وشربته إلى عشرة وبدله في غير الإسهال الزرشك وفيه شراب الرمان .

[  تمساح ]  حيوان مائي في الأصل لكنه يعيش في البر وهو من ذوات الأربع يقال إنه أغلظ الحيوانات البحرية جلدا ويبيض في البر فيكون منه السقنقور وصغاره تعرف بالورل قيل إنه من خواص نيل مصر وأنه يحرك فكه الأعلى دون سائر الحيوانات وأنه لا يروث وإنما يدخل في جوفه طائر فيأكل ما فيه ويخرج فإن وجد فمه مطبوقا نقره بعظمة في رأسه حتى يفتح فاه وهو مفترس جبان قليل الجري إلا إذا كسر ولا يأخذ في عمق الماء ويحب الغيلة وهو حار في آخر الثانية يابس في أول الثالثة أكله يحرك الباه ويخصب البدن ويقطع القولنج وشحمه يحلل الأوجاع الباردة من المفاصل والظهر شربا وطلاء ويفتح الصمم وإن قدم والصداع والشقيقة ولو سعوطا وزبله يجلو البياض مجرب والكلف والبهق وكذا دمه مع الأملج. ومن خواص شحمه إذهاب الربع طلاء وكبده إذهاب الجنون بخورا وعينه إيقاف الجذام تعليقا إذا قلعت وهو حي قيل ووجع العينين. ومن خواص معضوضه أن يتبعه النمل حيث كان حتى يدخل في الجرح فيقتل ويخلص من ذلك البخور حوله بالكمون والقطران والتمساح عسر الهضم رديء الغذاء ، ويصلحه الدارصيني ومعجون الكمون.

[  تملول ]  القنابري .

[  تمر الفؤاد ]  البلادر ويطلق بمصر على البلوط وبعضهم يخص البلادر بتمر الفهم.

[  تنين ]  اسم لما عظم من الحيات وكانت له رجل أو يد فيها أربعة أظفار على نسق وخامسة في الكف إذا جرح بها قتل بنزف الدم وفي رأسه جمة شعر والبحري على صورته إلا أن له زبانا مثل زبان العقرب يلسع به وكلها حارة يابسة في الرابعة قتالة لا يؤكل منها شيء بل توضع مشقوقة مقطوعة الأطراف على نهوشها فتجذب سمها ورمادها يقطع البواسير والبهق والبرص ضمادا بالعسل.

[  تنكار ]  اسم لضرب من الملح البورقي وهو قسمان معدني يوجد مع الذهب والنحاس في جوانب المعدن وكأنه خالص الزبد المقذوف حال الطبخ إذ الزبد الغليظ هو الاقليميا كما مر وهذا القسم عزيز الوجود ومصنوع إما من البول. وصنعته: أن يبول من قارب البلوغ في نحاس ويوضع في ندى إلى حرارة يسيرة ويضرب بدستج إلى أن يصلب ويرفع أو يؤخذ ثلاثة أجزاء نطرون وجزء من كل من القلى والملح فيحكم سحقها وتطبخ بلبن الجاموس حتى تنعقد وتوضع في الزجاج في الشمس من رأس السرطان إلى أن ترشح من القزاز فترفع وهذا هو الكثير الوجود والكل حار يابس في الثالثة جلاء مقطع ينفع من تأكل الأسنان وأوجاعها ويأكل اللحم الميت حيث كان ويسقط البواسير ويعرض من أكله لهيب واختناق وربما قتل وعلاجه القيء باللبن الحليب وأخذ الربوب الحامضة وللمعدني أفعال غريبة في جلاء نحو البرص طلاء والفرق بينه وبين المصنوع خروج الرطوبة من المصنوع على النار وهو يسرع إذابة الذهب ويلصقه ومن ثم يسمى لصاقة ومتى طرح على الفرار محلولا بماء

 

ج 1 ص 098

الكبريت عقده وينقي القلعي ويلين المريخ المغناطيسي وهو الذي طفئ في الشيرج مرة والماء أخرى سمي بذلك ؛ لأنه يجذب الحديد كما يفعل المغناطيس عن تجربة .

