الكتاب : تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب

المؤلف : الشيخ داود بن عمر الأنطاكي

المتوفى سنة 1008 هـ .

 

* (حرف النون) *

[  نارجيل ]  هو الجوز الهندي وهو شجر كالنخل من غير فرق إلا أن وجه الجريد فيه إلى أسفل

وإذا قطع لم يمت ويزرع ثمرا لا قضبانا وأيام غرسه نزول الشمس في برج الجوزاء ويثمر بعد سبع

سنين وتبقى شجرته مائة عام ويدرك ثمره إذا نزلت في الميزان، والمأخوذ قبل ذلك ضعيف القوة

وأجوده الكالكوتي الصغير المستدير الأبيض الدهن وأردؤه الشحري الكبار المتكرج ومنه نوع

لا ينعقد بل يبقى كالحليب وهو داخل قشر صلب عليه طبقات ليفية فوقها قشر رقيق سهل المكسر

المراد عند الإطلاق الثمر وقد يفسد طلعه أو جريده ويلقم كوزا فيسيل منه لبن ويسمى السدى

يبقى يوما على الحلاوة والدسومة وله أفعال أشد من الخمر وهو خير منها ثم يكون خلا بالغا قاطعا

وكذا الثمرة قبل اشتدادها والنوع الذي لم ينعقد وهو حار يابس في الثالثة أو رطب فيها أو في الأولى

والزنخ يابس إجماعا ولبنه رطب كذلك وخله حار في الأولى يابس في آخر الثانية ينفع من البلغم

والسوداء والجنون والوسواس وضعف الكبد والكلى والمثانة وقروح الباطن ويسمن مع البطيخ

وفي المبرودين سمنا للغاية ويزيل أوجاع الظهر والورك والفالج واللقوة ونكاية البرد والزنخ والديدان

والبواسير ويدر الدم وينبغي لضعاف المعدة الاقتصار على دهنه فإن جرمه بطئ الهضم ويهيج الباه

ويمنع تقطير البول وطريه إذا شرب بالسكر ولد الدم وقوى الغريزية وأصلح القضاف وشرابه قوى

النفع في الجنون والماليخوليا وخله يهضم ويهري اللحم ويقال إن الهوام لا تقربه ورماد قشره يجلو

الأسنان جدا والكلف والنمش والحكة والجرب ويحسن اللون ويشد الشعر إذا جعل مع الحناء

وهو يضر المحرورين ويحرق الأخلاط ، ويصلحه كل مزمن الفواكه كالاجاص والتوت وأيضا الريباس

والليمون وقدر ما يستعمل من جرمه ثلاثة مثاقيل ومن شرابه ثلاث أواق [  نانخواه ]  معرب عن

نانخواه الفارسي ومعناه طالب خبز وأهل مصر تسميه نخوة هندية وهو حب في حجم الخردل قوى

الرائحة والحدة والحرافة يجلب من الهند وجبال فارس ويسمى الكمون الملوكي قيل هو حب صعتر

هناك وقيل الأنجدان ويغش في مصر ببزر الخلال والفرق عدم المرارة هنا وأجوده الحديث الرزين

الذي لم يجاوز أربع سنين الضارب إلى الصفرة حار يابس في الثالثة يحرق البلغم والرطوبات اللزجة

ويزيل الرياح والقراقر والفواق والنفخ وأوجاع الصدر وما فيه من قيح وغيره وصلابة الكبد

والطحال والمغص خصوصا ما كان عن دواء شديد النكاية كالماهودانة وعسر البول والحصى خصوصا

إن حرق مع الزجاج والغثيان والجشاء والتخم وفساد الشهوة والحميات القديمة خصوصا المثلثة

والبخار الكريه والبلة وبرد الأحشاء والبرص والبهق ويدر ما عدا اللبن شربا بالعسل في المبرودين

والسكنجبين في المحرورين وينفع من السموم مطلقا والآثار طلاء بالخل والضربان والأورام بالعسل

والملح والترمس والزعفران مجرب خصوصا على الأنثيين وماؤه يسكن لسع العقرب والنافض نطولا

ويصلح الأرحام كيف استعمل من كل علة ويقطر في العين فيزيل الكمتة وما جمد من نحو مدة

ويزيل الصمم قطورا وقاطره يحل عسر النفس في الوقت وينفع من الفالج والرعشة وفيه مع قاطر

الدارصيني ولسان الثور تفريح يعدل الخمر. ومن خواصه: إعادة الاحساس بالطعام والشراب بعد

فقده وثلاثة مثاقيل منه إذا غليت في رطل حليب وأوقية سكر حتى يعود إلى النصف وشرب فوق

اللحم سمن بإفراط وعلى الريق فتت الحصى مجرب وهي تصدع الرأس خصوصا في المحرورين

، ويصلحها الكزبرة وتقلل اللبن ، ويصلحها الترمس ، وشربتها إلى ثلاثة وبدلها في غير التسمين مثلاها

شونيز [  نارنج ]  فارسي معناه أحمر اللون أو الرمان الأحمر وهو شجر ورقه بالنسبة إلى الليمون

وغيره فيه ملاسة طيب الرائحة زهره يحصل في الربيع ويمكن بقاء؟؟ مدة العام وأجوده المستدير.

