حرف الخاء

 

خانق النمر: قال ديسقوريدوس في الرابعة: أفرينطن هو نبات له ثلاث ورقات أو أربع شبيهة بورق النبات الذي يقال له فعلامينوس أو ورق الفنا إلا أنه أصغر منه وفيه خشونة وله ساق طوله نحو من شبر وأصل شبيه بذنب العقرب يلمع مثل القوارير، وقد زعم بعض الناس أن أصل هذا النبات إذا قرب من العقرب أخمدها وإذا قرب الخربق منها أنعشها وقد يقع في أدوية العين المسكنة لأوجاعها وإذا صير في اللحم وأطعمته النمور والخنازير والذئاب والفئار وسائر السباع قتلها. وقال غيره: والذين يسقون هذا المواء يعرض لهم على المكان في حس المذاق حلاوة مع شيء من قبض ثم من بعد ذلك يعرض لهم سدر وخاصة عند النهوض ورطوبة في أعينهم وثقل في صدورهم وفيما دون الشراسيف مع خروج رياح كثيرة من أسفل، وينبغي حينئذ أن يحتال بإخراج الدواء بالقيء والحقن وأن يتقدم في سقيهم هذه الأشياء التي نذكرها وهي الصعتر أو سذاب أو قراسيون والأفسنتين أو جرجير أو قيصوم أو كمافيطوس وأي شيء اتفق لهم من هذه الأدوية فليسق بشراب، وقد يوافقهم أيضاً دهن البلسان إذا أخذ منه مقدار درخمي ويسقى بشراب أو أنفحة الأرنب أو أنفحة الجدي أو أنفحة الإيل إذا شربت بخل نفعتهم وخبث الحديد والحديد بعينه أو الذهب أو الفضة أيها كان مقداراً بعد أن يحمى ويبرد وينقع في شراب ويشرب بالشراب فإنه ينفعهم، وماء الزباد أيضاً مع الشراب نافع لهم، ويقال: إن الكمافيطوس خاصة جيد نافع لهم.

 

خانق الذئب: ويسمى أيضاً قاتل الذئب. ديسقوريدوس في الرابعة: قد يكون صنف من الاقوينطس ومن الناس من يسميه أوفقطوس وقد ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها إيطاليا في الجبال التي يقال لها أولسطينا وله ورق شبيه بورق الدلب إلا أنه أشد تشريفاً منه وأصغر بكثير وأشد سواداً، وله ساق شبيه بساق النبات الذي يقال له بطارس وأغصان جرد طولها نحو من ذراع أو أكثر قليلاً، وثمر في غلف ذات طول يسير وعرق شبيهة بأرجل الأربيان مبرد وتستعمل في قتل الذئاب وأنها إذا صيرت في لحم ني فأكلت الذئاب منه قتلها. جالينوس: في 7: هذا أيضاً قوته على مثال قوة خانق النمر إلا أنه مخصوص بقتل الذئاب خاصة كما أن ذلك يقتل النمور خاصة.

 

خانق الكلاب: ويسمى أيضاً قاتل الكلاب. ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش له قضبان طوال دقاق عسرة الرض وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأحد طرفاً، ثقيل الرائحة ريان من رطوبة لزجة صفراء، وله خمل شبيه بعلف الباقلي في طول أصبع وفي جوفه بزر صغير صلب أسود وورق هذا النبات إذا خلط بالشحم والخبز معه وأطعمته الكلاب والذئاب والثعالب والنمور قتلها وهو يضعف قوائمها ساعة تأكله ولا يكون لها نهوض. جالينوس في السادسة: هذه الحشيشة تسمى بهذا الاسم لأنها تقتل الكلاب بالعجلة، كما أن قاتل الذئاب يقتل الذئاب وقاتل الكلب أيضاً يقتل الناس، ورائحة هذه الحشيشة نفسها منتنة شديدة النتن وهي لذلك حارة لا محالة وحرارتها ليست بالضعيفة وليس يبسها بقياس حرارتها، فهذا بهذا السبب إذا وضع منها ضماد حللت تحليلاً بليغاً.

 

خانق الكرسنة: هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو.

 

خالوماقي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات إذا دق دقاً ناعماً وشرب بالماء كان صالحاً لوجع القلب. جالينوس في الثامنة: قوّة هذا النبات تسخن كأنها في الدرجة الثالثة وتجفف كأنها في الدرجة الأولى.

 

خاماقسيس: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه مورق سنبل الحنطة إلا أنه أطول منه وأدق وهو كثير وله قضبان طولها نحو من شبر مملوءة من ورق القضبان خمسة أو ستة مخرجها من الأرض وله زهر أبيض شبيه بالخيري إلا أنه أصغر منه مُر شديد المرارة وأصل أبيض دقيق لا ينتفع به في الطب وينبت في العمارات. جالينوس في الثامنة: زهر هذا النبات شديد المرارة فهو لذلك يفتح سدد الكبد وبعض الناس يسقي منه من به وجع الورك.

 

