الكتاب : تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب
المؤلف : الشيخ داود بن عمر الأنطاكي
المتوفى سنة 1008 هـ .
* (حرف الميم) *
[ ماء ] هو أجل العناصر البدنية بعد الهواء على الأصح لبقاء البدن
بدونه أكثر من بقائه بدون
الهواء، ويختلف باختلاف الأصل والسن والمزاج والزمان، وأجوده الخالص من ماء المطر
القاطر
وقت صفاء الجو ولم يخالطه مكدر، فالجاري مكشوفا من البعد في أرض حرة أو حجر إلى
الشرق
أو الشمال النقي الأحجار المهري لما طبخ فيه بسرعة الخفيف الوزن وما خالف هذه
فرداءته بحسب
فحش الخلاف وقلته ونيل مصر أجمع لهذه الصفات ثم دجلة وجيحون فالمقطر فالمطبوخ فماء
العين
المستعمل فالبئر، وكل ما حرك أو جرى فجيد والصحيح عدم اختصاصه بدرجة في البرد
والرطوبة
وهو مبذرق للأغذية مفيد للتبريد عند قصور الهواء مبلغ الغذاء أقصى الأعماق لا أنه
غذاء على
الصحيح لعدم انعقاده حافظ للرطوبات لا يولد نسيانا ولا غيره لكونه مألوفا لكن
الافراط فيه
يرخى ويمعد ويرهل كما أن تركه يجفف ويورث السدد التي لا تكاد أن تنقي والجاري منه
مغمورا
أو في رصاص أو طال مكثه رديء معفن وكذا المكبرت والمجاور للرمل والترب وأصول
الأشجار
والحشائش يعفن الأخلاط ويهزل ويسدد ويجلب داء الفيل والدوالي والأدرة وعسر الولادة،
وما
مكث غب الأمطار إلى أن صفقته الرياح جيد إن طابت أرضه وصفا خاليا عن كدر وينفع
المحرورين
وذوي الكد ومن لا يطلب التفتيح كذى استسقاء وفتق ويجلب السعال والتشنج وضعف العصب
والاقصار مطلقا والكبريتي يطلق أولا ثم يعقل ويعقب الحكة والجرب شربا ويمنع منهما
غسلا
كمالح وزاجي وماء الشب يقبض ويكثف ويمنع تولد القمل غسلا وشرب قليله يحبس القيء
وكثيره
ضار يخشن القصبة وربما أسحج وماء الحديد سواء أخذ من معدنه أو طفئ فيه يقوي الأعضاء
ويحبس الإسهال والدم ويمنع الخفقان والزحير وضعف الكلى وماء الذهب والفضة أعظم فيما
ذكر
خصوصا بالطفى وماء النحاس ضار جدا وأخبث منه ماء الرصاصين وقيل ماء القصدير لا بأس
به.
واعلم أن التقطير والطبخ يعيدان الرديء جيدا لفصلهما الكثيف عنه وللماء الصحيح لذة
ودخل
في تدبير الصحة إذا استعمل بشروطه وهي أن لا يؤخذ قبل الهضم فإنه مفسد للأغذية مبرد
للمعدة
مصعد للأبخرة الفجة إلى الدماغ وأن لا يستعمل الفاسد منه بلا مصلح إن لم يتيسر ما
ذكر كطرح
قطع التفاح وطاقات النعنع وأكل البصل قبله وبعده ومزجه بالخل وأن يكون بداعية صادقة
فما
شرب قبل خمس عشرة درجة تمضى من الأكل في صفراوي وضعفها لدموي وخمسة وأربعين
لسوداوي وستين لبلغمي كاذب لا اعتداد به شديد النكاية ولا بعد فاكهة فإنه يبيض الدم
بمزج
مائيتها فيفسد ويستحيل مادة لنحو الأواكل ولا بعد حمام وجماع فيورث الرعشة والخدر
ويبس
ج 1ص 287
الأعصاب والتشنج وبطلان الشاهية ولا بعد قئ فيوقع في السل والدق وضعف المعدة ولا
بعد نوم
إلا لمن نام ولم يأخذ كفايته منه فليشرب بعد تبريد أطرافه بالكشف والمصابرة ولم يزل
وإلا فلا
ولا قائما فيضعف المعدة والعصب ولا متكئا كذلك فمن لم يجد من هؤلاء صبرا إلى الاجل
المرخص
أخذ القليل ممزوجا بالخل باردا شيئا فشيئا ؛ لأن الحار يفسد ولا يروى بل يطلق أولا
ثم يعقل
ويهزل ويغير الألوان ويفتح فوهات الغروق وقد يوقع في الطحال، والثلج والبرد أقل
رطوبة من
باقي المياه وينفعان من باقي الحميات وشدة العطش، وما خزن منهما رديء يضعف العصب
والولادة
ويوقع في السل ويعطش لجمعه البخار الغليظ ومن ثم يحدث بعض الإعياء ونحوهما الجليد
بل أشد
في توليد السعال وأمراض الصدر وتصحيح كل ماء وتعديله بالطبخ أو التقطير، وبعضهم يرى
تقطيره على الطين والسويق أو ترويقه بخبز السميد واللوز وجمر النار والشب وكلما كان
الماء أشد
قبولا للحر والبرد وانفعالا عنهما كان أجود ومن أمر بعدم الإكثار منه فمصيب ؛ لأن
ذلك يوقع في
الترهل والطحال والاستسقاء ولكن العطش المفرط يضعف الدماغ والبصر والحواس والقوة
ومن
قلل شرب الماء وصابر العطش يوشك أن لا يعمل فيه دواء مسهل ومزجه واجب إن استعمل قبل
حله طبا بما تقدم من مصلحاته وأن يأخذه العطشان قبل الأكل وفي خلاله جائز بشرط أن
لا يكون
بحيث يطفو فوقه الأكل ولا يجوز على الريق إلا صيفا أو زمن الطاعون ولا بأس به قبل
الوقت
لمن تناول يابسا حسا وطبعا ليساعد القوة فإن عليه الإعانة ببذرقته الغذاء وإيصاله
إلى الأعماق كما
عرفت والتبريد عند نقص الأهوية لا أن فيه غذائية كما ظن لعدم انعقاده. ، وأما حكم
الاستحمام به
فقد مر وكثيرا ما تطلق المياه على الأشربة مثل قولهم لشراب الأصول ماء الأصول
فاعرفه [ ماهودانه ]
فارسي معناه الكافي لنفسه في الإسهال وهو حب الملوك ويقال السلاطين، سمي بذلك
لسهولته على
من يعاف الدواء أول أخذه وهو نبت له ساق عليها ورق كورق اللوز وصفة ورقها إلى
استدارة
وزهره أصفر يخلف غلفا مستديرا داخله ثلاث حبات مفرقة مستطيلة بيض تنقشر عن لب دسم
لين حلو يدرك بالأسد وموضعه الهند قيل والعراق وتبقى قوته إلى سنتين وهو حار يابس
في الثالثة
إذا طبخت أوراقه في مرق ديك هرم وشرب حلل وجع المفاصل والزهر والنسا والنقرس والحب
يخرج البلغم الغليظ المحترق والخام من الوركين وغيرهما والمرار السوداوية لكن لم نر
هذا النبات
وإنما المجلوب الآن إلينا المسمى بهذا الاسم الخروع الصيني المعروف بالدند وهو حب
يقئ ويغثي ويلهب
الفم والسفل ويضعف المعدة ولكنه ينفع مما ذكر مع قصور فيه وينبغي إصلاحه بأن يقشر
وترفع
أغشيته ويترك في النشا أو الكثيراء أو ماء الليمون ليلة ثم يستعمل ، وأما حب الملوك
فيضر الرئة
، ويصلحه الأنيسون ، وشربته إلى ست حبات وأغرب من جعلها خمس عشرة [ ما هي
زهره ] قيل
البواسير وقيل سم السمك وقيل شجر مستقل والمستعمل لحاؤه حار يابس في الثالثة يستأصل
الباردين
وأمراضهما. ومن خواصه: قتل السمك إذا أكله وقد صرح ابن البيطار وغيره بأنه مجهول [
مازريون ]
بالعجمية خامالاون وهو أعظم من الماهودانه في اليتوعات ورقه كورق الزيتون وزهره إلى
البياض
ومنه أبيض كثيف ويكون ربيعيا ولا قامة له وهو حار يابس في الثالثة ينفع من
الاستسقاء واليرقان
وضعف الكلى ويسهل الماء الأصفر والأخلاط الثلاثة وقيل اليابسين وهو رديء والأسود
قتال
، ويصلحه القيء وربوب الفواكه ، وشربته نصف درهم. ومن خواصه: إذا دلكت به الأنثيان
وجلس
عليه أخرج الريح بأصوات عظيمة [ ماميث ] نبات تمتد عروقه كالأوتار في
القوة أخضر إلى صفرة عظيمة
ج 1ص 288
عليه رطوبة دبقية تقارب الخشخاش المقرن له زهر إلى الزرقة يخلف كالخشخاش الأسود
ويدرك
بالسرطان وتبقى قوته سبع سنين وكثيرا ما يكون بطبرية ورهبان النصارى تعظمه كثيرا
ويدخرونه
لحدة أبصارهم وهو بارد يابس في الثانية ينفع من الدمعة والرطوبات ونقص اللحم
واسترخاء الجفن
وضعف البصر كحلا والأورام والمفاصل الحارة طلاء ويقع الدم والإسهال مطلقا وحبه يسمن
جدا
وهو يضر الطحال ، ويصلحه اللوز ، وشربته نصف درهم وبدله السماق [ ماميران ]
نبت له ساق تقوم
عنه أصول عقدة معوجة صلبة الهندي منها هو الأجود يضرب إلى السواد والصيني إلى
الصفرة
وغيرهما إلى الخضرة يكون عند المياه ورقه كاللبلاب حاد إلى المرارة له بزر كالسمسم
وكأنه الصنف
الصغير من العروق الصفر يدرك السنبلة وتبقى قوته عشرين سنة وهو حار يابس في الثالثة
أو الرابعة
أو يبسه في الثانية يذهب المغص والرياح واليرقان والسدد شربا ويجلو سائر الآثار
طلاء بالعسل
خصوصا بياض الظفر ويقوي الأسنان مضغا ويحد البصر ويجلو البياض كحلا وهو يضر الكلى
، ويصلحه العسل ، وشربته مثقال [ ماش ] هو الكشرى وهو حب كالكرسنة إلى
الخضرة والطول
يقارب اللوبيا وأجوده الهندي ثم اليمنى وأردؤه الشامي يدرك بحزيران وتبقى قوته ثلاث
سنين وهو
بارد يابس في الثانية ألطف من العدس وغيره يقال إنه أجود القطاني يقمع الحرارة
ويكسر سورة
الدم والحمى واللهيب ومزورته ألطف المزاور خصوصا لأهل الصداع وضعف البصر ويعدل
الكلى
ويقوي العصب أكلا ويحلل الأورام ويجلو الكلف وتغير الألوان ويقطع العرق والإعياء
والاسترخاء
طلاء ويجبر الكسر خصوصا بماء الآس. ومن خواصه: أنه لا يحرك الجذام ولا السوداء ولا
ينفخ
ولا يضر عليه حلو لكنه بطئ الهضم يقطع الباه ويضر الأسنان ، ويصلحه دهن اللوز وأن
يطبخ
ثم يصب عليه قبل استوائه ماء بارد لينزع قشره والماش الهندي هو القلت [ ماس ]
بالمهملة معروف
من نفيس الأحجار تكون ليكون ذهبا فعاقته رطوبة غليظة وحر مفرط فاشتد يبسه ومادته
رصاصية وموضع الهندي منه سرنديب وأجوده الزيتي فالنوشادري ويعرف بالماقدوني
فالبلوري
ويعرف بالقبرسى وقيل هذا ليس من الماس لعمل النار فيه وأردؤه الأخضر، وهو بارد يابس
في الرابعة وهو حار يقوي القلب تعليقا ويؤمن من الخوف ويسهل الولادة ويفتت الأسنان
بلا كلفة
والمسدس منه قيل يمنع الصرع وما شاع عند العامة من أن مصه يقتل فباطل وإنما يقتل
بلعه لخرقه
الأمعاء ولولا ذلك لكان ترياقا لتفتيته الحصى وإدخاله في الذكر لذلك مجرب على خطر.
ومن
خواصه: أنه يثقب كل معدن ويعمل فيه إلا الاسرب فإنه يفعل فيه ما أريد فعله ومتى حل
بالصابون
المتقدم ذكره كان حلالا عقادا لما استعصى على غيره وهو يجلو الآثار في أسرع وقت وإن
نقش
عليه وزحل في الميزان أو بيته متصلا بالسعود صورة رجل في يده سلاح فمن مسكه اشتدت
شجاعته
وهيبته وعظم قدره [ ماركبو ] هندي وقيل يوجد بجبال الشام يطول فوق
قامتين دقيق زهره
أصفر وثمره كالبندق بين أوراقه داخله حب أسود وهو حار يابس في الثانية أو الأولى
يمنع البواسير
مطلقا ويحبس الدم شربا ويحلل الصلابات والأورام كذلك طلاء ويجلو الكلف ويطول الشعر
[ ماء الجبن ] قد مر ذكر المأخوذ جبنه بالأنفحة ويسمى المميز بنفسه في
اللبن والذي جرت بذكره
عوائدهم هنا هو المصنوع ويختلف بحسب مراد الصانع وأصله ينفع من العلل الحارة وما
يكون عن
الحارين من حكة وجرب وحمى والتهاب وبثور ثم يدبر فينفع من الباردين خصوصا من أمراض
السوداء كالوسواس والجنون والماليخوليا ويؤمن من الاستسقاء والحصى وضعف الكلى
وحرقان
البول. وصنعته: لبن الماعز وكلما كانت حمراء قد مالت عينها إلى الزرقة وعلفت برأي
الطبيب
ج 1ص 289
كاللبوب والابزار في أمراض المثانة والبقل والقرع في الحرارة والقرطم في البلغم
والسمسم في السوداء
كان أجود فترفع منه ثلاثة أرطال على نار هادئة في برام فإذا غلي سقي نحو أربع أواق
من السكنجبين
الساذج وإبداله بالخل غير جيد ثم يحرك بعود بتوعي كالتين بعد تقشيره ورض طرفه
وبالخلاف من
أراد الرطوبة فإذا خرج جبنه برد وصفي وأعيد على النار وحل فيه اللازورد في نحو
الجذام والجرب
وأمراض الجنون والملح والغاريقون والقرطم في البلغم وأمراضه والتمر هندي وشراب
البنفسج
في الصفراء وكالريباس والزرشك في الدم ويستعمل إلى ثلاثين درهما وهو من الخواص [
ماء الزهر ]
هذا الإطلاق اصطلاحي بمصر وعندنا على ما يستقر من زهر النارنج ويترجم في الكتب
القديمة
بماء القراح وأرفعه رتبة المأخوذ من زهر الأترج وقشره ثم النارنج ثم الليمون وأجوده
المستقطر
بعد تركه ليلة من قطافه وتبريده ورفعه في مكان معتدل وتبقى قوته في النحاس ثلاث
سنين وفي
القزاز نصف سنة ويضره الهواء ، ويصلحه ماء الورد ويحفظ قوته وهو حار يابس في
الثانية ينفع
من ضعف الدماغ وسدد المصفاة والنزلات وأوجاع الصدر والرياح الغليظة فالقولنج والمغص
وهو
خير من الخلاف في تقوية الشهوتين وذهاب الخفقان والغشى والتفريح خصوصا إذا حل فيه
العنبر
وإن غمس في مطيبة صوفة وحملت نقت الرحم وأصلحته إصلاحا لا يعدله غيره وإن خلط بلبن
الخيل واحتمل أعان على الحمل مجرب، وإن لوزم سبعة أيام بالسكر وربع درهم من المرجان
قطع
الطحال عن تجربة وينفع النفساء من الخوالف ولكنه يضر الكبد ، ويصلحه الزبيب، ومن
أراده
لتفتيت الحصى مزجه بماء الكرفس ، وشربته إلى سبعة [ ماء الجملة ]
بالجيم هذا ماء أسود منتن غليظ
يستخرج من سمكة بالهند ويحمل إلى الأقطار حار يابس في الثالثة قد جرب شربه لجبر
الكسر
من يومه وصدع العروق والعصب ويطلى به فيذهب القروح والآثار وحيا ومثله في الحكة
والجرب
وقروح اللثة وغيرها ما ترشح من السمك المملوح ويحتقن به فيخرج البلغم وما في الورك
ويسمى
ماتون [ ماء الرماد ] أجوده ما طبخ فيه رماد السنديان مرارا مع الغلي
والتصفية وهو حار يابس
أجود من الصابون في قطع الأوساخ واللزوجات حيث كانت ويجفف القروح ويشرب منه قراريط
فيجلو المعدة والقصبة من الخام وغيره ويحبس القيء والغثيان لكن يخشن ولا يبلغ
الإيذاء كما
قيل ، ويصلحه دهن اللوز [ ماء بيطاع ] هذا الماء أهدى إلى صاحب
البيمارستان المنصوري بالقاهرة
من صاحب عدن قال ابن البيطار ولا يعرف أصله وكان معدا للدود والعلق الناشب في الحلق
يسقى
منه نصف درهم. أقول وهذا الماء مذكور فيما لم يترجم من اليونانية وهو الكتاب
الموسوم بمختار
المجرب مما لم يعرف نقله أبو سهل أستاذ الشيخ وهو ماء حار يابس في الرابعة يقلع
البلغم والشوك
والسلى وما ابتلع من نحو الإبر والحديد والأسفيداج ويهزل شحم الكلى ويدمل قروح
المعدة شربا
ويزيل القراع والحكة والجرب طلاء وليس لأهل الكيمياء به علاقة ولا هو الكريم كما
ظن.
وصنعته: نانخواه دارصيني من كل جزء مغناطيس لؤلؤ من كل نصف جزء نوشادر ربع جزء
تسحق وتسقى من الخل المصعد عشرة أمثالها ثم تقطر وترد مع السحق بالقاطر ثلاثا وترفع
[ ماء
مرمياسوس ] ماء ذكره بليناس في كتاب الهياكل النورانية ومعناه الحلال حار
يابس في آخر
الرابعة يحل كل ما وقع فيه من الأجسام وذكر أنه أصابع مفاتح الصناعة وجميع ما ذكر
فيها دونه
فإنه يحل ويعقد ويثبت وينقي ولا يدع علة في جسد ومن سلك به طريقته توصل إلى غاية
مطلوبه
خصوصا في العمل السابق وبابه تبييض الحار وعقد البارد ويقطع البواسير والبهق والوسم
في وقته.
وصنعته: ملح حلو ومر وأندراني بورق نوشادر شعر مقرض من كل جزء بارودشب قشر بيض
ج 1ص 290
مغسول من كل نصف جزء يحكم سحق كل بعد حله وعقده على حدة وتجمع وتسقى بماء الحنظل
الرطب محلولا فيه مثل عشره ملح قلى حتى تشرب عشرة أمثالها ثم تقطر وتعاد سبعا وترفع
في الرصاص مختومة والحذر أن تمس باليد [ ماء معشر ] هذا الماء دون
الأول بكثير لكنه يستعمل
لتخليص المعدنين بعضهما من بعض ويأكل ما فيهما من الغش وغيره وليس بقتال كما يظن
فقد
سقيناه كثيرا لقروح الرئة والسعال الرطب ويفتح السدد ويزيل أوساخ الحمل من المعدة.