 

ج 1 ص 328

الأحمر المحبب القشر الخفيف وهو حار يابس ما عدا حماضه فبارد ودهن بزره فرطب في الثانية

وفي قشره وورقه تفريح عظيم وفي بزره ودهنه وعروقه التي في الأرض نجاة من السموم الباردة

وحماضه يكسر الصفراء وشدة الحرارة والعطش وقشره يسكن المغص والقيء والغثيان كيف استعمل

مجرب والنزلات الباردة والتخم وحماضه يقلع الطبوع جميعا ويجلو الكلف والآثار ويحسن اللون

طلاء. ومن خواصه: أنه يحفظ الثياب من السوس وأن رائحته تدفع الطاعون وفساد الهواء وأنه

يسهل الولادة كيف استعمل وهو يضر العصب ويضعف الكبد ، ويصلحه السكر أو العسل وهو

والأترج ينوبان في العمل وزهره أو قشره إذا جعل في الشيرج ثلاثة أسابيع في الشمس ناب عن

دهن الناردين وماء زهره مر [  نارمشك ]  فارسي معناه رمان بري قيل هو الجلنار أو بريه أو أقماع

الهندي منه أو هو رمان صغار لا يفتح عن بزر بل شيء أحمر يوجد بخراسان وهذا هو الصحيح

وهو حار يابس في الثانية أو هو بارد في الأولى أجل منافعه قطع البخار عن الرأس وإزالته الوسواس

والماليخوليا ويحبس النزف والإسهال ويشد الأعضاء ويهضم بالعصر ويزيل اللزوجات شربا والعرق

وسيلان القروح طلاء وذرورا وهو يضر المثانة ويصفر اللون ، ويصلحه دهن اللوز والمرارة خصوصا

إن كان حره في الثالثة كما قيل ، وتصلحه الهندباء ، وشربته درهمان وبدله نصفه قشر فستق وربعه زنجبيل

وسدسه سنبلا أو بدله مثله كمونا [  ناركيو ]  هو فلفل الماء لا الخشخاش الأسود وهو فوق ثلاثة

أذرع ورقه كورق الزيتون أسود شديد الملاسة له حب كالبندق إلى السواد قوى اللذع والحرافة

حار يابس في الثانية يحلل الرياح شربا ويزيل الأورام والآثار طلاء. ومن خواصه: أن الكرسنة

والبسلة وما قاربهما إذا سلق في مائه وجفف وغش به الفلفل لم يعرف وإذا مسح به الوجه عند

القيام من النوم نفخه وحمر لونه جدا وبه تدلس المواشط [  نار قيصر ]  نبت دقيق أحمر إلى صفرة

خفية يجلب من الروم ويسمى بمصر ساق الحمام وهو عطري طيب الرائحة حار يابس في الثانية يحلل

الرياح والمغص ويفتح السدد ويقال إنه يفرح ويدر البول والدم شربا ويحلل الصلابات وضربان

المفاصل طلاء ، وشربته مثقال [  ناردين ]  أنواع السنبل [  نار فارس ]  مجهول [  ناهرج ونافرخ ]

الدلبوث [  ناغيشت ]  النارمشك [  نبيذ ]  عربي بمعنى منبوذ أي متروك لطول مدته من عمله إلى

يوم شربه إذ لا يحسن إلا بذلك وهو كل مسكر سوى الخمر وهذا الجنس قد شمل أنواعا قد اختلفت

بالحقيقة. واختلف المسلمون في حله، وحاصل ما فيه عندنا الحرمة وعند أبي حنيفة الحل مالم يذهب

بالعقل إلا أبو يوسف فكالشافعي ولسنا بصدد ذلك هنا وقد خصت الأنواع المذكورة بأسماء بحسب

المواد فالمرز ما كان من الأرز وكذا السوبيا إلا أنها لم تصف كالمزر ولم تترك طويلا والبتع ما كان

من الذرة والبوزة ما كان من الدخن أو الخبز اليابس والغبيراء من السلت والشعير وقد تطلق أيضا على

الذرة والمصع ما كان من أحد الفواكه وقد خص النضوح بما كان من الرمان وسيأتي في موضعه كما فعل

الأوائل وإن كان نبيذا ثم هذه الأنواع تتفاوت في المنفعة وغيرها بحسب المادة والفاعل وأقربها إلى