خاماسوفي: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه سوفي وهو نبات له عيدان وطولها نحو من أربعة أصابع وهي لاطئة مع الأرض على استدارة وهي مملوءة من لبن وعليها ورق شبيه بورق العدس ويشبه ورق النبات الذي يقال له نيلص صغار دقاق مع الأرض، وتحت الورق ثمر مستدير مثل ثمر نيلص وليس لهذا النبات زهر ولا ساق وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب. جالينوس في الثامنة: قوة هذا الشجر قوة تجلو، وفيه مع هذا حدة وحرافة، ولذلك صارت متى وضع من أغصانها ضماد على الثآليل المنكوسة المعروفة برؤوس المسامير وعلى الخيلان نثرها، وكذا يفعل أيضاً إذا طلي على هذه الثآليل، وإذا عولج بكل واحد من هذين أيضاً مع العسل الأثر الغليظ الحادث في العين جروه وهما للظلمة الحادثة في البصر من قبل الأخلاط الغليظة ولابتداء الماء. ديسقوريدوس: وعيدان هذا النبات إذا دقت ناعماً وخلطت بشراب واحتملت كما تحتمل الفرازج سكنت وجع الأرحام، وإذا تضمد بها سكنت الأورام البلغمية وقلعت الثآليل التي يقال لها أقروحوديس، والثآليل التي يعرض فيها شبيه بدبيب النمل، وإذا طبخت وأكلت لينت البطن وقد يفعل لبن هذه العيدان ما تفعله العيدان، وإذا لطخت به لسعة العقرب نفع منها، وقد ينفع غشاوة البصر والقرحة العارضة في العين التي يقال لها أحيلوش والتي يقال لها ميقاليون، والأثر العارض في العين من اندمال القروح وابتداء الماء إذا خلط بالعسل واكتحل به، وقد ينبت في أماكن صخرية ومواضع يابسة. لي: قد فسر حنين المترجم في الثامنة من مفردات جالينوس هذا النبت بالتين الجبلي وهو قول بعيد عن الصواب لأن التين الجبلي ذكره ديسقوريدوس في 1: مع أنوع الشجر العظام، وذكره جالينوس مع التين أيضاً وسماه التين الفج، وهذا نبات لا نسبة بينه وبين التين إلا في الاسمية فقط لأن اسم التين باليونانية سوفي أيضاً فمن أجل ذلك قضى حنين على هذا النبت بأنه التين الجبلي وغلط بغلطه كثير من المصنفين كمثل ابن واقد وغيره، فمن رام الجمع بين قول ديسقوريدوس وقول جالينوس على دواء دواء أخذوا منافع خاماسوفي هذا وأثوابها مدرجة مع التين وقنعوا بالاشتراك في الاسمية، ولم يتأمل واحد منهم المباينة في ماهية نبات عيدانه طولها أربع أصابع لاطئة مع الأرض وفي ماهيته شجرة من عظام الشجر، وخاماسوفي هذا وقفت على نباته بظاهر القاهرة بالمطرية وبعين شمس أيضاً وهي على الصفة التي ذكرها ديسقوريدوس سواء، وأهل ذلك الصقع يزعمون أنه إذا أكله صاحب البواسير وهو أخضر مع الخبز الحار نفع منها وجففها وفيه نوعية مّا.

 

خامالاون: هو الدابة المعروفة بالحرباء عن كثير من التراجمة وقد ذكرت الحرباء في حرف الحاء المهملة.

خامالاون لوقس: معنى لوقس باليونانية أبيض وهو الأشخيص بالعربية وبعجمية الأندلس بشكرانية وبالبربرية أداد بدالين مهمتلين، وقد ذكرت الأشخيص الأبيض في حرف الألف.

خامالاون مالس: يراد به الخامالاون الأسود وهو الأداد الأسود أيضاً بالبربرية وهو قتال، ويعرفه البربر بالوحيد لأنه إذا نبت بأرض لم يطلع فيها سواه، ومن أجل ذلك سماه بعض علمائنا أسد الأرض، وهذا النبات كثير بأفريقية مشهور بها بما ذكرت وخاصة بموضع من أعمال ناحية القيروان تسمى عزرة فإنه ينبت عندهم كثيراً ويقتلون به السباع بأن تؤخذ أصوله تدق وتوضع في بطن بعض البهائم ويرمى به في طرق السباع فأي حيوان أكل منها قتله وحيا.

خامالاء: تأويله باليونانية زيتون الأرض، وهو المازريون ولقد غلط كثير من المفسرين في قولهم أن المازريون هو أسد الأرض وهذا تفسير الخامالاون الأسود أحق به كما تقدم، وسبب غلطهم في ذلك الاشتراك في الأسماء اليونانية في بعض صور الحروف ولم يفرقوا بين خامالاء وبين خامالاون، وقد تكلمت على هذا الغلط وأشباهه بما فيه الكفاية في كتابي الموسوم بالإبانة والأعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام.

 

خاليدونيون: معناه باليونانية الخطافي منسوب إلى الخطاف وهي العروق الصفر عند الأطباء وقد ذكرته في العين. ديسقوريدوس: وقد يظن قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجفف مع غيبوبتها ويظن قوم إنما سمي بذلك لأنه متى عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم بهذا النبات إلى فراخها فردت به بصره.

خاماميلن: تأويله باليونانية تفاح الأرض وهو البابونج وقد ذكرته في حرف الباء.

خاماذاقبي: تأويله باليونانية غار الأرض وسيأتي ذكره مع ذاقبي الإسكندراني في حرف الذال المعجمة.

خافور: زعم قوم أنه المر والعريض الذي يتخذ عندنا بالأندلس في الحور، وسنذكره بأنواعه في حرف الميم، والخافور أيضاً عند أهل مصر هو الخرطال الذي يكون في الشعير وسنذكره فيما بعد. قال أبو حنيفة: هو نبات له حب تجمعه النمل في بيوتها.

خامانيطس: تأويله صنوبر الأرض وهو الكمافيطوس، وسأذكره في الكاف.

خامادريوس: معناه باليونانية بلوط الأرض وهو الكمادريوس، وسيأتي ذكره في الكاف.

خاما أقطي: معناه خمان الأرض باليونانية فيما زعم الغافقي وهو الخمان الصغير أيضاً وأقطي هو الخمان الكبير، وسنذكره فيما بعد.

خامشة: بكسر الميم وفتح الشين المعجمة وهو الشيطرج الشامي عند أهل البيت المقدس وما والاه من الأعمال الشامية، وسيأتي ذكر الشيطرج في حرف الشين المعجمة.

