الكتاب : تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب
المؤلف : الشيخ داود بن عمر الأنطاكي
المتوفى سنة 1008 هـ .
* (حرف الهاء) *
[ هاسيمون ] في الفلاحة النبطية أنه نبت أصله كالسلجم أسود مزغب له ساق
داخله رطوبة لم يزل
يدق حتى يكون كالشعر وورق كالشوك الصغير وكأنه ضرب من الكنكررد يؤكل نيئا ومخللا
وهو
حار في الثانية يابس في الأولى أو رطب لذيذ الطعم إلى الحرافة يحفظ الصحة ويلطف
الأخلاط
والرياح الغليظة ويذهب السعال وأوجاع الصدر والطحال والكلى والمثانة ويسخن الماء
فيكون
عنه الذكور بزعم النبط ونطوله ينهض الأطفال وتعليقه في خرقة خضراء قبل طلوع الشمس
يوم
الأربعاء يذهب العكس والسحر والنظرة. ومن خواص حمله في اليسار: قضاء الحوائج عند
الملوك
، وشربته ثمانية مثاقيل [ هالوك ] أسد العدس [ هاركسموه ]
ويقال هركسموه هو الرهج وسم الفأر
[ هادي ] هو الترياق الكبير [ هال ] القاقلة [ هبيد
] حب الحنظل [ هدهد ] يسمى الشبب وهو معروف
دون الحمامة كثير النقط بالصفرة والسواد وفي رأسه جمة ريش تسمى تاجه، وهو حار يابس
في الثالثة
إذا هرى بالشبت وشرب حل المغص والقولنج والسدد والحصى والدم الجامد ومرارته ودمه
يجلوان
البياض قطورا والبهق طلاء والسعفة بالعسل ودخان ريشه يطرد الهوام وعظامه الحمى
المثلثة وريشه
ولسانه معا إذا حملا أورثا الجاه والقبول وكذا لحيه الأسفل وعظم جناحه الأيسر
المثلث يعقد
الألسن ويورث المحبة واستعاط دماغه وأكل لحمه؟ يخفف؟ عن المصاب وتعليقه مذبوحا على
الباب يدفع
السحر والنظرة وأم الصبيان وحمل عينيه يقوي الحفظ ويذهب النسيان والبخور بجملته
خصوصا
ج 1 ص 335
جناحه يبرئ القروح ويدفع السحر وقيل حمل عينيه يؤمن من الجذام ويوقف ما حصل وابتلاع
قلبه ساعة ذبحه يقوي الحافظة جدا وإذا لفت أظفاره وريشه في حرير أصفر ودفن تحت فراش
المتباغضين ائتلفا وشرط ما ذكر فعله والقمر في السنبلة وإن كان ناظرا إلى الزهرة من
تثليث فهو
أشد وأقطع [ هرنوه ] تسمى شجرة العود تنبت بين الشجر وعمان وتسمى هناك
قلنبك أصلها
إلى السواد طيب الرائحة ولها حب دون الفلفل أصفر حاد يبلغ في شمس السنبلة وكلها
حارة يابسة
في الثانية تطيب النكهة وتصفي الصوت وتقوى الأحشاء وتحل الرياح والحصى وفيها إنعاش
وتفريح
خصوصا إذا مضغت وتدر البول. ومن خواصها: أنها إذا نفعت في الخمر أربعين صباحا اشتد
سوادها وبيعت عودا لم يفطن لها أحد ويعمل منها سبح تشبه العود ودخانها يمنع الزكام
والنزلات
وتحفظ الثياب من الأرضة ويقال إنها توجد بالصقالبة وأجود ما استعملت مضغا ، وشربتها
مثقال
وبدلها قاقلة [ هريسة ] تسمى البهطة وأجودها المتخذ من الحنطة النقية
المقشورة ولحم الدجاج وهي
حارة رطبة في آخر الثانية أكثر المأكولات غذاء وأشدها تقوية إذا هضمت تسمن بافراط
وتقوى
العصب وتحسن الألوان وتعين ذوي الكد والرياضة وتمنع السعال والخشونة والحرافة وضعف
الباه