الخمر الزبيب ثم السكر ثم العسل وما عداها فرديء وقانون المتقدمين أن ينقع ما كان كالزبيب في عشرة

أمثاله ماء يوما ثم يطبخ حتى يذهب النصف فيعصر ويصفى ويعاد حتى يبقى ثلثه يوضع في المزفتات

مسدودا ستة أشهر فما دون ثم اختلف المتأخرون فمنهم من جعل الماء خمسة أمثاله ومنهم من جعله ثلاثة

، وأما نحو الأرز فيطبخ حتى تذهب صورته ويمرس في ثلاثة أمثاله من الحلو بقدر الإرادة ويترك أسبوعا

ثم يصفى ويرفع وقد تفوه الأنبذة بالمفرخات كجوزبوا والدارصيني والهيل والزنجبيل والقرنفل

 

 

ج 1 ص 329

والزعفران وأقلها خمسة دراهم من كل لكل عشرة أرطال في خرقة من أول الطبخ إلى التصفية

وتلون بالصابغات بحسب المراد. فلنقل في باقي أحكامها قولا مفيدا، فالزبيبي حار في الثانية رطب

في الأولى يولد الدم ويحرق الباردين ويفتح السدد ويهضم ولكنه يفسد الأدمغة بالبخار والغليظ

وأشد منه ضررا المعمول من الدبس لكنه أكثر منه نفعا فيما يتعلق بالتخصيب والسكري مثله

في الطبع لكنه ألطف وأوفق للناقهين وضعاف الأبدان طبعا ومن غلبت عليه السوداء ودقاق

العروق وخماره لطيف سريع الزوال من غير أن يعقب كدورة، والمأخوذ من عصير القصب شديد

النكاية في حرق الأخلاط كراثية وزنجارية والقياس أن يكون قاطر السكر ألطف، وأما العسلي

فهو حار في الثالثة يابس في الثانية يحل الأخلاط ويجف البلة وينشط ويقوي الحواس وينفع من

كل مرض بارد خصوصا الفالج والرعشة وهو شديد التفريح حافظ للصحة في المبرودين والمشايخ،

ومن أراد اللذة به والنفع فليأخذ الخبز النضيج وليكن عشر العسل ويجعل معه عشره من الجوزبوا

ونصف عشره من كل من البسباسة والقرنفل وسدس العشر من الزعفران ويغلى ذلك كله في ماء

إلى أن تذهب صورته فيصفى ويحل فيه عشره عسلا ثم يعاد إلى الطبخ برفق حتى يذهب ثلثه فيرفع

كما مر وهو من الأعمال المختبرة فضله بعضهم على الخمر، وأما المأخوذ من ثمر النخل فأردؤه المأخوذ

من البلح وألطفه من الرطب وأيبسه من التمر وكله يحرق الدم ويولد السوداء والجذام وداء الفيل

والسرطان وبخار الرأس وقد يوافق المشايخ في الزمان والبلد الباردين وباقي الأنبذة لا خير فيها

بحال وقد ذكرنا المري فإن قيل هو منها فهو أعلى الكل وينبغي التنزه عن أنواع الأنبذة لمن

في دماغه ضعف ولو يسيرا ومن ابتلى به فليأخذ عليه ما يمنع تولد البخار وصعوده ويتعاهد الاستفراغ

والتنقية [  نبق ]  ثمر السدر [  نجيل ونجم ]  كل نبت لا ساق له وقد خص الآن بالنيل [  نحاس ]  مادته

كما ذكر في غير موضع الزئبق والكبريت بالنسب الطبيعية ويتعلق تولده بسعادة الزهرة من الشمس

إذا توسطها القمر فيتم في سنة وخمسة وعشرين يوما على ما قرره بليناس وغيره، وأجوده الذهبي

فالأحمر فالأصفر وغيرها رديء والطاليقون منه هو الناصع، وهو حار يابس في الثالثة ينفع من

الحكة والجرب والماء الأصفر ومبادى الاستسقاء إذا سحق وحل وشرب وإن طلى به البدن شد

الاسترخاء ومنع الإعياء والحكة والجرب والأورام وإذا سحق وأضيف إليه الدخان المتشبث بأوانيه

وجعل ذلك في ماء الليمون وحمل منع الاستسقاء صحيح مجرب وإن ترك في الخل أياما وعجن به

الحناء منع النزلات طلاء وقطع السعال مجرب ويمنع تساقط الشعر وأوانيه إذا استعملت وكانت

مبيضة ولم يمكث الطعام فيها ولا وضع حار أفلا بأس به وإلا فرديء خصوصا الحامض، ومما يقلع

حمرته تبييته في الملح المحرور في نار خفيفة وقد يجعل معه شيء من الآجر وكذا طفيه في كل

حامض كالخل وقابض كالسماق. ومن خواصه: أن البارود يصعده عما اختلط به إذا ذر عليه دائرا