 

خبازي: بعض علمائنا منه بستاني يقال له الملوكية ومنه بري معرب ومنه كبير كالخطمي. ديسقوريدوس في الثانية: الخبازي البستاني وهو الذي يسميه أهل الشام الملوكية يصلح للأكل أكثر مما يصلح البري وهو رديء للمعدة ملين للبطن ويدر البول وخاصة قضبانه نافعة للأمعاء والمثانة، وورقه إذا مضغ نيئاً وتضمد به مع شيء من الملح نقى نواصير العين وأنبت فيها اللحم، وإذا احتجنا أن نحمل به استعملناه بلا ملح، وإذا تضمد به كان صالحاً للسع للزنابير والنحل، وإذا دق وهو نيء وخلط بزبد وتمسح به أحد لم تأخذ فيها لسعتها، وإذا تضمد به مع البول أبرأ قروح الرأس الرطبة والنخالة وإذا طلي على الجسد بعصارة ورقه وحدها أو مخلوطة بدهن لم تلدغه الزنابير للزوجتها، وإذا طبخ ورقه ودق ناعماً وخلط به زيت ووضع على حرق النار والجمرة نفع منها، وطبيخه إذا جلس فيه النساء لين صلابة الأرحام والمقعدة وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة، وسوقه وورقه إذا طبخ بأصوله نفع من الأدوية القتالة، وينبغي أن يشرب ويتقيأ ويفعل ذلك دائماً وقد ينفع من لسعة الرتيلا ويدر اللبن، وبزره إذا خلط ببزر الحندقوقي البري وشرب بشراب سكن أوجاع المثانة. جالينوس في السابعة: أما الملوكية البرية وهي الخبازي فقوتها قوة تحلل وتلين قليلاً، وأما الملوكية التي تزرع في البساتين والمباقل فبحسب ما فيها من الرطوبة المائية تكون قوتها أضعف وبزرهما جميعاً أقوى منهما، وفضل قوته عليها بحسب فضل نسبته، ومن الملوكية صنف آخر يقال لها ملوكية الشجر وهو بين هاتين إلا أن تحليله أكثر من تحليل المذكورتين وله اسم يخص به وهو الخطمي. الشريف: وإذا طبخ ورقه بالماء وخبص به على الدماميل والأورام التي يحتاج إلى تفجرها حللها وفتحها وأخرج ما فيها من المواد، وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة. ابن ماسويه: هو بارد رطب في الأولى وخاصة البستاني منه رديء للمعدة الرطبة نافع من وجع المثانة وبزره أنفع وهو صالح في الخشونة الحادثة في الصدر والرئة والمثانة، وإذا طبخ بدهن وضمدت به الأورام الحادثة في المثانة والكلي نفع، وإن ضمد به الأورام الحارة سكنها وأذهبها. سفيان الأندلسي: تنفع غذاء من السعال اليابس الحادث عن خشونة الصدر وبزرها إذا أضيف إلى أدوية الحقن أزال ضرر الأدوية الحادة.

 

خبة: هو بزر يشبه بزر الخشخاش أو أثق منه ونباته يشبه اللسان، وإذا سقط زهره يخلف أوعية كالقرون لطاف دقاق فيها بزر وقد ذهب جماعة إلى أنه البودري. أبو حنيفة: هي التي تسمى بالفارسية السنة تحمل من عندنا إلى العراق وهو حب أصفر إلى السواد يسير يؤكل ويشرب باللبن والنساء يولعن بشربها. المجوسي: أجودها الحمراء المجلوبة من بلاد الأكراد وهي حارة رطبة ورطوبتها قوية تنفع أصحاب السوداء إذا شربت بالسكر وهي تخصب البدن وتسمّنه.

 

خبث: جالينوس في الثامنة: كل خبث فهو يجفف تجفيفاً شديداً إلا أن خبث الحديد أشدّ تجفيفاً وإن أنت سحقته مع خلِ الخمر الثقيف جداً ثم طبخته صار منه دواء يجفف القيح الجاري من الأذن زماناً طويلاً حتى أن من يرى هذا الدواء ينطبخ يتعجب منه ولا يصدق من قبل أن يمتحنه ويجربه إلا أن الأذن لا يمكن فيها أن تحتمل مثل هذا الدواء، فأما خبث الفضة فيخلط في المراهم التي تجفف. ديسقوريدوس في الخامسة: خبث النحاس أيضاً يغسل كما يغسل النحاس المحرق وقوته شبيهة بقوّته إلا أنه أضعف من النحاس المحرق، وأما خبث الحديد فإن قوّته شبيهة بقوة زنجار الحديد إلا أنه أضعف وإذا شرب بالسكنجبين منع مضرة الدواء القتال الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر، وأما خبث الرصاص فأجوده ما كان منه في لونه شبيهاً بلون الكبريت الأصفر وكان كثيفاً مكنزاً عسر الرض ولم يخالطه شيء من الرصاص وكان أصفر صافياً شبيهاً في صفائه بالزجاج وقوة خبث الرصاص أشد قبضاً وقد يغسل في صلاية بأن يصب عليه الماء في إناء ثم لا يزال يفعل به كذلك إلى أن ينفذ خبث الرصاص ثم يترك حتى ينقص ما فيه من اللزوجة ويذهب عنه لون التفاح ويفعل به ذلك حتى تذهب خنارته وغلظه ثم يترك الماء حتى يرسب خبث الرصاص في أسفله ثم يصب عنه الماء ويؤخذ ويعمل منه أقراص ويرفع، وخبث الفضة قوته شبيهة بقوة موليدايا، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المعروفة بالدكن والمراهم التي يختم بها القروح وهو قابض جداً. ابن سينا: خبث الحديد يحلل الأورام الحارة وينفع من خشونة الحقن ويقوي المعدة وينشف الفضلة ويذهب باسترخائها إذا سقي في نبيذ عتيق أو شرب بالطلاء ويمنع نزف البواسير وخصوصاً إذا نفع في نبيذ مخلوط به عتيق، ويمنع الحبل ويقطع نزف الحيض وهو غاية فيه وكذا في البول ويشد الدبر طلاء. التجربتين: خبث الحديد المنسحق منه الطافي على الحديد عند سبكه وهو الذي يعرفه الحدادون بلبن الحديد إذا خالط أدوية المعدة والكبد والطحال الرطبة والأعضاء الداخلة المحتاجة إلى التجفيف والقبض والأدوية النافعة من تقطير البول وقرحة الأمعاء والمثانة نفع من عللها نفعاً بليغاً، ويجب أن يلطف قبل ذلك بسحقه مع الخل وتجفيفه في الشمس. الغافقي: خبث الحديد يزيد في الباه ويحلل ورم الطحال، وإذا دق وغسل عشرين مرة أو أكثر وجعل في قدر وجعل عليه من الزيت العذب ما يغمره بثلاثة أصابع ويطبخ حتى يذهب الثلث، ثم جعل فيه أوقية من خزف مدقوق منخول ولعق منه كل غداة فإنه يصفي اللون ويذهب بفضول البدن.