[  تنوب ]  شجر يشبه الصنوبر حتى قيل إنه ذكره وهو أحمر سبط طيب الرائحة جبلي منه يتخذ القطران الجيد وحبه قضم قريش على ما صححه جماعة والذي صححته أن قضم قريش حب الأرز وليس للتنوب إلا حب كحب القطلب صغار حمر تؤكل ؛ لأن في طعمها حلاوة وهذه الشجرة بأسرها حارة في الأولى يابسة في الثانية إذا جعلت ذرورا أبرأت القروح والجرب والسعفة وضمادا بالعسل تحلل الأورام الصلبة وصمغها يبرئ الاستسقاء وأوجاع المعدة والكبد والطحال وإذا رضت أوقية من خشبها وطبخت بستة أرطال ماء حتى يبقى رطل وشرب على الريق يفعل ذلك أسبوعا قطع النار الفارسية والحب المشهور بمصر والقروح النازفة وقوى القلب والمعدة لكنه يحبس الحيض وربما منع الحمل وكذا إن عقد الماء شرابا بالسكر ويزيد مع ذلك النقع من أوجاع الصدر والسعال وعسر النفس وهو يورث السدد والصداع ، ويصلحه السكنجبين والشربة من صمغه مثقال وبدله مثلاه من الأرز .

[  توت ]  يسمى الفرصاد وهو من الأشجار اللبنية ومن ثم لم يركب في التين وبالعكس استثناء من القاعدة وهي كل شجر أشبه آخر في ورق أو ثمر أو غيرهما ركب فيه والتوت إما أبيض ويعرف بالنبطي وعندنا بالحلبي أو أسود عند استوائه أحمر قبل ذلك ويعرف بالشامي والكل يدرك أوائل الصيف والنبطي حار في الأولى رطب في الثانية يولد دما جيدا ويسمن ويفتح السدد ويصلح الكبد ويربي شحم الكلى ويزيل فساد الطحال ولكنه سريع الاستحالة إلى ما يصادفه من الأخلاط مورث للتخم ، ويصلحه السكنجبين والشامي يطفئ اللهيب والعطش وغالب أمراض الحارين ويفتح الشهوة والسدد ويزيل الأخلاط المحترقة بتليين ويضر الصدر والعصب ، ويصلحه العسل والتوت كله ينفع أورام الحلق واللثة والجدري والحصبة والسعال خصوصا شرابه والرب المتخذ من طبخ عصارته إلى أن يغلظ أقوى الأفعال في ذلك وفيه ثقل وإفساد للهضم ، ويصلحه الكموني والفلافلي وقد يضاف إلى شرابه أو ربه المر والزعفران وأصل السوسن والكندر والشب والعفص والمسك مجموعة أو مفردة فيعظم فعله ويقوي تحليله وجلاؤه ويبرئ من القروح الباطنة وورقه بالزيت يبرئ القروح وحرق النار طلاء وأوقية ونصف من عصارة ورقه تخلص من السموم شربا وثمرته بالخل تبرئ من الشرى والشقوق وحيا إذا أخذت قبل النضج وأصله وورقه إذا طبخت بالتين وشرب ماؤها خلص من السرسام والجنون وأوجاع الظهر المزمنة وإذا أضيف إلى ذلك ورق الخوخ أخرج الدود وحبا عن تجربة والتغرغر به يصلح الأسنان وكذا صمغه وماء أصله المأخوذ بالشرط متى طبخ مع ورق التين والكرم سود الشعر بالغا وشرط طبخه أن يكون الماء قدره ثمان مرات ويطبخ حتى يبقى سدسه مسدود الرأس .

[  تودرى ]  فارسي باليونانية أردسيمن والعبرية حبه ويعرف بالقسط البري والسمارة وهو ينبت ويستنبت له ورق كالجرجير وزهر أصفر يخلف قرونا كالحلبة داخلها بزر أبيض وأحمر حريف إلى حدة وحلاوة بها يفرق بينه وبين الحرف وهو حار في الثانية يابس في الثالثة يحلل الأورام حيث كانت شربا وطلاء خصوصا من الأنثيين وينفع الصدر والكبد والطحال والسعال المزمن خصوصا إذا شوي في العجين ويطبخ باللبن والسكر فيسمن ويهيج الباه شربا ويسكن أوجاع المفاصل طلاء ويحمل في صوفة بالعسل فيطيب الرائحة وينقي القروح وهو يصدع ، وتصلحه الكثيراء ، وشربته إلى نصف مثقال وبدله مثله وورقه عرطنيثا .