وأن بزر الباذنجان يسرع ذوبه وأن المشبب منه يجذب ما في الماء من الحصى إلى نفسه ويجعل الماء

صافيا [  نحام ]  طير دون الإوز، قيل إنه شديد الحرارة ينفع المبرودين وهو مجهول [  نخالة ]  هي

القشر اللابس للحبوب المستخرج بالطحن والقشر بعد البل وكلها حارة يابسة بين الأولى والثانية،

والمأخوذة من الحنطة ينفع مطبوخها السعال المزمن والربو ومدة الصدر والرياح الغليظة وتغذى

الناقهين وإن ضمدت من خارج منعت الساعية والترهل والورم ومع الشونيز الصداع والذرة والملح

الثقل والزحير وبالزيت والخل ضربان المفاصل ودخانها يمنع الزكام، ونخالة الشعير تنفع من الشرى

والحكة نطولا، والباقلا تطرد الهوام وتحفظ الزهر أن يتساقط بخورا مجرب، والعدس تمنع البول

 

ج 1 ص 330

في الفراش والقمقام والقمل بخورا [  نخاع ]  لا خير في أكله واستعماله من خارج يرطب ويحل

الصلابات والأورام [  ندع ]  الصعتر [  ند ]  هو في البخور كالغوالي في الأدهان، وأول من اخترعه

النجاشعة للخلفاء وقائدته البطء في النار ووضعه في الشمع فتدوم رائحته بدوام الشمعة في المجالس

وقد يوضع في مباخر محكمة الطبق بين الفرش والثياب، وهو يقوي القلب والحواس وينعش

الأرواح ويحرق الشاهية ويحد الفكر لممازجة دخانه وأهل مصر تجعله أقراصا يسمونها مبلبلة ولا

فائدة في ذلك سوى ما ذكرنا. وصنعته: ملوكيا أن ينخل العود ويحل المسك والعنبر والمصطكى

في ماء الورد وقد ديف فيه قليل صمغ ويعجن به العود ويقطع فتائل دقاقا [  ند جيد التركيب

والعمل ]  يعدل الهواء وينفع من الطاعون والوباء والصداع الحار والزكام والنزلات. وصنعته: ورد

أحمر منزوع صندل عود جاوى ساق حمام سواء تعجن بماء ورد حل فيه العنبر وإن كان بماء

المرزنجوش كان غاية [  نرجس ]  نبت أصله بصل صغار إذا شقت صليبا حال غرسها خرج مضعفا

وإلا نرجسا وهو قضب فارغة تخلف فروعا تنتهى إلى رؤوس مربعة فوقها زهر مستدير داخلة بزر

أسود ووقت غرسه تشرين يعنى أكتوبر وهو بابه وفيه يسقى ويبلغ بأواخر شباط وهو فبراير

المعروف عند القبطية بأمشير ويقطف بنيسان فتبقى قوته ثلاث سنين وهو جليل القدر عظيم الشأن

محمود المنافع، حار يابس في الثالثة أو يبسه وبزره في الثانية أو بزره رطب يخرج الديدان كلها وما

في الأرحام والبطون مما يطلب إخراجه فليكنم ويزيل القشور والعظام والدماء ويجبر الكسر

ويلحم القروح داخلا وخارجا ويجلو الآثار مطلقا ويفجر الدبيلات ويجذب نحو النصول وأصوله

المنقوعة في الحليب ثلاثا إذا جففت ودلك بها الإحليل خلا رأسه هيج الباه بعد اليأس كبزره شربا

وبلا لبن يزيد في الحجم ويسكن نحو النقرس وداء الثعلب والسعفة ويمنع النزلات الباردة ضمادا

وسحيقه إذا ذر قطع الدم وألحم حتى الأعصاب المبثورة وهو يصدع ، ويصلحه الكافور أو البنفسج

، وشربته مثقال [  نرد ]  في المفردات شجر الغار وفي المركبات طلاء ليس بالمفيد [  نردك ]  قيل نبت

يكون ورقه كما يخرج كالبطيخ ثم يصير كالكزبرة وهو مجهول [  نسرين ]  ورد أبيض ينبت

في الفلاحة والجبال وهو عطري قوى الرائحة وكلما بعد عن الماء كان أقوى رائحة وحكمه غرسا

وإدراكا كالنرجس لكنه في البلاد الحارة يتأخر قطافه إلى الأسد، وهو حار يابس في الثانية وقيل

معتدل رائحته تسر النفس وفيه تفريح ويقوي الدماغ والحواس ويدفع الرياح والأبخرة والغثيان

والزكام وأوجاع الأذن قطورا بالزيت والسدد والقولنج واليرقان شربا ويدر الحيض ، ويصلحه الكبد