وصنعته:
بارود ونشادر من كل جزء يشوى في العجين سبعا ثم يسحقان بقليل بياض البيض ويقطر ومن
أراد أن يخرج كلا من الفضة والذهب سالمين أخذ البارود غبيطا وجعل العقاب ضعفه وقد
يضاف
إليهما شب فلا تخرج الفضة وكثيرا ما يقتصر على البارود والشب وتسمى الصياغ هذا
بالماء المسبع
؛ لأنه سبعة أحرف [ ماء النقطة الخارقة ] من استنباط الشيخ قرره في
الشفاء والمجربات وقال إنه
أفضل من المعشر لولا أن باطنه يعنى المعشر أحمر ؛ لأنه ينحل إلى أبواب الحمرة وهذا
لا يعدو البياض
في التدبير وأجوده الحديث وقوته تبقى إلى سنتين ثم يبرد وهو حار في الثانية يابس في
الثالثة يجلو
الآثار طلاء ويفتت الحصى ويخرج الأخلاط اللزجة شربا والطحال ويسقط الباسور ويقلع
البياض
من العين من يومه ولكنه حاد ويقلع الشعلة مع التبييض العظيم وكذلك يفعل في العلم
وفيه صلاح
المريخ وقد يحمر عن الرصاصين فيلحقهما بالقمر ويعمل منهما الموازين المذكورة في
بليناس ويقطع
الاظلال. ومن خواصه: أن يحمى من النار إذا وقع على نحو ثوب يشعل بنفسه من غير إيذاء
شيء وإن طفئ فيه الزجاج حله أو حلت فيه الحوافر والقرون والخروع والفجل والعسل
وأعيد
تقطيره لين كل صلب وجعل الزجاج منطرقا فافهم ذلك. وصنعته: طرطير جزء ملح من ثالث
عقد
نصف جزء يسحقان بتسعة أمثالهما خلا ويقطر ويرفع [ ماء الكافور ]
والشعير واللحم والخلاف والهندباء
والورد في أصولها وماء الراسن في الصابون وماء القرظ الاورمالى [ ماعز ]
أجوده السمين الأحمر
الضاربة عينه إلى الزرقة الغزير الشعر وغيره رديء بالنسبة وقد تقدم القول في طبع
اللحوم وهو
أكثف من الضأن وألطف من البقر والجدى أجود اللحوم كما عرفت ولحم الماعز صالح في
الربيع
يسكن غليان الدم ويلطف وفيه تبريد نسبى ويصلح لمن لا يريد السمن وفي زمن الطعن ويضر
السوداويين وذوي اليبس والصرع والهزال ، ويصلحه أكل الحلو عليه خصوصا شرب الجلاب
وأخذ
الدارصيني ومع الحامض غاية الضرر وشحمه شديد القبض قوى التحليل يسكن الأوجاع ويدمل
ويقع
في المراهم وبعره ينفع من الاستسقاء والطحال والأورام وأوجاع المفاصل والنقرس ضمادا
بالعسل في
البارد ودقيق الشعير بالخل في الحار والحكة والجرب طلاء والرياح الغليظة والمغص
شربا ومحروقه
ألطف وقد جربنا تحليله الأورام مع الحلبة والباقلا فكان غاية ومحروقة بالعسل يزيل
السعفة وداء
الثعلب والقروح الشهدية والساعية ويطلى على البطن ببول الصبيان فيسهل الماء الأصفر
ويبرز البنج
يصغر الأنثيين مجرب ورماد أظلافها مع الملح ستون مجرب لإزالة القلح والصفار وعفونة
اللثة وأظلاف
التيس شربا بالعسل تقطع البول في الفراش محكى عن تجربة ومرارته تذهب الغشاء
بالمعجمة كحلا
وتمنع الماء بالعسل كذلك والقروح طلاء ورطوبة كبده السائلة وقت الشيء وقد طرح عليها
الزنجبيل
والفلفل والدارصيني كحلا مجرب للعشى بالمهملة كذا قيل وما يسيل من الكلى في الشيء
وقد ذر
عليه الكبريت طلاء مجرب في البهق وقيل إن المرارة والبعر ينفعان من النهوش والسموم
طلاء وشربا
خصوصا الجبلية وإن البخور بأظلافها يطرد الهوام خصوصا الحيات وكذا شعره. ومن خواص
الماعز: أن المقتول منها بالذئب ينفع جلده القولنج إذا وضع عليه وإن غزل من شعره
خيط نفع من
ج 1ص 291
الخناق والحمى وإن أظلافه وقرونه إذا حشيت مع الفجل والعسل والخروع وقطرت لينت كل
صلب
عن تجربة وأنها إذا حلت كانت مدادا شديد السواد [ مالك حريز ] سمي بذلك
؛ لأنه قيل إنه شديد
الحرص على الماء يخاف أن يذهب فلا يشرب حتى يجهده العطش وهو طويل الرقبة والرجلين
إلى
البياض دون الكركي من طيور الماء بارد يابس في الثانية ينفع ذوي الكد والرياضة وضعف
الكلى ودهنه يقطع الدم والبواسير حمولا ودمه يمنع النوازل طلاء في الحمام ولحمه سهك
عسر
الهضم يولد الرياح ، ويصلحه الأبازير والبورق ويحرك الباه [ مارماهي ]
هو حياة الماء المعروف
عندنا بالأنكليس سمك شبيه بالحيات كله دهن إذا شوي قطع الدم وهيج الباه [ مان
] عربي ينبت
نحو ذراعين أوراقه كالمازريون فيه رطوبات تدبق وبينها كحب الآس وقشره أسود ينقشع عن
بياض حار يابس في الثانية إذا ابتلع أسهل الأخلاط برفق وورقه وسائر أجزائه يحلل
الخنازير
واللحوم الزائدة ويدمل ويجلو الأوساخ وقيل يسمى جردمانة وبالكاف [ متك ]
بالمثناة الأترج
وبالمثلثة السوسن [ مثلث ] يطلق على الدبس ؛ لأنه عصير العنب الذي ذهب
ثلثاه بالطبخ وقد مر وعلى
ما يؤخذ من الخمر الجيد فيضاف بثلثه من الماء القراح ويغلى حتى يذهب نصفه وهو ملطف
حار
في الأولى رطب في الثانية يصلح لمن يصدعه الخمر ومن لا يقدر على شربها لضعف دماغه
وبخار
أو صداع ويلطف الخلط ويفتح السدد ويعدل الدم ولكنه يملا البدن فضولا ويبخر ولا يجوز
تناوله
قبل الهضم فينكى بشدة [ مثروديطوس ] ويقال مثراختصارا معناه المنقذ من
ضرر السم وهو اسم
ملك رومية الكبري وقيل اسم الحكيم المؤلف له وفيما لم يعرب من اليونانيات ما يدل
على الأول
وحكى أندروماخس أنه من صناعة قليمون وقيل نطاغورس أحد الآخذين عن المعلم ولما شاع
هذا التركيب عظم قدره وذاع ذكره ونوه عظماء اليونان بقدره حتى بيع المثقال منه
بسبعة أمثاله
ذهبا وأقام كذلك حتى ظهر الترياق الكبير فإنه أجل منه وأسرع في قطع السموم فكان هذا
ثانيا في هذا الأمر وأجل المعاجين الكبار وشرطه في المدة والقانون والاستعمال
والمنافع شرط
الترياق من غير فرق إلا أن هذا أنزل في كل ما ذكر ولا تبقى قوته أكثر من اثنتي عشرة
سنة
وقيل سبعة وعند كثير أنه أفضل من الترياق في حل السدد والأورام الجاسية وما في
المفاصل
وتحريك شهوة الباه. وصنعته: مر زعفران غاريقون زنجبيل دارصيني علك بطم كثيراء من كل
عشرة سنبل كندر خردل أبيض عيدان بلسان اسطوخودس إذخر قسط ساليوس كما فيطوس قنه
راتينج دار فلفل عصارته هو فسطيداس جندبادستر جاوشير ساج ميعة من كل ثمانية سليخة
فلفلان
سورنجان جعدة ثوم بري دوقوا إكليل جنطيانا دهن بلسان وحبه أقراص فرفيون مقل من كل
سبعة بزر؟؟ ستة أشق ناردين مصطكى صمغ عربي فطراساليوت قردمانا أفيون رازيانج
ورد بنفسج مشكطرا من كل خمسة أقاقيا سرة الاسقنقورهبو فاريقون من كل واحد أربعة
دراهم
ونصف أنيسون وج فو وموسكبينج أسارون من كل ثلاثة يدق ما يدق وتحل الصموغ في الشراب
أو الخل المصعد أو صاعد دبس العنب أو الزعفران فإنه كالشراب نفعا ويخلط الجميع في
ثلاثة أمثاله
عسلا ويرفع وقد وقع الاجماع على نفعه في الأقاليم السبعة ولكنه كلما نقص الميل وزاد
العرض فهو
هناك أقوى وأجود ويشرب بنحو الهند بماء الكرفس والزنج والحبشة باللبن وبنحو مصر
بماء
الرازيانج وغير المذكورين بنفسه [ محلب ] شجر معروف يكون بالبلاد
الباردة ورؤوس الجبال
ويعظم شجره حتى يقارب البطم سبط مستطيل الورق طيب الرائحة مر الطعم ينشر حبه على
أغصانه
في حجم الجلبان أحمر ينقشر عن أبيض دهني وأجوده الأنطاكي الحديث الرزين المأخوذ في
شمس
ج 1ص 292
الميزان وتبقى قوته أربع سنين وقشره المعروف بالميعة اليابسة ترياقية بخورا برقيات
مجمعة وهو حار
يابس في الأولى وحرارة حبه في الثانية مفرح مقو للحواس مطلقا يمنع الخفقان والبهر
وضيق النفس
ونفث البلغم والرطوبات اللزجة وينقي المعدة ويحل الرياح الغليظة وأوجاع الكبد
والكلى والطحال
والحصى وعسر البول وتقطيره شربا ويسمن مع اللوز والسكر بالغا مع فتح السدد ويطلى
فيقلع
الكلف والجرب وينقي البشرة ويطبخ مع السذاب والقسط والمصطكى في الزيت باستقصاء
فينفع
ذلك الدهن من الفالج والكزازة واللقوة والرعشة والمفاصل والنقرس والأورام شربا
وطلاء مجرب
وكذا القسطة والضربة ويجبر الكسر وسائر أجزاء الشجرة تشد البدن وتذهب الرائحة
الكريهة
وتطرد الهوام مطلقا والحب يسقط الديدان بالعسل أكلا وإن جعل في الخبز انهضم ولم يضر
شيئا
ويطبخ مع الآس وتغسل به الأعضاء الضعيفة فيقويها، ومن داوم الاغتسال به في الحمام
منع النزلات
مجرب ويقع في الذرائر الطيبة ويزل الغثى وأوجاع الكبد والجنبين والظهر. ومن خواصه:
إبطال السحر إذا حمل في خرقة زرقاء وكذا البخور به وقيل إن مداومة التبخر به توقع
الألفة
والمحبة بين المتباغضين وإن خشبه لم تقربه الهوام وحمله يورث قضاء الحاجة وأن
التوكأ عليه يضعف
البصر وهو يضر الدماغ ، ويصلحه ماء الورد أو دهن البنفسج ، وشربته إلى ثلاثة [
مح ] بالفتح
الماش [ محروث ] أصل الأنجدان [ محمودة ] السقمونيا [
مخلصة ] نبت ينقسم باعتبار تفريعه
مشقوق الورق طولا واستدارة ساقه وتربيعها وبياض الزهر وزرقته وحمرته وعدم أوراقه
ووجودها إلى سبعة أصناف ويجمع كلها المرارة واعوجاج الزهر منكوسا كالمحاجم حتى سمي
بها
وأجود الكل المشقق الورق المفرع الأزرق الزهر الذي يعرض ورقه من جهة الأرض ثم يدق
تدريجا ويليه المربع العاري عن الورق والمحول زهره أثناء حزيران إلى صورة العقاب ثم
الاسمانجوني
المعروف في الإسكندرية برأس الهدهد ولا تكاد أرض تنفك عن وجود هذا النبات وحيوان
البادزهر يرعاه فيوجد في الحجر وبه يستدل على نفاستها وأجود ما ادخر نصف السرطان
وتبقى
قوته عشرين سنة وهو حار يابس في الثالثة إذا أخذ قبل السم لم يؤذ البدن أو بعده حصن
القلب
والقوى سواء كان بنهش أو غيره مجرب ويحل القولنج لوقته والايلاوس والأخلاط اللزجة
وما
في الظهر والورك وضربان المفاصل ، وشربتها إلى مثقال [ مخ ] هو ما في
العظام وأجوده المأخوذ من
الساق لقلة فضوله بالحركة وقيل هو أردؤها ؛ لانحلال الفضلات فيه عند خوف الحيوان من
الذبح
وهو الأوجه فلا يستعمل إلا في المراهم والأطلية وله حكم أصله [ مخيض ]
هو اللبن [ مخيط ] السبستاني
[ مخلص ] السوطيرا [ مداد ] هو الحبر الذي يكتب به ويطلق
غالبا هنا على ما كان من دخان أجزاء
شجر الصنوبر ودهن البزر، وهو حار يابس في الثانية ينفع حرق النار والأورام طلاء
ويمنع تساقط
الشعر ويدمل القروح والهندي منه بارد في الأولى ؛ لأنه يعمل من أجزاء شجرة الفوفل
يشد اللثة
ويمنع من الترهل ويطلى به بطون الرجلين فيجذب الحمى. وصناعة المداد واختلاف الأحوال
فيه
يذكر في رسم الليق من الباب الرابع إن شاء الله تعالى [ مرزنجوش ]
ويقال مردقوش وبالكاف
في اللغة الفارسية ومعناه آذان الفأر ويسمى السرمق وعبقر وهو من الرياحين التي تزرع
في البيوت
وغيرها ويفضل النمام في كل أفعاله دقيق الورق بزهر أبيض إلى الحمرة يخلف بزرا
كالريحان عطري
طيب الرائحة حار في الثانية يابس في الأولى ينفع من الصداع والشقيقة كيف استعمل
ويحبس الزكام
ومن مزجه بالحناء وطلى به الرأس في الحمام أذهب سائر أوجاعه مجرب وطبيخه يحل أوجاع
الصدر
والربو والسعال وضيق النفس والرياح الغليظة والاستسقاء والطحال ويفتت الحصى ويدر
البول
ج 1ص 293
شربا بالعسل أو السكر والأورام طلاء والكلف وسهوكة العرق. ومن خواصه: أنه يحل ورم
الأنثيين إذا مزج ببزر البنج طلاء مجرب وأن دهنه يفتح الصمم ويذهب الكزاز والرعشة
والفالج
وأن دخانه يصلح هواء الوباء ويطرد الهوام وهو يضر الكلى ، وتصلحه الهندباء ، وشربته
مطبوخا
إلى أوقية ومن سحيقه إلى مثقالين وبدله النمام [ مران ] بفتح الميم
وتشديد الراء المهملة شجر
يطول جدا مع سباطة ولطف في الملمس قصبي في العقد إلا أنه مملوء الأنابيب وموضعه
جبال المغرب
وأطراف الروم وقيل ينبت بالهند أيضا ويجلب منه الرماح العظيمة واليونان تسميه
باليالوس وليس
هو القرن كما ظن وأوراقه كأوراق التوت وله ثمر أحمر في حجم التوت لكن داخله نواة
مستطيلة
عفص يدرك بشمس الميزان ويقطع أوائل القوس وهو حار يابس في الثانية فعله في قطع
السموم
مجرب ويحلل الرياح ويدر ويقوي المعدة وثمره يمنع التخم ورماده حرق النار وسائر
أجزائه تقطع
النزيف فرزجة والرعاف سعوطا وإذا غلف به الشعر ليلة مع رماد البرشاوشان طوله مجرب
[ مراثيه ] هي هرم المجوس بالفارسي وهي حشيشة على ساق واحد دقيقة صلبة
بزهر إلى الصفرة
حارة يابسة في الثالثة تقطع اللزوجات وتفتح السدد بشدة مرارتها ولها في تفتيت الحصى
وإدرار
البول فعل عجيب ، وشربتها إلى مثقال [ مر ] هو السمري في المقالات وهو
معروف مشهور يسيل
من شجرة بالمغرب كأنها القرظ تشرط بعد فرش شيء تسيل عليه في طلوع الشعرى فيجمد قطعا
إلى
حمرة صافية تنكسر عن نكت بيض في شكل الأظفار خفيفة هشة وهذا هو الجيد المطلوب
ويترجم بالمر الصافي ومنه ما يوجد على ساق الشجرة وقد جمد كالجماجم وهذا هو المعروف
بمر البطارخ
؛ لأنه يحكى بيض السمك في دسومته وصفرته وسهوكته وليس بالرديء ومنه ما يعصر فيسيل
ماء
ثم يجمد مائلا إلى السواد ويحكى الميعة السائلة ويسمى المر الحبشي وهو دون الثاني
ومنه صنف
يؤخذ بالطبخ والتجفيف قوى الزهومة والحدة والصلابة والسواد وهو قتال فليجتنب من
داخل
وتبقى قوته بسائر أجزائه عشرين سنة وهو حار في الثالثة يابس في الثانية عنصر جيد
وركن عظيم
في المراهم والأكحال على اختلاف أنواعها ومنافعها وهو بخصوصه ينفع سائر النزلات
والصداع.
قال الصقلي إن جهلت أسبابه ومعناه أنه يزيل كل أنواعه ويستنشق فينقي وينظف ما في
الرأس
للطف ويكتحل به فيحل المدة وغلظ الجفن والبياض والجرب والدمعة بماء الآس والسلاق
بالعسل
والرمد بلبن النساء والقرحة بماء الورد والحلبة وضعف البصر إذا شيف مع الفلفل مجرب
عن
الشريف ويدمل سائر القروح إذا نثر فيها وقد غسلت قبله بماء لسان الحمل ويشد اللثة
ويزيل
قروحها وأوجاع الأسنان بالخمر والزيت مضمضة والسعال وأوجاع الظهر وخشونة القصبة
استحلابا في الفم والخنازير والرياح وأوجاع الكبد والطحال والكلى والمثانة والديدان
شربا
خصوصا مع الترمس والأفسنتين وأمراض الأرحام خصوصا الصلابة والنتن حتى احتماله ولو
بماء
الآس ويلحم الفتق إذا تمودي عليه ويحل عرق النساء والمفاصل والنقرس مطلقا والسموم
شربا
وطلاء وقبل النافض بساعتين يمنع أو يزيل بحسب المادة وبالخل يبرئ سائر الأوجاع حتى
المتضادة
طلاء ونتن الإبط بالشب وضعف الشعر وانتشاره بالخمر واللاذن ودهن الآس والقوابي
خصوصا
بالعسل والثآليل والآثار كلها بما أعد لذلك ويطرد الهوام بخورا مع الكندس ودخانه
ينبت شعر الأجفان وينوم بنفسه شما ويحفظ الموتى طلاء. واعلم أنه يشارك كل دواء فيما
أعدله
فيساعد ماء العوسج في قلع البياض وحماض الأترج والكبريت في السعفة والجرب ويحمل مع
ج 1ص 294
الأفيون فيقطع الزحير والدم والسحج مجرب وكذا إن جعل في نيمرشت ومع حيوان الصدف
يجبر الكسر والشدخ ومع دهن اللوز المر أمراض الأذن ومع النعنع أمراض الأنف ويلطخ
بالزيت على إبهام الرجل فينعظ بقوة على ما اشتهر بينهم ويطيب النكهة ويكسو العظام
وهو يضر
المثانة ويسقط الأجنة ويجذب ما نشب كالسلى ، ويصلحه العسل ، وشربته إلى ثلاثة وبدله
فلفل أو
موميا أو قسط أن جندبادستر [ مرطوشة ] نبطى شجرة تقارب الرمان إلا أن
ورقها في رقة الشعر يلتف
بعضه على بعض برطوبة تدبق كالعسل حاد الرائحة مر يكون في الأرض الحرة ويدرك بالأسد
حار
يابس في الثالثة يدفع ضرر السموم طلاء والجرب إذا شرب ماؤه وتضمد برماده في الحمام
ويشد
اللثة ويزيل قروحها ووجع الأسنان ويابسه يختم الجراح. ومن خواصه: تسهيل الولادة
تعليقا
وفي الفلاحة أن ورقه ينبت السيسبان وقضبانه الفطر إذا دفن كل على حدة وسقي أربعين
يوما
[ مرير ] ومرار هو شوك الجمال ويسمى شارب عنتر وهو نبت له ورق كالسلق
إلى الخضرة والسواد
وزهره أصفر يخلف حبا كالقرطم يبلغ في الأسد وتبقى قوته أربع سنين وهو حار يابس في
الثالثة
حبه بالشراب يقاوم السموم مجرب وكله يقع في المطابيخ الكبار وينوب عن عصا الراعي
والباذاورد ويزيل الجرب والحكة وإن أزمنت كيف استعمل ويدر البول وماؤه يفتح السدد
وينفع من ضعف الكبد والقصبة وإذا أخذ مع النانخواه والزجاج الرصاصي فتت الحصى وأطلق
البول
وحيا وهو يصدع ، وتصلحه الكثيراء ، وشربته إلى ثلاثة [ مرماخور ] هو
السرو الجبلي خشبي
خشن الأوراق يقارب لسان الثور إلا أنه أطول وفي أوراقه ميل إلى أسفل وبزره في ظروف
كالكتان حار في الثالثة يابس فيها أو في الرابعة يجفف الرطوبات ويزيل ضعف المعدة
والخفقان
السوداوي والغثيان والقيء وضعف الكبد عن برد وهو يصدع ، ويصلحه الآس وشربة عصيره
أوقية
وبزره مثقالان [ مري ] من الأدوية القديمة التي استخرجها الكلدانيون
والقبط وأجوده المتخذ
من دقيق الشعير والفوتنج البري المعمول صيفا وهو حار يابس في الثالثة يستأصل شأفة
البلغم بقوة
والأخلاط اللزجة ويغسل اللفائف والبطن من الديدان والحيات والأخلاط الفاسدة والسدد
غسلا
لا يعدله غيره ويدر الفضلات ويشهى ويمنع التخم وفساد الأطعمة ومن شربه مع اللك
أياما لم يبق
عليه شيء من اللحم مجرب وهو يضر السعال والصدر ، وتصلحه الألعبة. وصنعته: فوتنج
دقيق
شعير معجون مخبوز بالغ النضج ملح مكلس سواء بزر رازيانج ربع جزء وقد يزاد للمبرودين
بزر كرفس ودارصيني ونحوهما يعجن ويترك في الإجانات مدة عشرين يوما في الأسد يعاد
عجنه كل
يوم ثم يمرق ويصفى ويشمس أياما يؤمن من فساده بعدها [ مرهبيطس ] حجر
أسود مخطط
خفيف فيه لا زوردية يجلب من المغرب فيه رائحة الخمر إذا سحق كذا قالوه ولم يذكروا
طبعه
والقياس يقتضى الحرارة واليبس ينفع من النملة مطلقا وأمراض القلب والمعدة شربا [
مرادسنج ]
معرب عن سنك الفارسي ومعناه الحجر المحرق ويكون من سائر المعادن المطبوخة إلا
الحديد
بالاحراق وأجوده الصافي البراق الرزين وهو حار يابس في الثالثة والمغسول بارد يقع
في سائر
المراهم فيأكل اللحم الزائد الفاسد وينبت الصحيح وفي السلاق والجرب والظفرة ويزيل
الحكة
والجرب وجميع الآثار طلاء ويحل الدم الجامد وإن بولغ في طبخه بالزيت لم يفضله في
علاج الشقاق
شيء وهو يسود مع النورة وإن أكل أوقع في الأمراض الرديئة ربما قتل وعلاجه القيء
واستعمال
الربوب والزنجبيل المربى والشبت. وصنعته: أن يلقى على الرصاص الغبيط أسرنج أو رصاص
قد
أحرق قبل ويسبك الكل بقوة في طابق أو على الجمر حتى يمتزج ويفنى الغبيط فيطفى في
الخل ويرفع
ما تم حرقه ويطبخ مع الشعير في ماء حتى يتهرى الشعير فيرفع ويسحق بوزنه ملح مكلس
ويوضع
ج 1ص 295
في ماء يغير كل ثلاث إلى أربعين فيرفع وقد تم. ، وأما تبييضه فهو أن يلف في صوف
ويطبخ بفول
وكلما نضج غير الصوف والفول حتى يبيض وهذا المبيض هو الذي يقطع الروائح الكريهة حيث
كانت ويشد البدن ويمنع العرق خصوصا بدهن الآس والورد وبهما يمنع صب الفضلات إلى
القلب
عند وضعه على الإبط. ومن خواصه: تحلية الخل حتى يقرب من العسل [ مرائر ]
أجودها ما وجد
على لونه الطبيعي وهو الصفرة والحمرة وأخذ حال الذبح فإن أريد حفظه وضع مربوطا في
العسل،
وغيره رديء وكلها حارة يابسة تتفاوت كأصولها تزيل الغشاوة وضعف البصر كحلا والآثار
طلاء
والسدد شربا والقبج للعين أجود على الأصح والقنفذ لإسقاط الجنين بالشمع وقد مرت [
مريح ]
يقال إنه حب كالجزر البري ينفع من كل علة باطنية ويفتح السدد بقوة العطرية والصحيح
أنه مجهول
[ مرعز ] ما نعم وطال من الصوف ويفضله في تهييج الشاهية وتخصيب البدن
وتحليل نحو أوجاع
المفاصل ومنه الجوخ [ مريافلن ] هو الحرمانة والحزنبل [ مرتك ]
مبيض المرداسنج [ مر
الصحارى ] الحنظل [ مرجان ] البسد [ مريخ ] الحديد [
مراهم ] من التراكيب السابقة على رأى
غالب القراباذين قيل لم يسبقها سوى المعجونات وأصلها أن أبقراط حين رأى أنه لابد في
إدمال
الجراح من قطع اللحم الميت بما يفعل ذلك كالزنجار وأنه ضرورة قد يجوز على البدن
لعسر الضبط
أو تعذره فاختار المغرى معه فكان الشمع أول ما وقع عليه الاختيار ثم توسعوا في
الصموغ
والألعبة إلى غير ذلك والقانون في طبخها زيادة الشمع على سائر الأخلاط حيث لا مغرى
غيره وإلا
نوسب وكون الدهن ضعفه والزيت النضيج في المبرودين وزيت إنفاق في غيرهم والشيرج في
المواد
اليابسة وكون الأدهان ونحو الخلول في الصيف مثله ونصفا بالنسبة إلى الشتاء وأعمار
المراهم طويلة
يبلغ ما كثرت صموغه عشرين سنة خصوصا ما فيه الخل وبعضهم رأى أن ما بالزيت لا تسقط
قوته وما فيه الشحوم لا يستعمل بعد سنة بحال وهو قول وجيه لسرعة فساد الشحوم [
مرهم الزنجار ]
عجيب الفعل كثير النفع يسقط الباسور ويجفف القروح ويدمل ويأكل اللحم الزائد
والعفونات
وينبت اللحم الجيد ولم يبق مادة فاسدة. وصنعته: شمع زفت من كل جزء أشق محلول بماء
السذاب والخل ثمانية دراهم زيت ثمانية وأربعون درهما تغلى على نار لينة حتى يختلط
الكل
بالذوب ثم يؤخذ زنجار أربعة دراهم أنزروت ثلاثة راتينج درهمان ونصف يذر قليلا قليلا
ويضرب
حتى يمتزج [ مرهم النخل ] أول من اخترعه جالينوس وسماه بذلك ؛ لأنه
يحرك بالسعفة الرطبة
وقال إسحق إنما كان ينكسه فيخرج منه دهنا أخضر ثم يطبخ المرهم به وقد ادعى بعضهم أن
هذا تصحيف وأن اسمه مرهم النحل بالحاء المهملة بعد نون مكسورة ؛ لأنه كان يأخذ فيه
العطايا
الكثيرة وهو جيد الفعل في جبر الكسر وإصلاح العصب ورض العظام وإلحام والجراح وتحليل
الأورام وإذا طلى به على الجرب المتقرح والحكة الحادثين عن رطوبة أثر من يومه
تأثيرا عظيما
وكان بعض الأطباء يطليه على الجمرة الآكلة والنملة الساعية ويمدحه لذلك. وصنعته: أن
يسقى
المرتك ثم يسحق في الشمس أياما ويسقى الماء أو يغلى في الزيت مع توالى التحريك كذلك
ثم
يأخذ منه ومن الزيت وشحم البقر الصافي أجزاء سواء ومن القلقطار ربع أحدها يضرب الكل
حتى يمتزج ويرفع على نار لينة ويحرك حتى ينعقد وكلما يبس السعف أبدل وفي نسخة يجعل
المرتك
نصف الزيت ومتى عمل النخل على ما قال إسحق كان أبلغ [ مرهم الداخيلون ]
لفظة سريانية معناها
اللعاب قيل إنه من عمل النجاشعة وهو غلط ؛ لأني رأيته في القراباذين الرومي عن
الطبيب ينفع
سائر الأورام الحارة والأوجاع الشديدة وتعقد العصب والخراجات والصلابات. وصنعته:
بزر خطمي
ج 1ص 296
وقطونا ومر وحلبة وكتان ينقع كل على حدته ثلاثة أيام ويؤخذ من لعابها بعد عصرها
بالصوف
أربع أواق ثم يؤخذ مرداسنج أربع أواق يطبخ برطل ونصف زيتا حتى ينحل فيسقى اللعاب
شيئا فشيئا حتى يستوعبه وينعقد فينزل ويلقى عليه زفت ورماد كرم من كل خمسة صدأ حديد
مثقال
ويضرب ويرفع [ مرهم الزنجفر ] يحلل الأورام العسرة والخنازير والسرطان
وما في الأنثيين. وصنعته:
لبان أشق من كل عشرة صمغ بطم ستة مرداسنج قنه من كل خمسة زنجفر واسرنج من كل أربعة
زيت إن عمل شتاء وإلا دهن ورد يذاب بأوقيتين شمعا ويلقى فيه الحوائج ويرفع [
مرهم الحواريين ]
ويقال الرسل وترجمه في القراباذين الرومي بمرهم سليخا وقد سبق في القوانين سبب عمله
وهو من
أجود المراهم يصلح الجراح وينقي ويحلل ويدمل وينضج ويذهب الآثار والشقوق ويجلو
الحكة
والجرب والبواسير والنواصير والسعفة ويقتل الديدان. وصنعته: شمع صمغ بطم من كل
أربعة
عشر أشق محلول بالخل سبعة مقل مرداسنج من كل أربعة زراوند طويل لبان ذكر من كل
ثلاثة
جاوشير زنجار مرقنه من كل اثنان سكبينج درهم زيت رطل يغلى أولا بالمرداسنج فإذا
انحل ألقى
عليه الأشق والصموغ محلولة بالخل ويعاد إلى الطبخ حتى يذهب الخل فيلقى الشمع حتى
يذوب
ويختلط فينزل ويلقى عليه باقي الحوائج ويرفع [ مرهم ] من الارشاد زعم
أنه يقوم مقام البط في
التفجير والتحليل ولم ينسبه. وصنعته: قنه ملح نفطي بورق من كل درهم جاوشير اثنان
زيت أوقية
مرارة ثور نصف أوقية تجعل هذه دهنا مذابا بشمع ثم ينثر عليها أسفيداج أوقيتان مرتك
أوقية
قلقديس نصف أوقية أشنان خمسة قشر أصل الكبر أربعة ويضرب ثلاثا ويرفع ويكون عجنه
بدهن
الخيري [ مرهم ] فيلاغوريوس عجيب في إلحام الجراح وما تطاولت مدته من
النواصير والقروح.