[  توتي ]  باليونانية نمقولس غليظها السودريقون والهندي منها هو الرزين البصاص المشوب بياضه بزرقة والخفيف الأصفر

 

ج 1 ص 099

كرماني والغليظ الأخضر صيني والرقيق الصفايح هو المرازبي وعند الصيادلة يسمى الشقفة وأصل التوتيا إما معدني يوجد فوق الاقليميا ويعرف بالرزانة وعدم الملوحة والعفوصة ، وأما مصنوع من الأقليميا المسحوقة إذا ذرت شيئا فشيئا على نحاس ذائب في قبة أثال فتصعد وتجتمع كما يصعد الزئبق وتعرف هذه بملوحة في الطعم وتوسط في الرزانة وشفافية ما ، وأما نباتية تعمل من كل شجر ذي مرارة وحموضة ولبنية كالآس والتوت والتين وأجودها المعمول من الآس والسفرجل حتى قيل إنه أجود من المعدنية. وصنعته: أن ترض جميع أجزاء الشجرة رطبة وتجعل في قدر جديد محكمة الرأس بطبق مثقب فوقه قبة ينتهى إليها الصاعد ويوقد حتى ينتهى الدخان وكلها حارة يابسة لكن المعدني في الثالثة والنباتي في الثانية وقيل النباتي بارد يجفف القروح باطنا وظاهرا شربا وطلاء ويحل الرمد المزمن والسلاق والجرب والدمعة والحكة وظلمة البصر وتحل الأورام وتقطع نفث الدم وتقوى المعدة المسترخية وتقع في المراهم فتنبت اللحم وتحبس نزف الدم والمعدنية سمية لا تشرب بحال والتوتيا تولد السدد ، ويصلحها العسل وشربها إلى نصف درهم وبدلها مر قشيثا أو إقليميا أو سبج أو شادنج أو نصفها توبال النحاس.

[  توبال ]  معرب من تنبك بالفارسية وباليونانية أملنيطس وهو عبارة عما يتطاير عن المعادن عند السبك والطرق وأجوده الصافي البراق الرقيق لا الغليظ خلافا لمن زعمه والتوبال تابع لاصله فالنحاسي حار يابس في الثالثة والحديدي يبسه في الرابعة والذهبي معتدل والفضي بارد في الأولى معتدل وكلها مستعملة فالنحاسي يجلو البياض وينفع من حكة العين والجرب والسبل ويقع في المراهم فيدمل ويأكل اللحم الزائد ويشرب فيسهل الاستسقاء والماء الأصفر ولكنه يكرب ويسحج وربما قرح ، ويصلحه أن يحبب في دقيق القمح أو مع الصمغ ، وشربته إلى نصف مثقال والحديدي يحبس الإسهال والدم ويمنع الخفقان والذرب وضعف الباه ولكنه ثقيل ينبغي أن يشرب بالعسل ، وشربته إلى درهمين والذهبي والفضي يقويان الحواس والأعضاء الرئيسية ويدفعان الغثى وأجود ما شربت التوبلات مسحولة أو تدعك في الصلابة بماء إلى أن يكتسب الماء طبعها ويشرب وإذا لف توبال الحديد في خرقة وجعلت تحت الجرار الندية أسبوعا صار زعفرانا يأكل جرب العين ويجلو حمرتها ومع ربعه نوشادر ويجلو البياض والسبل عن تجربة وبالخل والعسل يحلل الأورام ومتى قطر هذا مع الخل مرارا يردد عليه كلما قطر نقل المعادن من مرتبة إلى أخرى وألحق المشترى بأعلى منه كذا أخبرت الثقات وإذا مزج به النحاس في الزعفران كان الخل القاطر عنهما إذا سحق به الزنجفر حتى ينحل مقيما إلى الخلاص كذا صححناه عن مجربيه.