وإذا غسل به البدن جلا الآثار وأذهب الرائحة الخبيثة وإذا ربي بالسكر واستعمل منه كل يوم

مثقالان أبطأ بالشيب وإن بدئ بذلك من رأس الحمل إلى سنة على التوالي منعه أصلا محكى عن

تجربة وإن جعل مع الحناء في الشعر قواه وسوده وإن ضمد على البواسير أسقطها وداء الفيل ردعه

وسهل البلغم بقوة ثم السوداء قيل والصفراء ، وشربته مثقال [  نسر ]  من سباع الطيور وأشرفها

عظيم الجثة أسود إلى حمرة ما طويل المنقار والساق ريشه كالقصب بين بياض وسواد ينام بعين

ويفتح أخرى للحراسة ويطير بالآدمي ما شاء الله وهو أقدر الطيور على قطع المسافات قيل طار من

العراق إلى الهند ومن الهند إلى العراق في يوم ؛ لأنه لطخ له ولد بالزعفران فجاء بحجر اليرقان في يوم

وذلك الحجر لا يوجد إلا بسرنديب ويعيش ألف عام ويبيض في كل سنة بيضة وهو حار يابس

في الثالثة يكسر لحمه عادية الرياح وإن غلظت كالأيلاوسات ويفتح السدد ويفتت الحصى ويقطع البلغم

ودهنه ينفع من السعال شربا وأوجاع المفاصل والظهر والساقين طلاء ودمه كمرارته يقلع البياض

 

ج 1 ص 331

ويمنع الماء كحلا وطلاء، وشحمه يشفي الصمم وإن طال وزبله يجلو الكلف ورماد ريشه الجرب

والحكة والقروح وهو سهك غليظ يصلحه الدارصيني والخل [  نش ]  معرب عن نشاسته الفارسي

وهو ما يستخرج من الحنطة إذا نقعت حتى تلين ومرست حتى تخالط الماء وصفيت من منخل

وجففت ولو في الشمس وأجوده الطيب الرائحة النقي البياض الحديث، وهو بارد في الأولى أو في

الثانية رطب فيها وقيل يابس إذا مزج بدهن اللوز والسكر وشرب حارا أزال جميع ما في الصدر

مع الملازمة وإن أزمن من سعال وخشونة وغيرهما ويصلح كل ذي حدة في العين والبدن وشرب

المسهلات ويحبس حتى الدم خصوصا المقلو والسحج لا سيما بالحقنة ومع الزعفران يجلو كل الأثر ويمنع

الدمعة والقروح والجرب ويغرى وهو يولد السدد ويبطئ بالهضم والإكثار منه رديء خصوصا

مع الحلو ، ويصلحه الكرفس أو القرنفل [  نشارة ]  المراد بها ما استخرج بالحك والبرد ونحوهما

وتتناول هنا ما تأكل بنفسه وبنحو الأرضة وتتبع كل نشارة أصلها في الأصح، ونقل عن جالينوس

أنها أحر وأيبس بواسطة الحديد وأن المتأكلة أبرد وفيه بعد وخصت المأكلة بنفسها بإدرار اللبن

إذا شربت مع السكنجبين عن تجربة الكندي وتحل الورم وكل نشارة حرقت مع وزنها أنيسون

وعجنت بالخل منعت كل ساع وأكلة وألحمت القروح مجرب وهي مع الصمغ تفجر الدبيلات وتنفع

من الاستسقاء والترهل وارتخاء العصب، ونشارة الصندل تمنع الخفقان وضعف المعدة وسوء

الهضم واليرقان، ونشارة العناب تمنع الحكة والجرب والقروح والسحج شربا والوثى والخلع والكسر

والرض طلاء، ونشارة الأبنوس تقلع البلغم والصداع والخفقان شربا والدم مطلقا وضعف البصر كحلا،

ونشارة الصنوبر تطرد الهوام خصوصا البق بخورا وتجفف القروح والحكة كذلك وكذا الشريين

والدقران والبرد وتطرد الحيات مع قرون البقر، ونشارة الدلب تجلب الخنافس حيث كانت، ونشارة

الجوز إذا عجنت بالخل أزالت الصفار العارض وحمرت الألوان مجرب وإن مزجت بزفت ولصقت

بعضو أريد تسمينه حصل ذلك بسرعة وإن وضعت في الزيت أياما واستعمل طلاء نقى الآثار ومنع

القمل مجرب وإن شرب منع الطحال مجرب أيضا وأسقط البواسير وما عدا ذلك في رسمه [  نشفر ]

قطع حمر إسفنجية توجد بساحل البحر وهي الرديء من دم الأخوين وحكمه حكمها وليست من

المرجان في شيء كما توهمه وأهم [  نشوق ]  هو السعوط وقد يطلق فيراد به كل ما استعمل ناشفا