 

خبز: جالينوس: وأما الضماد المتخذ من خبز الحنطة نفسها فهو يجذب ويحلل من طريق أن في الخبز ملحاً وخميراً لأن في الخميرة قوة تجذب من عمق البدن وتحلل. ديسقوريدوس: والخبز المتخذ من سميد الحنطة التي وصفنا أكثر غذاء من الخشكار، وأما الخبز المعمول من دقيق الحنطة التي يقال لها سطابنو فإنه أخف وهو سريع النفوذ، وخبز الحنطة إن طبخ بمالقراطن أو عجن من غير أن يطبخ معه وخلط ببعض الحشائش الموافقة وتضمد به سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده التبريد اللين، والخبز اليابس العتيق يعقل البطن المسهلة إن كان وحده أو خلط بأشياء أخر، والخبز اللين إذا بلَ بماء وملح وتضمد به أبرأ من القوابي المزمنة. الرازي في الحاوي قال: قال جالينوس في أغذيته: الخبز الكثير النخالة سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء وبالضد القليل النخالة يبطىء غاية الإبطاء في الخروج ويكثر غذاءه قال: وعجين مثل هذا الخبز لزج يمتد إذا مد، ولذلك هو أحوج إِلى التخمير وكثرة الدعك والعجن وأن لا يخبز من ساعته، وأما عجين الخبز الكثير النخالة فبضد ذلك، ولذلك لا يحتاج أن يلبث كثيراً في التنور وبين هذين خبز متوسط في كثرة النخالة وقلتها والنخالة تكثرها لأنه معمول من حنطة خفيفة الوزن رخوة وأن يكون معمولاً بغير استقصاء ويقل تغذية هذا، وأجود أنواع الخبز للاستمراء أكثرها اختماراً وأجودها عجيناً المنضج بنار معتدلة لئلا يشيط خارجه ويبقى داخله نيئاً فإن الخبز الذي هذا حاله رديء من أجل أن باطنه نيء وظاهره خزفي، وأما النار الضعيفة فتترك الخبز نيئاً وبعض أنواع الخبز أوفق لبعض الأبدان، وأوفق الخبز للذين يرتاضون رياضة صعبة كثيرة الذي لم يستحكم نضجه وليس فيه خمير ولا ملح كثير، وأما المشايخ والتاركين للرياضة والناقهين فالكثير الخمير المحكم النضج، فأما الفطير فإنه غير موافق لأحد من الناس ولا يقدر على استمرائه الفلاحون على أنهم أشد الناس وأكثرهم كداً فضلاً عن غيرهم، وهم أقوى الناس على استمراء جميع الأغذية الغليظة، وأما خبز الفرن فدون خبز التنور في الجودة لأن باطنه لا ينضج كنضج ظاهره وأما الذي يخبز في الطابق أو يدفن في الجمر وخبز الملة فكله رديء لأن باطنه نيء ولا ينضج بالسوية وأما الخبز المغسول فإنه قليل الغذاء، وهو أبعد أنواع الخبز عن توليد السدد لأن لزوجته وغلظه قد ذهبت عنه وصار هوائياً، والدليل على ذلك خفته في وزنه وارتفاعه فوق الماء. وقال روفس: الخبز الخشكار يلين البطن والحراري يعقله والمختمر يلين والفطير يسدد والرغيف الكبير أخف من الصغير وأكثر غذاء، وخبز الفرن أرطب من خبز التنور والملة تعقل والمعمول باللبن كثير الغذاء، والخبز الحار يسخن ويجفف والبارد لا يفعل ذلك، والخبز الذي من الحنطة الحديثة يسمن، وقال في موضع آخر منه: والخبز الذي ينثر عليه بزر الخشخاش يزيد في النوم والذي ينثر عليه الشونيز والكمون أكثر تجفيفاً ولا ينفخ بل يذهب النفخ، والخبز اللين أكثر غذاء وأشد ترطيباً وأسرع انحداراً، والخبز اليابس على خلاف ذلك. وقال ابن ماسويه: أفضل الخبز وأكثره غذاء السميذ وهو أبطأ انهضاماً لقلة نخالته، ويتلوه خبز الحواري في ذلك ثم خبز الخشكار وأحمد أوقات كله أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه أو من غد ذلك اليوم قبل أن يصلب ويجف، وحكى حنين عن ديوجانيس: أن خبز الملة أيبس الخبز وأبطؤه هضماً ولذلك يعطى لين البطن والبلة الرقيقة في المعدة. وقال في كتاب العادات: إن في الخبز الحار حرارة عرضية وفضل رطوبة بخارية فهو بسبب حرارته العرضية يعطش وبسبب الحالتين كلتيهما يشبع دفعة وأما الخبز البارد فلا يفعل شيئاً من ذلك لأن الحرارة العرضية ليست فيه والرطوبة البخارية قد تحللت منه. قالت الخوز: والخبز الحواري قوته تسمن البدن، وقال ماسرحويه: الخبز الفطير أكثر رياحاً من الخمير. الرازي في دفع مضار الأغذية: إن للخبز مع اعتياد الطبيعة ووروده عليها دائماً وجرى العادة بالاغتذاء منه مضار ينبغي أن تميز وتفصل فمنه السميذ والحواري والخشكار على مراتبها في ذلك من قلة النخالة وكثرتها والفطير والمختمر والكثير الملح والبورق والعديمة وخبز التنور والفرن والملة والطابق، فمن مضار خبز السميذ والحواري أنه أعسر خروجاً من البطن من الخشكار وأنه أكثر نفخاً وتوليداً للرياح وأنه يولد السدد في الكبد والحصاة في الكلي في المتغذي بذلك، ولذلك ينبغي أن يميل عنه إلى الخشكار من تعتريه الرياح الغليظة ويبس البطن وسدد الكبد وغلظ الطحال والحصاة في الكلى ويسرع إليه الامتلاء وتصيبه أوجاع المفاصل والتحجر فيها، ومما يدفع هذه المضار أن يكثر فيها من الخمير والبورق ويتعاهد الأكل بالسكنجبين البزوري وأخذ بزر البطيخ والكرفس مع السكر الطبرزد متى أحس بثقل تحت الأضلاع من الجانب الأيسر، والخبز الخشكار يتولد منه دم مائل إلى السواد ويكون ذلك منه بمقدار رداءته وقلة نقائه وأنه كلما كان أقل نقاء وأميل إلى السواد كان الدم الذي يتولد منه أقل مقداراً في نفسه وأغلظ وأميل إلى السواد، فيتولد عن إدمانه الأمراض السوداوية