وقلة الماء وتدر الدم وهي بطيئة الهضم ثقيلة تولد السدد ، ويصلحها السكنجبين. ومن
خواصها:
أن أكل الرمان عليها يوقع في الأمراض الرديءية التي لا برء لها. وصنعتها: أن يغلى
اللحم حتى تنزع
رغوته ثم يرمى معه كنصفه من الحنطة أو أقل والماء مثلاهما وتغلى مكشوفة حتى يذوب ما
في اللحم
من الدهن فينزع ويقوم الملح وتفوه بنحو الدارصيني والقرنفل وتسد بالعجين إلى نحو
عشر ساعات
ثم ترفع وتضرب وتسقى دهنها المأخوذ أولا غيره لئلا يكسبها ذفرة وقد تسقى السمن وقد
يجعل معها
لبن حليب وقيل أرز [ هرد ] الكركم [ هرطمان ] قيل العصفر
وقيل الجلبان ووصف جالينوس
يدل على أنه البسلة المعروفة بمصر [ هرمه ] الصحيح أنه مجهول [
هرموليون ] النمام [ هزار حسان ]
ويقال خزاسان بالزاي بالمعجمة الفاشرا [ هرفلوس ] قيل خس الحمار وقيل
البقلة [ هشت دهان ]
عود مجهول حكوا أنه ينفع النقرس وجعلوا له بدلا كالبسباسة ولم يتصوروا أصله [
هفت بهلو ]
معناه ذو السبعة الأضلاع مجهول [ هليون ] مشهور بالشام ومنها يجلب إلى
الأقطار وهو ينبت
ويستنبت له قضبان تميل إلى صفرة تمتد على وجه الأرض فيها لبن يتوعى إلى الحدة وورق
كالكبر
وزهر إلى البياض يخلف بزرا دون القرطم صلب ويبلغ بنيسان وهو حار في الثانية وبزره
في الثالثة
رطب في الأولى أو يابس أو بزره رطب فقط المجرب من نفعه تفتيت الحصى وإدرار البول
وتحريك
الشاهية وهو ينفع من نزول الماء وضعف البصر وأوجاع الرئة والصدر والاستسقاء والكبد
والطحال والخاصرة والرياح الغليظة ونساء الشام تسحق بزره وتجعله في بيض نيمر؟ ت
ويشربنه
فطورا ويزعمن أنه يسمن بافراط وأكل مخلله يفتح الشاهية وماؤه المطبوخ فيه إذا شرب
قيأ
البلغم اللزج اللاصق بالمعدة وهو يسكن وجع الأسنان وإن لم يطبخ بخل مضغا، وما قيل
من أنه
يقلعها إذا كانت فاسدة غير صحيح. ومن خواصه: أنه ينبت من القرون إذا دفنت كما أن
الكزبرة
تنبت من ماء غسل به بيض الحمار ورش على الطين وكلاهما مجرب وهو يضر الرئة والمحرور
، ويصلحه السكنجبين وشربة بزره مثقال وباقيه ثلاثة [ هلك ] هو الرهج لا
قرون السنبل ولا شيء
كالغبيرا [ هليلج ] بالهمزة أشهر [ هندب ] نبت معروف إذا
أطلق البقل بمصر كان هو المراد وهو
بري وبستاني والبستاني نوعان صغير الورق دقيقه وزهره أصفر وأسمانجوني وهو هندبا
البقل
ج 1 ص 336
والآخر عريض الورق خشن رخص قليل المرارة هو البلخية الهاشمية وهي باردة رطبة
في الأولى والبري صنفان اليعضيد وزهره أصفر جيد يسمى خندريلى والطرحشقوقى سماوي
الزهر
ومطلق البري بارد يابس في آخر الأولى ويبسه أكثر ودقيق الورق من هذه الأنطونيا لا
شيء
في البقول ألطف منه حتى إن الغسل يحل أجزاءه اللطيفة فلا يجرز ويتغير مع الفصول
فكيف مع
الأزمنة ومن ثم لم يصر مبرودا مع برده وهو يذهب الحميات والعطش واللهيب والحرارة
والصداع
والخفقان واليرقان وضعف الكبد والطحال والكلى شربا بالسكنجبين ويدر بقوة وإذا مزج
بمطبوخ الصندل والرازيانج قاوم السموم كلها وقوى المعدة شربا ومع الاسفاناخ يحل كل