كالفلفل للتعطيس والشب لقطع الدم [  نطرون ]  جنس لأنواع البورق وقد يخص بالأحمر [  نعام ]

طائر يقارب الرخ أغبر إلى البياض قد جمع بين الأظلاف المشقوقة كالبقر والخف كالجمال سبط

الريش لا يحتاج إلى ماء إلا إذا رآه تأنس بل يكتفى باستنشاق الهواء، وهو حار يابس في الرابعة يحلل

الرياح وإن عظمت ويقطع البلغم واللقوة والفالج وأوجاع المفاصل والظهر والساقين والنسا والنقرس

والخدر والاستسقاء والورم، وبالجملة فهو الشفاء المجرب لكل مرض بارد أكلا وطلاء. ومن

خواصه: أن الحيات لا تقرب مكانه ولا من ادهن به وإن قربت منها غشى عليها سواء أخذ آخر

الربيع أم لا وأنه يمشى الطفل سريعا ويطلق اللسان بالكلام في غير وقته وزرقه يقلع الآثار بسرعة

؛ لأنه يأكل النار والحديد فيهضمه ورماد ريشه يمنع الأواكل طلاء وهو عسر الهضم مضر بالمحرورين

يصلحه الخل والزيت [  نعنع ]  في الفوتنج [  تغر ]  العصفور [  نفط ]  هو ثالث الأدهان بعد الآجر

والبلسان في سائر الأفعال وهو معدن بأقصى العراق كالزفت والقار ينحلب غليظا ثم يستقطر أو

يصعد وأول دفعة منه الأبيض ثم الأسود فإن صعد الأسود ثانيا ألحق بالأول وبجبل الطور من أعمال

 

ج 1 ص 332

مصر وبجانب البحر نوع منه يسمى هناك زيت الجبل وأجوده الحاد الصافي الأبيض ويغش بدهن

الخزاما ويعرف بتصاعده ونقصه، وهو حار يابس في الرابعة ترياق كل مرض بارد شربا وطلاء

خصوصا الفالج والرعشة واللقوة والكزاز والخدر وتعقد العصب والاسترخاء والبواسير والسدد

واليرقان والطحال والربو وقيح الصدر والسعال والنفث وعادية الرياح وحرقة البول والحصى

والإعياء والبهر شربا وطلاء والبياض ونزول الماء كحلا ودوى الأذن والطنين والصمم قطورا

ويسقط الأجنة والديدان مطلقا. ومن خواصه: منع السموم ولو طلاء وأنه إذا لم يحرز بالتين

تصاعد وهو يصدع المحرورين ، ويصلحه الخشخاش ، وشربته إلى مثقال وبدله مثلاه زفت رطب أو

مثله ميعة سائلة وقيل قطران [  نفل ]  أنواع أجلها الإكليل ثم خبز الغراب فالعنقر وكل في بابه

[  نقوع ]  هو المطابيخ إذا استعملت بلا نار لأمر محوج كآخر المرض وقوة الحرارة [  نلك ]

الزعرور [  نمام ]  سمي بذلك لسطوع رائحته فينم على حامله ويسمى السيسنبرم وهو كالنعنع لكن

أشد بياضا وورقه كالسذاب منه مستنبت ونابت ويزرع فيما عد الشتاء ويعظم جدا بالسقي وبعر

الماعز وله بزر كالريحان لكنه أصفر عطري قوى الرائحة حار في آخر الثانية يابس في آخر الأولى

يزيل الصداع والبلغم وأوجاع الصدر والمعدة وما اشتد من الرياح والنفخ وضعف الكبد والطحال

والأورام والسدد والديدان وما مات من الأجنة ويدر الفضلات خصوصا الطمث شربا والسموم

سيما العقرب بالعسل والزنبور ويذهب القمل والعرق الكريه وأوجاع الأرحام طلاء ونطولا ويحل

العفونات والفواق والحصى وطغيان الدم وهو يضر الرئة ، وتصلحه الكزبرة ، وشربته مثقال وبدله

المرزنجوش [  نمل ]  من صغار المحرزات يكون عن عفونة ورطوبة في بطون الأرض وقيل يكون

بالتسافد بدليل بيضه وهو الصحيح ويتنوع إلى كبار سود تكون بالمقابر غالبا وإلى طيار يسمى

الفارسي وقيل كل ما كبر منه طار وإلى أحمر صغير قال وهو أقوى الحيوان شما يقصد الأشياء من

البعد، وكله حار يابس في الثالثة فيه سمية الحشرات إذا سحق وطلى على الشعر بعد نتفه منع نبته إن

لم يكن نتف من أول وهلة وإلا فبالتمادي ومائة من الأسود المأخوذ من المقابر إذا أغرقت في

نصف أوقية من دهن الزنبق حية وتشمس ثلاثة أسابيع أنعظ بعد اليأس طلاء وزاد في الحجم.