وصنعته: شب محلول عشرة رماد صنوبر زراوند كندر من كل سبعة توبال الحديد والنحاس من
كل خمسة مرجاوشير سكبينج من كل اثنان يضرب الجميع بأشق محلول بخل ويستعمل [
مرهم
الأسفيداج ] ينفع من كل ما عرض في المقعدة خصوصا ما كان عن حرارة وحرق نار
والشقوق
والنهوش المسمومة ويسقط البواسير إذا أكثر استعماله وهو من تراكيب الطبيب وكان
يستعمله
كثيرا ويأمر به. وصنعته: مراداسنج أسفيداج من كل عشرة أنذروت زنجار من كل أربعة دم
أخوين اسرنج من كل اثنان زيت رطل شمع ثلاث أواق زفت أوقية يذاب ما يذاب وينثر
الباقي عليه
[ والمرهم الأبيض ] هو الشمع بالزيت فقط مع بياض البيض وقد يجعل فيه
قيروطي مع الخولان
ودهن الورد إذا اشتدت الحرارة ومن أراد تسكين الوجع جعل مكان الخولان أفيونا [
مرهم
الباسليقون ] عجيب الفعل في القروح والجروح والأورام الباردة وهو من المشاهير
في القزاباذين
اليوناني يقرب من مرهم النحل. وصنعته: زفت راتيتج شمع سواء قنه ربع أحدها زيت مثل
الجميع مرتين يخلط بالطبخ ويرفع وإن أضيف إليه البورق سمي الجاذب [ مرهم الخل
] هو الأسود
وهو عجيب الفعل في الشقوق والحكة الحادثين عن رطوبة وينفع من السعفة وداء الثعلب
والقروح
الرطبة. وصنعته: خل زيت سواء مرتك ربع أحدهما يطبخ ويدام تحريكه لئلا يرسب المرتك
حتى ينعقد [ مرهم الشادنة ] ينفع من الأوجاع والأورام والشقوق والحكة
حيث كانت إذا لم تكن
باردة. وصنعته: دهن ورد وبنفسج من كل أوقية شمع خمسة يذاب الكل وينثر عليه أسفيداج
طين أرمني شادنة مغسولة من كل ثلاثة عصارة لحية التيس اثنان أفيون واحد ويرفع [
مرهم ] من
النصائح قد بالغ في الاطناب فيه فذكر أنه ينفع من أوجاع المعدة والكبد والطحال
والرئة والجنبين
ج 1ص 297
والكلية والمثانة والرحم والأعصاب والأورام والصلابات ونزف الدم والشوصة. وصنعته:
شمع
علك الأنباط مقل أشق قردمانا آس ثمرة الكرم كعك شامي حماما سنبل زعفران مصطكى مر من
كل ثمانية دهن بنفسج شيرج من كل مثل الحوائج خمس مرات تنقع الصموغ بالخل أو الخمر
ويذاب
الشمع والدهن ويخلطان ثم تذر باقي الحوائج ويرفع [ مرهم يسقط البواسير ]
جوز محرق نوى
مشمش يسحقان بسنام البعير ويطلى بشرط البخور مع ذلك من جريشهما وكذا المازريون [
مرهم ]
ينفع أمراض المقعدة كلها ويمنع سعى القروح والنملة ويحلل الأورام والأوجاع كلها.
وصنعته:
مرداسنج رماد القصب أسفيداج نورة مغسولة من كل جزء أشق أنزروت قنه من كل نصف جزء
يطبخ بالزيت والخل والشمع ومخ ساق البقر والإبل وسنامها وماء الخطمي والحي عالم
ويستعمل،
وفي البواسير يزاد ماء الكراث والبصل والصبر، وفي القروح العفص والآس، وفي المفاصل
والنسا
الزعفران والأفيون [ مرهم يلحم كل ما عسر التحامه ] شب عشرة رماد صنوبر
كندر راوند من
كل سبعة صدأ الحديد والنحاس أشق من كل خمسة جاوشير مرسكبينج من كل اثنان تحل الصموغ
في الخل وتخلط [ مرهم ] من الشامل لابن التلميذ ادعى أنه مجرب لاستخراج
النصول والسلاء
وما ينشب في البدن. وصنعته: أصل قصب يابس زراوند ولم يقيده والظاهر أنه الطويل سواء
تضرب في العسل وتلطخ [ مرهم ] مجرب لتحليل الأورام والصلابات
والاستسقاء مطلقا وصلابات
ما تحت الجلد ويخرج الديدان سريعا، وصنعته: ترمس زبل حمام نوى تمر شيلم أجزاء سواء
زفت
مثل الجميع يذاب بشحم الإوز ويعجن به الحوائج ويلصق [ مزمار الراعي ]
ساق له ورق كلسان
الحمل تقوم عنه أصول سود كالخربق تدبق باليد في أطرافها زهر بين بياض وصفرة طيب
الرائحة
يبلغ في الجوزاء ويخلف بزرا كبزر الورد حار يابس في الثانية أو هو رطب، يحلل
الأورام والسموم
مطلقا وسدد الكبد وأوجاع الأرحام ويدر مع كونه معقلا ويفتت الحصى ويحلل النفاخ
والمغص
مع بزر الجزر والعسل وإذا غسل به الشعر في الحمام طوله وطيب رائحة الرأس وإن مزج
بزبيب
الجبل والزيت وخصب به البدن منع توليد القمل سنة كاملة وهو يضر الطحال ، ويصلحه
الباذاورد
وشربة مائه أوقية وأصله مثقال وفي المطبوخ خمسة وبدله البلسان [ مسك ]
دم ينعقد في حيوان
دون الظباء قصير الرجل بالنسبة إلى اليد له نابان معقوفان إلى الأرض وقرنان في رأسه
ينعوجان
إلى ذنبه شديد البياض فيهما منافس يستنشق منها الهواء عوض المنخرين حكاه في المروج
عن مشاهدة
والمسك أربعة أنواع تركي وهو الذي ينزل من هذه الدابة كالحيض ويوجد جامدا على
الأحجار
ويعرف بشدة الرائحة والصفرة واستطالة القطع وصلابتها وعليه يحمل التنجيس عند من قال
به ونبتي
وهو ما في النوافج وهذا يجتمع في جلدة عند السرة إذا بلعت أورثت الحكة فيسقطها
وصيني وهو
المأخوذ بمعالجة الصبية حتى يجتمع الدم فيشق وينشف ويعرف بالكمودة والصلابة وهندي
وهو
دم أخذ منها بالذبح وضرب مع كبدها وبعرها وجفف ويعرف بالرزانة والشقرة ومتى رعت
الساذج
والسنبل والمر ونحوها ولم تشرب كان بالغا في الجودة والبحر يسقط قوته وقد صح عن
الثقات أن
الهند تأخذه وتطرحه في الهياكل العزيزة إلى يوم كنسها وهو ثالث عشر أذار أول الحمل
فيجلب
إلى الأقطار فتنقص رائحته وقواه بحسب مكثه في تلك البيوت وقيل إن الرصاص إذا أدخل
في نافجته
طرية ألحمت ويغش بالراوند ونشارة العود والشاذروان أو بالقرفة والقرنفل والزراوند
والمصطكى
وورق الرند والسنبل والمر والجاوي تسحق مع مثلها من عصارة طحال الماعز المجففة ودم
الحمام
ج 1ص 298
ودهن البيض ويخدم الكل بماء الورد الممسك ويضاف بالمسك الطيب ويعلق في الكنيف مدة
وقد يزاد ماء التفاح ويعرف المغشوش والجيد بما مر والمسك تبقى قوته ثلاث سنين في
القزاز وتسقط
في الورق في نحو سنة وهو حار يابس في الثالثة يابس في الثانية يفتح السدد ويحل
الأخلاط الباردة
ويقوي الحواس كلها مطلقا ويزيل الظلمة والبياض وضعف البصر والدمعة والظفرة كحلا
وبرد
الرأس احتمالا وأوجاع الأذن قطورا في دهن اللوز أو القسط والغم والوحشة والخفقان
أكلا وضرر
الأدوية والسموم والمسهلات والخدر والفالج واللقوة والرعشة والبلادة مطلقا ويقوي
الغريزة وينعش
ويعين على الحمل فرزجة والباه مطلقا ويوصل كل دواء إلى ما يراد منه ويمنع النزلات
وهو يضر
المحرور مطلقا ويصفر اللون شما وينتن الفم أكلا ، ويصلحه الكافور ودهن البنفسج أو
البان وماء
الورد ، وشربته نصف درهم وبدله جند بادستر مثله وسادج نصفه [ مستعجلة ]
جل أهل الطب على
أنها البوزيدان ومنهم من جعلها السورنجان وكله خبط والصحيح أنها فروع اللعبة وهي
عروق
فيها التفاف ما صلبة والهندي منها مربع قد التف بعضه على بعض بحيث لو فصلت العود
رأيته أربعة
أرباع متساوية وأغرب من جعله أصل الطرخشقوق ؛ لأن وصفها بتهييج الباه يضاد ذلك
وتسمى
المستعجلة الآن بمصر عرق انطراب ولم أر الهندي منها إلا مرة واحدة وأجودها الرزين
الصلب
الحلو حارة في الثانية رطبة فيها أو الأولى أو يابسة تسمن بالغا وتهيج الباه وتحفظ
القوى والأعصاب
ومع الصندل تصلح لمن أصيب بغتة وتمسك الخلط عن الفساد وقيل إن أخذت قبل السموم منعت
فعلها وهي تضر الحلق ، ويصلحها العسل ، وشربتها إلى ثلاثة وبدلها الخميرة [
مسحقوني ] تطلق على
الأحجار المطبوخة من الزجاج والأثمد والاقليميا والروسنتج إذا سحقت وسقيت ماء
النورة والقلى
وقد يضاف إليها صمغ البلاط فتقع في المراهم وتجلو الآثار لحدتها وتأكل اللحم الزائد
وتجلو الأسنان
وتزيل فساد اللثة وقد تسحق بمحلول النوشادر فتذهب البياض والظلمة والظفرة والسلاق
وغلظ
الأجفان وتفجر الدبيلات [ مسير ] اسم لمربى القرع بحيث لا يعرف في
الأقطار إلا به وهو من أجود
المربيات استخرجه أبقراط وجعله أولا بالعسل وهو تركيب صحيح ثم توسع فيه بعده
والعسلي معتدل
على التحرير يهيج ويسمن ويفتح السدد ويدر سائر الفضلات والعفونات ويخرجها بلطف
ويقوي
الأحشاء ويغذي جيدا ويلطف الأخلاط اللزجة ويفصل الاحتراق خصوصا مع البول، والسكري
ينفع من الوسواس إذا كان عن يبس ؛ لأنه حار في الأولى رطب في الثانية، فهو يولد
الدم الجيد ويمنع
ارتفاع البخار فلذلك يخلص من الماليخوليا والسدر والدوار وأنواع الجنون وأوجاع
الصدر
والسعال وخشونة القصبة وضعف المعدة والكبد واحتراق البول وقد يبزر بنحو الخشخاش
والخس
لمن به سهر ومع اللوز يسمن جدا. وصنعته: أن يقطع القرع طوالا رقاقا، ويغلى حتى
يقارب
الاستواء ويكون ماؤه بحيث يقارب الجفاف في هذه الرتبة وقد أغلي العسل أو السكر
المعادل للقرع
مرتين حتى انعقد فيخلط على القرع حاميين ويخلط جيدا ويقوم فإن أرخى ماء أعيد من
الغد
وإلا طيب ورفع وينبغي أن لا يخلى من الصندل والمصطكى [ مسواك ] عند
الإطلاق الأراك فإن قيد
بالراجي فالشيطرج أو الزوفا أم بالقردة فالاشنة أو بالعباس فرعى الإبل [ مسك
الجن ] من الجعدة
[ مس ] النحاس [ مسد ] ليف النارجيل [ مسوح ]
الأدهان المركبة [ مسهل ] المراد به في الحقيقة
ما أخرج الخلط الغالب وجذب من الأعماق وما عداه كالبكتر فملين والألعبة فإنها مزلقة
وتختلف
باختلاف المزاج والسن والزمان والمسكن وقد مر في صدر الكتاب وبحسب ما يتقدمه وما
يكون
ج 1ص 299
معه أو بعده وسيأتي في الرابع وأنواعه إما أيارج أو سفوف أو معاجين إلى غير ذلك وكل
في موضعه
[ مشمش ] شجر يطول حتى يقارب الجوز وأجود ما يكون في البلد الذي عرضه
أكثر من ميل
سبط العود والورق يزهر في شمس الحمل إلى آخر الثور وينضج في الجوزاء، وهو إما مر
صغار
ويعرف بالكلابي أو حلو ويسمى اللوزي وهذا النوع منه كبار كثير المائية تفه يسمى
حازمي وفي
الكتب القديمة يسمى الأرموي ومنه شديد الحلاوة وبزره مفروق في ظاهره ويعرف
بالخراساني
ومنه صغير قليل الماء يسمى الصيني وكله بارد رطب في الثانية أو رطوبته في الثالثة
ينفع من الحكة
واللهيب والعطش وهيجان الحارين والحميات المحرقة والبخار المتغير ويفتح السدد ويلين
الصلابات
ويعدل أمزجة المحرورين بشرط أن يتبع بما يخرجه عن البدن بسرعة كالسكنجبين وربوب
الفاكهة
ومن أتبعه بالماء والعسل وتقايأه أخرج ما في المعدة من الاحتراقات حتى الكراثية
والزنجارية وقطع
الحمى مجرب، وهو يضر المبرودين والمشايخ ومن غلب عليه البلغم ويرخى المعدة لفساده
وحمضه ويولد
الرياح الغليظة كالأيلاوسات ومن فصد بعد أكله شاهد بياض الدم وبذلك يوجب البرص إذا
أدمن
ولا يجوز فوق طعام ولا على ريق إلا بقصد القيء ، ويصلحه الأنيسون والمصطكى بالعسل
في المبرودين
وإلا فبالسكر وبما قيل تبين أن الخوخ أجود منه بكثير ويابسه أجود من طريه وينبغي أن
يستعمل
بالمنبه ولبه المر حار يابس في الثانية والحلو حار رطب في الأولى ودهن كل يفتح
السدد وينعم البشرة
ويزيل الصلابات والخشونات والآثار والمر يفتت الحصى شربا ويفتح الصمم قطورا ويسكن
مع
الأفيون كل ضارب لوقته ويقوي فعل المسهلات وليس له بمفرده قوة في ذلك وأجزاء شجرته
باردة
يابسة في الثانية إذا طبخت وشرب أدرت وأسقطت الديدان وتحل الأورام نطولا وورقه يقطع
الإسهال وقيل إن الزنخ من دهنه سمي. ومن خواصه: التركيب في اللوز والخوخ وكل في
الآخر
وقد ينقع ثم يضرب ويصفى من نواه ويفرش على ألواح قد دهنت بالشيرج في الشمس وقد رقق
كالملبن فيجف وهو المعروف الآن بقمر الدين وهو يقطع شهوة الوحام والطين مع بزر
الرجلة ويمنع
الصداع الصفراوي وفساده بعيد [ مشط الغول ] يعرف الآن بالديسار وهو نبت
حجري دقيق
الأغصان والورق يقارب الكزبرة لكنه صلب طيب الرائحة حار يابس في الثانية يحل المغص
لوقته
والرياح الغليظة ويفتح السدد شربا ويقاوم السموم وعضة الكلب مطلقا [ مشكطرى ]
الغيطافلن
[ مشط الراعي ] شوك الزريع [ مصطكى ] معرب عن مصطيخا
اليوناني يسمى الكنة والعلك
الرومي والمراد بهذا الاسم عند الإطلاق الصمغ، وهو نوعان: أبيض ناعم طيب الرائحة
فيه لدونة حلو
أسود إلى المرارة يسحق ويسمى المعلق قيل إنه يؤخذ بالشرط والصحيح أن الأول هو
المدفوع
بحركة الطبيعة إلى ظاهر العود كغيره من الصموغ والثاني يؤخذ من العود الغض والورق
بالطبخ
ولا يوجد إلا بصاقس من أعمال رودس مما يلي الترك في الخامس وقيل يوجد باشبيلية من
الأندلس
ولكنه غير جيد وشجرها في السباطة ولطف العود والورق كشجر الأراك ولها ثمر يقضم إلى
المرارة
ويؤخذ هذا الصمغ في شمس الجوزاء وتبقى قوته نحو عشرين سنة وهي حارة في الثانية
يابسة في
الثالثة تذهب الصداع والنزلات وتسهل البلغم مع الغاريقون وما تشبث بالصفراء مع
الصبر والسوداء
والوسواس وحديث النفس ومبادى الماليخوليا مع الإهليلجات وتوقف النوازل وتنقي القصبة
وتقطع النفث والنزف مع الكهربا مجرب وتحد الفهم مع الكندر وتذهب قراقر المعدة وسوء
الهضم والرياح الغليظة وضعف الكبد والطحال وألم الكسر والخلع والوثى والقروح مطلقا
وإن
ج 1ص 300
طبخت في الشيرج وقطرت في الأذن فتحت السدد وأزالت الصمم مجرب وتلصق الشعر المنقلب
وإن
بخر بها قطن بل بماء ورد وجعل على العين سكنت الرمد والوجع مجرب وتعدل الأسنان
واللثة كيف
استعملت وإن طبخت مع الزيت أزالت النافض والكزاز والرعشة والضربان والإعياء مجرب.
ومن خواصها: أنه إذا جعل منها درهم في رطل ماء وطبخ في فخار جديد حتى يذهب ثلثه
وجدد
الفخار في كل مرة نفع هذا الماء من الاستسقاء والقيء والغثيان والزحير وقوى الهضم
مجرب عن
الشيخ وأجزاء شجرتها إذا طبخت فعلت ذلك في أصحاء البدن وتضر المثانة ، ويصلحها
الورد وقيل
الإذخر وبدلها الجوز [ مصل ] مخيض اللبن [ مصباح الروم ]
الكهربا [ مصع ] ثمر العليق [ مض ]
بالمعجمة رمان البر وثمرة حب الفلفل [ معدن ] هو الكائن عن المزاج
الأول وهو جنس كل نوع
خلت مشخصاته عن الإرادة وأحكامها والشعور والنمو والذبول ومادته، أما الزئبق
والكبريت
جيدين متساويين كالأصل الخفى المعروف بالاكسير أو زاد الكبريت مع القوة الصابغة كما
في الذهب
أو ضده مع عدمها كما في الفضة أو عكسهما على حكم الأول كالأسرب أو الثاني كالقصدير
أو تعادل
مع الصبغ وعدم النضج وكان التعادل كيفا وزاد الزئبق كما مع رداءة الآخر كالنحاس أو
عكسه مع
فرط اليبس أو قل الكبريت فسادا كالخارصيني فإن حفظت المادة بحيث يذوب بالمنطرقات
وإلا
فالفلزات على وزان الأول كالياقوت أو الثاني كبعض الزمرد إلى آخره أو لم تحفظ صورا
ولم تثبت
معاصية للتحليل فالشيوب والأملاح وكل في محله ويأتي تقرير الصناعة في الرابع [
معاجين ] هي
أعظم المركبات قدرا وأجلها نفعا وأكثرها في التداوي دخلا وأكبرها على مرور الزمان
صبرا
لاشتمالها على حافظ للقوى فاعل للاستواء مؤلفا ما تنافر جامع ما تفرق محقق للصورة
الزائدة جاعل
الحقائق المختلفات واحدة موصل لكل عضو ما يجب له على التقسيط والمصلح الذي يؤمن من
الافراط
والتفريط ومحاذاة الطبع بحسب الطوارئ على الأبدان وما يلحق ذلك من نحو أزمنة وبلدان
وأول من اخترعها اليونان بلا خلاف وهل الأول المثر أو السوطيرا أو مؤلف لا بعينه ثم
تزود فيه
كالمر والجنطيانا للسموم أقوال أوجهها ثالثها لما رأيناه في الكتب اليونانية أن
هرمس الهرامسة
ضرب المريافلن مع الدرونج والطين الرومي وأعطاه لملسوع ولا أقدم من هذا أحد فكيف
إذا
ثبت مثل هذا يدعى غيره وقد صدرنا كل نوع من التراكيب بما ينبغي له من القوانين
ونقول
في المعاجين قولا ذاتيا بالأصالة لها والعرض لغيرها لكونها رأس التراكيب فترجع كلها
إليها.
فنقول: المعاجين قد يستكفى بها عن غيرها لما فيه من استيفاء ذلك ولولا الناقهون لم
يحتج إلى
الأشربة ولولا بشاعة نحو الصبر لم يحتج إلى الحبوب ولولا ضرورة تحليل ما تحت سطح
الجلد لانتفت
الأضمدة والأدهان ؛ لأن المعجونات إما مقطعة منضجة جلاءة مفتحة منقبة جاذبة لما في
الأعماق
مخرجة لما في العروق وهذه هي المسهلات أو مثيرة للحرارة الغريزية منعشة للقوى حاملة
للأرواح
إلى تبليغ كمالها. الثاني لتمد الخمسة بل العشرة لما الإنسان هو به كالنطق والحدس
والحفظ والفهم
والفكر والوهم من لدن نيطيسيا إلى مصب النخاع مع تعديل القلب وأخواته وتناسب السرور
وهذه هي المفرحات أو تضمنت ما به التعديل من إبقاء لصحة أصلية أورد لزائلة بما يلزم
ذلك من
هضم وتحليل وتعديل وتلطيف وتقطيع وتلزيج وتفتيح وتسمين وجلاء وتنظيف وامتلاء
واختصاص نحو عظم ورباط وتنمية على ما تحرر من الأقباط وهذه هي باقي المعجونات وكل
إما
مشهور باسم لا يعرف إلا به بحيث المعجونية وغيرها لم تذكر فيه وقد مضى من هذا القسم
ما عليه
المعول في أبوابه ولنذكر من الباقي هنا ما يسر الله تعالى على الشرط المذكور.