ورم
طلاء وبالخل بعد الفصد يمنع الرمد مجرب وهو يبطئ بالهضم ، ويصلحه الرشاد ويقوم بزره
مقامه
وأهل مصر يستقطرونه فيصير محلول القوى والصواب دقه وعصره ويقال إن البري منه يجلو
بياض
العين [ هو فاريقون ] نبت بحسب زهره وورقه ثلاثة أقسام كبير عريض الورق
كالنعنع وصنف
دونه في الطول ولكنه أغزر ورقا وكلاهما أصفر الزهر صنف نحو شبر وورقه كالسذاب وكله
أحمر
حاد الرائحة وزهر الصغير أبيض وكلها تخلف بزرا أسود في شكل الشعير ومن ثم ظن أنه
الداري
وبزر الكبير في غلف كالخشخاش وجميعه يدرك في شمس الجوزاء وتبقى عشر سنين وهو من
عناصر الترياق الكبير عظيم النفع جليل القدر حار يابس في الثالثة قد جرب منه البرء
من الفالج
والخدر والنسا والنقرس والقولنج كيف استعمل حتى الدهن بزيت طبخ فيه ومن الحميات
خصوصا
الربع ومع بزر السذاب يفتح السدد ويزيل الاستسقاء واليرقان والحصى وعسر البول
والحيض وأوجاع
الورك والظهر ويقاوم السموم ويدمل القروح ويزيل الآثار وضربان المفاصل شربا وطلاء
ويسقط
البواسير مع المقل والأجنة وهو يصدع ، ويصلحه السفرجل ويضر الرئة ، وتصلحه الكثيراء
وشربة
الصغير مثقال والكبير درهم، ومن أراد قوة الإسهال للاخلاط اللزجة جعله في ماء العسل
وبدله
مثله إذخر ونصفه أصل الكبر أو شيطرج أو قردمانا وقيل بدله بزر الشبت وليس هو
الفاشرا
ولا حب البلسان [ هوم المجوس ] المرآتية [ هوفسطيداس ]
طراثيث تقارب لحية التيس وقيل
هي نفسها [ هواء ] هو أفضل الأربعة على الإطلاق لبقاء البدن بدون غيره
منها زمنا يعتد به بخلافه
لتعلقه بإصلاح أشرف أجزائه وهو القلب ؛ لأنه كما سيأتي معدن الحرارة الغريزية
فيحتاج إلى مبرد
وهو الهواء المستدخل خالصه المستخرج فاسده بالقبض والبسط عند التنفس الضروري
للحيوان
البري ومن ثم كان من الستة الضرورية وفضله على الماء باعتبار ما ذكر خاصة وإن كان
ذلك أفضل
باعتبار أمور أخر ، وأما التراب فليس له هنا فضل دخول مع أن العنصري لم يتأت
احتياجه هنا على
تقدير إمكان وجوده ، وأما النار فكذلك باعتبار الأبدان بل هي أعدم دخولا ونتيجتها
في القوى
فتمحض ما قلناه ولا شك أن الجزء الحار في الهواء وإن كان فرعيا هو أدخل في الحياة
والتأليف
والمراد به هنا كله من محيط ومختلط بل وما تحلل من مضمحل صعدته قوى العناصر وقد
انحصر
في طبقات أربعة وذلك ؛ لأن العناصر قد تقرر في العقل أنها ستة عشر قوة قوتان
حافظتان من
الطرفين وقوة سيالة في الكائنات وقوة صرفة كذلك قرر فيما وراء الطبيعة ثم قال في
الفلسفة
الأولى إن النار قد استغنت عن الحفظ والحرارة من أسفل لقصور غيرها عنها فانتفى
الأخلاط ولم
تطلب البعد من الفلك فلم تحتج أيضا إلى شيء وقوتها السيالة قد انفصلت في الكائنات
فهي في الأحجار
وغيرهما كما نشاهده من القداح والحديد والتبن والصفصاف فتمحضت الصرفة وكذا الماء
لفضول التراب
وارتفاع الهواء وانفصال السيالة المادة في كل بخار وهواء كما شاهدناه في الجبال. ،