وهو يمغص ويكرب ، ويصلحه العسل وما قيل إنه يضر بالأنثيين لم يثبت وهو يميل إلى الحلو طبعا

ومن الخواص المجربة المكتومة عندهم: أن الشخص إذا وضع شيئا ولم يتنفس حال وضعه لم يقربه

ما لم تمسه يد أخرى [  نمر ]  حيوان ملون الجلد فوق الكلب حجما وجهه كالأسد وجثته إلى طول

خفيف الحركة شديد القوة كثير الحياء حار يابس في الثالثة، لحمه يحل الرياح المزمنة وشحمه بادزهر

الفالج والمفاصل والنقرس والخدر ودمه يجلو الآثار وحيا. ومن خواصه: الهروب ممن التطخ

بمرارة الضب أو شحمه ومحبة الخمر وأن الجلوس على جلده يمنع الهوام والبواسير وأن مرارته تقتل

وحيا فإن بقي شاربها فوق ثلاث ساعات أمن ويخلص منها القيء بالألبان وشرب الربوب وأخذ الطين

المختوم [  نمارق ]  مجهول في الأزهار ولم يثبت أنه زهر النارنج [  نمكسود ]  هو اللحم إذا جفف

نيئا ولا خير فيه [  نهم ]  شجرة جبلية مربعة الساق فوق قامة لها زغب إلى الصفرة وزهر منه

ضارب إلى البياض ومنه إلى الحمرة يستدير بمكان عميق أجوف ليس فيه ثمر وكلها عطرية حارة

يابسة في الثانية تقع في الطيوب فتشد البدن وتقطع العرق وتولد القمل والسحج والنزلات وتصلح

الشعر جدا وبالعسل داء الثعلب وبدردى الخل الأورام كلها طلاء ومع الصافي منه السموم كلها

 

ج 1 ص 333

شربا وتدر الدم وتنفع من الخفقان مع تفريح وإن نقعت مع الزبيب ليلة وشربت واتبعت بشيء

من اللوز خصبت الأبدان الضعيفة وتنقي الأرحام وتطيب فرزجة وشمها يقطع الزكام، قيل ومن

خواصها: إذا ربط درهم منها مع سبع حبات كزبرة في خرقة زرقاء ورميت في بئر في يوم صائف

أرسل الله برد الهواء وإن جعل ذلك في حرير أحمر على العضد الأيسر أبطل السحر والعين [  نهق ]

الجرجير [  نهشل ]  الجزر البري [  نوشادر ]  هو العقاب بلغة الصناعة ويسمى كبريت الدخان وملح

النار والسلسافيوس وهو معدني يكون بالبلاد الحارة كتخوم الزنج والحبش يتولد عن بخار دخاني

يتصاعد في الاغوار عن حرارة فيوجد كالبارود قطعا وبجبال أصفهان عيون حارة مالحة إذا حركت

أزبدت فإذا طبخت التأم على وجهها قطع بيض هي النوشادر المائي ويعرف بدهنيته والنوعان

طبيعي وكلاهما عزيز الوجود ومنه مصنوع يؤخذ بتصعيد الأدخنة المتكاثفة في الاتونات فأول مرة

يكون إلى الغبرة فإن كرر أبيض وهكذا وأقل ما يثبت قرصا صافيا في الثامنة وهذا هو المشار إليه

في المنافع وقد يراد تصعيده أحمر ليصعد عن الزاج أو عن عشره زنجارا والمتخلف عنه أولا يسمى

البقشلم وثانيا العوالي وقد يطلق على الأول ونوشادر الشعر هو المجتمع في التقطير بعد المياه الثلاثة

وأجود النوشادر المعدني ثم المثلث من المصنوع وقيل العكس والشعرى والزنجار لاحظ لهما في

التداوي ولكه حار في آخر الثالثة يابس في أولها والشعرى رطب في الأولى والزنجاري يابس في

الرابعة يذيب البلغم ويجفف القروح ويقطع الدم ويحبس القيء ويفتح السدد ويدمل ما في البواطن

ويخرج مدة الصدر وصلابة الطحال والخوانيق مطلقا والعلق بماء السذاب غرعرة وداء الثعلب

والحية ونحو السعفة بالعسل والجرب بالشيرج والمثلث إذا صعد مع وزنه من العذرة وشرب من

ذلك مثقالان أخرج السم مطلقا مجرب في الخواص المكتومة ويقع في الأكحال فيلحم القروح ويجلو

البياض ويقطع الدمعة إذا لم تكن عن حرارة ولا نقص لحم وإن حل في الندى أو خل ورش في

البيت هربت الأفاعي وسائر الهوام وبخوره يقتلها مجرب وبعض المفذلكين يكتب به في ورق

كالطلسم ويجعله حوله فلا تدنو منه حية وهي من خواصه وأجود ما حل أن يصعد حتى يثبت ثم