فنقول: القانون
ج 1ص 301
الجامع لسائر المعاجين أن تكون بالعسل لكون مادته الأزهار المختلفة المشتملة من
النفع على ما
لا يحصيه إلا الصانع المختار الذي أخرجه بالحركة من العصارات الهيولانية إلى الصورة
النوعية فكانت
المنافع به تتضاعف مع العقاقير. فإن قيل كما اشتملت الأزهار المذكورة على منافع كما
قلتم فكذلك
اشتملت على مضار إذ ما من مفرد خلا العنبر واللؤلؤ والذهب إلا وهو كذلك قلنا ذلك
مدفوع
بالتصعيد المشاهد تحليل الاجزاء به فامتصاص النحل وقلبها وطبخها له أولى بذلك إذ
التصعيد رتبة
واحدة وقد سلمتم نفيه الضرر ولأن النحل غالبا لا تهتدي إلا إلى رعي الأنفع و لأن
الله تعالى سماه
شرابا والشراب موضوع للنفع ثم حقق ذلك بقوله (فيه شفاء للناس) وبقوله عليه الصلاة
والسلام
(شفاء أمتي في ثلاث شرطة محجم أو لعقة من عسل أو آية من كتاب الله) فوجب القطع
بأفضليته
على غيره ويجب كونه نيئا في الكبار وأن يكون ثلاثة أمثال الأدوية لتنضج وتمتزج
برطوباته الحسية
وإلا عقد وجعل مثلي الأدوية واشتمال كل على ما سلف في الباب الثاني من القوانين
واختيار أعشابها
بل مفرداتها من أجود النوع قد اجتنى في الوقت الصالح له وخزن على الهيئة المطلوبة
كما مر وإن
روعي فيه مناسبة الكواكب فهو أتم وأبلغ (، وأما المسهلات بخصوصها) فيراعى فيها
اختلاف
السن والبلد والمزاج والزمان والقوة والبعد والقلة وحال العضو وعكس ذلك ووضعها في
صاف
لا يتحلل إلا الزجاج فإنه مجفف بطبعه كغيرها وتاريخ مددها ومقاديرها وبماذا تؤخذ
وتقطع وما
الذي يزاد عند تحدد طارئ، فقد تدعو الحاجة إلى اتباعها بمصلح وإن اشتملت عليه سابقا
لعدم
ضبط الأزمان، ومتى ادخرت فإن كانت لمعين فلا بحث والأوفق ما بين مزاجها ومزاج أي
شخص
كان ببعض المفردات المناسبة مطبوخة أو معقودة لا معجونة كالأصل كما صرح به في
الكتاب الكبير
وخف إصلاحها وسهل إذا قارب المستعمل الطارئ مستعملها الأصلي في سن أو مزاج أو بلد
أو
غير ذلك (، وأما المفرحات) فتزاد على ما ذكر حل المعادن فإن لم يكن فليسحق المنطرق
ويذر اليابس
عليه ذائبا كما مر وأن لا تمزج بمسهل خصوصا القوى ولا ما يحرك السوداء ولو للإخراج
لمعاكسة
البخار التفريح. واعلم أن المفرح يطلق على ثلاثة معان: أشرفها ما يسر القلب ويسرى
الكرب ويبسط
النفس ويحد الادراك والحس كأوائل نشوة الخمر كماء المعادن والنباتات كالمتخذ من
قاطر الرمان
والدارصيني والجوزبوا إذا عجن به القرنفل والصندل والتنبول، ويليه ما يحد الفهم
والقوة الناطقة لكن لم
يؤثر فضل تأثير في دفع الهموم ولا السموم كالمتخذ من اللبن والكادى والكندر
والريباس والكزبرة
والفستق، والثالث ما يثقل بعد خفة ونشاط بواسطة التجفيف ويكدر ويمنع النوم تارة
واليقظة أخرى
ويثقل الحواس عند انحطاطه ويخنق الحلق ويسئ الهضم كالافلونيا والبر شعثا واللفاح
وهذه قد يوقع
كثيرها في القتل وفساد البدن. ، وأما باقي المعجونات: فعلى ما مر من القوانين وقد
تقدم تعليل
الأسماء وأن البدل لا يعدل إليه إلا عند تعذر الأصل فيراعى مراعاة المبدل منه
وزيادة فهذه نبذة مما يجب
استحصاره لمن أراد الشروع في تركيبها. ولنقدم منها على ما بقى من المسهلات مالا اسم
له مشهور كما قلنا
ثم نتبعها بالمفرحات على الشريطة المذكورة ثم باقي المعجونات ومن الله سبحانه نستمد
العصمة في الأقوال
والأفعال وحسن المقاصد والأحوال [ معجون السورنجان ] ويترجم بالنقرس
وهو من صناعة سقراطيس
رأيته في استفتاح المغالق وبه عالج بختيشوع بن جبريل الرشيد وهو بالغ النفع في عرق
النساء والمفاصل
والنقرس والبلغم اللزج وسائر ما في الأعصاب والرجلين. وقال ابن ماسويه تبقى قوته
إلى ست سنين
وليس كذلك والصحيح أن قوته تبقى إلى أربع وأنه لا يستعمل قبل ستة أشهر ولا يجوز
لمحرور ولا من
لم يجاوز الأربعين إلا إذا توفرت أسباب البرد كرومي بلغمي شتاء ؛ لأنه حار يابس في
الثالثة أو يبسه في الثانية
ج 1 ص 302
، وشربته في الشتاء إلى مثقال فإن استعمله نحو الشيخ صيفا لحاجة دعت فنصفه. وصنعته:
سورنجان
عشرون غاريقون ثمانية سقمونيا سكبينج عود قرح قاقلة من كل ستة فاشراطين مختوم فستق
أنزروت صبر كابلي مصطكى كثيرا من كل أربعة مقل أزرق حضض قسط سنبل حب بلسان من
كل درهم يعجن بمثليه عسلا ويرفع والشيخ يرى أن يزاد الكهربا والحرير وزاد الرحبي
لبوب
البطيخ والخيار وهي زيادة جيدة يعم بها نفع هذا التركيب خصوصا في الكلى وحرقان
البول
[ معجون النجاح ] هو المعجون الذي صنعه هرمس الأصغر ورأيت في تعريف
حنين أنه لجالينوس
ثم رأيت في تصحيح الأبدان والنصائح للأستاذ ما معناه بالعربية ولقد كنت إذا مررت
بالبيمارستان
يعنى المحل الذي فيه المجانين أتناول من معجون النجاح مثقالين لثبات عقلي وهذا يرد
ما ذكر وهو
معتدل حار في الأولى تبقى قوته إلى سنة وأجود ما ركب في أيلول قال السامري شارح
القانون
معجون النجاح تركيب جيد، وبالجملة هو نافع من الاستطلاق والزحير وأوجاع المعدة
والدماغ
والماليخوليا والشقيقة والدوار. وصنعته: إهليلج أسود بليلج من كل عشرة تربد أفتيمون
أسطوخودس بسفايج من كل خمسة غاريقون حجر أرمني مرجان كهربا لؤلؤ من كل درهم زرنب
ورد يابس بادروج حضض مكي دم أخوين من كل نصف درهم زاد الشيخ طباشير ثلاثة وهذا
جيد إن كان هناك حمى والذي أراه أن يزاد كندر مصطكى مرزنجوش كابلي من كل ثلاثة تعجن
الكل بثلاثة أمثالها عسلا منزوعا ويرفع، وهو يابس في الثالثة بارد في الأولى أو
معتدل أو حار
والهند ترغب فيه كثيرا وهو الأنوش دار في الحقيقة فروع من الاطريفال ومتى استعصت
طبيعة
حذف منه الطباشير وحد شربته إلى مثقالين وقواه تمتد كثيرا وينبغي أن لا يكثر منه
صاحب
القولنج [ معجون الفائق ] نقله في الارشاد وهو لجالينوس عجيب التركيب
جيد الفعل يصلح لمن
عاف الأدوية ويسهل البلغم والأخلاط اللزجة وما احترق من اليابسين ويذهب الصداع
والخفقان
والوسواس وأوجاع الصدر والمعدة والرياح الغليظة وهو معتدل حار في الأولى تبقى قوته
إلى سنة
ويحفظ الصحة ، وشربته إلى أربعة مثاقيل. وصنعته: تربد تسعة لوز سنبل من كل سبعة
سقمونيا
أربعة ونصف قرنفل مصطكى عود جوزبوا دارصيني زنجبيل من كل درهم شراب تفاح تسعون
درهما تعجن به الحوائج وقوم يزيدونه قرطما خمسة فيكون بعينه المعجون المترجم في
غالب الكتب
باللوزي ولا بأس أن يزاد أنيسون ثلاثة قاقلة اثنان طبرشير مثقالان [ معجون ]
يعرف بهبة الله ينسب
تركيبه إلى النجاشعة وحكى بعض شراح القانون أنه للشيخ ورأيت في الطبقات في ترجمة
جبريل بن
بختيشوع بن جرجس ما يدل على أنه له وكيف كان هو عجيب التركيب كثير المنافع عزيز
الفوائد خرج
مخرج الخواص في أفعاله ينفع من أمراض الكبد والمعدة والدماغ والقلب والطحال والكلى
والنقرس والمفاصل والإعياء وسوء الهضم وما تعقبه الأمراض الطويلة والاستسقاء وذات
الجنب
ووجع الظهر وثقل البدن. ومن خواصه: أن استعماله لا يختص بزمن ولا يفسده طول المكث.
وصنعته: صبر خمسة وعشرون مثقالا وغاريقون أربعة زعفران سليخة مصطكى زراوند دارصيني
من كل اثنان وربع سنبل اثنان أسارون عود بلسان قنطريون من كل واحد هذا ما نقله ابن
جميع
في إرشاده وقد أفحش في حذفه والذي صححه في القراباذين الرومي مع ما ذكر أفيون
جندبادستر قسط
عنبر لؤلؤ طباشير كابلي من كل واحد ونصف ومن القنطريون والغاريقون من كل سبعة تربد
عشرة
سورنجان قشر أصل الكبر من كل خمسة تنخل الكل وتلت بدهن اللوز أسبوعا ثم يطبخ العسل
بربعه من كل من ماء التفاح والورد والرمان والريباس والخمر الجيد حتى ينعقد وينزل
فتضرب فيه
ج 1 ص 303
الحوائج حتى يمتزج ويرفع ولم أقف على قدر شربته لكن قال لي أستاذي إن الأعاجم تعطى
منه أربعة
مثاقيل وعندي أن هذا القدر لبلغمي وأنه لا يعطى لمحرور منه أكثر من مثقال وإن لم
يكن هو حارا
جدا [ معجون السورنجان ] أيضا ينسب تركيبه إلى ابن ماسويه وهو نافع من
سائر الرياح والأبخرة
والصلابات والمفاصل والنقرس وعسر البول والمغص وحبس الدم وأوجاع الظهر والأوراك
والبواسير
وكبر الأنثيين والاستسقاء والطحال واللقوة وقد جربته في أمراض الرحم فكان وحيا
وكلما طال
مكثه كثر نفعه ، وشربته من مثقال إلى أربعة بحسب القوة. وصنعته: إهليلج أسود وأصفر
سورنجان
من كل سبعة لمبرود وإلا فأربعة كابلي عشرة إن كان الدماغ ضعيفا وإلا خمسة بوزيدان
قشر أصل
الكبرشيطوج كمون كرماني ماهيزهره من كل اثنان أمد بزر كرفس فلفل زبد بحر ملح هندي
سعد رازيانج من كل واحد ونصف ورق حناء كذلك إن لم يكن هناك احتراق إضعاف أو ميل إلى
داء
الأسد وإلا فعشرون سمسم سقمونيا من كل أربعة مثاقيل تربد ورد من كل خمسة وعشرون وفي
نسخة زنجبيل أربعة يعجن بالعسل بعدلت العقاقير بدهن اللوز [ معجون اللوزي ]
معلوم عند المتأخرين
لا نعلم صاحبه وهو يسهل البلغم والصفراء بلطف وينفع من الرمد وسوء المزاج وحمى الغب
والشطر.
وصنعته: سكر خمسة وعشرون درهما لب قرطم سقمونيا من كل عشرة لوز حلو مقشور عشرة وقيل
خمسة زعفران درهم ، وشربته إلى مثقال [ معجون البكتر ] ذكره السمرقندي
ولا أعلم مؤلفه إلا أنه
جيد للعلل الصفراوية والبلغمية عالي التركيب واستعماله صالح للمرطوبين أصالة
والمحرورين عرضا
كمصر وهو جيد للقولنج الحار والرمد الشديد والزكام والشقيقة والنزلات وأوجاع الصدر
ولكنه
ثقيل على المعدة بطئ الانحدار يضر بمبرودي المعدة فينبغي أن يتبع بالسكنجبين مذابا
بماء طبخ فيه
الخطمي والرازيانج والشبت ولسان الثور وقد اشتهر عند المصريين المعجون اللوزي وهذا
أجود
منه وأقل ضررا وقوته ينبغي أن تبقى إلى سنتين ، وشربته من خمسة إلى عشرة. وصنعته:
فلوس
خيار شنبر مائة بنفسج تربد من كل أربعون سقمونيا خمسة عشر رب سوس أحد عشر ونصف
ملح هندي سبعة ونصف أنيسون مصطكى رازيانج من كل خمسة هكذا ذكره وهو صحيح إذا كانت
الصفراء في الثالثة والبلغم في الثانية كمصر أما في نحو الهند فتنصف السقمونيا
وتترك في نحو الحبشة
ويترك البنفسج ويجعل التربد سنين والسقمونيا عشرين في الأندلس وأنطاكية وعشرة مع
بقاء
التربد في نحو العراق وإن اشتدت الرياح جعلت معه من كل من الهال والزرنب كالمصطكى
ينخل
الجميع وتؤخذ مائة عسلا تغلى ويجعل فيها مثلها من السكر فإذا امتزجا ضربت فيهما
الحوائج ويرفع
[ معجون مسهل من التصريف ] لم يذكر مؤلفه ولكنه عجيب وموضعه للملوك
وأصحاب الرفاهية
الذين يعافون الأدوية المرة والكريهة، وهو يزيل كل ما أصله البرد وعلل المعدة وفساد
الهضم
وأنواع القولنج والفواق والفضول الغليظة. وصنعته: سقمونيا أربع وعشرون تربد عشرون
قرنفل
ورد دارصيني فلنجة سنبل سعد زرنب بسباسة قرفة من كل عشرة صندل أصفر ثمانية عود هندي
جوزبوا من كل خمسة قاقلة بنوعيها خولنجان مصطكى من كل أربعة سكر رطل يلت الكل
بدهن اللوز ويؤخذ من عصير الرمانين والسذاب والسفرجل والكرفس والرازيانج من كل رطل
ومن العسل مثل الحوائج مرتين يغلى حتى ينعقد ويخلط به الأدوية ويرفع ، وشربته من
مثقال إلى
أربعة [ معجون ] وقد يجعل جوارشا من الكتاب المذكور أيضا يستعمل لمن
يعاف الأدوية من
نحو الملوك فيخرج كل خلط حار وفضلة محترقة من اليابسين ومواد الجذام والعطش
والالتهاب
والحميات. وصنعته: إجاص نصف رطل تمر هندي كذلك عناب سبستان زبيب منزوع من كل
ج 1 ص 304
أربع أواق إهليلج أصفر ثلاثون بزركشوت أفسنتين بنفسج من كل خمسة عشر ورد عشرة بزر
خطمي خبازي رازيانج طباشير كثيراء صمغ سقمونيا نشا صندل من كل خمسة يطبخ ما عدا
السقمونيا
من الصموغ والطباشير حتى ينضج ويمرس ويلقى في صافيه من الترنجبين أربع أواق فإن كان
هناك
مزيد حاجة إلى الإسهال جعل مثل ذلك سكرا وصفي ثانيا وطبخ حتى ينعقد مع السكر ويجعل
فيه
باقي الحوائج ، وشربته سبعة وقد يقرص بين أوراق النارنج وقد يزاد لوزا وسمسما
مقشورين وفي ضعف
المعدة ماء السفرجل وفي الخفقان التفاح وفي اشتداد الحكة ونحوها ماء الشاهترج [
معجون ]
يقطع الأخلاط الباردة والفضلات الغليظة وينقي اللون والبشرة، وفي الارشاد أنه مجرب
للبرص
بأنواعه وأظنه من تراكيب ابن ماسويه وهو جليل المقدار يستعمل إلى خمسة دراهم ثلاثة
أيام
متوالية ثم يقطع خمسا ثم يعاد ثلاثا وأحسن الابتداء باستعماله إذا أخذ والقمر في
النقص. وصنعته:
كابلي بليلج أملج أفتيمون دوقوا من كل خمسة قرفة دار فلفل من كل أربعة جوزبوا عاقر
قرحا
شيطرج من كل اثنان يعجن بالعسل [ معجون يعرف بهبة الله ] ينفع جميع علل
الجسم ووجع
الظهر والكبد ويهضم وينفع من طال مرضه وتغير لونه وابتداء الاستسقاء وعلل المفاصل
والارتعاش وثقل الجسد ويستعمل في سائر الأوقات. وصنعته: صبر ثلاث أواق غاريقون
أربعة
مثاقيل زعفران سليخة زراوند مصطكى راوند صيني أسارون قنطريون عود بلسان من كل
مثقالان وربع سنبل هند مثقالان يعجن بالعسل [ معجون ] استنبطناه يغنى
عن الفصد وينفع من
نبوغ الدم وتهيجه وانتشار العروق ودرور العرق والكسل والثقل وشدة الحمرة ويحل المني
المحتبس وسائر الأمراض الدموية ويصلح لمن جاوز العشر إلى أربعين ولا يعاوق النمو
ولا ينشيء السوداء
، وشربته ثلاثة مثاقيل وقوته تبقى سبع سنين وهو بارد في الثانية معتدل ولكنه يقطع
شهوة النكاح
إذا استكثر منه ، ويصلحه العسل. وصنعته: عناب أمير باريس خوخ أو دارقن من كل رطل
سماق
نصف رطل يطبخ الجميع في خمسة أرطال ماء ورطلين خل حتى يبقى دون الربع فيصفى ويسقى
به
السكر حتى ينعقد فينزل ويلقى فيه كزبرة يابسة طباشير صندل أبيض بزرخس هندبا من كل
أوقية
بزر رجلة دقيق شعير تربد زهر بنفسج ورد منزوع إهليج أسود من كل نصف أوقية مصطكى
مرجان كهربا من كل ثلاثة دراهم مسحوقة ويخلط ويرفع [ معجون ] لنا أيضا
قد جربناه فجاء جليل
المقدار عظيم النفع يسهل ما احترق من أقسام المرة الصفراء ويقلع الحكة والجرب
والصداع والشقيقة
والبثور والرمد والسرسام والأورام البخارية واليرقان والخفقان وسقوط الشهوة ويسمن
من
أنحفته الحرارة ويزيل أنواع الحميات والعطش والأكلة واللهيب والنملة الجاورسية
وغيرها ومبادئ
الجذام وجملة ما يكون عن الصفراء ويصلح غالبا لمن جاوز العشرين إلى الخمسين ويمنع
سرعة الإنزال
مع تغزير الماء وهو بارد في أول الثالثة رطب في الثانية. وصنعته: صبر سقمونيا من كل
عشرون
زهر بنفسج سنى رب سوس من كل خمسة عشر ورد منزوع بزر رجلة بزر هندبا قنطريون من
كل عشرة دراهم إهليلج أصفر وأسود وصيني وسنبل من كل ستة غاريقون درونج بهمن أبيض؟؟
غير محرق من كل أربعة يسحق الجميع غير الصبر والسقمونيا ويحلان هما في رطل من كل من
ماء التفاح
والسفرجل والرمان والورد ثم يؤخذ سكر مثل الجميع ثلاث مرات ويوضع على نار لينة
ويحرك ويسقى
المياه المذكورة حتى يقارب الانعقاد فتضرب فيه الحوائج ويرفع ، وشربته مثقال صيفا
وضعفه شتاء وفي
نحو الهند نصف مثقال مطلقا وفي الروم يجوز إلى ثلاثة وتبقى قوته كالأول [
معجون ] اخترعته فأثبته
ج 1 ص 305
بعد التجربة والاختبار فجاء جامع الاسرار جليل المقدار مخلصا من وصمة البلغم
وأمراضه كاللقوة
والفالج والكزاز والرعشة والنقرس والنسا والمفاصل وبرد المعدة والكبد والاستسقاء
والحدبة
والخراج والرياح والمغص وفساد الشهوتين والسموم القتالة ويستعمل من الأربعين إلى
آخر العمر
ويجوز قبل ذلك في نحو الروم والشتاء، وهو حار في آخر الثالثة يابس في آخر الثانية
تبقى قوته نحو
عشرين سنة ، وشربته لنحو الشيخ في الشتاء مثقالان ولعكسه نصف مثقال وفي الربيع
مثقال
والخريف مثقال ونصف وينتفع به طلاء فيحل الترهل والورم والضربان ويمنع بروز
المقعدة.
وصنعته: تربد غاريقون رب سوس شثدنب من كل ثلاث أواق زنجبيل عاقر قرحا من كل
أوقية ونصف شونيز بزر كرفس وجزر دارصيني فستق خولنجان أنيسون ورق سنا من كل أوقية
زعفران فلفل أبيض صنوبر زراوند مدحرج قسط أبيض لك من كل نصف أوقية جندبادستر
جوزبوا عود هندي قاقلة كبار سعد كهربا كثيرا بيضاء نشا حب القطن من كل ثلاثة تنخل
ويؤخذ عسل ثلاثة أمثالها فيسقى على نار لينة رطلا من ماء المرزنجوش أو الكرفس وقد
حلت
فيه نصف أوقية سقمونيا حتى ينعقد فينزل وتضرب فيه الحوائج بعدلتها بالسمن الخالص
ويرفع
ستة أشهر والأحسن أن يكون عمله أول السرطان [ معجون ] من تراكيبنا مجرب
لقطع السوداء
وما ينشأ عنها كالماليخوليا وألمانيا والسبات والصرع والجنون وليثرغس وقرانيطس
والجذام
والسعفة وانتثار الشعر وداء الثعلب والحية والبهق والكلف والنمش واليرقان والتقشف
والشقوق
وأمراض الطحال والبواسير والنحافة وفساد الشهوة والسرطان والخنازير والأورام الصلبة
شربا
وطلاء ويستعمله من جاوز الأربعين ونحو أهل مصر مطلقا وفي نحو الهند والحبشة بماء
الآس
والروم والعجم بالاورمالى ونحو حلب باللبن الحليب وفي نحو الجذام به أيضا لكن مع
الفانيذ
وعند تزايد هذه العوارض بماء الجبن ودهن اللوز وهو حار في أول الثانية رطب في آخر
الثالثة
تبقى قوته عشر سنين ثم تتناقص فتسقط في نحو الصيف ، وشربته مثقالان لنحو كهل في
الخريف
بغير مصر والربيع بها وقس في تقسيطها على الفصول ما سبق. وصنعته: أفتيمون أقريطشى
بسفايج شرنب سنى من كل عشرون حب لبان فستق صنوبر حب بلسان من كل خمسة عشر
غاريقون ورد منزوع صندل أحمر بزر خشخاش بزرهندبا قنطريون زهر بنفسج من كل سبعة
أنيسون رازيانج مصطكى صمغ صنوبر كثيراء بيضاء نشا من كل خمسة زبرجد محلول أربعة
لازورد حجر أرمني معا أو من كل ضعف الآخر مغسولين فاوانيا مرجان لؤلؤ كهربا من كل
ثلاثة تنخل وتنقع في ماء الخلاف والورد سبعا ثم يؤخذ سكر طبرزد ثلاثة أمثال الجميع
يحل في مثله
لبن حليب ويرفع على نار هادئة فإذا انعقد نزل وضرب فيه الحوائج وهو يسقى من
البادزهر المحلول
ثمانية قراريط ويرفع ستة أشهر. واعلم أن هذه المعاجين الأربعة كافية في هذا الباب
عن غالب
ما ذكر منزلة الأمزجة المفردة فإذا ورد عليك مرض من خلطين فما زاد إلى ما ينتهى
التركيب فخذ
منها مركبا بقى بما ورد من الأمراض درجة واعتبارا للطوارئ الزمانية والمكانية وقد
فصلنا لك
درجاتها وأنها أقطع ما تكون في مرض كانت درجته على الضد من درجتها ثم الأقرب
فالأقرب إلى
غير ذلك من درج العدل فهذه قواعد التركيب التي يجب سقوطها في كل ما ذكر وطالما
طبخناها
واستقطرناها وعقدناها أشربة لمن يعاف طعمها بعد رعاية ما يبقى عن القوى لو أخذت
أجزاء
وجعلناها أيضا حبوبا وسفوفا وجوارشات إلى غير ذلك فهذا جماع ما يجب تحريره في هذا
الشأن. ، وأما القسم الثاني أعني المفرحات فسيأتي استيفاؤه فلنذكر القسم الثالث وهو
المعاجين التي
لم تتخذ لإسهال ولا لتفريح ذاتيين بل لتلطيف وتقطيع وتهييج شهوة وهضم وتحليل إلى
غير
ذلك [ معجون الفلاسفة ] المعروف بمادة الحياة صنعه سوماخس صاحب الترياق
الكبير فأحسن
تأليفه ينفع من الأمراض الباردة كالفالج واللقوة والمفاصل والنقرس وضعف الباه
والفضول الغليظة
وأوجاع الصدر وضعف المعدة والكبد والبخر ويصفي الصوت ويفتح سدد المصفاة فيقوي بذلك
حاسة الشم والدماغ والإدراك والحفظ والفهم ويجلو صدأ القوى إذا أوهنها البخار
البارد والرطوبات
المفرطة ويقوي المعدة إذا أخذ قرب الهضم والكبد على دفع الفضول ويزيل اليرقان
والقولنج
والاستسقاء والحصى وتقطير البول وسلسه وبرد الكلى والمثانة وأمراض المقعدة والمفاصل
وسرعة
الشيب ويظهر فعله لمن داوم عليه وهو حار في أول الثالثة يابس في آخرها ولم تستعمل
المشايخ ونحو
الصقالبة ومن أفرط فيهم البلغم أفضل تركيبا منه كما صرح به جالينوس في الجوامع وهو
يستأصل
مادة الرطوبة والبلغم ويحفظ الأبدان في الشتاء من نكاية البرد ويضر المحرورين ويصدع
ويحرق
الأخلاط ، ويصلحه اللبن الحليب وكذا السكنجبين ، وشربته من مثقالين إلى أربعة على
اختلاف توفر
أسباب البرد وتبقى قوته أربع سنين. وصنعته: فلفل دار فلفل زنجبيل دارصيني كندر
بليلج أملج
حب الصنوبر شيطرج هندي بابونج هذه العشرة أصوله التي وجد عليها مداره من عهد سوماخس
إلى أن تصرف فيه أطباء العرب والعجم فزاده الرازي قشر النارنج وعليه يكون أعظم في
تسكين
المغص وتحليل الرياح وزاد الشيخ خبث الحديد فيعظم بذلك نفعه من الخفقان والاستسقاء
والماء
الأصفر وزاد بعضهم حبق زراوند مدحرج خصى الثعلب وهذا كله لملاحظة قوة الإنعاظ
وزيادة
الماء والحركة وزدته أنجرة للتصفية والتهييج وسمسما مقشورا لهزال الكلى وبسباسة
وجوزبوا
لتطييب النكهة وقطع الرطوبات السائلة وأجزاءه أصولا وفروعا سواء تنخل وتعجن بثلاثة
أمثالها
عسلا منزوعا وترفع وفي القانون يزاد الزبيب وعده الشراح هفوة لمامر في القواعد [
معجون
الطين الرومي ] قال ابن التلميذ هو لجالينوس وليس كذلك فقد وجدته في جل
التراجم لابن قرة
وأسنده إلى أبقراط ولم أره في القراباذين الرومي وعندي أنه ليس له، وبالجملة هو جيد
للسموم
والحميات وضعف الكلى إذا كان عن حر وتبقى قوته إلى سنتين ، وشربته إلى مثقال.