وأما التراب فليس
ج 1 ص 337
تحته ما يحتفظ منه فاستغنى عنها هناك واحتاج إلى الحفظ من الماء وإلى قوة مادة
وصرفة ، وأما الهواء
فيحتاج إلى الكل. فتلخص أن القوى تسعة قوة في النار وقوة في الماء وثلاث في التراب
وأربع
في الهواء هي طبقاته، فأولها الطبقة المخالطة للماء ونهايتها ارتفاعا كما في صحيح
المجسطي اثنا عشر
فرسخا وبذلك ينتفى ما استشكل من أنه حار فكيف يبرد الماء إذا وضع فيه حارا فإن
الفاعل
لذلك ليس هو العنصري وفي هذه ينعقد الثلج والبرد والطل والصقيع وتليها الطبقة
الصرفة وهي
العنصرية المرادة عند الإطلاق وفي أوائلها انعقاد نحو الشيرخشك من الطلول بفاعليتها
في قابلية
المتصاعد ثم السيالة وهي طبقة تقارب الصرفة ثم النارية وهي بالنار أشبه منها
بالهواء وفيها انعقاد
الصواعق والأدخنة والنيران وغيرها كما في الطبيعيات، فإذا أطلق الهواء فالمراد
العنصري وهو الحال
في كل حيز خلا عن شاغل وبه انتفى الخلاء في العالم وهو المحيط بالاجسام وإذا قيد
بالتبريد فالمراد
المائية ويمد الأبدان بالتلطيف في الأصح لا بنفسه فإنه يرفع ما يتصاعد إلى أقاصى
سيره خصوصا إذا
اتفق مع الماء والمطلوب منه الصحيح جوهر المعدل كما وكيفا الخالي عن مغير أرضيا كان
كعفونات
وجيف أو سماويا كالدراري فإن القمر والزهرة يفعلان فيه الترطيب والتبريد وكذا
المشترى عند
الهند والشمس والحر واليبس كالمريخ وزحل البرد واليبس وعطارد التعديل وقس على
اجتماعها
التركيب بحسبه وكذا حلولها في الأبراج إذ لا شبهة أن القمر يفعل من التبريد
والترطيب إذا كان
في الحوت مثلا ما لا يفعله في الأسد وكذا المريخ في المحل بالنسبة إلى العكس وكذا
إذا اعتبرت
الشرف والوبال والميل والهبوط والتثليث والتسديس والتقابل والقران إلى غير ذلك، ثم
الهواء إذا
اعتبر بعد هذه المغيرات مناسبا للأمزجة فهو الغاية في الحياة والنمو وتصفية
الأخلاط، ويختلف أيضا
من جهة مهبه في الجهات، فإن هواء الصبا حار يابس وموضعه من نقطة المشرق إلى مطلع
الجدي،
والشمال باردة يابسة وموضعها من الجدي إلى نقطة المغرب والدبور باردة رطبة ومهبها
من نقطة
المغرب إلى مطلع سهيل، والجنوب حارة رطبة ومهبها من سهيل إلى نقطة المشرق، وهذه هي
الأصول
الأصلية ومعها أربعة أخر تليها في الحكم ومواضعها الغايات المذكورة والباقي إن تركب
من الحرارة
فهو الشروس وإلا فاللبوس وتبلغ اثنين وثلاثين قسما كما تقرر في الكنباص، وليست
طبائعها
المذكورة إلا بحسب ما تمر عليه ألا ترى أنه قد حكم برطوبة الدبور والجنوب ؛ لأن
الغرب والقبلة
من الأرض نهاية مصب المياه إذ ليس لنا ماء ينصب إلى غير المذكورتين في الوجود وإنما
حكم بحر
الجنوب ؛ لانكشافها للشمس ويبس الصبا والشمال للجبال والرمال التي هناك وبحر الصبا
لمخالطتها
الشمس من المشرق، فقد بان بهذا أن كل هواء لاقي ما يساعده كدبور عن ماء وصبا عن نار
قوى