ويسرع بالهرم ويضعف عليه البدن ويقل الدم ويكون عنه الحكة والجرب والبواسير ونحوها، وإن كل من الخبز الخشكار بمقدار ما يتولد عنه من الدم المقدار الذي يحتاج البدن إليه احتاج أن تكون كميته أكثر من كمية الخبز الحواري كثيراً فثقل لذلك في المعدة ويربو وينفخ، ولا سيما إذا شرب عليه الماء ويتولد من ذلك فتوق من النفخ وإن قصر عن المقدار لم يتولد من الدم قدر الوفاء لحاجة البدن ويقل عليه اللحم الصلب وتذهب نضارته وحسن لونه ورطوبته، والذي يدفع هذه المضار أن يتأدم عليه بالإدهان والحلاوات والألبان ويد من ذلك، ويحذر التأدم عليه بالأملاح والكوامخ والحريفات ونحوها فإن ذلك يزيد في شره وقلة غذائه وسرعة خروجه من البطن فيقل استيفاء ما فيه من الغذاء أو في رداءة الدم المتولد منه حتى تتولد منه الأمراض التي ذكرنا، ويسرع أيضاً بالهرم والذبول، ولا سيما إن قلل شرب الماء عليه أو كان البلد مع ذلك يابساً أو حاراً أو مهنة الأكل مهنة متعبة، فلذلك ينبغي أن تدفع هذه المضار عنه باللبن الحليب وسائر الأدهان التي لا كيفية لها حارة كدهن السمسم، فأما الزيت فغير موافق وبعقيد العنب والسكر والتمر، فأما العسل فإنه أيضاً غير موافق لأنه يسرع بإخراجه إلا أن يقع مع دسم كثير ومع لبوب دسمة فتكسر منه وتسكنه وكذا بعقيد العنب والكمثري أوفق الحلاوات في هذا والزبد والسمن وفي الدسومات واللبن الحليب الذي لا حموضة فيه البتة أو ما ثرد فيه ثم الاسفيذباجات الدسمة، فأما كل طبيخ من حامض أو مالح أو خريف فرديء في هذا الوجه إلا أن هذا الخبز قليل الغذاء سريع الخروج، فالحلاوات تزيد في غذائه والدسومات تزيد أيضاً وتمنع قشفه ويبسه وجلاءه وجرده الأمعاء بكثرة نخالته وسرعة خروجه منها، وأما الخبز الفطير فرديء في توليد الرياح وإبطاء الخروج فلذلك يضر من يعتريه القولنج جداً، وهو أيضاً أسرع في توليد السدد والحصاة من المختمر من الخبز الحواري، فلذلك ينبغي أن يجتنب فإن اضطر إليه دفع ما يتولد عنه من هذه المضار بما ذكرنا مما يدفع به المضار المتولدة من الخبز الحواري، وأضر ما يكون بمن لا يتعب فأما من يتعب ويكد نفسه كداً شديداً فكثيراً ما يسلم منه وأما الخبز المخمر فيسلم من هذه الخلال إلا أّنه أقل منه وأضعف غذاء فمن كان شديد الكدّ وكان متخلخل البدن ضعف عن إدمانه، ومما يدفع به ذلك التأدم عليه بالآدام المغلظة واللزجة كلحوم الجملان والعجاجيل والهرايس والعصايد وترك التعب وتقليله، وكذا الحمام والتعريف والأغذية الحريفة والملطفة كالتوابل الحارة والبقول الحريفة والملح والمري والكوامخ والشراب العتيق جداً، فأما الحلواء الغليظة فنافعة في هذه الأحوال، وأما الكثير الملح والبورق فقليل الغذاء سريع الخروج وما بضده فقد بان كيف تدفع الضرر المتولد عن إدمانه بما تقدم من كلامنا وأما خبز التنور فأصلح من خبز الفرن في سرعة الهضم والخروج وقلة توليد النفخ والسدد والغلظ واللزوجات لكن خبز الفرن أوفق منه في كثرة الغذاء، ولذلك هو أصلح لمن يكد ويتعب ويحتاجون إلى غذاء متين قوي، وأما خبز الملة فأغلظ وأشد قوّة من خبز الفرن وأعسر خروجاً وأكثر غذاء إذا انهضم وليس يخفى مضاره وبماذا تدفع على ما فهم مما تقدم من كلامنا، وأما خبز الطابق فأخف من خبز التنور ولا سيما متى رقق فهو لذلك أعسر خروجاً وليس بأكثر غذاء من خبز التنور، وأما خبز الشعير فمنفخ مبكرد للبدن، ولذلك ينبغي أنه لا يأكله من لا يروم تبريد البدن به، بل إن اضطر إلى إدمانه فيستعمل بالعسل والتمر والإلية والاسفيذباجات الكثيرة التوابل ويشرب عليه ماء العسل ليأمن من تشكيه المفاصل وتوليد القولنج الصعب الشديد، وأما خبز الحمص فبطيء الإنهضام جداً، ولذلك لا يكاد ينزل، ولذلك ينبغي أن يكثر ملحه أو يؤكل بالملح متى اضطر إليه مضطر بأن يطرح في أمراق الاسفيذباجات المالحة الدسمة جداً فإنه متى لم يفعل به ذلك ولد أوجاعاً في المعدة صعبة وتبندق الثفل وعسر خروجه وآلم الكلى والأمعاء، وأما خبز الفول فمنفخ لا يكاد يدانيه في النفخ شيء من الحبوب، وهو مع هذا كثير الصعود إلى الرأس مثقل له فمن كان من الناس تعتريه الرياح في البطن فالأجود أن لا يقربه فإن اضطر إليه أكله مع الأمراق الدسمة وأخذ بعده من الفوذبخي والفلافلي والكموني ومن كان إنما يتأذى بصعوده إلى الرأس فليصطبغ بعده بخل.ت الكثيرة التوابل ويشرب عليه ماء العسل ليأمن من تشكيه المفاصل وتوليد القولنج الصعب الشديد، وأما خبز الحمص فبطيء الإنهضام جداً، ولذلك لا يكاد ينزل، ولذلك ينبغي أن يكثر ملحه أو يؤكل بالملح متى اضطر إليه مضطر بأن يطرح في أمراق الاسفيذباجات المالحة الدسمة جداً فإنه متى لم يفعل به ذلك ولد أوجاعاً في المعدة صعبة وتبندق الثفل وعسر خروجه وآلم الكلى والأمعاء، وأما خبز الفول فمنفخ لا يكاد يدانيه في النفخ شيء من الحبوب، وهو مع هذا كثير الصعود إلى الرأس مثقل له فمن كان من الناس تعتريه الرياح في البطن فالأجود أن لا يقربه فإن اضطر إليه أكله مع الأمراق الدسمة وأخذ بعده من الفوذبخي والفلافلي والكموني ومن كان إنما يتأذى بصعوده إلى الرأس فليصطبغ بعده بخل.