وصنعته:
أنفحة الظباء ثمانية أنفحة أرنب أربعة طين رومي حب غار من كل اثنان جنطيانا زراوند
مدحرج
بزر سذاب مروق غار من كل واحد يعجن كالسابق ، وشربته إلى مثقال [ معجون ]
يدر البول
ويفتت الحصى ويدفع برد الكلى والمثانة ويعيد شحم الكلى إلى محله وقوته تبقى إلى نصف
سنة
، وشربته إلى مثقالين. وصنعته: لوز صنوبر من كل ثلاثون درهما دوقو أفطراساليون
أنيسون
سنبل سليخة دارصيني إذخر زراوند حب بلسان زعفران أسارون كما فيطوس من كل ثلاثة نعنع
درهم وفي نسخة أيضا مرفوة من كل أربعة كثيراء اثنان وفي نسخة قسط مر جنطايانا أصل
سوس
فراسيوان زراوند مدحرج نانخواه سوسن مصطكى مرصعتر كراويا جندبادستر كاشم كمون أشقيل
مشوي خردل من كل درهم وكل جيد إذا زاد البرد تعجن بثلاثة أمثالها عسلا منزوع الرغوة
معجون الدحمرث ] ويقال الدحمريثا ودحمرثا لفظة عبرية معناها المدار المنقى مع
أنه ينسب؟
لجالينوس وكان من حقنا أن نذكره في الدال لكن لم تتواطأ عليه الأطباء بهذا الاسم
كغيره بل
ترجم عنه الصابي وابن عباس والسامري بمعجون الاختلاف وهو عظيم الشهرة كثير التصرفات
قوى التجفيف يحبس النزلات ويقطع البخار والسعال المزمن والربو وأوجاع الصدر
والخفقان
والغثى وسدد الكبد والطحال والإسهال المفرط مع إدراره سائر الفضلات وعسر النفس
والحميات
ج 1 ص 307
وأوجاع الأرحام والمقعدة، وهو حار في الثانية يابس في الثالثة يضر المحرورين قيل
ويصدع ، ويصلحه
السكنجبين ، وشربته مثقال وتبقى قوته إلى سنة. وصنعته: حرمل خمسون درهما زراوند
بنوعيه
راوند من كل عشرون لبان مصطكى سنبل طيب حب بلسان زعفران إكليل من كل عشرة
أفيون زنجبيل قسط مر سليخة قرنفل خربق ورد منزوع شونيز سعد كل ستة زرنباد درونج من
كل أربعة وفي نسخة مع ذلك صبر أربعة عشر وفي أخرى عشرون فلفل عشرة ولا يستعمل قبل
ستة أشهر [ معجون الحلتيت ] هو صناعة جالينوس وهو دواء جيد للحميات
العتيقة إذا كانت
عن برد والنافض والرياح الغليظة وأوجاع الظهر والبطن والجنب ويقطع السموم كلها حتى
إذا
طلي على النهوش أيضا ؛ لأن فيه ترياقية بل قيل إنه بالشراب يعادل الترياق وبماء
الكرفس يقطع
الربو والسعال وعسر النفس وتوليد الحصى حيث كان ، وأما نحن فقد جربناه لتهييج الباه
بعد اليأس
وقطع ما يسيل من القضيب وما في أعضاء الماء من القروح والمفاصل والنسا ويمنع بروز
المقعدة
وارتخاءها شربا وطلاء ويدر الحيض وللهند والحبشة فيه رغبة عظيمة وهو حار يابس في
الثالثة
قال بختيشوع يضر الكلى ، ويصلحه الكثيراء ، وشربته مثقال وضعفه في نحو الفالج
كالمشايخ وقوته
تبقى أربع سنين. وصنعته: حلتيت مر سذاب فلفل سواء طين مختوم سعد حب غار جنطيانا من
كل كنصفها يعجن كما سبق [ معجون القسط ] ينفع من الصداع والشقيقة
والنزلات وأوجاع الصدر
وضعف المعدة وسائر الأمراض الباردة وقوته إلى سنتين ، وشربته إلى مثقال ويشرب
لتحليل الرياح
وفتح السدد بماء العسل. وصنعته: أنيسون بزر كرفس مر أسارون من كل أربعة وعشرون
إذخر ثلاثة وعشرون زراوند عشرون قسط سليخة راوند من كل خمسة عشر زعفران أربعة يعجن
كما سبق [ معجون قيصر ] من تراكيب فيلجوس الرومي ينفع من الخفقان
والصرع وأوجاع المعي
الباردة والسدد والعفونات وعسر النفس وسوء الهضم والفواق ، وشربته إلى درهم وقوته
إلى
سنتين ويستعمل لوقته. وصنعته: مر تسعة جندبادستر رب سوس سليخة قسط فلفل أفيون ميعة
زعفران سنبل من كل ثلاثة جاوشير درهم زرنباد درونج لؤلؤ من كل نصف درهم مسك دانق
يعجن كما سبق [ معجون البلادر ] هو المعروف بالأنقرديا أول من استخرجه
الأستاذ ثم زاد فيه
جالينوس زيادات عجيبة وأعظم نفعه في تقوية الحفظ ودفع النسيان والبلادة وينفع من
الفالج
واللقوة والرعشة وقد جربته في ذلك وله نفع عظيم في وجع المفاصل والنسا والكلى
والمثانة وكل
مرض بارد والصرع والاسترخاء وأجود ما استعمل للمشايخ والمرطوبين وفي الزمن البارد
ولا يجوز
استعماله قبل ستة أشهر قال في الذخيرة وتبقى قوته إلى عشر سنين والأصح وفاقا
للزهراوي
والمسيحي إلى أربع سنين ، وشربته من درهم إلى مثقال ويسعط به المرزنجوش للشقيقة
والدوار
ويحد البصر مجرب. وصنعته: أصل سوسن أوقيتان سنبل سادج مرسليخة زعفران شيح أرمني
أفتيمون إذخر راوند حب بان مقل قرنفل حب بلسان زنجبيل صبر عسل بلادر من كل أوقية
غاريقون ثمانية دراهم مصطكى ستة دراهم فلفل وج سعد كندر من كل خمسة وقيل يزاد أنواع
الإهليلجات كلها من عشرة دراهم وفي نسخة أسارون كبابة من كل مثقالان وفي أخرى شونيز
أربعة ، وأما أنا فزدته نشارة العاج سبعة مرجان ثلاثة بزر حرمل درونج بهمن أحمر من
كل درهمان
جندبادستر نصف درهم يسحق الكل ويؤخذ قشر أصل الكرفس والرازيانج من كل ثلاثة
أرطال خل خمر ثلاثة أقساط يغلى حتى يعود إلى الثلث فيصفى ويعقد به من العسل زنة
الحوائج
خمس مرات وتضرب فيه الحوائج ويرفع وقد وقع في هذا اختلاف كثير وهذا تحريره
ج 1 ص 308
[ معجون ] يقوي الباه وينعش الحرارة ويحلل الرياح الغليظة ويسكن المغص
ولا أعلم مخترعه ولكن
قال في الارشاد إنه مجرب وليس ببعيد على مقتضى القياس ، وشربته إلى أربعة مثاقيل.
وصنعته: زهر
لسان ثور جرجير من كل واحد ونصف سقنقور واحد وثلث خصية الثعلب زنجبيل فلفل بندق
صنوبر بزر فجل شقاقل بزر لفت من كل واحد وفي نسخة حصى لبان أنجرة دارصيني حمص أبيض
لوز سمسم خشخاش من كل أربعة يعجن بشراب التفاح [ معجون ] ينفع من
الاختلاف والزحير.
وصنعته: أنواع الإهليلجات مر دم أخوين من كل جزء أفيون ربع جزء يعجن بالعسل ،
وشربته
إلى درهمين [ معجون ] جمعناه من عقاقير كل منها يعمل بانفراده فجاء
معتدلا يصلح لسائر الأمزجة
عجيب الفعل في التهييج والإنعاظ وإحياء الشهوة ولو بعد حين والإنعاش والقوة ويخصب
البدن
والكلى ويولد دما صحيحا ويصلح المني ولا يحس زمن استعماله بتعب في الجماع ولا ضعف.
وصنعته:
حمص أبيض ينقع في ماء الجرجير ثلاثا حسك يابس مسحوق مسقي ثلاثة أمثاله ماء حسك أخضر
من كل ثلاث أواق ترنجبين عشرة دراهم دارصيني خولنجان من كل ستة عسل منزوع رطل
ونصف ماء بصل أبيض نصف رطل يجمع الكل جملة ويجعل على نار لينة حتى ينعقد ثم يطرح
فيه بزر فجل جزر شقاقل أنجرة من كل أوقية عاقر قرحا زنجبيل من كل نصف أوقية ويضرب
حتى يختلط ويؤخذ من الباد زهر ثمانية قراريط يحك في أوقية ماء ورد ونصف درهم زعفران
وستة قراريط مسك ويسقى بها الدواء ويرفع الشربة منه درهمان ويعظم فعل ذلك جدا إذا
زيد
من الجوز والصنوبر والنارجيل والسلجم والحبة الخضراء والبهمن والرطبة وبزر الكتان
من كل
أوقية قسط أنيسون قرنفل فلفل سرة سقنقور من كل أربعة دراهم صفار بيض دماغ عصفور من
كل عشرة عددا [ معجون ] عجيب الفعل والنفع في قطع البخار والنتن من
الفم والمعدة والأسنان
ويجلو الصوت ويهضم ويقوي ويطيب النكهة ويحمر الشفة ويشد الأسنان واللثة، وبالجملة
فمنافعه
في المعدة والفم كثيرة وقوته تطول واستعماله إلى مثقال وقد يحبب ويرفع. وصنعته:
أنواع
الإهليلجات أطراف الآس قرفة أملج سعد سنبل قشر أترج فقاح إذخر مصطكى من كل جزء
مسك قرنفل جوزبوا كبابة قاقلة كبار زنجبيل من كل نصف جزء أنيسون عود هندي ورد صندل
أبيض رامك بسباسة عفص صمغ عربي ورق أترج كندر صدف محرق ظفر طيب فلفل طباشير
سماق طين أرمني لؤلؤ أشنة أصل سوسن جعدة بزر كرفس ميعة يابسة سادج هندي نعنع نمام
كافور بقم من كل ربع جزء ينخل وينقع في ماء الورد والتفاح والشراب الطيب ثلاثا ثم
يلقى
عليه العسل ويحرك على نار لينة حتى ينعقد ويرفع [ معجون العقرب ] ينسب
إلى ابن سرافيون
وهو مشهور في تفتيت الحصى وتنقية الكلى والمثانة واستعماله بعد ستة أشهر إلى مثقال.
وصنعته: أصل كاكنج خمسة ونصف جنطيانا أربعة ونصف جندبيدستر أربعة رماد عقارب
وثلاثة ونصف فلفل أبيض وأسود من كل اثنان ونصف زنجبيل واحد يعجن بثلاثة أمثاله
عسلا.
[ معجون اللك ] أول مخترع له جالينوس صنعه لصاحب صقلية وقد شكا إليه
وجع النقرس فشفى
وهو جيد لحفظ الصحة وبرء المرض وقوته تبقى إلى سبع سنين واستعماله بعد ستة أشهر
وقدر
الشربة منه من مثقال إلى ثلاثة وقال إسحق إنه يضر المقعدة ، ويصلحه ماء العناب ولم
نجد لهذا
الكلام أصلا وهو بالغ النفع في سائر الأمراض الباردة ؛ لأنه في الثالثة من الحر
واليبس وينفع مع ذلك
من أوجاع الحلق والصدر والطحال وسائر الرياح والحصى والحميات وظلمة البصر. وصنعته:
سليخة
ستة عشر دارصيني ثمانية أفيون بزر بنج أبيض لك من كل ستة سذاب بري فراسيون كمافيطوس
ج 1 ص 309
جاوشير جنطيانا أسطوخودس قردمانا ميعة سائلة من كل خمسة عصارة الغافت كاشم بزر
الحندقوقي
صمغ لوز من كل واحد أربعة زعفران قسط مر فلفل أبيض إذخر سنبل الطيب فربيون قشر أصل
اللفاح أشق فوتنج جبلي رازيانج بزر الجزر البري ورد أحمر ناردين حب بلسان من كل
ثلاثة
وفي القراباذين الكبير غاريقون سورنجان من كل اثنان ولابد من ذلك إذا اشتدت الرياح
أو كان
الوجع في الوركين وإلا حذف السورنجان وإن قوى البلغم وخصوصا الخام زيد التربد
والزنجبيل
من كل كالغاريقون وفي بعض التراكيب يزاد كزبرة محمصة مرزنجوش من كل ستة وهذا جيد
في إصلاح البصر فإن قويت الحمى زيد عوض المرزنجوش طباشير تنقع الصموغ بالشراب حتى
تنحل
ويضرب الكل بثلاثة أمثاله عسلا وفي الكامل أن الشربة منه درهم وأنه يشرب بالماء
الفاتر وفي
الحصى بماء الكرفس [ معجون أرسطن ] معناه رب الطف لقوته ومخترعه
جالينوس أيضا صنعه
لرئيس دير الملك بأرض الروم وقد شكا إليه أنه مشغوف بجاريته وقد حصل لها وجع في
الرحم
يعيق عن الجماع فألف له هذا الدواء فكان جليل القدر سريع النفع وهو من المعاجين
التي وجدت
في المجرب الذي قدمنا ذكره يقطع الدم ويحلل الرياح وينفع من النقرس والنسا والمفاصل
إذا
كان حارا وفي الشبان وضعف الكبد ومبادى الاستسقاء والدوار والصداع وأوجاع آلات
البول
جميعا وفي الكامل أنه ينفع من الحميات والرياح وقدر الشربة منه إلى مثقال قال إسحق
إنه يحل
الشاهية ، ويصلحه العسل وهذا صحيح في المشايخ والمبرودين وقوته تبقى إلى أربع سنين.
وصنعته
فربيون زعفران سليخة أفيون حماما أقاقيا مر قسط سنبل صمغ عربي بزر حندقوقى بزر
الأنجرة
حب الخروع مقل أزرق لبان ذكر سماق دبق كبريت أصفر ميعة يابسة فلفل أبيض من كل ستة
ورد عاقر قرحا بزر العرطنيثا بزر سذاب بزر كرفس حب أترج مقشر حب الطرحشقوق من كل
أربعة قرطم زنجبيل من كل اثنان بزر البادروج واحد وفي نسخة فلفل أسود درهمان وثلثا
درهم
يفعل بذلك ما مر في معجون اللك غير أن بعضهم ذكر فيه دهن البلسان [ معجون من
نصائح
الرهبان لجالينوس ] وهو استنباطه ينفع من الفالج واللقوة والخدر والاسترخاء
والرطوبات الغريبة
ويصلح المرطوبين والمشايخ والسمان إصلاحا عظيما ويحلل الرياح ويجفف القروح ويزيل
الحكة
والجرب والقوابي والسعفة وأوجاع المفاصل والظهر إذا كانت رطبة وينفع من الاستسقاء
كله
وضعف الباه والسموم ويقطع الداع القديم أكلا وطلاء بالخل في وسط الرأس بعد حلق
والصمم
وأوجاع الأذن قطورا بالأدهان النافعة لذلك كالبلسان ولوجع الأسنان طلاء والذبحة
بالمخيض
المطبوخ فيه الشبت ويتبع بالسمن وللطحال وأمراض الكلى بماء قد طبخ في أصل الكبر
والعاقر قرحا في الأول والحبق النهري في الثاني ولأنواع الديدان بماء قشر الرمان
الحلو والبواسير
بالخمر وضعف الكبد والمعدة وأمراضهما بماء العسل في البارد وماء الجبن في الحار
وهذا كله لنا فإن
صاحبه لم يذكر شيئا من ذلك ويضر المحرورين ، ويصلحه اللبن ولا يستعمل صيفا إلا لمن
استولى
عليه البرد ولا في البلاد الحارة ، وشربته إلى مثقالين إذا توفرت أسباب البرد ؛
لأنه حار يابس في الثالثة
ومثقال في العكس وقوته تبق إلى عشر سنين واستعماله بعد ستة أشهر. وصنعته: حب أترج
بزربنج من كل عشرة فربيون زعفران سليخة حماما أفيون أقاقيا قسط مر سنبل صمغ عربي
بزر الحندقوقي بزر الأنجرة حب الخروع مقل كندر سماق دبق كبريت أصفر لبنى فلفل أبيض
ورد
عاقر قرحا بزر العرطنيثا بزر الثفسيا بزر الكرفس من كل أربعة لب القرطم زنجبيل من
كل
ثلاثة نانخواه حب الطرحشقوق من كل درهمان بزر البادروج درهم يسحق ويغمر بالخل ثلاثا
ج 1 ص 310
حتى يصير ذا قوام ثم يعجن بما يكفيه من العسل المنزوع ويلقى عليه ما تيسر من دهن
البلسان
ويغلى خفيفان ويرفع في الزجاج [ معجون منه أيض ] ينفع من السرسام وسائر
المراض الحارة
والسعال والجفاف والخشونة والبحوحة وحرقة البول ، وشربته إلى أربعة دراهم وتبقى
قوته إلى
أربعة أشهر. وصنعته: بزرقطونا منقوع في ماء الدلاع الهندي مستخرجا من نحو الشعر
كثيراء
صمغ عربي لب بطيخ وخيار وقثاء وبزر سفرجل وقرع ونشاشنج وصندل وبزر رجلة وبزر خطمي
من كل جزء يعجن برب العنب بعد عقده باللعاب السابق ويرفع [ معجون منه أيض ]
ينفع لنزف
الدم من برد وتغير اللون والرطوبة وبرد الكبد وضعف القلب والمعدة وفساد العرق
والإسهال
والقيء ، وشربته قدر الجوزة. وصنعته: قسط سادج قصب ذريرة قرنفل من كل أوقيتان سليخة
ملح رومي من كل أوقية سك أقاقيا ورد طباشير فوفل لبان ذكر من كل نصف أوقية يعجن
برب السفرجل [ معجون منه أيض ] ينفع من ضعف الباه والمثانة ويفتت الحصى
ويدر البول ويزيل
النفخ والثقل. وصنعته: لب الصنوبر ثلاث أواق لب بزر البطيخ والقثاء بهمن أحمر واصفر
سمسم
مقشور زنجبيل خولنجان شقاقل بزر الفصفصة شحم الاسقنقور من كل عشرة بزر الأنجرة بزر
اللفت بزر البصل الأبيض أنيسون بزر خشخاش أبيض عرق سوس بزر جزر من كل سبعة فانيذ
مثل
الجميع يعجن بماء العسل [ معجون الثوم ] كثير الشهرة في القراباذين
والكناشات القديمة ولا
أعلم مؤلفه والذي يظهر أنه لا سحق ؛ لأنا لم نره فيما ألف قبله وهو جليل المقدار
خطير المنافع
يستأصل شأفة البلغم والرطوبات وينجح في كل مرض بارد وكان تركيبه بالذات لتهييج
الباه
والإنعاظ فإنه يعيد ذلك بعد اليأس أعظم من السقنقور وينفع مع ذلك من الفالج
والنسيان والسكتة
والرعشة وضيق النفس وارتخاء اللسان والسعال الرطب وفساد الصوت والبحوحة والرياح
والسدد
وضعف المعدة والكبد وأمراض المقعدة بسائر أنواعها والرحم والاختناق ويدر ويحمر
اللون جدا
غالب ذلك عن تجربة وهو يضر الشبان وذوي الاحتراق والإكثار منه ربما ولد الصرع ،
ويصلحه
السكنجبين وشراب العناب، وهو حار في الثانية يابس في الأولى وإذا طلى دهنه على
البدن منع نكاية
البرد وشقوق العصب وقلع الآثار وعلى الآلة يهيج وينبغي أن تبقى قوته أربع سنين وأن
تكون
شربته في غاية البرد مثقالين. وصنعته: رطل ثوم يطبخ بعد دقه برطل ونصف لبن حليب حتى
يشربه
ثم برطل سمن بقر حتى يشربه ثم بالعسل حتى ينعقد ويلقى عليه زنجبيل فلفل دار فلفل
دارصيني كبابة
جوزبوا عاقر قرحا خولنجان من كل مثقالان زعفران مثقال ونصف وقليل من دهن الورد ومن
أراد النفع به طلاء على نحو الآلة أخذ من دهنه قبل العسل [ معجون ]
يحلل الرياح الغليظة
والايلاوسات والقولنج البارد ويفتح السدد وينقي الدماغ والصدر ويفتح الشهوة ويدر
الفضلات
ويزيل حرقان البول والدم النازف وأمراض المقعدة خلا البواسير وهو في حدود الثانية
حرا ويبسا
ولا نعلم فيه ضررا. وصنعته: سنبل ثمانية بزر كرفس ستة فلفل دار فلفل من كل اثنا عشر
بزر
بنج زعفران جندبادستر إذخر من كل أربعة وقد يزاد أفيون ويزاد مر عاقر قرحا كندر
يبروح
دوقوا أسارون فوة جاوشير وج قسط [ معجون دبيد الورد ] بربرية معناها
المأخوذ فيه الورد بوزنه
وهو من تراكيب أبى المني رحمون بن موسى اليهودي طبيب الدولة الأموية قال ابن حنين
إنه تلميذ أبى
البركات الأوحد وفي هذا الكلام نظر ونقل صاحب الطبقات أنه كان يبيع هذا المعجون
بثقله ذهبا
وضن به حتى سلب اغتيالا على يد خادمه وهو عظيم النفع في قطع أنواع الصداع كيف كانت
وصعود
ج 1 ص 311
الأبخرة والدوي والطنين وضعف المعدة والكبد وأنواع الاستسقاء ويحل سائر الصلابات
والأورام
والدبيلات ولا يختص استعماله بزمن ولا سن بيد أنه للمبرودين أجود إذ يشبه أن يكون
حارا في الأولى
ولم ينقل عنه قدر شربته بوثوق إلا أن في الطبقات أنه كان يعطى منه أربعة مثاقيل
شربة واحدة.
وصنعته: سنبل طيب مصطكى زعفران طباشير دارصيني إذخر أسارون قسط حلو غافت بزر
كشوت فوة لك منقى بزر هندبا بزر كرفس راوند حب بلسان لحاء عود القرنفل حب هال عود
سواء ورد يابس كالجميع يعجن بثلاثة أمثاله عسلا منزوع الرغوة والشربة منه إلى
درهمين [ معجون
الشجرني ] معناه الكثير النجاح كذا في الكامل ووجد في التعريب مترجما بمعجون
الفارس يعنى
معجون الكلى وسمي في المنتخب بمعجون بلا مس يعنى المدر ولهذا لم نذكره في ذوات
الحروف مع
أنه أليق لشهرته بالأول وكثيرا ما يذكر غير معزو هو من تراكيب جالينوس بلا خلاف
لصاحب
جنوة حين مسك بوله وهو باد زهر لكل مرض بلغمي وينفع من ضعف الكلى وعسر البول
والحصى والربو وضعف المعدة والكبد وكل ريح غليظ كالقولنج والخفقان البارد والسلس
وقروح
القضيب الداخلة والثقل والرطوبات ويحفظ الصحة على المشايخ والمبرودين وهو حار يابس
في حدود
الثانية يحمى البدن من البرد الطارئ ويضر المحرورين ، ويصلحه ماء الهندباء ، وشربته
إلى مثقال إذا
استعمل بعد ستة أشهر وإلا فدانق وجعله في الكامل حد الأقل مطلقا وتبقى قوته أربع
سنين.