[  تين ]  باليونانية سيقمورس والفارسية هجار وهو ثمر شجر معروف ينمو كثيرا بالبلاد الباردة ويشرب من عروقه فإذا نزل الماء على ثمرته فسدت ويدرك حادى عشر شهر تموز ويدوم إلى أوائل كانون ومنه ذكر يحمل ثمرا كبارا تعلق في خيوط وتوضع في إنائه فيخرج منها طيور كالبعوض تلبس الأنثى فيثبت ثمرها وتصح على نحو لقاح النخل ولا نفع لهذا الثمر سوى ما ذكر ومنه أنثى وهو المطلوب وكل من النوعين إما بري أو بستاني وليس البري منه الجميز كما زعم بل الجميز غيره وأجود التين الكبار اللحيم النضيج المكبب الذي لا ينفتح بالغا وفي فمه قطع كالعسل الجامد وهو معتدل في الحرارة رطب في الثانية أو هو حار في الأولى فإذا جف كان حارا في الثانية رطبا في الأولى أصح الفواكه غذاء إذا أكل على الخلاء ولم يتبع بشيء وإذا داوم على الفطور عليه أربعين صباحا بالأنيسون سمن تسمينا لا يعدله فيه شيء وهو يفتح السدد ويقوي الكبد ويذهب الطحال والباسور

 

ج 1 ص 100

وعسر البول وهزال الكلى والخفقان والربو وعسر النفس والسعال وأوجاع الصدر وخشونة القصبة وفي نفعه من البواسير حديث حسن وإذا أكل بالجوز كان أمانا من السموم القتالة ومع السداب ينوب مناب الترياق ومع اللوز والفستق يصلح الأبدان النحيفة ويزيد في العقل وجوهر الدماغ ومع القرطم ويسير النطرون يسهل الأخلاط الغليظة وينفع من القولنج والفالج والأمراض الرطبة واليابس دون الرطب في ذلك كله ومن عجز عن جرمه فليطبخه مع الحلبة فيما يتعلق بالصدر والرئة والسداب والأنيسون في الرياح والسدد ويشرب ماءه فاترا وإذا نقع في الخل تسعة أيام ثم لوزم على أكله وشرب الخل والضماد منه أبرأ الطحال عن تجربة ويدق من دقيق الشعير أو القمح أو الحلبة ويضمد به فينفع فجا في إزالة الآثار كالثآليل والخيلان والبهق ونضيجا من الأورام الغليظة وأوجاع المفاصل والنقرس وقد يمزج مع ذلك بالنطرون ولبن التين خصوصا البري قوى الجلاء منق للآثار واللحم الزائد والثآليل وأوجاع الأسنان وتأكلها والبري منه خصوصا الذكر إذا كويت الثآليل بحطبه ذهبت عن تجربة، وإذا رمي مع اللحم هراه بسرعة ورماده مع الزيت ينقي القروح ويجلو الآثار ويبيض الأسنان بياضا لا يعدله فيه غيره وينفع اللثة ويسود الشعر مع الخل وبصفرة البيض والشمع يصلح أمراض المقعدة وإذا احتمل في صوفة بعسل نقى القروح والرطوبات الفاسدة وقطع نزف الدم ولسائر أجزائه دخل في النفع من الصرع والجنون والوسواس، وإن كان الثمر أقوى وحقنته بالسداب تسكن المغص وحيا ولبنه يمنع نزول الماء كحلا بالعسل ويحمل فيدر الطمث لكن مع نحو الكثيراء لئلا يقرح، والتين يولد القمل ويضر الكبد الضعيف والطحال ، ويصلحه الجوز أو الصعتر أو الأنيسون وقدر ما يؤخذ منه إلى ثلاثين درهما .

[  تيهان ]  دواء قديم سماه في المقالات ارسيرامس وبعضهم ترجمه بأن سكر العشر، وهو عبارة عن ذباب أسود يألف شجر الأنزروت ويبنى على نفسه كدود القز ويموت داخله وأجوده الأبيض الخفيف حار في الأولى رطب في الثانية ينحل مغريا فيسقى بدهن اللوز لأوجاع الصدر والسعال والحدة والخشونة وكسر ثورة الصفراء ويضر البلغميين ، ويصلحه السكر، وشربته إلى درهم وبدله لعاب السفرجل .

[  تين فيل ]  هو جوز الشوك.