 

خبز رومي: هو الكعك المسمى بقسماطا وتسميه عامة المغرب البسماط.

خبز القرود: بعض شجاري الأندلس يوقع هذا الاسم على النوع الكثير من اللوف، وسيأتي ذكره في اللام.

خبز المشايخ: عامة إفريقية يسمون بهذا الاسم الدواء المسمى بخور مريم وقد ذكرته في الباء.

خترف: هو الأفسنتين في بعض التراجم وقد ذكرته في الألف.

خثي: يقال على زبل البقر وقد ذكرته مع البقر.

خدرنق: هو العنكبوت من اللغة، وسيذكره في العين.

 

خرنوب: جالينوس في السابعة: قوة هذه الشجرة مجففة قابضة وكذا قوة ثمرتها وهو الخرنوب الشامي إلا أن في الثمرة شيء من الحلاوة وقد عرض لهذه الثمرة أيضاً شبه بما يعرض لثمرة القراصيا وذلك أنها ما دامت غضة فهي بإطلاق البطن أحرى، وإذا جففت حبست البطن من طريق أن رطوبتها تنحل ويبقى جوهرها الأرضي الذي شأنه التجفيف، وقال في أغذيته أيضاً: الخرنوب الشامي يولد خلطاً رديئاً وفيه خشبية، وإذا كان كذلك فهو ضرورة عسر الإنهضام، وفيه آفة عظيمة أنه لا ينحذر ولا يخرج عن البطن سريعاً، ولقد كان الأجود والأصلح أن لا يجلب هذا الخرنوب إلينا من البلاد المشرقية التي تكون فيها. ديسقوريدوس في الأولى: قراطيا وهو خرنوب شامي إذا استعمل رطباً كان رديئاً للمعدة مليناً للبطن، وإن جفف واستعمل كان أصلح للمعدة منه رطباً وعقل البطن وأدر البول وخاصة ما ربي منه بعصير العنب. الرازي في الحاوي: إذا دلكت الثآليل بالخرنوب الفج دلكاً شديداً أذهبتها البتة وقد رأيت ذلك. وقال في دفع مضار الأغذية: الخرنوب الشامي غير ضار للصدر والرئة ومعتدل في الإسخان فمتى لم يعرض عنه عقل الطبيعة وأكثر منه فينبغي أن يعتني بسرعة إخراجه من البطن، ومما يفعل ذلك ماء العسل والجلاب. التميمي في المرشد: الخرنوب الشامي ثلاثة أنواع حار في أوّل الدرجة الأولى، يابس في آخر الثانية، وهو حابس للبطن قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته وهو رديء للصدر والرئة مقوٍّ للمعدة وأفضل أنواعه كلها نوع يسمى الصيدلاني فهو ألين من النوعين الآخرين وأقوى حلاوة من جميعها وأيسرها خشبية وهو المأكول عندنا بالشام من الخرنوب فأما النوع الآخر فإنه يسمى الشابوني وقد يقارب في حلاوته الصيدلاني، غير أنه أحسن جسماً وأقوى خشبية وقد تأكله الأكرة والفلاحون. والنوع الثالث أغلظها جرماً وأقواها خشبية وفيه حلاوة ظاهرة وعسلية مع غلظة وخشبية وهو شديد القبض ظاهر اليبس ومنه نوع يتخذ منه بالشام رب الخرنوب، ومن أعجب ما فيه من قوة القبض أنه إذا أكل على الريق حبس البطن بالذي فيه من قوة القبض، وإذا طحن ونقع فيِ الماء واعتصر واتخذ من مائه الرب المسمى رب الخرنوب، كان ربه مطلقاً للبطن مائلاً إلى البرودة والرطوبة محرّكاً للمرار الأصفر بسرعة إستحالته إلى جوهرها إذا وافاها في المعدة فأما الخرنوب البري فإنه نحيف القرون رقيقها ضئيل لا حلاوة له ولا طعم وليس ينتفع بثمرته في شيء وإنما ترتعيه العنز.

 

خرنوب هندي: هو الخيار شنبر، وسنذكره فيما بعد.

خرنوب نبطي: هو خرنوب الشوك وخرنوب المعزى أيضاً عند أهل الشام وهو الينبوت بالعربية، وسيذكر في حرف الياء.

خرنوب الخنزير: هو أبا عورس باليونانية ثمره هو المعروف عند باعة العطر بمصر بحب الكلى، وقد ذكرت أبا عورس في حرف الألف.