وصنعته: مر فلفل دار فلفل قنه قسط من كل ستة جندبادستر أفيون دارصيني موفودوقوا
أسارون
من كل واحد تجمع بثلاثة أمثالها عسلا منزوعا وقد يضاف شيء من الشراب على وزان
الترياقي
والمسيحي حكى المثلث ويضرب حتى يختلط ويرفع [ معجون خبث الحديد ] لم
يعزه النفيسي وهو
غير قديم ولكن لم نعلم مخترعه غير أنه من التراكيب الجيدة يمنع سيلان الرطوبات من
منى وغيره
والدم والإسهال والشيب وسرعة الإنزال عن رطوبة والبول في الفراش وضعف آلات التناسل
ويجفف ويضر بالسوداويين ، ويصلحه دهن اللوز ، وشربته ثلاثة. وصنعته: خبث حديد قد
نقع
في خل أسبوعا ثم قلى مائة درهم إهليلج أسود بليلج أملج فلفل دار فلفل سعد سنبل
زنجبيل
شيطرج من كل عشرة بزر كراث وشبت من كل خمسة تنخل وتلت بدهن اللوز وتعجن بما يقومها
من العسل المنزوع وتطيب بدرهمين مسك [ مغاث ] نبت بالكرخ وما يليها من
جزائر الحصن
وجبالها يكون عروقا بعيدة الاغوار في الأرض غليظة عليها قشر إلى السواد والحمرة
تنكشط عن
جسم بين بياض وصفرة أجوده الرزين الطيب الرائحة الضارب إلى الحلاوة مع مرارة خفيفة
ولم نعرف كيفيته بأكثر من هذا لكن بلغني أن له أوراقا خشنة عريضة كأوراق الفجل
وزهرا
أييض وبزرا كأنه حب السمنة ويسمى الفلفل ومن ثم ظن أنه الرمان البري وقيل إنه ضرب
من
السورنجان وتبقى قوته نحو سبع سنين ومنه نوع يجلب من عبادان وتخوم الشام ضعيف الفعل
وهو
المستعمل بمصر وهذا النبات حار في الثانية رطب فيها أو يابس في الأولى ينفع من
الصرع والجنون
والماليخوليا والأخلاط السوداوية شربا بالسكنجبين ويقلع البلغم وأوجاع الظهر
والنقرس
والمفاصل والنسا والركبة وما في الورك من الخام بالعسل ويجبر الكسر والوثى وضعف
العصب
بماء العناب وطلاء بالطين الأرمني ومن لازم استعماله مع الكثيراء البيضاء سمن وخصب
وملا
ما في البدن من الاغوار بالشحم وهو يضر المثانة ، ويصلحه العسل ، وشربته اثنان
وبدله مثله تربد
ونصفه أسارون وسدسه سورنجان وقيل عاقر قرحا [ مغرة ] طين أحكمت الحرارة
إنضاجه
فزاد في الغروية والحمرة مع يسير صفرة وتجلب من نواحي الروم فينتفع بها في الاصباغ
وأجودها
ج 1 ص 312
الرزين الأحمر الخالي من الاجزاء الرملية الدسم باردة في الثانية يابسة في الأولى
تحبس الدم مطلقا
والإسهال شربا وتزيل الحمرة والنملة واللهيب والورم والقروح خصوصا بالخل ونساء
الشام تشربها
مع السكر فتسمن جدا ولكنها تسدد وتصفر الألوان وإذا طليت مع الشيرج في الحمام لقطت
الحرارة ونعمت البشرة وصقلتها مجرب وتزيل الحكة والجرب دهنا وشربها مع البيض يجبر
الصدر
المنشعب والكبد الضعيف واشتهر أنها تقتل الدود وإن ضربت مع الآس ولصقت جبرت الكسر
والصدع مجرب ومن خضب بها يده ثم غسلها واختضب بالحناء لم يزل إلى عشرين يوما ويحتقن
بها
في السحج والقروح وهي تضر الكبد إذا استكثر منها ، ويصلحها السكر ، وشربتها إلى
درهمين
أو مثقال وبدلها مثلها طين أرمني وربعها كثيراء وعن بعضهم أنها أجود من الطين
المختوم [ مغنيسي ]
حجر كالمرقشيثا أنواعا وتوليدا إلا أن اليبوسة فيه والاحتراق أكثر والحديدي منها
الأسود
والذهبي الأصفر والفضي الأبيض والنحاسي الأحمر على أنها لا تخلو من عيون ونكت بيض
في كلها
وأجودها الرزين البراق الضارب إلى الصفرة وهي باردة يابسة في الثانية تذيب الزجاج
وتهيئه
للصبغ إذا أجريت عليه وتصفيه وكذا تفعل بالحديد وتقوى المعدة وتزيل الرطوبات والحصى
وعسر البول شربا وتدمل الجراح ذرورا ومتى سحقت بالخل والعسل أزالت الكلف وسائر
الآثار
حتى البرص وعلى الثوب تزيل الأوساخ والأدهان وسائر ما يطبع مجرب [ مغناطيس ]
يسمى حجر
الهنود وحجر الحديد وهو معدن يتولد من جيد الكبريت الكثير وقليل الزئبق ينعقد
بالبرد بين
تخوم عمان والهند مما يلي البحر ومن ثم لم تسلكه مركب محددة وأجوده اللازوردي
الرزين
الصافي الجاذب للحديد والأسود رديء وهو بارد يابس في الثالثة ينفع من النقرس
والمفاصل
والنسا وعسر الولادة مطلقا وضعف الكبد والطحال والحصى شربا والجراح ونزف الدم ذرورا
مع ذلك وكيف استعمل يخلص من السموم لكن في الطلاء بلبن النساء. ومن خواصه: أن
تعليقه
في الحرير الأبيض يورث الجاه والقبول والهيبة وقضاء الحوائج إذا وقف حامل على يسار
الملوك
وإن مثقالين منه أو واحدا وأربع شعيرات تحريرا إذا جعل في مثله فضة مخروق الفص بحيث
يماس الإصبع في طالع السرطان والقمر متصل بزحل من لبسه في يسراه لم ينعقد منه ولد
مجرب
وأنه إذا صنع منه كحل بعد تصويله في ماء الورد وزحل في السنبلة، ومن الحديد كحل آخر
والمريخ
في الميزان وأكحلت من شئت من الحديد وأنت منه وأطلت النظر إليه أحبك بحيث لم يصبر
عنك
مجرب عن الشيخ وأنه يفسد العرق ، ويصلحه نفعه في دم التيوس ثلاثا مع التغيير كل يوم
ويقوم
مقام الشادنج في أمراض العين محرقا وكله يعقد ويثبت وإن علق على يسار المطلقة ولدت
سريعا
ومتى مسته حائض بطلت هذه الخاصية وأنه إذا سحق مع أي صمغ كان وأخذ منه مثقال ثم
أتبع
بمعجون الخبث ممزوجا بصمغ الجوز ووبر الأرنب جذب البرادة إلى الفتوق ووقر الماء
والكسر
منقول عن تجربة [ مغالى ] هي المنضجات وهي عبارة عما ينقع أولا ثم يطبخ
إلى ذهاب صورته
ويتقدم بأخذه أمام الدواء ليحل اليابس ويقطع اللزج ويفرق ما اجتمع من نحو العفونات
ويفتح
طرق الدواء ويجب أن يشتمل على ما يطابق العلة بسائر المغيرات لا كما يفعل بمصر من
سقي أقوام شتى
من مطبوخ واحد هذا مع عدم القوانين العشرة وأحوج الناس إلى المغالى السوداويون ثم
أصحاب
البلغم وأغناهم عنها الصفراويون لتخلخل أبدانهم وأمس الزمان حاجة إليها الخريف ثم
الشتاء وقيل
العكس وكل وجيه وينبغي أن يشتد بها اعتناء ذوي السدد والقبض والأمراض الصدرية
كالربو
فإن في التقدم بها أمانا من غوائل الدواء خصوصا السمي كالسقمونيا ونحو أهل مصر
ليسوا
ج 1 ص 313
بشديدي الحاجة إليها لوفور الرطوبات ولطف الماء والهواء الموجبة لقلة السدد، فإن
أخذها من
توفرت فيه شروط حاجتها فغايته ثلاثة أيام بخلاف نحو الروم وعناصرها كل ملين مفتح
مغلي ينضج
البلغم خصوصا من الصدر والظهر والوركين ويفتح السدد ويسخن ويلطف. وصنعته: تين
زبيب من كل أوقيتان شبت أوقية بزر أنيسون عود سوس ويزاد في الربو حلبة والسعال
بزركتان
أصل سوسن حبة سوداء وفي القولنج شيح أرمني جعدة من كل نصف أوقية وفي الطحال وأوجاع
الظهر والمفاصل قشر أصل الكبر كرفس وبزره وقى حصر البول وأمراض الكلى بزر سلجم
وفجل من كل ثلاثة يرض ويطبخ بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى ثمنه فيصفى ويشرب فاترا هكذا
بقدر
الحاجة [ مغلي ] ينضج الأخلاط السوداوية والصلابات والاحتراق ويصفي
الدم والفكر ويزيل
الوسواس والجنون والماليخوليا وعرق النساء والمفاصل. وصنعته: بسفايج لب قرطم عناب
سبستان من كل أوقية أسطوخودس بابونج قنطريون أفتيمون من كل نصف أوقية نخالة تربط في
خرقة
خمسة وإن كان هناك بخار أو صداع أو جفاف في الدماغ زيد تين كثيراء لوز من كل أوقية
كزبرة
بئر كزبرة يابسة صعتر مرزنجوش من كل أربعة، أو رياح غليظة أو ضعف في مجاري البول
زيد
الجلنجبين كأحد الأوائل وطبخ كالأول واستعمل [ مغلي ] يزيل الحميات
الحارة واللهيب والعطش
وما يحدث عن الحارين ويسكن القلق ويحل الجفاف العارض من الحرارة الغريبة. وصنعته:
شعير مقشور أربع أواق بزر وخشخاش مسحوق بزر هندبا بزر شاهترج زهر بنفسج ورد منزوع
من كل نصف أوقية فإن كان هناك مزيد قبض أو ثقل في الأعضاء وليس هناك سعال زيد تمر
هندي
كأحد الأوائل وقد يزاد إذا اشتدت الحرارة من الفواكه خصوصا الخوخ والإجاص ما أمكن
ويفعل
به ما مر وقد تصفى هذه على الخيار شنبر وقد تحلى بالترنجبين أو شراب الخشخاش في
السهر
والبنفسج في الدوخة وهكذا بحسب ما يرى طبيب الوقت وقد مر في المطابيخ ما فيه كفاية
[ مفرح ]
مر في قوانين المعاجين ما يتعلق بتقسيمه والمراد منه على الوجه الكلى، فلنذكر هنا
ما يخصه دون
غيره فنقول يطلق هذا الاسم هنا فيراد به في المفردات لسان الثور ومفرح المحزون
الباذرنجويه
وفي القراباذين كل مركب اشتمل على تصفية النفس والقوى والفكر وتقوية آلاتها وما ذاك
إلا
؛ لأنها جوهر مجرد دراك قبل اشتغاله بتدبير الهياكل فحين اقتضت الحكمة تشبثه بهذا
الهيكل
الظلماني لا كتعلق النار بالشمعة والأركان خروجها بالإرادة ولا تعلق العاشقية
والمعشوقية وإلا تغيرت
عنه بالطوارئ ولا ككير وهواء انقلب وإلا لزم رجوعها عند قسرطار والتوالي باطلة فكذا
المقدمات والملازمة بديهية فكانت منزلتها فيه كملك في مدينة عليه إصلاحها ولما لم
يكن بد من مساعد
يليه في المرتبة وازرها العقل لاتحادهما في التجرد وإنما فضلته لعدم تطرق التغير
إليها ومن ثم قوبلت
بالشمس في العالم الكبير بخلافه ومن ثم قوبل بالقمر وهذا شأن الوزراء وحين استوت
مستولية
تصرفت في الخدمة من أبواب معروفة بالحواس فهي على طريق المرآة في الظاهر لكنها أعم
لقبولها
سائر المدركات بخلاف المرآة حيث لا تقبل غير المبصرات فتلك القابلية هي الذهن وذلك
المنقوش
هو العلم ولما لم يكن لهذا الهيكل بقاء بدون الأغذية وكان تنزيلها مع اختلافها على
وفق المراد
متعذرا لا سيما إن تنهك وتبلد وتصدأ بظلمانية البخار موضع النقش فيتعسر الدراك
فتحتاج إلى
تدبيره مع تحصيل العلوم فتكل خصوصا عند انحطاط البدن فمن ثم دعت الحاجة إلى مصلح
للهيكل
ومقو لهذه النفس على ما يراد منها تحقيقه وذلك بما أودع في مفردات المواليد الثلاثة
؛ لأنها
جدود هذا الهيكل وأصوله ضرورة تقدمها عليه وهي تنقسم كانقسام الحواس المتوسطة بين
هذا
ج 1 ص 314
الملك وغايات مطالبه فإذا استعملت بدستور حكمي مع الرياضات الشاقة اشتد الادراك
لالتحاقه
بالروحانيات فخاطبها يقظة ونفذ في الأشياء أحكاما باهرة هي المعاجز التي خصت بها
أهل النفوس
القدسية كما أشار إليه في التلويحات وحكمة الاشراق وعاشر أنماط الإشارات؟ ودونها
المستثبتة للأشياء
في النوم لانتقال الحواس عنها بعد سلامتها فتخلو بمرادها المجرد ومن ثم قال أفلاطون
المكان الضيق
يوفر العقل على صاحبه ودونهما المستعينة بقسمي الأسماء والرواسخ وهذا هو السحر
والكهانة
ويختلف كل بصحة الحواس الباطنة والظاهرة فلذلك كانت المفرحات هي ما يصل إلى النفس
من
هذه الحواس بعد سلامتها، فلنفصل طريق الوصول من كل منها وما يدرك به وكيفية الادراك
عند
اتفاق الفاعلية والقابلية. فنقول: قد جرت عادتهم في هذه الصناعة أن يقدموا الكلام
على ما يصل
من طريق السمع ؛ لأنه أفضل الحواس عند المعظم من المشائيين والإشراقيين ؛ لأنه أجل
الألباب في
اكتساب الفضائل الدينية قالوا وله دخل في إدراك المبصرات ذوات الأجرام الكثيفة على
طريق
تخيل لا يعقل إلا بالفعل و؛ لأنه الموصل أيضا إلى تدبر المعاني زاد الاسلاميون
ولأنه تعالى قدمه في
الكتب السماوية على البصر، فنقول الواصل منه إلى النفس ليس إلا الصوت الحاصل من
تموج الهواء
الداخل من العصب المجوف كما ستراه في التشريح ثم هو إما مشتمل على شيء من حروف
الهجاء
أولا والأول هو الكلام المنقسم إلى منثور ومنظوم وكل منهما إلى ما يناسب القوى
الغضبية كالشجاعة
وسفك الدماء ووصف الخيل والسلاح والملكية كالفضل والعلم والزهد والعفاف والصبر
والكرم
والحلم، والشهوانية كوصف المحاسن والشعور والقدود والنهود والعشق وما يلزمه
والطبيعية وهي
أرذل ما ذكر كنفائس المآكل والمشارب والملابس كما أن أفضلها الملكية ولا شك أن
الملائم مما
ذكر إذا ورد على نفس بينها وبينه نسبة اشتدت عندها الابتهاج والفرح ؛ لأنه حقيقة
التفريح كما حده
بلوغ المآرب وانتفاء المضاد مع كمال الصحة. والثاني ينقسم إلى ثقيل ممجوج سماه
المتأخرون الأقرع
وهو إما ليبس الهواء الصادر عنه كقرع حجر على حجر جامدين ولو كياقوت في الأصح أو
جامد
على منطرق وإلى مشتمل على الأساليب الآتي تفصيلها بأجزائها الثلاثة إن شاء الله
تعالى في الموسقيرى
وهذا يكون إما من فم أو آلة وترية أو شعرية أو معدنية ولا شك أن الثاني بأقسامه أشد
لذة لرقته
فيمازج الروح في مداخلة العروق فتصفى وألحق به من الأول ما صدر عن النساء اللواتي
بلغن الغاية
في الدخول ولم يرض المعلم الثاني ذلك بل جعل أصواتهن أعلى مراتب الأول وكان كلامه
هو الأوجه،
وينقدح في النفس التفصيل وهو أن يقال إن اتسع جرم الآلة أو غلظت أوتارها أو عكست
البنوب
فضلتها أصوات النساء المشار إليهن وإلا فلا وسيأتي تحقيق هذا ثم إن نوسب بهذه
الأصوات والآلات
بين النفوس السامعة بطريق طبي كايقاع الرست والعراق والبوسليك والمايه والنوى
والعشاق نهارا
أو صيفا أو لمحرور لبردها والستة الباقية بالعكس كمل التفريح لا سيما إن ناسب
الغناء ما تقدم من ذكر
عشق لعاشق وسخاء لكريم وغيرهما وسيأتي في الموسقيرى مزاج كل نغم وطبقاته وكيفية
النقرات
بالمراتب التسعة ثم يتبعوها بذكر ما يصل من طريق البصر ؛ لأنه يليه كما ذكر أو
يفضله عند قوم
ولا شك أن المدرك به إما متعلق بمجرد الاعراض وهو اللون والضوء أو الأجسام وهو
الحركة
والقرب والاتصال والكثافة والظلمة والتخلخل ونظائرها أو المقادير المشتركة بين
القسمين وهو
الشكل والحجم والحسن المعبر عنه عنده بالاتقان الزائد على أصل الصورة والسعة
ونظائرها لا الملاسة
والخشونة والثقل والخفة إذ ذاك وما شاكله من خواص اللمس. ثم المفرح من هذه المدركات
بهذه
الحاسة بالذات هي الأضواء والألوان فلذلك اقتصر عليهما في غالب الكتب، والأضواء إما
نارية أو
نورانية والثانية أشد اختلاطا بالأرواح وتحصل غالبا لمن اشتد تجرده عن لوازم
الحيوانات البهيمية
واتخذ الرياضة مألفا كالحكماء القدسية. ، وأما الألوان فبسائطها عند الحكماء أبيض
وأسود وزاد
الأطباء منهم الأحمر والأصفر وبعضهم الأخضر أيضا وما عداها فمركب بالاجماع ثم لا
شبهة أنها عدا
الأسود مفرحة بالذات لمشاكلة بين نورانيتها وبين الأرواح فتصقل وتلطف وتصفى ، وأما
هو فليس
رديئا مطلقا بل قد يكون سببا لصحة البصر إذا فرقه البياض، وهذا تفريح بالعرض وأن
أبهجها
البياض حتى قيل إنه الحسن كله وأبسطها للحيوانية الأصفر والغضبية الأحمر والطبيعية
الأخضر،
ومن الأدلة على أفضلية هذه تلون نفائس المعادن بها كالذهب واللآلئ والزمرد وأن أفضل
المركبات
ما جمع البياض والحمرة المتساويين مع يسير صفرة ويلي ما ذكر من مدركات هذه الحاسة
الحسن
وقوام الشكل فإن ذلك سبب خطير فيما ذكر بل هو أجل من الدواء في العلاج كما أثر عن
أبقراط
ثم السعة في المنازه وكثرة الأشجار والنبات، فإن اشتمل ما ذكر على التناسب كما مر
كان أولى سواء
كان تناسبا صحيا كنظر البلغمي إلى الأنوار والصفرة والصفراوي إلى الماء والدموي إلى
السواد
والخضرة والسوداوي إلى الحمرة والماء قالوا ومن ثم لا يميل الأبيض كل الميل إلى ما
شاكله وخصوصا
في النكاح بل تجد الصقلبي إلى الحبشية أميل وهكذا أو نوعيا كابتهاج النساء باللآلئ
والذهب
والملابس دون السيوف وآلات الحرب وإن فضلت ألوانها والذكور بالعكس فإذا اعتبرت هذه
المناسبات اشتد التفريح وانبساط القوى والإدراك وتدبير النفس لانطباق حد التفريح
عليها حينئذ.
، وأما صفة وصول ما يفرح إليها من طريق حاسة الشم فقد قررنا لك أن وصف جرم الآلة
مخبوء إلى
التشريح صونا لكتابنا عن المعادات فلنقرر كيفية الادراك الموجب لايصال الهواء
الفاعل ثم هو
فينتج التفريح. فنقول: لا مرية في إحاطة الهواء بالعنصريات وأنه ذو الرطوبة الأصلية
والحرارة
المحللة لها فيتكيف أسرع من الماء بعد تقرير هذه المقدمات ومن ثم يعسر التحرز عن
الوباء ؛ لأن
المساكن وإن حرزت فقد تكيفت المأكولات بالهواء الفاسد ثم خالطت البدن. إذا عرفته
فالحيوان
من جملة الأجسام المذكورة وهو لا ينفك عن التنفس لاستدخال الهواء البارد واستخراج
الحار
فمهما تكيف به خالط البدن إذا صعد من المصفاة إلى الدماغ والقلب فيصفى ويعدل ويفتح
ويخلخل
ويفرح ويلطف ويفصل إن كان قد تكيف بما شأنه ذلك وإلا انعكس ومن ثم كان أبقراط في كل
يوم يصعد على البيمارستان لينظر الهواء من أين يهب فينقل صاحب المرض الذي يعدى من
محله
وهذه أول خصلة بطلت في البيمارستان فطال ببطلانها المكث وقل البرء. إذا تقرر هذا
فقد اختلف
الحكماء في إيصال الرائحة إلى النفس هل ذلك بتحليل أجزاء من الجسم في الهواء تلطف
حتى تشاكله
أو بتكيف الهواء بتلك الكيفية؟ الأرجح الثاني وإلا نقص وزن الجسم واضمحل والتالي
باطل
فكذا المقدم وظهور الملازمة بديهي، على أن الشيخ مال إليه والمعلم إلى ما رجحناه.