يوضع في طاجن ويغمر بالبيض ويساق عليه حتى يستوى ويعصر فلا ينعقد أبدا وإن قطر مع الشعر

فهو الصلاح الأعظم للكبريت الأبيض أو قطرت الثلاثة أصلحت ملاغم الشمس بالفرار سحقا

وتشميعا عن تجربة وإن مزج بما برد من السادس بحسب نسبة الوسط وقطر أقامه في الرابعة قابلا

لمزج ما نافره مجرب وذلك القاطر يثبت أصل العناصر المعدنية بالقانون المشهور [  نوارس ]  هو

سواك المسيح شجر فوق قامة طويل الأغصان دقيق صغير الورق مستديره أصفر الزهر عليه مثل

الصوف ومن ثم تسمى شجرته وله شوك كالابر وصمغ بين بياض وحمرة يكثر بأطراف الروم

وحلب ويدرك بالصيف ولا ريب أنه غير القتاد، لمباينة بينهما ظاهرة وهو حار يابس في الثالثة

وبزره في الثانية يقارب القرطم يبرئ أوجاع العصب والرض والوثى والخلع والكسر والقروح

النزافة شربا وطلاء وذرورا وبزره يقاوم السموم القتالة شربا مجرب وصمغه يلحم الجروح وحيا

وعصارته تخلص من القروح التي في القصبة وذات الجنب وحيا وهو يضر الكلى ، ويصلحه البندق

، وشربته مثقال [  نوى ]  كل عجم صلب داخل الثمرة وقد يطلق على نوى التمر وكل مع ثمرته [  نورة ]

هي هنا وعند أهل مصر الجير وتطلق عندنا عليه إذا مزج بالزرنيخ لإزالة الشعر [  نيلوفر ]  فارسي

معناه ذو الأجنحة وهو نبت مائي له أصل كالجزر وساق أملس يطول بحسب عمق الماء فإذا ساوى

 

ج 1 ص 334

سطحه أورق وأزهر زهرا أزرق هو الأصل والأجود والمراد عند الإطلاق فالأصفر يليه فالأحمر

فالأبيض يسقط إذا بلغ عن رأس كالتفاحة داخلها بزر أسود والهندي إلى الحمرة ومنه بري يعرف

بمصر بعرائس النيل وقد مر وجميعه بارد رطب في الثانية وقيل يابس من أجود ما استعمل لقطع

الحمى واللهيب والحرارة والعطش شربا والقروح مطلقا والخفقان الحار بالسكنجبين والصداع

والنزلات مطلقا والبرص والبهق طلاء وداء الثعلب بالعسل والطحال مطبوخا والنزف نطولا والأورام

بالخل وهو يقطع الشاهية ويضر المبرود إلا الهندي والأصفر ، ويصلحه العسل ، وشربته ثلاثة وبدله

بنفسج أو خلاف [  نيل ]  ويقال نيلج هو الوسمة والخطر والعظلم وهو نبت هندي متفاوت الأنواع

يخرج على ساق ثم يتفرع ثلاثا يورق إلى الاستدارة وزهر إلى الغبرة يخلف بزرا هو القرطم الهندي وأجود

أنواعه الشركشى وهو الضارب إلى الخضرة فالمهجمى وهو الأزرق وباقي أنواعه دون ذلك والموجود

منه بمصر ضعيف الفعل وهو حار يابس في الثانية أو بارد رطب في الأولى أو معتدل يجفف الرطوبات

ويمنع السعال وأوجاع الصدر والكلى والرياح الغليظة والاستسقاء شربا والأورام والسعفة وتقشير

الجلد طلاء وهو يضر الرئة ، ويصلحه العسل ، وشربته درهم. وصنعة الصبغ به أن يرض ويترك في

الماء يوما ثم يؤخذ الراسب ويجعل في خوابى ويملا عليه الماء ويوقد تحته بلطف ويضرب حتى

تخرج على وجهه رغوة ثم يستعمل [  نيده ]  هي حلاوة تعمل بمصر من الحنطة دون أن يخالطها

شيء من الحلاوات وأجودها النقي الصادق الحلاوة المحكم الطبخ، وهي حارة في الأولى معتدلة

أجود من النشا تولد خلطا جيدا وتسمن المهزولين وتعدل البلغم وتنفع من البخار السوداوي

والوسواس والماليخوليا والسعال اليابس وأوجاع الصدر وهي بطيئة الهضم ثقيلة تولد السدد

والحميات والمطبوخ منها باللوز رديء جدا وينبغي أن تؤكل على الجوع ولا تتبع بشيء حتى تنهضم

وأن لا يتناولها صاحب دعة ؛ لأنها من أغذية أصحاب الكد ، ويصلحها السكنجبين وماء الهندباء.