خرنوب مصري: وخرنوب قبطي وهو خرنوب شجر السنط ومن هذا الخرنوب تعتصر الأقاقيا بالديار المصرية في حين غضاضته ويقال لعصيره رب القرظ، وقد ذكرته في حرف القاف.

 

خردل: ديسقوريدوس في الثانية: ينبغي أن يختار منه ما لم يكن مفرط اليبس ولا فحلاً ولا شديد الحمرة وليكن كبير الحبة، وإذا دق كان داخله أصفر وفيه نداوة فما كان على هذه الصفة فإنه جيد مستحكم وللخردل قوة تحلل وتسخن وتلطف وتجذب وتقلع البلغم إذا مضغ وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالشراب المسمى أدرومالي والمسمى أونومالي وتغرغر به وافق الأورام العارضة في جنبتي أصل اللسان والخشونة المزمنة العارضة في قصبة الرئة وإذا دق وقرب من المنخرين جذب العطاس ونبه المصروعين والنساء اللواتي يعرض لهن الاختناق ومن وجع الأرحام وإذا تضمد به نفع من النقرس وقد يحلق الشعر في الرأس بالموسى ويضمد به في المرض الذي يقال له ليثرعس، وإذا خلط بالتين ووضع على الجلد إلى أن يحمر وافق عرق النسا وورم الطحال وبالجملة فإنه موافق لكل وجع مزمن إذا أردنا أن نجذب شيئاً من عمق البدن إلى ظاهره فإذا تضمد به أبرأ داء الثعلب وإذا خلط بالعسل أو بالشحم أو بالموم المذاب بالزيت نقى الوجه وأذهب كمنة الدم العارضة تحت العين وقد يخلط بالخل ويلطخ به الجرب المتقرح والقوابي الوحشة وقد يدق دقاً غير مستقصى ويشرب بماء لبعض الحميات التي تعرض بأدوار وينتفع به إذا خلطناه بالمراهم الجاذبة والمراهم التي تعمل للجرب، وإذا خلط بالتين ووضع على الأذان نفع من ثقل السمع والدويّ العارض لها، وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالعسل واكتحل به نفع من الغشاوة وخشونة الجفون، وقد تخرج عصارة بزر الخردل وهو طري ويجفف في الشمس. جالينوس في 1: الخردل يسخن ويجفف في الدرجة الرابعة. مسيّح: الخردل يحلل الرطوبات من الرأس والمعدة وسائر البدن وينفع من وجع الكبد والطحال ومن الريح والرطوبة محلل للبلغم ويجفف اللسان الثقيل من البلغم وهو حريف جلاء معطش مغث. التجربتين: الخردل إذا سحق وعجن بالعسل ووضع على مقدم الدماغ من المبرودين سخنه ونفع من النزلات المتوالية وإذا طليت به الأعضاء الباردة والقليلة الحس سخنها وقوى حركتها، وإذا أكل مع الطعام هضمه وأسخن المعدة. وإذا جعل في المصاليق التي فيها جلاء مثل السلق واستعمل قبل القيء قطع البلغم وهيأه للإندفاع. الرازي: كامخ الخردل حار حريف يجلو البلغم وشمخن المعدة والكبد ولا ينبغي أن يدمن فإنه شديد الحرافة ولا يؤكل إلا مع الأغذية الغليظة. قسطس في كتاب الفلاحة: إن شرب من بزر الخردل بشراب على الريق ذكى فؤاد آكله ونشطه للباه وإن أكل بعسل نفع من السعال ودخانه إذا بخر به يطرد الحيات طرداً شديداً جداً وإن خلط مع الحبق وشرب بشراب أخرج الدود، وإن طلي بماء الكبريت على الخنازير مع السكبينج حللها تحليلاً قوياً ويسكن وجع الضرس والآذان إذا قطر ماؤه فيها. روفس: الخردل يسخن ويلين البطن. بديغورس: الأبيض يذيب الأورام الصلبة. ماسرحويه: هو أسخن من الحرف وينفع من النافض. الرازي: إذا سحق ووضع على الضرس الدائم الضربان بلا ورم فإنك ترى منه نفعاً عجيباً سريعاً. ابن ماسويه: الإكثار منه يولد غماً وهو نافع للبرص إذا طلي عليه وإن أكل مع السلق المسلوق نفع من الصرع والسدد العارض من البلغم. البصري: الخردل نافع لجميع الأوجاع الحادثة من البلغم والمرة السوداء الحادثة من احتراق البلغم الذي يحتاج إلى استخراجها من قعر البدن إلى سطحه. غيره: بقله يؤكل مطبوخاً وهو مصدع رديء للمعدة.

 

خردل بري: زعم قوم أنه اللبسان، وسيأتي ذكره في حرف اللام.

خردل فارسي: اسم للنوع من الخردل العريض الورق المذكور تحت ترجمة بلسفي، وهذا النوع من الحرف تعرفه شجارو مغرب الأندلس بالضباب البري وأما بالديار المصرية فيعرف بها بحشيشة السلطان وهي حريفة جداً تكون كثيرة في البساتين بالإسكندرية وبالقاهرة أيضاً وأما بأرض الشام فكثيرة جداً.

خرفق: أوّل الاسم خاء مفتوحة بعدها راء ساكنة ثم فاء مروسة مفتوحة ثم قاف، وهو اسم بدمشق وما والاها للخردل الفارسي المقدّم ذكره.