أما أبو سهل
والرازي وجالينوس فقد قالوا إن كان الجسم كالورد والآس فالمذهب الأول وإلا الثاني
وهذا إلى
الهذيان أقرب؟ وأياما كان إذا اتصل الهواء مكيفا سر القلب والنفس وسرى الكرب واللبس
لفعله
ما ذكر من التلطيف وما معه من ذهاب ظلمة الخلط فعلى هذا يجب قبل طلب التفريح
بالأراييح
تنقية مجاري الهواء ؛ لأن فعل الفاعل في القابل مشروط بعدم الممانعة وقد تقدم صفاء
جوهر النفس
فلا يفرحها إلا المشاكل لها وهو القسم الطيب من الرائحة، فبالضرورة إذا وجدنا ملتذا
بالخبائث
ج 1 ص 316
كالمحكى عنهم ممن نزهنا كتابنا عن أخبارهم كصاحب الجواري والعذرة إنما كانوا كذلك
لفساد
مزاجهم بالأخلاط الخبيثة فطلبت المشاكلة كأكل الطين للوحمى وتصريح الشيخ في الشفاء
بأن ذلك
من تخيل آبائهم عند الإنزال حيوانا شأنه ذلك معاضد لما ذكرنا لا أنه سبب مستقل. ثم
الرائحة
المدركة بهذه الآلة نوعان لا ثالث لهما طيب إما حار كالعنبر أو بارد كالورد. فإن
قيل قد قررتم في
القواعد أن البرد لا رائحة معه فوجب التناقض. قلنا المراد بالبرد الساذج كالحجر لا
المركب كالكافور
وهذا النوع تختلف أجزاؤه بسيطة ومركبة فليعدل بها طبق المزاج المستعمل كالعنبر
والعود البلغمي
والآس والصندل الدموي والورد والخلاف الصفراوي والياسمين والنسرين لسوداوي وما ركب
من ذلك المزاج كذلك وقد أسلفنا الغوالي والذرائر والطيوب في أبوابها فلتراجع. ،
وأما الرائحة
الخبيثة فتفريح النفس بالصون عنها فيكون عدميا ويجب عند ورودها على البدن لمن أراد
حفظ
الصحة استعمال السعوطات الجواذب كالخل والجندبادستر. واعلم أن في الشم قوة تدرك ما
شأنه
الادراك بالذوق كالحموضة والمرارة، فيجب استعماله أمام العطريات لتقوية العصب خصوصا
عند
إرادة استعمال حاد المزاج كالمسك أو جاذب الزكام كالورد فلتحرر هذه المقاييس لكمال
اللذة ثم
من أجل فوائد الرائحة تحريك الشاهية فإنها تملأ الأعصاب بالهواء لاقبال الجاذبة
عليه كفعل فم
المعدة عند أخذ الغذاء الطيب على شوق وذلك الهواء يسخن المني بل الأخلاط كلها
فينفصل الماء
بنضج صحيح فيهيج ويليها الذكاء وقوة الفهم والحدث والتأمل خصوصا بما شاكل الروح في
الغاية
كالعنبر قالوا وأشد الأراييح ملاءمة وتفريحا ما كان أصله من الحيوان للمشاكلة
كالزباد والمسك كما أن
أوفق الأغذية اللحم إلا أنه صرح بخلاف ذلك حيث فضل العنبر على سائر الأراييح، وعندي
أن
هذا هو الأوجه ؛ لأن ما أصله دم لابد وأن يتعفن ومن ثم كان أكل المسك يحدث البخار
في المعدة
وفي الزباد زنخة لا تفارقه إذا تأملت، ويمكن أن يجاب عن هذا بالفرق بين الأكل
الواقع إلى البدن
بجرمه والشم المصعد الخالص الاجزاء أو المكيف كما حققناه في الفلسفة. ، وأما
استفادتها التفريح
من طريق اللمس فمبنى على صحة العصب واعتدال اللحم المجعول عليه عاضدا حابسا لما به
قوام التركيب
من الغريزية وأفوى موضع دراك للملموسات السبابة ثم الراحة ثم الوسطى وأضعفها
الخنصر، هذا
وإن هذه الحاسة أكثر الحواس مدركات ؛ لأنها تدرك الكيفيات ثم فروع الطبخ من حرق وشى
وقلى وخفة ونعومة وتغرية وتخلخل ولين إلى غير ذلك وقد بثت في سائر البدن لكونه
بالأعصاب
الحسية كما ستراه، ثم اختلفوا في أن المفرح من هذه هل هو مس النعومة أو الملامسة
مطلقا أو الملائم
منها أو سائر المدركات إذا اشتملت على نسب ملائمة أو المراد من الالتذاذ بها هو
الجماع فقط أو
إدراك الطعوم من هذه الحاسة خلاف صحة إدراك النعومة مطلقا والجماع لا الطعوم وإلا
لم تكن
الحواس خمسة، ثم ههنا قسم آخر من أعظم المفرحات بهذه الحاسة وهو التغميز بأكف
الجواري
الناعمات الحسان إذا تتابعت على البدن بنسب طبيعية تعم العضو من الوجوه الأربعة
نزولا وصعودا
على نسبة مس الخلط فيه وهو بهذه الكيفية منشط يذهب الكسل وما اجتمع من الخلط ويصفي
اللون ويهيج الشاهية في الهرم حتى قال الشيخ لو أنجى من الموت شيء لكان التغميز
ويجب أن
يصحبه نحو الغوالي والزرائر الطيبة ليعظم بذلك نفعه. فإن قيل قد رد هذا الفرع إلى
لمس النعومة
قلنا نعم ولكن على وجه مخصوص وإلا لم يحسن كون الجماع أيضا مفردا في هذا الباب،
وأما الدلك
الأني ؟؟؟؟؟على وفق الأمزجة كبالخشن للمهزول ليجلب الدم إلى ظاهر البدن وتقوية
الدلك في السمين
ج 1 ص 317
فمصحح لا مفرح، وقد يقع التفريح بلمس ما من شأنه أن يورث غنى كلمس الذهب والفضة
والياقوت
إذا كان ذلك مركوزا في ذهن اللامس ومنه النوم على الحرير وما في معناه من غير
اشتراك مناسبة
لمجرد التفريح هنا. ، وأما وصول الفرح إلى النفس من قبل الذوق، فقد أجمعوا على أن
الادراك
بالعضل الأول من جرم اللسان ؛ لأن الأعصاب الحسية قد بثت فيه بخلاف الداخل إذ ليس
فيه منها
شيء قبل ويغالب اللثة لما فيها من فروع تلك الأعصاب، وأن النفوس لا بقاء لها بدون
الأغذية
الحافظة للصحة وأن تحرير إدراك الطعوم وهو بانبساط المدرك من كيفيات الطعوم في جرم
اللسان
وغوصه بمساعدة الرطوبة اللعابية فعلى هذا يكون المفرح منها كل ما لطف وعظم غوصه
وأخذ وقت
حاجة شديدة لفرح النفس به وشوقها إليه وخصوصا إذا ناسب المزاج لدفع علة أو حفظ صحة
والطعوم
من فعل اللطيف والكثيف والمعتدل وفعل الحرارة في كل منها فلا سيما كانت تسعة كما
سبق تحقيقه
إلا أن المفرح منها عند الجل هو الحلو خاصة لصداقة بينه وبين الأعضاء فلو أن شخصا
أخذه فوق
عشرة أطعمة ثم أخرجها بالقيء كان آخر خارج ؛ لأن المعدة تجتذبه إليها وكذا الكبد
وهذا دليل
الملاءمة والصحيح أن المفرح منها ما ناسب لذيذا وهذا يوجد في الحامض ولكنه لا لمطلق
الأمزجة
بل للصفراوي أو وحمى لحرافة الخلط واحتراق باقي الحيض، لا يقال هذا مستلذ على غير
القياس فلا
يعد لانا نقول لا شبهة في تلطيفه الخلط وتنبيهه الشاهية لصدق الميل بعده إلى
الحلاوة والدسومة وإنما
المستلذ بلا تفريح نحو الطين مما سبق ذكره في قصة صاحب الجواري لزيادة خبث الخلط
به. واعلم
أن هذه الحاسة هي أشرف الحواس في هذا الباب ؛ لأن منها نشوة الخلط والسمن والصحة
ونحو
ذلك لتأدى الغذاء والمشروب والأدوية منها. لا يقال ذلك يحصل مع فقدانها كما يشهد
بذلك الأفعال
الصادرة منا على سبيل الحيلة في تخفيف الذوق، ألا ترى أنا إذا طلبنا من شخص تناول
بشع
كالإطريفال احتلنا على تقليل حس الذوق بمضغ نحو ورق العناب والعاقر قرحا والرهشة، ؛
لأنا نقول
المفرح والمسمن وما يبسط النفس إنما هو المستلذ ذوقا المولد للاخلاط الصحيحة ولا
شيء من ذلك
فيما ذكرتم من الأدوية البشعة فستر الذوق عنها أولى وقد صرح جالينوس بأنه لو قطع
رأس اللسان
لم يمر الطعام والشراب على صاحبه لعدم اللذة الباعثة على انعطاف الهواضم على
الغذاء، ومن ثم
ذكرناها آخر الظاهرة والمدرك بها قد انحصر فيما علمت من الطعوم خاصة خلافا
لديمقراطيس فإنه
يعد الكيفيات الأربعة من مدركاتها وكأنه ذهل عن جواز اشتراك اللمس مع الذوق فهذا ما
يجب
تحريره هنا من تصريف الحواس الظاهرة. ، وأما وصول الفرح والسرور والابتهاج إليها من
قبل
الحواس الباطنة فأشد فعلا وأقوى عملا وأدخل لقوة المشاكلة في التجرد وقرب المدرك من
المدرك
به وهو من أعظم الأدلة على صحة الوحي السماوي. وقد وقع الاجماع على أن إحساس النفس
بالملائم
والمنافي بعد مفارقة البدن أشد وأقوى للتخلي له فيكون الادراك بالباطنة أقوى لشبهها
عند خلوها
بهذه الحواس حالة المفارقة وهي أيضا خمسة. أحدها نيطيسيا يعنى الحس المشترك وموضعه
مقدم
البطن الأول من ثلاثة أبطن الدماغ وفعله إدراك ما يتأدى من الخمس بعد غيبتها كما
يستحضر في الذهن
خس العود ولون الذهب ورائحة العنبر ونعومة الحرير وطعم العسل ولولا هذه الحاسة لم
نعرف
شيئا من ذلك إلا حال مباشرته. وثانيها الخيال وموضعها مؤخر البطن المذكور فتنتقش
فيها صور
الأشياء وكأن الأولى خزانة لها. وثالثها المتصرفة وموضعها البطن الثاني وهو الوسط
ويعرف
بالازج وشأنها التصريف في التحليل والتركيب وباعتبارها تتغير مراتب النفس فتكون
ناطقة إذا
ج 1 ص 318
استخدمت الحافظة ومخيلة مفكرة إذا استخدمت الخيال والأوهمة ومفكرة على رأى. ورابعها
الواهمة وموضعها مقدم البطن الأخير وشأنها إدراك المعاني الجزئية كصداقة زيد وعداوة
عمرو.
وخامسها الحافظة وموضعها مؤخره وشأنها حفظ ما استحكم فيها، وتتغير بما يرد عليها
قاهرا من
الأخلاط وأبخرتها فإن كانت رطبة انتقشت الأشياء وزالت بسرعة وصاحبها سريع الحفظ
والنسيان
أو يابسة فبالعكس وما ساعده الحل من المرتبتين ومن هذه القاعدة يتيسر علاج الشخص
ليرد إلى
أشرف المراتب أعني سرعة الحفظ وعدم النسيان والبعد من عكسهما. قالوا: ومن المجرب
المعروف
في فساد الحافظة أن يدخل الشخص الحمام ثم يمتحن فيه نفسه فإن زاد فيه حفظه فالمعاوق
له لبرد
واليبوسة وبالعكس. قلت وينبغي التفصيل في بيوته والمكث عند الماء يعرف طريان اليبس
والحرارة
وعكسه الشمس والرمل وهذا لمن لم يجد حكيما وهذه الحواس قد أنكرها جل الاسلاميين
والشاهد
في إثباتها غاياتها ونقص أفعالها بنقص أعضائها كقلة الحفظ بحجامة القفا آخر القذال
عند رأس
الدرز السهمي وفساد التصرف بفساد وسط القاعدة والخيال بمقدم الرأس ولا أدرى أي حكم
شرعي
يبطل إثباتها إلى الآن. ثم التفريح بهذه ينقسم بانقسام ما يدرك بها وحسب ميل النفوس
فالتفريح
من قبل الحافظة باستحضار الأشياء وقت حاجتها والاستغناء بها عن الدفاتر في موضع لا
يمكن
استصحابها ومن قبل الواهمة بصحة ترتيب المعاني وفرضها قبل حلولها والمتصرفة من جهة
التفكر
في دقيق العلوم خصوصا الأفلاك وتراكيبها ومتممات عطارد والجوزهرات وتمثيل كل كوكب
وتدويره والدوائر إلى غير ذلك مما سيأتي تفصيله وما أبهج النفس عند استخلاص دقائق
الازدياج
وحلها وتقويم الأبقطيات والبهت وأحكام الخسوف والكسوف إذا صح حدسها في المساحة
والأشكال
ثم استخراج دقائق كسورات الحساب مثل أن ألفين وخمسمائة وعشرين تجمع الكسورات
المنطقة
وما شاكل هذا وأبهج من ذلك تقسيم الكرة وتخيل أجزاء الساعات وابتهاج المخيلة بصحة
الحدس
في استخراج آلات مخصوصة بصناعات مخصوصة كبعد ما بين النقطتين المتقابلتين على وجه
التحقيق
بالبيكار فإنه لم يتأت لشخص استخراج ما يعرف به البعد بين ما فرض بينهما ومن ثم قيل
إن ابن مقلة
مات يوم استخراجه فحين رؤى موته فجأة قال والده تصفحوا آلاته فإني أظنه استخرج شيئا
لم يسبق
إليه فنظروا فإذا البيكار ولا شك أن شدة الفرح تقتل إذا وردت بغتة وكذا الغم وسرور
النفس
من قبل الحس المشترك يعم ما ذكر ولذات العلوم أعظم من كل ما عد مستلذا فقد قيل إن
العلامة
الطوسي كان إذا استخرج دقيقة من دقائق العلوم قام فصفق وقال أين الملوك من هذه
اللذات ولو
علموها لقاتلونا عليها بالسيوف ومن نزه الله تعالى بصائرهم وصفى أفكارهم فعقلوا
حفائق الكائنات
مآلا فعدوها عدما محضا إلحاقا لمباديه بغاياته فتعجلوا نبذه ظهريا ومثلوا هذا
الظهور طريقا والعمر
مسافة أمروا بقطعها إلى أن يصلوا إلى المطالب فجدوا في السفر مخففين بقدر ما في
إمكانهم فكان
المفرح عند هؤلاء المبالغة في عدم الاعتداد بما في عالم الأغيار حتى قال أجل
أساتذتهم للفقر لذات
كلذات الغنى وهذه وإن عظمت فلا تخلو من المؤاخذة عند محققيهم وهكذا أهل كل صناعة
يكون
فرحهم بقدر ما يتوغلون في صناعتهم ومن ثم نقلت عن أهل الحقيقة أمور إذا سمعها بشر
لم يعقل
صحتها من مكث بعضهم ستين عاما لم يضع جنبه إلى الأرض وبعضهم يقتات بالثمرة شهرا
فأكثر فهذه
وأمثالها إن لم يعلم الشخص بأن القوى لها غذاء يختلف باختلافها لم يعقل ذلك فإنه لا
شبهة في أن
نفوسهم لشدة ما بهرها من الحب وجبذها من الشوق وقهرها من العظمة وقفت القوى
الطبيعية
ج 1 ص 319
عن التصرف في التحليل الموجب لوهن الأعضاء وانقلبت الأرواح الحاملة عناية مجردة
وأضرب
لكسالى المبرسمة مثلا بالمرض المزاجي وكيف يمكث الشخص معه من غير قوت مدة لا يمكنه
إقامة
بعضها صحيحا وكذا من أقبل على تروحن وارتياض في نحو حساب. واعلم أن النفوس كلما كان
استيلاؤها
على ما ليس من شأنه الدخول تحت حيازتها لولا ما اختصت به من ضروب قاهرية كانت به
أشد
ابتهاجا ومن ثم كانت شدة لذة الملوك في الصيد ؛ لأنه من هذا القبيل ولهذا كانت
الحكماء تحمل الملوك
على ملازمة العقلاء والزهاد وأهل النظر في آثار صنع الله عز وجل لئلا تجذبهم العظمة
إلى جبليات
النفس المضيعة للرعايا نحو الكبر، فقد بان لك مما تقرر أن المفرحات وإن وردت على
النفس من
طرق عشرة أن أجناسها ثلاثة أعلاها جنس التفريح الحاصل للنفوس الملكية عند إذعانها
لمفيضها
المبدع لشهودها المخترع لوجودها وأنه غاية كل غاية وانطواؤها فيه على شريطة الفناء
هو البقاء
الأبدي ويليه جنس النفوس الحيوانية وأعلى أنواعه نفوس الملوك ودونهما جنس التفريح
من جهة
الطبيعيات كصرف العناية إلى الأغذية والأشربة التي غايتها صحة المزاج والجسم وتهييج
القوى
الحيوانية على نحو النكاح وأعلى أنواع هذا الجنس نفوس الشعراء فإنهم يستخدمون
المخيلة في تحصيل
مبتكرات المعاني مسبوكة في قوالب رائقة في السمع وأخس أنواعه نفوس تبتهج بخرافات
السفسطة
والخطابيات والشعريات كالنساء والصبيان. ثم إن التفريح كلما كان بحواس أكثر كان
أعظم وكل
حاسة عدمت مدركها عند البسط انقبض من النفس مقدار يقابلها فهذا غاية ما يليق من
تحرير
طرق التفريح الواصل إلى النفس في هذا المقام وعليها يتفرع الفرح بالحركات البدنية
كالرياضة والجماع
وطرق السماع وكل مبسوط في بابه. ولما كانت الحركات والطوارئ على هذا البدن ضرورية
الورود وكانت موجبة لتحليل أجزائه وكان ذلك التحليل بحيث لو دام
لأنهكه في مدة يسيرة وكانت
القوى النفسية التي هي الأصل في هذا الهيكل مفتقرة مدة اعتلاقها به إلى مساعد وكان
الممد لها
في ذلك الحيوانية وهي من الطبيعية وهي من الغذاء في إخلاف ما تحلل وتقوية ما ضعف
وحفظ
الصحة والدواء في الأخير ودفع المرض ومنه في التفريح ولوازمه وكان النوعان
المذكوران إما
مفردات كاللحوم والحلاوات من الأول وأنواع الجواهر والنباتات من الثاني أو مركبات
كالمطابيخ
والمعاجين مثلا وكانت الأدوية على اختلاف أنواعها إما لمطلق الإصلاح وقد بسط كل في
بابه أو
لمجرد التفريح وهو الذي أردنا الآن تحرير الكفاية منه لا سيما ذكرنا من كل شيء
أحسنه كما شرطنا
فلنلخص من تراكيب المفرحات ما فيه بلاغ لذوي الذوق السليم وقانون لمن أراد القياس
عليه واضح
فنقول: لا شبهة في أن المفرحات كما سبق في القوانين يجب أن تكون طبق مزاج مستعملها
مع قوة
المشاكلة لنوع القوة التي عملت بصددها كما ذكرنا فإن ذلك هو المطلوب وهذا راجع إلى
الطبيب
الحاضر إذ لا يمكن انحصاره فيدون وإنما المدون من كل مركب في كل كتاب إما جسد يفتقر
إلى
روح أو روح يفتقر إلى جسد أو روح وجسد طبق مزاج معتدل مطلقا في سائر الطوارئ يزيده
الطبيب ما يناسب فعلى هذا لا طائل تحت قسمة المفرحات إلى حار وبارد ومعتدل وقسمة كل
إلى
ما يخص الملوك والمتوسطين والفقراء: إما أنه لا حاجة إلى التقسيم الأول فلما مر،
وأما الثاني فإن
العقاقير النفيسة معلومة لا يتعاطاها إلا قادر عليها وترك غيره لها قسرا فالتنبيه
على ذلك بديهي ثم
من الناس من هو ملكي بالطبع وإن لم يكن بالفعل وهذا متى ظفر بما فيه صلاح بدنه بذله
وإن
عز وبالعكس. إذا عرفت هذا فلنضرب مثالين لما قسمناه يكونان كالميزان والقانون لسائر
التراكيب:
ج 1 ص 320
الأول الجسد بلا روح كزبرة جزء درونج ثلثا جزء ؛ لأنه حار في الثانية وهي باردة في
الثالثة فيبقى
فضل البرد بدرجة وهو شأن الجسد فستق جزء ونصف أو وثلثان لتعدل رطوبته اليبسين فتفضل
الحرارة بدرجة فيوضع مع ذلك ريباس جزء ونصف فيفضل البرد بنصف جزء وروح هذا المحرور
مع ذلك جزء زرنباد ونصف جزء بهمن وجزءان صندل وربع جزء لؤلؤ ومثله مرجان وقد تم
باردا في حدود الثانية ومعتدلا ومثال المركب المعتدل الاجزاء المذكورة أولا إذا
توازنت كيفياتها
متناسبة ثم عدلت الأرواح كما تقدم وقس على هذا ترشد. ثم اعلم أن المفرح لم يتخذ
دواء يزيل
نحو الحكة والبلغم اللزج وإنما هو كطيب لا يوضع على ثوب وبدن إلا بعد نقائهما من
درن الأوساخ
وكذا أدوية الشهوة فتفطن لذلك ومن هنا زلت الاقدام في سائر المركبات كما تقدمت
الإشارة إليه
[ مفرح ملوكى ] يلطف الخلط وينعش الأرواح ويبسط النفس ويقوي في البدن
وهو حار يابس
في الثانية تبقى قوته سبع سنين ، وشربته إلى مثقالين بماء ورد أو ماء ريباس.
وصنعته: قاقلة بنوعيها
من كل عشرة زرنب زرنباد درونج قرنفل عود هندي نانخواه نارمشك سليخة أسارون من كل
خمسة دراهم سنبل الطيب سادج حماما رازيانج دار فلفل من كل درهمان لؤلؤ كبار بيض غير
مثقوبة
ياقوت أحمر ورق ذهب من كل مثقالان زعفران درهم ينخل ويعجن بالعسل كذا نقله ابن قاضى
بعلبك ولم يعزه وهذا المفرح في كناش بختيشوع وفيه مصطكى مثقال ورق رند نصف وفلفل
أبيض كذلك وأن ينقع الكل بماء الورد قبل عجنه بثلاثة أيام وأن يرفع العسل على النار
ويسقى
مثله من قاطر الدارصيني والنمام والمرزنجوش ثم ينزل وتضرب فيه الحوائج وهذا هو
الصحيح
فليعتمد [ مفرح ] توازى أجساده خمسة عشر وأرواحه تسعة وهذا التركيب
غاية ما يمكن تحريره
ينفع مطلق الأمزجة في كل وقت ويعيد ما سقط من القوى وما نقص من الأرواح بمرض أو
مسهل
أو سم أو غيرها ويذهب الخفقان والرعشة والاستسقاء واليرقان وسوء الهضم ويهيج الباه
ويسكن
ألم النقرس والمفاصل وهو من تراكيب الشيخ المشهورة ألفه لابن منصور واشتهر نفعه
وتبقى قوته
نحو عشرين سنة ومن أراده لحفظ الصحة تناوله على الريق وللتهييج ليلا وللسموم بماء
الرازيانج
والخفقان بماء لسان الثور ، وشربته نصف مثقال وهو معتدل وقيل حار في الأولى لا نعلم
فيه ضررا
بشيء. وصنعته: زرنباد درونج بهمنان ترنجان من كل عشرة فرنجمشك ستة وج عود من كل
خمسة نعنع نمام دارصيني سنبل جوزبوا فضة كهربا بسد زعفران مسك ذهب من كل ثلاثة
قاقلة
كبار كبابة مصطكى قرنفل سادج هندي من كل درهمان بسباسة ياقوت من كل درهم ونصف تحل
المعادن، فإن لم يكن أديرت وذر عليها الياقوت فإنها تسحق وينقع باقي الحوائج في
وزنها من كل
من ماء الورد والخلاف والتفاح والمزرنجوش ولسان الثور ليلة صيفا وليلتين شتاء ثم
يرفع من
العسل ثلاثة أمثال الحوائج على نار هادئة فإذا نزعت رغوته سقي من حليب البقر مثل
وزنه ومن
دهن البنفسج عشرة فإذا انعقد نزل وألقيت فيه الحوائج وأعيد قليلا وترك ليلة فإذا
أرخى ماء أعيد
طبخه فإذا استقام ألقيت فيه المعادن وكل الشيخ يحك البادزهر في ماء الورد ويسقيه به
ويقول
إن الدرهم منه حينئذ يعدل منا من الخمر في النشاط والنشوة مع سلامة العقل والحس
وصحة الادراك
قال جل المحققين ولا نعلم في هذه الصناعة أجل تركيبا منه وهو معظم عند ملوك الفرس
إلى الآن
ويدعونه بالسبزي وينبغي أن يرفع في الصيني أو الذهب [ مفرح ] يخرج
الأخلاط السوداوية والبلغم
اللزج ويفتح السدد وينقي الدماغ من الأبخرة ويقوي الحواس ويزيد في السرور والنشاط
ذاتا وعرضا
ج 1 ص 321
وبحل الرياح الغليظة ويزيد في الهضم، وهو حار في الأولى معتدل تبقى قوته ثلاث سنين
، وشربته درهمان. وصنعته: أفتيمون أسطوخودس حب بلسان سليخة أسارون قرنفل من كل
أربعة زرنباد درونج لؤلؤ كبار غير مثقوبة كهربا مرجان بهمنان سادج سنبل الطيب قاقلة
كبار
قرنفل جندبادستر من كل واحد ثلاثة دراهم حرير محرق درهمان زنجبيل دار فلفل مسك من
كل
درهم يعجن بعسل منزوع ويرفع [ مفرح ] يليه فيما ذكر لكنه أشد نفعا في
تحليل الماء الأصفر
والسدد والرياح وعسر البول وفيه مزيد تقوية للدماغ وقد يضر بأصحاب الصفراء ؛ لأن
حرارته في
آخر الثانية ويبسه في أولها تبقى قوته سبع سنين ، وشربته درهمان. وصنعته: ورد منزوع
عشرة
بهمن أحمر خمسة عود ثلاثة قرنفل سنبل الطيب مصطكى أسارون زرنب زعفران من كل درهمان
بسباسة قاقلة كبار وصغار جوزبوا من كل درهم يعجن بالعسل ويرفع [ مفرح ]
سهل الوجود مجرب
لدفع الخفقان والرعشة وسقوط القوى والصداع المزمن وأمراض الصدر والكبد والوحشة وحمى
العفن وفيه سرور وتزكية وهو حار رطب في الأولى يصفي الدم ويزيل البلادة والكسل
وتبقى
قوته سنة ، وشربته أوقية. وصنعته: ماء عذب عشرة أرطال يطفأ فيه الحديد وما تيسر من
الذهب
أو الفضة أو هما ومع الجمع يبدأ بالذهب ويجعل الحديد آخرا ثم يؤخذ قرنفل أفتيمون
بسباسة
قاقلة كبار صندل أحمر من كل سبعة وتنعم وتربط في خرقة وترمى مع ثلاثين درهما من
الإبريسم
الخام ويترك ذلك عشرة أيام ثم يغلى حتى يعود إلى الربع فيصفى ويلقى عليه مثله من كل
من السكر
وماء التفاح أو شرابه ويعقد وينثر عليه بزر ريحان وباذرنجويه ويرفع [ مفرح ]
من تراكيب
جالينوس لاحد ملوك الروم ويعرف بطولاماخس يعنى جبار القلب ينفع من الخفقان الحار
وتصاعد
الأبخرة إلى الدماغ والصدر والدوار والشقيقة والصرع والماليخوليا وكل ما يعرض
للشبان ويطفئ الحمى
والعطش واللهيب ويقطع الدم ونكاية السموم وهو بارد في الثانية يابس في الأولى يضر
المشايخ
بل المبرودين وتبقى قوته سبع سنين ، وشربته مثقال. وصنعته: أملج ينقع في حليب البقر
أسبوعا
ثم في ماء الورد ثلاثة أيام ورد منزوع ورق لسان الثور بزر رجلة من كل عشرون صندل
أحمر
وأصفر وأبيض قشور رازيانج سنبل من كل عشرة بهمن أبيض دارصيني كزبرة يابسة طباشير
قشر نارنج وأترج وحرير وكهربا من كل خمسة مرجان لؤلؤ من كل ثلاثة ذهب وفضة زمرد
ياقوت من كل درهمان تحل المعادن بحماض الأترج وتنخل الحوائج وتضرب الكل في مثل
الحوائج
من كل من شراب التفاح والريباس والرمانيز ويرفع [ مفرح لن ] وقع
استنباطه من مفردات
الشيخ القلبية ثم امتحناه فكان بالغ النفع جيد الفعل حسن العاقبة ينفع لكل مرض بارد
من الرأس
إلى القدم باطنا وظاهرا أكلا وطلاء ويكتحل به فيحد البصر وهو يقوي الحواس والفكر
ويزيد في الحفظ
والفهم وهضم الطعام وشهوة الباه ويذهب اليرقان والاستسقاء والجذام والبرص ويقئ السم
في وقته
ويسكن المفاصل والنسا والنقرس ويحفظ الأجنة ويمنع الإسقاط ويصلح الأرحام وأمراض
المقعدة وينقي
الأخلاط اللزجة، وبالجملة فأفعاله عجيبة لا سيما في السرور والبهجة من غير تخدير
ولا اختلاط وهو حار
في الثانية يابس في الأولى تبقى قوته نحو ثلاثين سنة ، وشربته مثقال. وصنعته: قرنفل
دارصيني أسارون
من كل عشرون قاقلة كبار وصغار لسان ثور زرنب درونج بهمنان مرزنجوش فوتنج نمام
ترنجان
باذرنجويه من كل خمسة عشر يسحق الجميع ويغمر بوزنه من كل من ماء الورد والخلاف
ويحشى
في الزجاج ثم يؤخذ لؤلؤ نقى مرجان كهربا من كل ستة ذهب فضة مسك عنبر عود من كل
ثلاثة تخلط
ج 1 ص 322
بعد السحق كما تقدم وتوضع في القابلة ويقطر الماء عليها حتى يستقصى وترفع القابلة
وتجعل في ماء حار
إلى عنقها ثلاثا ثم يؤخذ شراب تفاح ورمان وريباس وعسل من كل نصف رطل تجمع على نار
لينة وتسقى بماء في القابلة ثم تنزل وقد سحق صندل أحمر وأصفر وأبيض من كل خمسة بزر
مرو
وريحان من غير سحق من كل أربعة زمرد مثقال فيضرب في المعقود ويرفع [ مفرح ]
ينفع من كل
ما نفع منه الأول إذا كان عن حرارة ويصلح مزاج الشبان ويسكن فساد الحارين وينفع من
الطاعون
والوباء جرب ويصلح تغير الهواء وهو بارد في الثانية يابس في الأولى شربته وبقاء
قوته كالأول وقد
ضمنا في استخراجه واستنباطه عدم الضرر. وصنعته: صندل بأنواعه الثلاثة زرشك كزبرة
يابسة
ورد من كل عشرون عود نعناع مرزنجوش من كل عشرة تغمر بوزنها ثلاثا من الخل المصعد
وتقطر على سبعة دراهم من كل من الكهربا واللؤلؤ والفضة وأربعة من كل من الزمرد
والمرجان
ودرهمين من كل من العنبر والمصطكى والسعد ثم يسقى هذا الماء بثلاثة أرطال من السكر
الجيد
حتى ينعقد وينزل فيضرب فيه دارصيني أملج كابلي طين مختوم بزر رجلة من كل خمسة
طباشير
ثلاثة كافور مثقال ويرفع ولا يخفى التعديل والتنزيل على الأمزجة سنا وبلدا وزمنا
على الحاذق
واستنباط ما شاء إذا استحكم القوانين التي أسلفناها [ مفرح ] بالغ
النفع في الأمراض الباردة حيث
كانت والجنون والوسواس ويقوي الأعضاء بأجناسها الثلاثة ويفتح السدد وهو حار في
الثالثة يابس
في الثانية تبقى قوته إلى سنتين ، وشربته مثقال. وصنعته: أشنة أظفار طيب نارمشك
فرنجمشك
سواء قرفة قرنفل دارصيني سنبل طيب من كل كنصفها مصطكى زعفران من كل كربعها يعجن
بالعسل ويرفع [ مفرح ] عكسه طبعا وفعلا ؛ لأنه يصلح الأمراض الحارة
وينقي الأبخرة ويعدل مزاج
الكبد والكلى وهو في الثالثة تبقى وقته كالأول ، وشربته مثقالان. وصنعته: خشخاش
أبيض
كزبرة بزر بطيخ من كل ثلاثة طباشير ورد لسان ثور من كل واحد ونصف عصارة الأمير
باريس
طين مختوم من كل واحد يعجن بعسل الكابلي [ مفرح ] معتدل ويعدل سائر
الأمزجة ويكسر
سورة الدم ويخرج ما فسد من الأخلاط الثلاثة ويقوي الحواس والأعضاء كله والحفظ ويزيل
الإعياء والكسل والبلادة والخفقان والرياح وضعف الشهوة والديدان والماليخوليا
والوسواس
والسرسام، وبالجملة فهو عجيب الفعل جليل المقدار غزير المنافع لا تسقط قوته بتمادي
الزمان وله زيادات
إذا أضيفت إليه ترجم بمعجون الياقوت المخلص من الوباء والطاعون أكلا وطلاء بدهن
البنفسج.