فعله واعتدل إن انعكس كصبا تهب عن ماء وأن الصبا تزيل البلغم وتجفف الرطوبات وتفتح
السدد
وتعين على الهضم وتصلح المرطوبين جدا وتمنع النزلات وتساعد الدافعة وتحرق الصفراء
وتولد
الحكة والجرب والتشنج اليابس. وأن الشمال تشد وتمنع الاسترخاء والكسل وتقوى الحواس
والفهم والذكاء والهضم والفكر وتوجب صفاء اللون والنضارة وتورث السعال اليابس
والإسقاط
وعسر الولادة ونحو البواسير إلى غير ذلك من مقتضيات الخلط المناسب، والدبور عكس
الصبا
والجنوب الشمال وحكم صور ما تركب من المذكورات حكم مواده ويجب تحرير اعتبارها
لتأثيرها
في الأمراض وله هنا مزيد اعتناء لتأثر العقاقير بها صحة وفسادا، فإن الجنوب إذا لم
يصن عنها النبات
تأكل بسرعة وفسد خصوصا ما كثرت فيه الفضلية كالراوند والزنجبيل والصبا تفسد غير
محكم
ج 1 ص 338
المزاج كالهندباء والإهليلج. لا يقال لو صح ذلك لم يصح نبات أصلا لعدم خلوه منه. ؛
لأنا نقول إن فساد
النبات بالهواء لا يكون إلا بعد قلعه لانقطاع المادة عنه وقبوله الذبول ويجب
التعديل به إن أمكن
كالكون في مكان مفسد يمكن تعديله وفق المزاج كفرش نحو الآس إذا أريد هواء بارد يابس
والياسمين عكسه والمسك إذا أريد حار يابس والورد عكسه، فإن لم تدع الحاجة إلى تحرير
ذلك
كعدم الوباء مثلا فأحسن الأماكن ما ارتفع لعفونة هواء المنخفض والمستتر بنحو جبال
خصوصا إن
كثرت فيه المياه والأشجار كدمشق فإنها تفسد الألوان وتوخم، وعلى ما تقرر يكون هواء
المروحة
أجود بشرط أن لا يستجلب بعنف ولا قرب وما شاع في مصر من تغييره الألوان محمول على
الموضع
الوخم وينبغي النظر في الهواء من حيث تغيره بنحو المناقع فقد شاهدنا بمصر مناقع
الكتان وتخمير
الماء فيها فإن الهواء يفسد بذلك بالغا وكلما نقص من المساكن جهة أو جاور مغيرا
فالفرض في مزاج
أهله التغير بحسبه كنقص الجفاف بمصر لاستتار الشمال ومن ثم أفرطت رطوباتهم وفسدت
أدمغتهم
وكثر فيهم نحو النزلات، وغالب ما يفسد الهواء حلول البخار العفن خصوصا إذا كان
متخلخلا كهواء
مصر وقت مد النيل فتخرج بخارات الأرض فيه فيفسد الثمار وغيرها لتأثر الثلاثة به.
وإذ قد علمت
طبيعة كل هواء وأنه يتغير للطفه بكل مؤثر فلتعدل به كل مزاج على أوفق حالة تريد
وذلك التعديل
قد يكون ببعضه كعفونة حدثت من هواء الجنوب لرطوبته فتعدل بمقابلة الشمال وقد لا
يمكن ذلك
فبرش ما يجفف والتدخين به، وقد قرروا أن خروج الهواء عن الصحة لا يكون إلا في
الوباء وأن
من المجرب لتعديله حينئذ الدرونج والطرفا بخورا والعنبر واللاذن والقطران مطلقا
والطين المختوم
أكلا والأترج والخل والآس شما وأكلا ورشا وكذا البصل والنعنع، ومتى حل في الهواء
ريح فإن
قلنا هي بخارات فإصلاحها بحسبها سواء صعدت من احتقان زلزلي أم لا غير أن التحرز بما
يدفع
العفونة في الأول أشد، ومن أراد الأدلة الفلسفية على ما ذكر فعليه بما ذكرناه في
شرح القانون
[ هيل بو ] القاقلة [ هيرون ] البري من الرطب والثمر [
هيزارم ] النعنع.