 

خروع: ديسقوريدوس في الرابعة: هي شجرة تكون في مقدار شجرة التين صغيرة ولها ورق رقيق شبيه بورق الدلب إلا أنه أكبر وأشد ملاسة وسواداً وساقها وأغصانها مجوفة مثل القصب ولها ثمرة في عناقيد خشنة والثمرة إذا قشرت كانت شبيهة بالقراد ومنها يعتصر الدهن المسمى أفسقس وهو دهن الخروع وهذا الدهن لا يستعمل في الطعام غير أنه نافع في السرج وفي أخلاط بعض المراهم. جالينوس في السابعة: حب الخروع يسهل وفيه مع هذا شيء يجلو وكذا الحال في ورقه فإن قوته هذه القوة إلا أن الورق أضعف بكثير من الحب، فأما دهنه فهو أحدّ وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك يحلل أكثر منه. ديسقوريدوس: إذا نقي من حب الخروع ثلاثين حبة عدداً وسحقت وشربت مسحوقة أسهلت بلغماً ومرة ورطوبة مائية وهيجت القيء والإسهال بحب الخروع شاق صعب لأنه يرخي المعدة إرخاء شديداً ويهيج الغثيان والقيء وإذا دق حب الخروع وتضمد به نقى الثآليل التي تسمى أنوسو والكلف، وورق الخروع إذا دق وخلط بسويق سكن الأورام البلغمية والحارة العارضة للعين وإذا تضمد به وحده أو مع الخل سكن أورام الثدي الوارمة في النفاس والنقرس والحمرة. الدمشقي: الخروع مسخن في آخر الدرجة الثانية محلل للرطوبات ملين للعصب مسهل للبطن منق للعروق نافع من الخام والأبردة وكذا دهنه. قالت الخوز: إنه أبلغ الملينات يلين كل صلابة شرباً وضماداً. الرازي في كتاب المنصوري: حب الخروع جيد للقولنج والفالج ويلين الصلابات إذا ضمدت به. بديغورس: خاصته الإذابة والترقيق والتلطيف وتقوية الأعضاء. ابن سرانيون: يسهل البلغم إسهالاً ضعيفاً ويجب أن يقشر ويعطى منه من إحدى عشرة حبة إلى سبع عشرة حبة على رأي القدماء وأما على رأي المحدثين فإحدى عشرة فقط. التجربتين: ورقه الغض إذا ضمد به مطبوخاً ونيئاً نفع من النقرس البارد ووجع المفاصل وكذا أن يكب على ورقه دهن نفع من ذلك. غيره: حب الخروع الإسهال به نافع من اللقوة ومن وجع المفاصل إذا كان من رطوبة ويورث البدن صحة وهو قتال للكلاب جداً. الشريف الإدريسي: وورق الخروع إذا سخن في رضف حتى يحمى وضمد به الورم الكائن في الحلق المسمى نغنع وتعاود ذلك أسبوعاً ثلاث مرات بالليل وثلاثة بالنهار حلله وأذهبه، مجرّب.

 

خربق أبيض: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الأبورس لوقش، والنبات الذي يقال له لسان الحمل أو ورق النبات الذي يقال له أطوطا وعرنون ومعناه السلق البري إلا أنه أقصر منه وأميل إلى السواد وزهره أحمر اللون وله ساق طولها نحو من أربع أصابع مضمومة جوفاء إذا ابتدأ أن يجف يتقشر وعروق كثيرة دقاق مخرجها من رأس واحد صغير مستطيل شبيه بالبصلة المستطيلة وينبت في مواضع جبلية، وينبغي أن تيبس أصول هذا النبات وتجمع في وقت الحصاد وأجود ما يكون منه منبسط السطح انبساطاً معتدلاً، وكان أبيض هين التفتت كثير اللحم ولا يكون حاد الأطراف شبيهاً بالأذخر إذا فت ظهر منه شيء شبيه بالغبار ولحمه رقيق ولا يلذع اللسان لذعاً شديداً على المكان ويجلب اللعاب فإن هذا الصنف منه رديء خناق وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها غالاطيا والتي يقال لها عاليا، والتي يقال لها قنادوقيا فإنه أبيض شبيه بالأذخر جاف إذا شرب الخربق الأبيض نقى المعدة بالقيء وأخرج منها أشياء مختلفة وقد يقع في أخلاط الشيافات الجالية لغشاوة البصر، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث وقتل الجنين وقد يهيج العطاس، وإذا خلط بالسويق وعجن بالعسل قتل الفأر، وإذا طبخ مع اللحم هراه وقد يسقى منه على الريق وحده أو مع الدواء الذي يقال له ستصامونداس أو مع عصارة الدواء الذي يقال له ثافسيا أو مع الحب الذي يقال له القس وهو من أنواع القسوس والشراب الذي يقال له ماء القراطن، وقد يخلط بالخبيص والحسو الذي يتخذ من العدس، وقد يخلط بالعجين ويخبز ومن الناس من يخلطه بحسو كثير ويسقيه المحتاج إلى شربه، ومنهم من يسقيه بشيء كثير من الحسو الذي يقال له قيلوس، ومنهم من يطعم المحتاج إلى شربه طعاماً يسيراً قبل أن يسقيه الخربق ثم بعد أن يطعمه يسقيه، والذي يستعمل هذه الجهة من الجهات التي يسقى بها الخربق إنما يستعملها للناس الذين لا يؤمن عليهم أن يعرض لهم الاختناق والذين أبدانهم ضعيفة فإنهم إذا شربوا الدواء على هذه الحال أمنوا مضرته لأنه لا يصادف معدهم خالية من الطعام، وقد استقصى الذين تكلموا فيه بدأ وجوه استعماله وما يتدبر به من الأغذية بعد استعماله وقد يعمل منه فتائل إذا احتملت هيجت القيء. بديغورس: خاصيته إسهال الفضول اللزجة المخاطية. ابن سينا: ربما أورث شاربه تشنجاً ويقتل الإفراط منه الناس وهو سم للكلاب والخنازير ورجيع شاربه يقتل الدجاج والسمان ترتعيه وتأكله، والأجود أن ينقع منه أربعة مثاقيل في تسعة أواقي من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يصفى ويشرب، وأجود من كل هذا أن يؤخذ منه رطل فيقطع فينقع في قسطين من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يبقى الثلث ثم يصفى الماء ويطرح الخربق ويطرح على الماء عسل فائق مصفى قدر رطلين ويرفع على النار حتى يصير له قوام الأشربة وتنزع رغوته ويؤخذ منه ملعقة كبيرة كما هو ومع ماء حار وهذا سليم مأمون.

 

تتمة حرف الخاء  ................ اضغط هنا ..................