وصنعته: شاهترج باذرنجويه لسان ثور تنبول من كل عشرة بهمنان من كل خمسة لا زورد
طباشير
طين مختوم من كل ثلاثة كابلي منزوع إبريسم صنذل جفت فستق من كل اثنان مرجان لؤلؤ
كهربا
من كل واحد عود نصف مثقال ينخل ويؤخذ ماء ورد وماء سفرجل وماء تفاح وماء رمان مر
وحماض الأترج وأمير باريس وشراب ريباس من كل رطل ويعقد به السكر وتعجن به الحوائج
وقد يزاد زعفران درونج زرنب كبابة زرنباد من كل ثلاثة ذهب فضة ياقوت أحمر من كل
واحد
قاقلة اثنان فيسمى حينئذ الياقوتي. ومن المفرحات معجون المسك ودواؤه وقد أدرجنا ذلك
في بابه
ومتى لم يكن المفرح قلبيا فإن تفريحه بالعرض لإسهاله الخلط الموجب للغم كالسنى مثلا
وقد ضبط
قانون ذلك فليراجع [ مقل ] عند الإطلاق يراد به صمغه، فإن كان إلى
الحمرة والمرارة فالمقل الأزرق أو
إلى الصفرة فمقل اليهود وكلا النوعين صمغ شجر كالكندر بأرض الشحر وعمان ويعظم جدا،
أو
إلى غبرة وسواد فهو الصقلي وكثيرا ما يجلب هذا من المغرب ويطلق المقل على شجر
كالنخل ثمره
رطبا يسمى النهس ويابسا الوقل وليفه هو المعروف بالمسد وهذا المكي يؤكل في
المجاعات، والمقل
ج 1 ص 323
بالهندية دواد هر والبربرية كورا ويسمى الدوص والدوم ضرب من البلوط في الحقيقة
وصمغه
بمصر يسمى اللبان الشامي فلا أدرى كيف التبس على بعضهم بالمقل وقد يغش بالمر والفرق
بينهما
لزوجة المقل وبريقه وهو يجتنى كالصموغ وقد يدرك في أبيب وأجوده الصافي البراق
الأصفر المر
السهل الانحلال تبقى قوته عشرين سنة وهو حار في الثالثة يابس فيها أو في الثانية
ينقي الصدر
والرئة وأوجاع الحلق وأمراض القصبة والربو والسعال وضعف الكبد ورياحها والسدد
والكلى
ويحل الخام والمدة وعرق النساء والنقرس والبواسير مطلقا ويطلى من خارج فيبرئ
القوابي وسائر
الآثار بالخل أو ريق الصائم ومن شرب منه كل يوم بالخل انهزل لحمه سريعا وهو يدر
الفضلات
ويسقط وينقي الأرحام ولو بخورا وهو يضر الرئة ، وتصلحه الكثيراء والكبد ، ويصلحه
الزعفران
، وشربته درهم وبدله ثلثا وزنه مر وربعه صبر والمقل المكي قابض يقطع الدم والإسهال
المزمن قيل
ويخرج الباردين وليف المقل إذا أحرق وغسل به البدن منع الجرب والحكة ويولد القمل
وخشبه
إذا طبخ وشرب جفف القروح المزمنة وحلل البلغم [ مقنعة ] هي عبارة عن
اللبن الحليب إذا
سخن قليلا ووضع فيه عصارة الخرنوب الشامي وأجودها المعمول من لبن البقر والخرنوب
الذي
قارب الحلاوة ولم يجف وهي حارة في الأولى أو معتدلة رطبة في الثانية تسكن الحرارة
والعطش
وتذهب الحميات ومرارة الحلق وخشونة الصدر المزمنة والوسواس والماليخوليا والأخلاط
التي
في المعدة وضعف الكبد وحرقة البول وتسمن بافراط إذا لوزمت وتزيل الحكة والجرب
والأخلاط
السوداوية ولا نعلم به ضررا [ مقد ] الصبر [ مقلياث ]
الحرف بالسريانية أو ما قلى من سائر البزور
[ ملح ] إما معدني ويسمى البري والجبلي أو مائي والأول رطوبة أو بخار
يرشح من أغوار قد جاورت
سباخا وقد تلطف بالتصعيد والتقطير والثاني ماء عذب ورد على سبخة والفاعل في الكل
حرارة
غلظت الرطوبات أو الماء لحل تلك الأجزاء فيها ثم اشتدت مستعينة بنحو الشمس فعقدت
المجموع
شيئا هو الملح فإن كانت الأرض كبريتية انعقد أسود لينا دهنا وهذا هو النفطي أو طيبة
التربة
حمراء والماء أكثر من السباخ كيفما انعقد قطعا شفافة حمراء وهذا هو الهندي أو خفت
الحرارة
وصفت الأرض بيضاء انعقد صفائح بلورية وهذا هو الأندراني والداراني أو كانت الحرارة
قوية
والبخار متعفنا انعقد قطعا صافية بين بياض وسواد مع حرافة وهو المر أو صح الماء
والتربة واعتدلت
الحرارة انعقد مختلف الشكل ما بين قطع ودقيق ويسمى هذا ملح العجين وأجود الكل
الأندراني
من المعدني ثم المر المائي فملح العجين كذلك فالهندي المائي ويعز وجوده وأردأ
الجميع المر المعدني
ومما يلحق بالهندي ما يتولد بين بجيلة وزهران من أعمال اليمن وقد يحل ملح العجين
ويعقد فيفصل
في السابعة سائر الأنواع ويقوم مقامها في الأعمال والملح يطلق عاما على التنكار
والقلى والبورق
والنوشادر وكل في بابه وعرفا شائعا على هذه الأنواع فلذلك جمعت هنا ومن الملح مصنوع
من
الأرمدة وكل نبت جمع التفاهة والحرافة كالطرفاء والرجلة إذا حلت وجرت وعقد ماؤها
وأجودها
ما استعمل الملح محرقا محلولا معقودا وهو حار يابس المر المعدني في الرابعة والمائي
منه والنفطي
مطلقا في الثالثة والباقي في الثانية إلا محرق ملح العجين ففي الأولى حرا ويبسا إن
حل وعقد وإلا
حرا فقط وكله يستأصل البلغم والرطوبات اللزجة والسدد والخام ونزف الدم ووجع الأسنان
واللحم الميت ويدمل الجراح خصوصا المر بصمغ الزيتون وأكثرها فعلا في إصلاح الدماغ
وحدة
الذهن وأمراض العين كحلا كالبياض والسلاق والسبل الأندراني بل قيل لا يدخلها غيره
وفي
الاستسقاء والماء الأصفر الهندي والسوداء ونحو الوسواس النفطي وفيما لجج بالعظام من
اللزجات
ج 1 ص 324
المر وكل بالخل غاية في منع سعى الأواكل والعفونات غسلا وتنقية الدرن والآثار
والنزلات بالصبر
طلاء والأورام كمودا مع الذرة والخل والأوجاع مع الفوتنج والحكة والجرب والقروح
والجدري
والجذام مع الأدهان خصوصا الزيت والسموم واللسعات مع العسل والترهل والتهييج به
وبالخل
وأورام الأنثيين مع جوز مائل والدماميل مع العجين والداحش مع الحناء أو التين
وانبعاث الدم
مع الخمر والصوف والقوابي معهما وكذا السعفة والكسر والخلع مع الزفت والكل يمنع
التخم
وفساد الأطعمة بالتعفن ويحسن اللون ويهيج الشهوة وينظف المعدة مع السكنجبين بالقيء
ويؤمن
من الجذام وجزء من محرقه مع محرق الشب وصاعد النوشادر يصير الفم كاللآلئ وهو في
إزالة
السبل مجرب والبياض مع اللؤلؤ وهو يضر الدماغ ويظلم البصر ، ويصلحه الشيء والصعتر ،
وشربته
إلى درهمين. ومن خواصه: أنه إذا وضع منه على باب مريض ثلاثة دراهم في مجمرة والطالع
العقرب
أو السرطان فإن طار إلى البيت لم يمت في ذلك المرض ومنها أن معقوده عن سابعه إذا
كلس به
المشترى وغسل ثلاثا ثم قطر عنه أربعا مازج مجرب وأنه إذا ربط في خرقة حمراء على
يسار الماخض
وضعت سريعا وإن بخر به البيت ثم طرح رماده في جهة الشرق من بين رجليه منع السحر
والعين
[ ملح مختوم ] الهندي والصاغة التنكار والسنجى العجين والدباغين الأسود
[ مليح ] من العوسج
[ ملاح ] بالضم أندروطاليس أو القاقلى [ ملوخي ] ويقال
ملوكيا من الخبازي [ ملوح ] القطف
[ ملكاي ] سريانية معناه كحل الملائكة ؛ لأنه استفيد منهم على ما قيل
وقال جالينوس سمي بذلك
لإصلاحه البصر حتى يصير نورانيا شفافا قوى الادراك وهو ينفع من السلاق والحكة وأثر
الشرناق
وزيادة الحمرة والوردينج وباقي الأرماد في غير زمن الزيادة وغالب أمراض الأطفال
ويعبر عنه
الآن بالذرور الأبيض. وصنعته: نشا سكر صمغ أنزروت مربى بلبن الأتن أو النساء تسحق
وتستعمل وقد يربى الجميع بماء الورد ثم ماء العوسج فيقطع الدمعة والرطوبات وقد يضاف
اللؤلؤ
فيقلع البياض مع التمادي وإنما يستعمل لذلك إذا كان الدماغ ضعيفا بحركة الأكحال
الحادة [ ممسك ]
في المفردات يراد به الاسطوخودس وفي المركبات السوطيرا فإن قيل ممسك الحوامل فدواء
المسك
ويطلق على كحل تركيبه ليس واردا على القواعد وفيما ذكر غنية عنه [ من ]
كل طل انعقد بالحرارة
في طبقة الهواء وسقط في قوام الشمع كالخشكنجبين والصمغ على القول بأنه طل حتى عد
منه البارود
ولكنه الآن علم على عسل يسقط عند قلة المطر أبيض مالم يخالط شيئا فيتغير به وهو حال
انفراده
بنفسه حار في الأولى معتدل لا يابس فإن خالط فله حكم الخليط في الطبع والفعل فإن
الخالص منه
مسهل وما على نحو البلوط قابض والدفلى قاتل وأجوده الخالص فالواقع على نحو الأنيسون
وهو
يزيل السعال وخشونة الصدر وإن كان الواقع على الطرفا مجربا في ذلك ويحل الأخلاط
الغليظة
ويقوي الكبد والإكثار منه يحرق الدم ، ويصلحه الخل [ منج ] اللوز المر
[ منسم ] حب مثلث
لا يزيد ورقه على ثلاثة على ما قيل وهو إما الهال أو مجهول [ منجح ]
يراد به في الكحل الروشنايا
والأدوية معجون النجاح [ مه ] حجر زجاجي شديد البياض وإن حك وليس بينه
وبين البلور
إلا الصلابة في هذا فإنه يقاوم الحديد فتخرج منهم النار وهو بارد يابس في الثانية
قد جرب مرارا
في قلع البياض سريعا باللؤلؤ والسكر من غير إحساس بألم ومع الملح والنوشادر والمر
والزعفران
والخل يزيل ثقل اللسان عن تجربة ويفتت الحصى ويطلق البول شربا وعلى الفخذ الأيمن
يسهل
الولادة وعلى الثدي يدر اللبن وفي اليد اليمنى يسهل قضاء الحوائج وكل ما قيل في
الزجاج فهو أجود
وحكى أنه كثير بصعيد مصر ولم نره إلا مجلوبا من نواحي الروم [ مهلبية ]
صنعها حكيم من بابل
ج 1 ص 325
يسمى دودرس للمهلب بن أبي صفرة وقد فسدت معدته واعتادت قذف الطعام فصح بها مزاجه،
وأجودها ما عمل من الأرز النقي ولبن البقر وهي حارة في الأولى رطبة في آخر الثانية
تذهب
السوداء والجنون والماليخوليا والوسواس والسعال اليابس وتولد دما جيدا وغذاء فاضلا
وتسمن
تسمينا لا يعد له شيء مع تنعيم البدن ونضارة اللون وصحة العقل وهي تضر المحرورين ،
ويصلحها
الحوامض خصوصا الحصرم قبلها. وصنعتها: أن يغسل الأرز ويغلى غلية في ماء غمره فإذا
جف
حرك وسقي لبنا قد حل فيه السكر شيئا فشيئا مع التحريك حتى يشرب عشرة أمثاله ثم يسقى
قليلا
من السمن أو دهن اللوز ومنهم من يسقيه الالية وهو رديء وقد يطحن الأرز قبل طبخه فلا
يحتاج
إلى كثير تحريك [ مو ] هو سنبل الأسد وهو نبت نحو ذراعين له ورق دقيق
وزهر بين بياض
وحمرة ينبت ببلاد الشام كثيرا طعمه كالزرنب لا كالغاريقون وفيه حدة وحرافة وعطرية
وأجوده
الحديث الرزين المائل إلى الصفرة يدرك بين الأسد والسنبلة وتبقى قوته ثمانية أشهر
وهو حار في
الثانية يابس في الثالثة أو الأولى أو رطب والصحيح أن رطوبته فضلية يقطع البلغم
والبخار النتن
حيث كان واللزوجات ويصفي الصوت ويقوي المعدة والكبد والكلى ويزيد رياح الأحشاء
والعفن
والمغص وعسر البول ويدر جميع الفضلات حتى المني ويهيج بالغا ويصلح المثانة والأبيض
النقي منه
يقطع العرق ويزيل الإعياء وأوجاع المفاصل والزيت الذي نضج فيه بالطبخ ينفع من
الرعشة والفالج
واللقوة وبرد العصب والاسترخاء وهو يصدع ، ويصلحه الخل ولو لم ينقع فيه ويضر الطحال
، ويصلحه
بزر الكرفس، وشربته مثقالان وبدله على ما قيل الفطراساليون [ مومي ]
يوناني معناه حافظ
الأجساد وهو ماء أسود كالقار يقطر من سقف غور من بلد بأعمال إصطخر بفارس فيجمد قطعا
تستخرج يوم نزول الميزان بإذن الملك فتباع وأول ما عرفت هذه ثم وجد بساحل البحر
الغربي من
أعمال قرطبة وجبال المصمودة ما يشاكلها فجرب فصح ورؤى باليمن مما يلي عمان أحجار
داخلها
جسم سيال أسود يفعل به ذلك وفي الشام في بطون أشجار والأصل الأول والباقي يقاربه.
وأما
المستعمل الآن من الآدميين فأصله قطران وصبر حلا بالعسل والخل ولطخت به الروم أبدان
موتاها
لتحفظ من الهوام والبلى ؛ لأنهم يقولون بالرجعة فإذا بقيت القوالب على حالها عرفتها
الأرواح فبالغوا
في ذلك وإن قبطيا من الأطباء في الدولة الطولونية حسن ذلك لملك كانت به أمراض كثيرة
معاكسة
لمعتقد الروم وأجود الموميا البراق الشديد البياض الطيب الرائحة تبقى قوتها أربعين
سنة وهي حارة
يابسة في الثانية أو يبسها في الثالثة، تنفع كل مرض بارد على الإطلاق ومطلق الصداع
والشقيقة
والفالج واللقوة والرعشة والكزاز والخراج والربو وضيق النفس والسل وضعف المعدة
والكبد
والاستسقاء واليرقان والطحال والمثانة والعظام والمفاصل كيف استعملت خصوصا إذا أخذت
محلولة
بالزيت على الجوع وتجبر الكسر والخلع والرض والوثى وتحبس الدم مع حل جامده وتلحم
ذرورا
وقيل لا تستعمل في كل مرض إلا مع شيء من أدويته، ففي السعال بنحو العناب والصرع
بنحو
المرزنجوش وثقل السمع بدهن الورد والأنف بالكافور والخفقان بالسكنجبين والطحال بماء
الكرفس
إلى غير ذلك والمروخ بالسمن وهذا من باب المعاونة لا أن نفعه يتوقف على ما ذكر
ويحمل فيمسك
البول وسلس الغائط ومتى حل في قطران جلا الآثار طلاء وحل الأورام ويعرك به محلولا
في العسل
اللسان فينطلق ويغرغر به فيحل الخناق ويزيل الفواق والسموم ولو بلا لبن، وشربته من
قيراط
إلى نصف درهم وبدله قفر اليهود أو زفت مع شمع وزيت مثلاه ، وأما المستعمل من هذه
العظام فضار
ينبغي أن يجتنب ؛ لأن عظام الإنسان مفسدة للأبدان تفضي إلى العمى أو ضعف البصر [
موز ] في
الفلاحة أنه من نوى التمر غرس في القلقاس وعفن بالسقي فنبت وهو شجر مربع سبط يطول
فوق
ثلاثة أذرع بحسب السقي وجودة الأرض ويزيد في نتاجه حرثه ووضع الزبل فيه ومداومة
الماء
عليه ويكون بالبلاد المعتدلة والحارة ولا يكاد يوجد في بلد زاد عرضه على ميله ويخرج
عرجونا
يطول وتعلق به ثماره بعد نثره زهرا فيه حلو كالعسل وفي كل يوم تسقط دودة من تلك
الشجرة
فتظهر عقدة يعرف بها عمره وحد بلوغه سبعون يوما ولا تختص ثمرته بزمن وأوراقه نحو
ثلاثة
أذرع طولا في عرض فيها خطوط، وحول الشجرة أفراخ إذا بلغت قطعت وقام أكبرها مقامها
والناضج غير جيد بل يقطع فجا ويكبس في أوراقه أياما وأجوده الكبار الأصفر الحلو وهو
حار
في الأولى أو بارد أو معتدل رطب في الثانية ينفع من السعال وأوجاع الصدر وخشونة
القصبة
وهزال الكلى وقلة الدم ويسمن كثيرا ولا فضلة له لجذب الأعضاء له بالطبع ومتى انهضم
غذى
كثيرا وإذا طبخ في الشيرج أو دهن اللوز وحسى أصلح الصدر وحيا وبالخل أو ماء الليمون
يبرئ
القراع والسعفة والجرب والحكة طلاء وبماء بزر البطيخ يجلو الكلف وينعم البشرة ويحسن
اللون
مجرب ورماد قشره وشجره يدمل ويقطع الدم وإن جعل ورقه على الأورام حللها وهو ثقيل
يولد
الرياح والسدد وضعف الهضم ، ويصلحه العسل أو السكر [ موم ] عربي هو
الشمع [ ميس ] هو
اللوطوس وهو شجر يقرب من الجوز الرومي إلا أن ورقه أدق وأكثر تشريفا والعود إلى
سواد
وحمرة صلب طيب الرائحة له حب أسود حلو فيه حرافة الفلفل حار يابس في الثانية يشد
المعدة
ويزيل الرطوبات اللزجة وضعف الكلى والحرقان ونشارته تبرئ السحج والقروح احتقانا
وتحل
الأورام طلاء وداء الفيل ضمادا مجرب [ ميعة ] هي عسل اللبنى فالسائل
بنفسه خفيف أشقر إلى
صفرة طيب الرائحة والمستخرج بالتقطير أغلظ منه إلى الحمرة وبالطبخ أسود ثقيل كمد
والأولان
السائلة والثالث اليابسة ولا عبرة بتسمية أهل ديارنا قشر المحلب ميعة يابسة فإنه
غير صحيح وأجودها
الأول المأخوذ في نمو الأشجار تبقى قوته عشر سنين وهي حارة يابسة في الثالثة أو
يبسها في الأولى
تحلل سائر أمراض الصدر من سعال وغيره وإن أزمن حتى بالتبخير وأمراض الأذن قطورا
والرياح
الغليظة والاستسقاء والطحال والكلى والمثانة وأوجاع الظهر والوركين والجذام وإن
استحكم مطلقا
ولو بخورا وأنواع البلغم اللزج شربا بالماء الحار وتلين برفق وتعجن بها ضمادات
النقرس والمفاصل
فيقوي عملها وإن طبخت بالزيت ومرخ بها دفعت الإعياء والنافض والخدر والكزاز والرعشة
مجرب وتمنع النزلات والزكام والصداع بخورا واليابسة تفعل ما ذكر وكلها تدر الدم
وتسقط الأجنة
خصوصا اليابسة فرزجة وتضر الرئة ، ويصلحها المصطكى قيل وتصدع ، ويصلحها الرازيانج ،
وشربتها
من مثقال إلى ثلاثة ومن قصرها على درهمين فليس بشيء وبدلها ربع وزنها قطران وثمنها
زفت
رطب [ ميبختج ] يراد به أغلوقى وهو عقيد العنب فإن قيد بالمدبر فالمراد
هو إذا طبخ ثانيا مع عشره
من السكر أو العسل فإن قيل مفوها فهذا إذا جعل فيه الهيل والجوزبوا والقرنفل ونحوها
والميبة
هي هذا المطيب وقد يراد بها شراب السفرجل وتعرف بالقرنية كما إذا ذكرت في منع
الإسهال أو
تقوية المعدة [ ميويزج ] زبيب الجبل ويطلق على ضرس العجوز أيضا [
ميسون ] ويقال له ميسوس
شراب السوسن.